
تحقق رواية موجهة للمراهقين بطلتها شابة في السادسة عشرة من العمر
جندها تنظيم ارهابي لتصبح انتحارية مبيعات كبيرة في بريطانيا بعد شهر
من الاعتداءات الدامية التي استهدفت لندن.
وحلت رواية "تشيك مات" (الشاه مات) للكاتبة مالوري بلاكمان في
المرتبة الثانية من مبيعات الكتب المخصصة للمراهقين في سلسلة متاجر "ووترستونز"
كبرى سلسلات المكتبات في بريطانيا.
وخرجت الرواية الى الاسواق في 30 حزيران/يونيو اي قبل ايام من
اعتداءات تموز/يوليو وقد بيعت 36 الف نسخة منها حتى الآن.
ويؤكد ناشر الكتاب وهو دار "راندوم هاوس" ان الحلقة الاخيرة من
سلسلة "هاري بوتر" هي الكتاب الوحيد الذي يحقق مبيعات افضل من "الشاه
مات".
وقالت نيكولا فريمز معاونة كاتبة الرواية انه وبالرغم من النجاح
العارم الذي تحققه كتب "هاري بوتر" "ما زالت هناك سوق مهمة للكتب ذات
المواضيع الواقعية" في مرحلة تواجه فيها بريطانيا خطر الارهاب وتلاحق
من دون هوادة اعضاء التنظيمات الارهابية الضالعين في اعتداءات السابع
والواحد والعشرين من تموز/يوليو.
وقد اسفرت الاعتداءات الاولى عن مقتل 56 شخصا واصابة 700 بجروح
بينما لم تسفر الثانية عن ضحايا لان العبوات لم تنفجر بل انفجرت
الصواعق فقط.
ورواية "الشاه مات" هي الحلقة الثالثة من سلسلة ثلاثية تدور احداثها
في عالم خيالي. وتدور الرواية التي استوحي عنوانها من لعبة الشطرنج حول
نزاع بين فئة اجتماعية تدعى "نوتس" (الدوائر) وهي مكونة من اشخاص بيض
يعيشون تحت وطأة طغيان فئة اجتماعية اخرى تدعى "كروس" (الصلبان) وهي
مكونة بدورها من اشخاص سود يسيطرون على المجتمع.
وتظهر الحلقات الثلاث علاقات تنشأ بين الفئتين وكيف ينخرط افراد من
عائلة "نوتس" شيئا فشيئا في تنظيم ارهابي يدعى "ميليشيا التحرير".
وفي الحلقة الاولى التي صدرت تحت عنوان "نوتس اند كروسز" (الدوائر
والصلبان) يقوم اعضاء من التنظيم الارهابي بتفجير قنبلة في مركز تجاري
اما الحلقة الثانية وعنوانها "نايف ادج" (حد السكين) فتروي قصة مقتل
امراة من ال"كروس".
وفي الحلقة الثالثة "الشاه مات" يقوم التنظيم الارهابي بتجنيد فتاة
خلاسية (من ابوين ينتمي احدهما الى النوتس والاخر الى الكروس) لتنفيذ
عملية انتحارية لاغتيال رجل سياسي رفيع المستوى من ال"كروس" ويتزامن
تنفيذ العملية مع عيد ميلادها السادس عشر.
وتقول نيكولا فريمز ان الكتاب يتيح للفتيان ان يفهموا بشكل افضل
المرحلة التي تمر بها بريطانيا حاليا.
وقالت فريمز لوكالة فرانس برس "ان الكتاب يتطرق للاسباب التي قد
تدفع بالاشخاص المهمشين ليصبحوا ناشطين متطرفين".
واضافت "انها مواضيع غالبا ما بات اولادنا يواجهونها على التلفزيون
او في المدرسة.انهم يسمعون عن الارهاب والاعتداءات وهذا الكتاب يتيح
لهم ان يفهموا كيف تنشأ المشاكل عندما تعيش مجموعتان اجتماعيتان معا".
الا ان فريمز نفت ان تكون الكاتبة استفادت من اعتداءات لندن لتحقيق
الارباح.
وقالت في هذا السياق "ان الانتحارية ليست العنصر الاساسي في الكتاب.
كما ان الكتاب لا يشير بوضوح الى اي مكان محدد في العاصمة البريطانية
او الى اي من المجموعات الارهابية وكل ما يورده الكتاب انما هو من محض
الخيال".
اما ناشر "الشاه مات" فلم يتلق حتى الساعة اي شكاوى من القراء وعن
هذا الوضع تقول فريمز ان الرواية وبالرغم من ان نهايتها ليست سعيدة
تبعث برسالة امل على الاقل.
وقالت الكاتبة مالوري بلاكمان لصحيفة "اندبندنت" "ان ما اقوله دائما
للقراء هو ان الامور ليست محتمة وكل شيء يمكن تغييره". |