
قال مسؤول في جهاز الامن اللبناني لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان
المتطرف الاسلامي المثير للجدل عمر بكري الذي يحمل جواز سفر لبنانيا
وصل السبت الماضي الى لبنان عن طريق المانيا.
وبكري من المتطرفين الاسلاميين الذين قد يتم طردهم من بريطانيا في
اطار الاجراءات الجديدة لمكافحة الارهاب التي اعلن عنها رئيس الوزراء
البريطاني توني بلير.
وقد غادر بريطانيا السبت.
وقال المسؤول اللبناني ان بكري دخل الى لبنان من المطار بشكل طبيعي
من دون ان توقفه الاجهزة الامنية لانه ليس مطلوبا للسلطات اللبنانية.
واضاف ان بكري من اصل سوري ويحمل الجنسية اللبنانية منذ الثمانينات.
وفي تصريح لاذاعة هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "راديو 5 لايف"
قال بكري انه لا ينوي البقاء في لبنان وسيعود بعد شهر الى بريطانيا.
واضاف "ساعود بعد اربعة اسابيع الا اذا قالت لنا الحكومة البريطانية
اننا غير مرغوب بنا لان عائلتي موجودة في بريطانيا".
وتابع "غادرت (بريطانيا) بجواز سفري (...) لا اعتقد انني ساواجه
المشاكل لدى عودتي الى بريطانيا لكنني لا اريد ان تتذرع الحكومة (البريطانية)
بوجود عمر بكري لتغيير القوانين".
وعقب الاعتداءات التي استهدفت لندن (56 قتيلا في السابع من تموز/يوليو)
تنوي السلطات البريطانية ملاحقة الاسلاميين المتشددين الذي يحرضون على
العنف.
ويمكن ان يتهم بكري الذي يدعو المسلمين الى العمل من اجل اقامة نظام
خلافة عالمي بالخيانة وهي واحدة من اخطر التهم الواردة في القانون
البريطاني.
وكان البكري اكد الجمعة مجددا انه لن يبلغ عن مسلمين يحضرون
لاعتداءات في بريطانيا حتى اذا عرف بمخططاتهم. وعبر هذا الداعية عن
فرحه في اذار/مارس 2004 اثر وقوع اعتداءات مدريد
(191 قتيلا) وعن موافقته على اعمال الذين يهاجمون الجنود
البريطانيين في العراق وافغانستان.
وجاء نبأ عودة بكري الوشيكة فيما قال اللورد فالكونر وزير الشؤون
الدستورية بالحكومة البريطانية للقناة الرابعة بالتلفزيون إن الخطب
التي يلقيها دعاة اسلاميون متشددون يحتمل أن تكون لعبت دورا في هجمات
السابع من يوليو تموز على شبكة المواصلات في لندن وأسفرت عن سقوط 52
قتيلا.
وعند سؤاله عما إذا كانت الاجراءات التي تبحثها الحكومة حاليا
لاسكات رجال الدين المتشددين كان من شأنها لو اتخذت من قبل أن "تمنع
ماديا" أي هجوم قال فالكونر "اعتقد على سبيل المثال أن قيام عدد صغير
من رجال الدين بالتحريض على الارهاب في المساجد يحتمل أنه كان له تأثير
مادي بتشجيع أناس على أن يصبحوا مفجرين انتحاريين."
وأضاف "اتخاذ خطوات عاجلة وقوية فيما يتصل بهذا سيمنع ذلك في
المستقبل."
وسبق أن قال بكري الذي كان يعيش في لبنان ويحمل الجنسية اللبنانية
انه قد يضطر لترك بريطانيا لتفادي اتهامه بأثر رجعي بموجب اجراءات
مكافحة الارهاب الجديدة التي يجري بحثها في أعقاب هجمات الشهر الماضي
على شبكة المواصلات في لندن.
وقال جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء البريطاني والقائم بأعمال رئيس
الوزراء بدلا من توني بلير الذي يقضي عطلة إن بكري حر في الذهاب
والعودة حسبما يشاء بموجب القوانين الحالية. لكنه أوضح أنه لن ينزعج
إذا ظل بكري في الخارج.
وعندما سأله صحفيون ما إذا كان بكري موضع ترحيب قال بريسكوت "لا أظن
أنه موضع ترحيب أناس كثيرين في هذا البلد. لكن من حقه في هذه اللحظة
الدخول والخروج كيفما شاء."
وأضاف "تلك هي الظروف في الوقت الحالي ويتعين علينا تغيير الاوضاع
في هذا البلد بالقانون."
