يحاول البعض ممن لا مكان لهم بين صناع القرار السياسي في العراق
جاهدين إيجاد موطأ قدم لهم ضمن العملية السياسية بشتى الطرق والوسائل
الملتوية دون جدوى ، وما مؤتمر بيروت الذي انعقد مابين 25 – 28 من تموز
الماضي إلا مثل على هذا التخبط السياسي الذي تقوم به قوى لا مكان لها
في الساحة السياسية العراقية تحاول جاهدة لوي الحقائق والقفز على
الواقع المعاش بغية الظهور بمظهر المحب والحريص على الشعب العراقي التي
شارك القسم الكبير منهم في سحقة وتدميره ولا زال البعض الآخر وللآن
يدوس عليه بما استطاع من قدرة على ذلك .
وجاء بيانه الختامي بائسا ركيكا يدعو إلى الشفقة والسخرية على لسان
من اجتمعوا لأجله ومن ساهم بكتابته، وتبرأ منه حتى بعض من سطرت أسمائهم
ضمن الحضور كـ ( علاء اللامي ) ممثل ما يسمى بـ (التيار الوطني
الديمقراطي ) ،ومسؤول الإعلام فيه بعد صدور البيان الختامي له . وحجة
السيد اللامي أن (البيان فضفاض عام يريد أن يتستر على كل شئ ) ، وبرر
مشاركته بعذر أقبح من فعل كما يقال بأنه ( حضر كمراقب لأننا لم نعرف
هوية وأسماء الأطراف التي تحضر ) ، ولأن ( التحضير والإعداد كان من طرف
واحد ) ، ولا ادري ماذا كان يقصد بقوله هذا هل هو بسبب إنفراد احد (
فرسان العروبة) ، ومدير مركز دراسات الوحدة العربية ، واحد أقطاب (
المؤتمر القومي العربي ) الذي يرأسه القطب البعثي ( معن بشور ) ، وصاحب
التجربة الاقتصادية الفاشلة التي جرت على العراق الويلات الاقتصادية
وسببت هروب راس المال العراقي في افشل مشروع عرفه تاريخ العراق وما سمي
حينها في عهد الرئيس العراقي عبد السلام عارف بـ ( التأميم ) الذي
استنسخ من التجربة المصرية الفاشلة لاشتراكية الرئيس عبد الناصر الذي
جرت الويلات على الشعوب العربية المسكينة . أم لأن هناك من لام البعض
من الحضور بسبب مشاركة مندوب حزب البعث ( حسن هاشم الدليمي ) في
المؤتمر الأضحوكة ؟ . وحتى لو إن السبب الأخير هو علة العلل ، والذي
بسببه أيضا حاول مندوب تيار مقتدى الصدر ومسؤول العلاقات الخارجية في
التيار المذكور الشيخ حسن الزركاني أن يضفي على مشاركته نوعا من
الشرعية بحجة كونه انسحب من المؤتمر عندما ألقى مندوب ما يسمى بـ (
القيادة القطرية لحزب البعث ) المدعو ( حسن هاشم الدليمي ) كلمته في
المؤتمر ، وعاد كرة أخرى ليبرر سبب انسحابه لـ ( زملائه ) الآخرين في
مؤتمر بيروت . فالمشاركة بحد ذاتها من قبل ذلك الخليط العجيب الغير
متجانس أصلا من أسماء لا داع لذكرها ، والتي تهرول بين فترة وأخرى لكي
تشارك في مؤتمرات لا علاقة للشعب العراقي فيها ، ولم تبرز على الساحة
السياسية إلا مؤخرا بعد سكتت دهرا لتنطق الآن كفرا . وتدعونا هذه
المشاركة الغريبة للتساؤل عما جنته تلك الأطراف من هرولتها وراء سراب
خادع لم يجر عليها سوى الفشل الذر يع ، والحرج من جلوسها سوية مع مندوب
حزب البعث الذي لا يزال للآن يولغ في دماء العراقيين . وأي تبرير يطرحه
هذا البعض في ظرف سياسي لا مكان له على الساحة السياسية العراقية التي
تم فيها الفصل نهائيا بين من هم إلى جانب الشعب العراقي ومن هم في صف
أعدائه ، إن لم يصنف أي منهم في صف الأعداء الحقيقيين . كما توضح من
تصريح علاء اللامي الذي أكد ذلك بقوله وبصراحة لمندوب راديو سوا ( ليست
لدينا عقدة من الصداميين أو البعث ، ولكن نطلب منهم أن يعتذروا للشعب
العراقي ) وهل هذا يكفي لكي يصفح آل الضحايا من شهداء حلبجة والأنفال
واهوار الجنوب وضحايا المقابر الجماعية عمن غيب أحبتهم بمختلف وسائل
الابادة ونفي الآخر ، مع سبق الإصرار ؟! .
والسؤال الموجه لمن هرول لاهثا لبيروت حيث عقد خير الدين حسيب ما
سمي في حينها بـ ( ندوة مستقبل العراق ) ، الذي يطمح لقيام ( جبهة
شاملة قادرة على قيادة العراق نحو التحرير والديمقراطية ) هو : إذا كان
احد أقطاب المؤتمر واقصد هنا علاء اللامي قد صرح بأن ( التحضير
والإعداد كان من طرف واحد ) ، فكيف يستطيع مؤتمركم أن يكسب رضا وتأييد
25 مليون عراقي لم يسمعوا بأسماء العديد ممن شارك في مؤتمركم ؟؟!! .
* كاتب عراقي / النمسا |