
قالت صحف يوم الاثنين ان بريطانيا قد تتهم رجال دين اسلاميين
بالخيانة اذا حرضوا على العنف او اشادوا بهجمات انتحارية وذلك جزء من
حملة امنية في اعقاب تفجيرات لندن في يوليو تموز.
وقالت صحيفة ديلي تليجراف انه من المقرر ان يجتمع كبار مسؤولي
الشرطة والادعاء هذا الاسبوع لمناقشة ما هي الاتهامات التي يمكن
توجيهها الى الوعاظ الذين قد تحرض اشادتهم بالتفجيرات الانتحارية على
مزيد من اعمال الارهاب.
واضافت ان احد الخيارات المعروضة هي اتهامهم بالخيانة التي تحمل
عقوبة السجن مدى الحياة او ترحيلهم.
وكان رئيس الوزراء توني بلير قال يوم الجمعة انه يريد سلطات كاسحة
جديدة لطرد المواطنين الاجانب الذي يحرضون على الارهاب واغلاق المساجد
التي تنبت التعصب ووضع قوائم سوداء للمتطرفين من رجال الدين ومواقع
الانترنت ومحلات بيع الكتب.
وجادل بان مقترحاته تعكس مزاجا جديدا في البلاد وقال ان "قواعد
اللعبة" بدأت تتغير.
وجاءت مقترحاته ردا على تفجيرات لندن في السابع من يوليو حينما قتل
اربعة مسلمين بريطانيين انفسهم و52 اخرين في تفجيرات في ثلاثة قطارات
انفاق وحافلة.
وقال تليجراف ان رجل الدين عمر بكري محمد الذي يقيم في بريطانيا
واحد من ثلاثة اشخاص سيكونون محل تحقيقات رسمية.
وفي مقابلة مع رويترز وصف بكري زعيم القاعدة اسامة بن لادن بانه
"رجل مخلص يقاتل قوى الشر".
وقال تقرير لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية في موقعها على شبكة
الانترنت ان بكري وهو رجل دين سوري المولد يحمل الجنسية اللبنانية قد
يعود الى لبنان لتجنب توجيه اي اتهامات اليه. ولم يمكن الوصول اليه
لسؤاله التعقيب.
وقالت هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي ان الخطب والكلمات الاذاعية
لبكري واثنين اخرين سيجري دراستها وفحصها لمعرفة ما اذا كان يمكن ان
تؤدي الى توجيه تهم الخيانة. ولم يمكن الوصول الى احد في مكتب المدعي
العام لسؤاله التعقيب.
وكانت بعض الصحف البريطانية دعت منذ تفجيرات يوليو الى ان تتبنى
الحكومة موقفا اكثر تشددا ممن سمتهم "وعاظ الكراهية".
وقالت صحيفة صن في مقال افتتاحي لها يوم الاثنين ان "بكري ومعاونيه
لا يمكن طردهم من بريطانيا بسرعة كافية."
وقالت المتحدثة إن المدعي العام اللورد جولد سميث، ومدير الدعاوى
العامة- كن ماكدونالد- ناقشا اتخاذ إجراءات قانونية ضد ثلاثة أشخاص هم
عمر بكري محمد، وهو إمام في جماعة المهاجرين، وأبو عز الدين وأبو عزير.
وأضافت المتحدثة أن ممثلي الادعاء وكبار ضباط الشرطة سيجتمعون في
لندن خلال أيام للنظر فيما إذا كانت الأدلة التي ستجمع كافية لتوجيه
اتهامات تقع في نطاق الخيانة والتحريض على الخيانة.
جاء هذا الإعلان بعد الإجراءات الجديدة التي كشف عنها رئيس الوزراء
البريطاني توني بلير الجمعة لمكافحة التشدد.
وكانت تصريحات عمر بكري قد اثارت الجدل خاصة عندما قال إنه لن يبلغ
الشرطة إذا ما نما إلى علمه أن مسلمين يخططون لهجوم بالقنابل على قطار
في بريطانيا.
وأعرب بكري عن تأييده للمسلمين الذين يهاجمون القوات البريطانية في
أفغانستان والعراق.
وقال بكري في لقاء مع القناة الرابعة البريطانية "المسلمون هناك (في
أفغانستان والعراق) تقع على عاتقهم مهمة محاربة الاحتلال، سواء كان
الاحتلال ممثلا في جنود بريطانيين أو أمريكيين".
ورفض أبو عز الدين، البريطاني المولد المتحدث باسم جماعة الغرباء،
إدانة تفجيرات لندن.
وقال لبي بي سي في وقت سابق إن التفجيرات "نشاط للمجاهدين... سيجعل
الناس تفيق".
أما أبو عزير، وهو عضو سابق في جماعة المهاجرين فقد قال إن هجمات
الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول "رائعة".
وأضاف أبو عزير انه يرى أن المسلمين قبلوا في السابق بعدم اللجوء
إلى العنف في بريطانيا لأنهم لم يكونوا معرضين لأي تهديد، وقال "لم نعد
نعيش الآن في سلام معكم، وبالتالي فإن هذا التفاهم ملغي".
من جهته قال الشيخ عمر بكري محمد انه قد يعود الى لبنان ليتجنب تهما
"بأثر رجعي" بموجب اجراءات جديدة لمكافحة الارهاب خططت الحكومة
البريطانية لاتخاذها عقب هجمات الشهر الماضي على لندن وذلك حسبما قال
موقع صحيفة الشرق الاوسط اليومية على الانترنت.
وأبلغ بكري وهو رجل دين سوري المولد يحمل الجنسية اللبنانية الصحيفة
التي تتخذ من لندن مقرا لها "موضوع اخراج المسلمين من ديارهم ليس امرا
جديدا علينا.. لقد طردنا من بلادنا سابقا.. والان طردنا من بريطانيا..
فالهجرة الى مكان يؤدى فيه الواجب الشرعي أحب الينا من التنازل عن
ديننا وقيمنا."
ونفى بكري ان يكون تعدى أي "خطوط حمراء" في خطبه التي اشتملت على
الثناء على زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
وقال انه اصدر فتوى للشباب المسلم في بريطانيا أكد فيها أنه "لا
يجوز القيام بأي اعمال ارهابية في هذا البلد."
وانشأ بكري الفرع البريطاني من جماعة (حزب التحرير) التي تصف نفسها
بأنها حزب سياسي لا يستخدم العنف ويسعى لاقامة خلافة اسلامية مركزها
الشرق الاوسط.
لكنه انشق عن الجماعة وأسس جماعة (المهاجرون) التي ساءت سمعتها في
عام 2001 بعدما احتفلت بهجمات 11 من سبتمبر ايلول من عام 2001 على
الولايات المتحدة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الجمعة ان بريطانيا
ستمنع الجماعتين المتطرفتين من العمل في البلاد كجزء من اجراءات سيتم
تطبيقها عقب تفجيرات السابع من يوليو تموز التي ضربت شبكة النقل في
لندن واسفرت عن مقتل اكثر من 50 شخصا. |