اوربا تواجه حرب التمرد وفيروس ثقافة التفجير الانتحاري.. جماعات اسلامية تشتري مواد كيماوية

ذكرت صحيفة بوسنية ان جماعات اسلامية حصلت على مواد كيماوية وسموما من مصانع خاصة من البوسنة ومن دول يوغسلافيا السابقة واوروبا الشرقية قد تستخدمها في اعمال ارهابية في ايطاليا ودول غربية اخرى. واوضحت صحيفة (سلوبودنا بوسنا) الاسبوعية في عددها الصادر الاثنين ان مقاتلين سابقين من كتيبة المجاهدين التي حاربت في البوسنه قد قاموا بدور الوسيط والمنفذ لتلك الصفقات التجارية التي شملت الحصول على سموم متنوعة ومواد كيماوية تستخدم في اطلاق غازات مميتة وحرائق في الانفاق والاماكن العامة المغلقة. وافادت الصحيفة في تحقيق كتبه رئيس تحريرها سناد عبديتش ان مصانع في صربيا وفي البوسنه قد باعت كميات من المواد الكيماوية الخام الى شركات غير معروفة في عالم التجارة عن طريق مقاتلين سابقين في البوسنة من اصول عربية وافريقية.

وجاء في التحقيق ان المواد الكيماوية شملت الزئبق الاسود الذي يعتبر اكثر المواد الكيماوية خطرااضافة الى الزئبق الاحمر الذي يسبب اسالة الدموع والغثيان والصداع الشديد. وتمكنت تلك الجماعات من شراء عشرة كيلوغرامات من الزئبق الاسود والاحمر عن طريق جهات بوسنية ربما من صربيا المجاورة التي ترزح تحت حصار اقتصادي خانق حيث كانت مصانع الكيماويات فيها تغطي حاجات الجيش اليوغسلافي السابق الذي تضاءل عدده وفقد اهميته بعد توقف الحروب في المنطقه. ورأى عبديتش ان طرق انتقال المواد الكيماوية الخطرة من صربيا ومن البوسنة اصبح امرا يثير القلق في الاوساط الاوروبيه والامريكية نظرا لتهميش الشركات الكيماوية الكبرى في برامج الخصخصة قياسا بمؤسسات الاتصالات والبنوك والمواد الاستهلاكية اليومية الاخرى التي تثير اهتمام رجال الاعمال بالدرجة الاولى.

وتوقع ان تركز الممارسات الارهابية القادمة على استخدام الغازات السامه بالدرجة الاولى مع تراجع العمليات الانتحارية مقابل استخدام المواد الكيماوية خفيفة الوزن وذات فاعلية كبيرة.

وتقول صحيفة الإندبندنت أن بريطانيا تواجه "حركة تمرد إسلامي شاملة" يدعمها الآلاف من الشباب المسلم الذين يحظون بتدريب عسكري ويقيمون داخل البلاد.

وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي تركز الشرطة وأجهزة الأمن على الحيلولة دون تمكن خلية أخرى من قتل المدنيين، أخذ الاهتمام يتحول إلى قاعدة من المهاجرين إلى بريطانيا من منطقة القرن الأفريقي ووسط آسيا.

وتنقل الصحيفة عما تصفه بمصدر مطلع أن هناك أكثر من 100 ألف شخص في بريطانيا من مناطق "معسكرة بالكامل"، مثل الصومال وأفغانستان، وإن نسبة عالية منهم من الشباب المسلم في عمر قتالي.

وتنقل الصحيفة عن مصدرها "كل واحد منهم يعرف كيف يستخدم رشاشا آليا إيه كي-47، ونحو 10 بالمائة يمكنهم تفكيك وإعادة تجميع السلاح وهم معصوبو الأعين، وربما نسبة مماثلة لديه دراية بالمتفجرات العسكرية".

ويقول شيف مالك، المحرر بالصحيفة إنه أمضى شهرين العام الماضي يبحث وراء "حزب التحرير" الذي يصفه بأنه أكبر مجموعة إسلامية متشددة في بريطانيا وربما في العالم، والذي أعلن بلير الأسبوع الماضي إنه على قائمة المنظمات التي ينتظر حظرها.

وينقل محرر الصحيفة عن زينو باران، مديرة مركز نيكسون لبرامج الأمن الدولي والطاقة، قولها "حزب التحرير يفرخ آلاف العقول المغسولة والتي "تتخرج" بعد ذلك من الحزب لتنضم لعضوية منظمات مثل القاعدة"، ويضيف عنها القول "حتى إذا كان حزب التحرير نفسه لا ينخرط في أعمال إرهابية، فإنه يعمل كخط إمداد للإرهاب".

ويشير المحرر بالقول إن منتقدي هذه الجماعة، بل وبعض أعضائها السابقين، قالوا مرارا إن حزب التحرير يمثل تهديدا لتماسك المجتمع البريطاني متعدد الثقافات، ويستشهد على سبيل المثال بأن الحزب حث أتباعه وأفراد المجتمع الإسلامي الأعم في الانتخابات الأخيرة على عدم المشاركة في التصويت في "مجتمع يديره الكفار".

لكن جماعة حزب التحرير الاسلامية الاصولية قالت ان فرض حظر على فرعها في بريطانيا سيزيد من جاذبيتها لدى الشبان المسلمين الغاضبين مما وصفته بعدم التسامح تجاه دينهم في الغرب.

