عرض مسرحي ناقد في الشارع يسخر من تعديل الدستور المصري

تابع هواة المسرح مساء السبت عرضا مجانيا اقيم في الشارع امام مركز الهناجر في القاهرة يتعرض بسخرية بالغة لتعديل الدستور المصري الذي بات يسمح لاكثر من مرشح بخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من ايلول/سبتمبر المقبل.

العرض الذي اقتصر اسمه على رقم "76" وهو الرقم نفسه للمادة التي جرى تعديلها في الدستور المصري يندرج في اطار فعاليات مهرجان الفرق المستقلة للكوميديا الخفيفة الذي بدا في الاول من الشهر الجاري ويختتم غدا الاثنين بمشاركة 18 فرقة قدمت وتقدم عروضها في القاهرة والاسكندرية والمنيا.

قدم العرض عشرة من الشبان جميعهم دون الثالثة والعشرين على رصيف احد الممرات المؤدية الى مركز الهناجر في حين رصفوا الشارع الداخلي باوراق الصحف كي يجلس عليها المتفرجون الذين سرعان ما ملأوا المكان.

افتتح العرض باغنية فولكلورية من التراث المصري تؤدى في الاحتفال العائلي بمرور اسبوع على ولادة الطفل هي اغنية "يا ابو الريش ان شاء الله تعيش" التي تتضمن دعاء للقادم الجديد بالحياة المديدة الهانئة .. وكانها دعوة لولادة جديدة في مصر.

ويؤكد مخرج العرض محمد عبد الفتاح ان المواقف والحوار والتعليقات تكاد تكون صورة طبق الاصل من الواقع لانها جمعت من قبل كل اعضاء الفرقة في لقاءاتهم بالمواطنين في الشارع المصري.

ويعكس العرض بكثير من السخرية حالة الضياع التي يعيشها المواطن المصري وهو يتساءل ما هو الدستور وما الفرق بين المادة 76 والمادة 80 منه.

ورغم هذه التساؤلات التي تبدو للوهلة الاولى وكانها تعكس حالة ضياع الا ان الامور سرعان ما تتضح اكثر فاكثر من خلال خطاب يلقيه ممثلان يعرض احدهما انجازات الحكومة مستخدما اللغة المباشرة عن بناء الطرق والانفاق والجسور .. بينما يتحدث الاخر بلغة الاشارة مستخدما حركات الجسد مؤكدا او نافيا ما يقوله الاول منتزعا الضحك من المشاهدين.

ويقدم العرض انجازات المرحلة السابقة التي سبقت التعديل الدستوري معتمدا النكات السوداوية .. كما في زراعة الخضروات والفاكهة التي تسببت في اصابة الالاف من المصريين بالسرطان نتيجة استخدام الاسمدة الكيماوية المحظورة والمسببة لهذا المرض.

وتصل السخرية الى ذروتها عندما يشير احد المشاركين في العرض الى ان الفريق الفائز بكأس الدوري ثلاث مرات متتالية من حقه ان يحتفظ بالكاس في ناديه .. فكيف اذا ما فاز بالدوري 5 الى 6 مرات؟ في اشارة الى فترة رئاسة جديدة يستعد لها الرئيس حسني مبارك.

وبين الجوانب التي انتزعت الضحك من الجمهور المنتشر على الرصيف تحديد سن المرشح فوق الاربعين عاما وهي ميزة اضافية كما يؤكد العرض لان المرشح بعد هذه السنة تتراجع قدراته الجنسية فتكون النتيجة مزيدا من الاهتمام بالسياسة وخدمة المجتمع لان الاهتمامات الاخرى .. تغيب او تتراجع.

وينتهي العرض المسرحي بمشهد عن حركة المرور في الشارع حيث يتولى الامر رجل مرور كفيف .. فتتوقف حركة السير تماما في الميدان وتصل الزحمة حتى الى السماء حيث تتوقف المروحيات ايضا وتحترق طائرة ورقية ملونة لتحول بهجة الطفل الذي اطلقها الى حزن ودموع.

وتكتمل الصورة عندما يطلب قائد دبابة من رجل المرور الذي لا يرى ان يفتح له الاشارة لانه تأخر عن الحرب لاكثر من نصف ساعة فيقول له الرجل بكل حكمة ان الامر ليس في يده فالاشارة متوقفة منذ زمن بعيد وليس لدينا سوى الضوء الاحمر.

وتنتهي المسرحية بحلم ولادة جديدة مع اغنية "يا ابو الريش انشاالله تعيش" قبل ان يطل المخرج ليؤكد انه نقل ماراه الفريق في الشارع وان لا علاقة له باي حزب او اي رؤية سياسية محددة.

يشار الى ان الفرقة نفسها وهي فرقة +حالة+ التي تاسست عام 2000 سبق ان قدمت مسرحيات مماثلة في ميدان عبد المنعم رياض وسط العاصمة المصرية وفوق كوبري 6 اكتوبر وعلى شواطئ الاسكندرية المختلفة بينها مسرحيات "سلام مربى" و"اوزو لزيز" و"كاز".

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 9/ اب/2005 - 3/ رجب/1426