وتابع "أقول استمتع باجازتك.. وامل أن تكون طويلة."
واصبح بكري شخصا مكروها في الصحافة الشعبية في بريطانيا التي تحث
الحكومة على الحد من نشاطه.
وقالت صحيفة صن في عنوان بصفحتها الاولى يوم الثلاثاء "يسعدنا
ذهابك."
وكان بلير قد كشف يوم الجمعة عن اجراءات لاسكات او ترحيل المتطرفين
حتى إذا كان هذا يعني تجاهل قوانين حقوق الانسان وقال إن بريطانيا
ستمنع جماعتين متشددتين من العمل في البلاد.
واحدى هاتين الجماعتين هي الفرع البريطاني من جماعة حزب التحرير
ولبكري صلة بها. والاخرى منظمة حلت محل جماعة المجاهدين ولبكري صلات
قوية بها وقد اكتسبت شهرة سيئة لاحتفالها بهجمات 11 سبتمبر ايلول على
الولايات المتحدة.
وكان بكري قد قال إنه قطع صلاته مع كلتا الجماعتين. ونفى أنه انتهك
القوانين البريطانية في خطبه التي تضمنت اشادة بزعيم القاعدة اسامة بن
لادن.
وقال بكري لهيئة الاذاعة البريطانية إنه ليس على علم بأي هجمات
مستقبلية وحتى إذا كان يعلم فان الشرع يمنعه من ابلاغ الشرطة.
وقال "لقد نددت بالتفجيرات."
وتجري الحكومة مشاورات في الاسابيع القادمة بشأن اجراءات اسكات أو
ترحيل أو طرد رجال الدين الذين يحرضون على العنف لكن من غير الواضح كيف
ستؤثر هذه الاجراءات على بكري.
وقال الكاتب مارتن ولاكوت من صحيفة الجارديان بعنوان: "أسأنا
التقدير .. فأمسك التاريخ بتلابيبنا" حيث يرى أن هناك أيضا مجموعة من
حالات سوء الفهم للعمليات الاجتماعية والسياسية والدينية الدائرة في
الشرق الأوسط. ومن بينها التوازن بين السنة والشيعة، وفقد التنوع
والتسامح حيث يوجد السنة، والتأثير الحقيقي لبقاء شارون على رأس السلطة
في إسرائيل لفترة طويلة، وتأثير التغيرات الديموغرافية على سياسات كثير
من دول المنطقة.
"ولم يكن الخطأ في عدم رؤية الخبراء والحكومات أو حتى الصحفيين لهذه
القضايا، بل في أنهم لم يربطوا بين بعضها البعض أو أنهم ربطوا بينها
بطريقة خاطئة."
"فبعضها، مثل الأغلبية الشيعية في العراق، نظر الكثيرون إليهم على
أنهم مجرد معين للمحتل. والبعض الآخر، مثل انهيار عملية السلام في
الشرق الأوسط، صنفت على أنها بحاجة لعلاج، لكن لم ينظر إليها على أنها
أمر ملح."
"وفوق ذلك كله، فإن التفاعل بين هذه العمليات، والذي لا يزال
مستمرا، لم يتنبأ الغرب سوى بالقليل منه."
ويضيف الكاتب أن الأمريكيين بالأخص لا يريدون أن يروا شيئا قد ينتج
عن حكومة سيئة سوى شعب يرنو إلى الحرية، كما يعتبرون أن الطبقات الوسطى
العلمانية في دول مثل العراق وإيران هي التمثيل الحقيقي لكل فرد آخر.
وسواء أعجبنا ذلك أم لا، فإن هذا ليس صحيحا دائما.
"ومن بين الأشياء التي كانت مرئية لكن لم يتم استيعابها قبل الحرب
في العراق، هو رد فعل المجتمعات الغربية. فقد أظهرت الأغلبية استعدادا
مفاجئا للعمل على أساس أن ما حدث قد حدث. بل إنهم يبدون مقتنعين بحقيقة
أن خلاصهم من الهجمات الإرهابية رهن بتطور مجريات الأحداث في فلسطين
والعراق.
ويختم الكاتب تحليله مستشهدا بالخبيرة الأمريكية في الشؤون العراقية
فيبي مار: "إذا لم تتمكن من حشد موارد كافية، ورأي عام في الداخل
والخارج، لكي تعيد بناء أمة .. فلا تفعل." لكننا فعلنا، والآن، أمسك
التاريخ بتلابيبنا. |