وقال ممدوح قطيشات احد زعماء الجماعة ان الاجراء الذي اتخذته بريطانيا في اطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الارهاب في اعقاب التفجيرات القاتلة التي هزت العاصمة لندن سيجعل اتباعها اكثر تصميما على العمل لاحياء الخلافة الاسلامية بوسائل تخلو من العنف.

وقال قطيشات في مقابلة مع رويترز في العاصمة الاردنية عمان "ما تفعله الحكومة البريطانية ضدنا لن يؤدي الا لزيادة حماس المسلمين لنشر عقيدتنا بعد ان تكشف ان هذه الحرب انما هي بين الغرب والحضارة الاسلامية."

وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ذكر يوم الجمعة الماضي ان بلاده ستفرض حظرا على فرع الجماعة في بريطانيا في رد فعل تجاه التفجيرات التي نفذها اربعة مسلمين بريطانيين في السابع من يوليو تموز الماضي وقتلوا فيها انفسهم و52 شخصا اخرين داخل ثلاثة من قطارات الانفاق وحافلة للركاب.

واضاف قطيشات قائلا "هذه بريطانيا التي عملت مع دول الغرب الكافر قرونا طويلة لهدم دولة الخلافة وهي ما زالت تعمل لمنع عودة الخلافة مرة اخرى فلم تكتف بتحريض عملائها ضد حملة الدعوة الاسلامية وبخاصة حزب التحرير بل عملت على نسف ديمقراطيتها لمنع حزب التحرير مما يدل دلالة واضحة على كذبها وحقدها على الاسلام والمسلمين."

وكان بلير قد طالب بسلطات اضافية لطرد الاجانب الذين يحرضون على الارهاب ولاغلاق المساجد التي تفرخ "التعصب" ولوضع الائمة ومواقع الانترنت والمكتبات المتطرفة على قوائم سوداء.

وأسس الشيخ تقي الدين النبهاني وهو رجل دين فلسطيني حزب التحرير عام 1953 ويعتقد الخبراء ان قيادة الجماعة موجودة حاليا في الاردن.

ويتركز نشاط الجماعة اساسا على توزيع مطبوعات تدعو الى صحوة اسلامية تمهيدا لعودة الخلافة. ويقول زعماؤها ان الدولة الاسلامية الحقيقية لم تعد موجودة ويرفضون الديمقراطية الغربية.

وقال قطيشات ان انصار حزب التحرير الذين تمرسوا على العمل السري طوال سنوات لن يمكن اسكاتهم.

واضاف "الحزب لن يتراجع وسيجد الوسائل للتعبير عن وجهات نظره باي طريقة وسيواصل الصراع العقائدي مع الغرب بنشاط اكبر لاعادة الخلافة الاسلامية."

وقال ان ما تفعله بريطانيا ليس افضل من الحكومات العربية القمعية التي تفرض حظرا على حزب التحرير الذي يمتد نشاطه الى اسيا الوسطى والشرق الاوسط واوروبا.

واضاف "الحظر يتعارض مع القيم الراسمالية والديمقراطية في بريطانيا التي تسمح لكل شخص باعتناق ما يشاء من معتقدات. يخيفهم صوت حزب التحرير."

وتحت عنوان سبع طرق لوقف الإرهاب، كتب جيسون بيرك في صحيفة الأوبزرفر يقول إن التشدد الإسلامي ليس أمرا حتميا، إذ يمكن الوصول إلى حلول.

ومن بين الحلول التي ساقها بيرك الحاجة إلى إدراك أن القاعدة تمثل أيديولوجية وليست منظمة، وأنه لا طائل من التحدث عن "العقول المدبرة" أو البحث عن مقر دولي لها، إذ لا يوجد.

ويردف بيرك قائلا "نحتاج أن ندرك أن فعل ما يثير حنق الملايين، حتى وإن كنا نعتقد أن الغضب ليس له ما يبرره، سيجعلنا مستهدفين بشكل أكثر. قبل غزو العراق كانت بريطانيا في موقع متدن نسبيا على قائمة البلدان المستهدفة للمتشددين، والآن انضمت بريطانيا إلى إسرائيل وأمريكا على رأس القائمة".

ويضيف قائلا إنه من المستحيل التحدث بمصداقية إلى أي شاب مسلم بريطاني، أو أي شاب مسلم، دون الإقرار بذلك.

وكتب روبرت باير العميل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على صفحة الرأي بالأوبزرفر يقول إن هناك "وباء في شوارع لندن، وهو فيروس مرضي لأسطورة الانتحاري".

ويضيف إن تلك الظاهرة انتشرت عبر العالم، وأصبحت "أسطورة الانتحاري" أكثر قوة، فاليوم في العراق يوجد تفجيرات انتحارية في شهر واحد أكثر مما وقع في عقد كامل من الصراع في إسرائيل.

ويضيف أنه شاهد أثناء الهجمات تمجيد "فكرة الشهادة"، ويضيف "في أحد مساجد غزة شاهدت "وثائق رسمية للاستشهاد" توزع على أسر الانتحاريين".

ويخلص للقول إن الإجراءات المتخذة، وأهمها حسب ما يوصي به أن تخترق المخابرات البريطانية الخلايا الانتحارية قبل تمكنها من توجيه ضربة، لن تجعل تهديد الانتحار يختفي. الحل الوحيد، حسب قول باير، في الإسلام نفسه.

ويقول "فقط حينما ترفض الغالبية العظمى من المجتمعات الإسلامية الملتزمة بالقانون فيروس ثقافة التفجير الانتحاري وتكف عن تمجيدها، سيأخذ الوباء دورته وينتهي".

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 10/ اب/2005 - 4/ رجب/1426