المسلمات في بريطانيا يرفضن خلع الحجاب بعد احداث لندن

انتقدت رئيسة مجلس الدفاع عن الحجاب في بريطانيا راجنارا أختر اقتراحا طرحه مدير الكلية المسلمة في لندن الدكتور زكي بدوي والذي جاء فيه ان بامكان المحجبات خلع حجابهن ان كن يشعرن بانعدام الأمان في أعقاب انفجارات لندن. وأكدت أختر في حديث لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي): ان كل امرأة محجبة تلقت المقترح ممن تحدثت اليهن أبدت ردة فعل سلبية تجاهه لأنهن ببساطة لم ينفذوا تفجيرات لندن ولن يكن ضحية تلك التفجيرات. وأتبعت "لدينا حق ممارسة عقائدنا وسوف نتمسك بحقوق الانسان وأعتقد ان خلع الحجاب يلغي هويتنا الاسلامية ولا يتعين ارغامنا على ذلك". كما استبعدت رئيسة مجلس الدفاع عن الحجاب في بريطانيا راجنارا أختر أن تكون النساء المسلمات عرضة للخطر في أعقاب تفجيرات لندن وأن الأمر لم يصل الى حد الموت أو الحياة وأكدت ان الشعب البريطاني أفضل بكثير مما يتصوره البعض. وكان الدكتور بدوي قد تقدم بهذا الاقتراح في مقابلة مماثلة أمس استنادا على التشريعات الاسلامية التي تبيح المحرمات عند الضرورة ومن أجل المحافظة على حياة المسلم.

وقالت جمعية حماية الحجاب إن ارتداء غطاء الرأس الإسلامي التقليدي هو فرض على المسلمات وان التخلي عنه هو إذعان للعنف.

وجاءت نصيحة بدوي بعد ارتفاع حاد في نسبة جرائم الكراهية ضد المسلمين في لندن.

وقالت الشرطة البريطانية الأربعاء انه تم تسجيل 269 جريمة في الأسابيع الثلاثة التي تلت هجمات السابع من الشهر الماضي، مقارنة بـ 40 جريمة سجلت في ذات الوقت من العام الماضي.

وحذر بدوي، الذي ينظر إليه بوصفه مسلم تقدمي يروج للتكامل مع المجتمع، من أن السيدة "المرتدية للحجاب .. قد تعاني من العنف من عناصر غير مسؤولة".

وأضاف بدوي "في الموقف الحالي المتسم بالتوتر، ومع ازدياد الاعتداءات على المسلمين ننصح المسلمات اللائي يخشين من التعرض للإيذاء الجسدي أو اللفظي بخلع حجابهن حتى لا يتسنى التعرف على أنهن مسلمات من قبل العدائيين تجاه المسلمين".

وأضاف بدوي "لقد شرع ارتداء المسلمات لملبس معين لحمايتهن من الأذى، وليس لتعريضهن له".

وأشار الداعية الإسلامي إلى انه سعى إلى توضيح وجهة نظره بعد أن وصلت له مخاوف بعض النساء المسلمات.

وقال إن نصيحته غير ملزمة ولا تدعو المسلمات لعدم ارتداء الحجاب، ولكنها فقط تتيح لهم اختيار خلعه إذا ما شعروا بالتهديد.

وأضافت اختر أن القرآن سمح للنساء بخلع الحجاب فقط إذا ما كان في التمسك به تهديد مباشر لحياتهن.

وقالت اختار "الأمر ليس مسألة حياة أو موت في هذه الحالة ولا يتسم بالخطورة الشديدة، وليس إذا ما خرجنا من منازلنا مرتديات الحجاب سنتعرض مباشرة للهجوم".

وأضافت أن اغلب الناس في بريطانيا يتفهمون أن من نفذوا هجمات لندن ليسوا مسلمين حقا.

وقال مستشار عمدة لندن لشؤون حقوق الإنسان إن من يتعين عليهم تغيير سلوكهم هم من يسعون لتخويف ومضايقة المسلمين والاعتداء عليهم.

وأضاف "كما أننا لن نسأل اليهود خلع القلنسوة اليهودية، ولن نطلب من المسيحيين إخفاء الصلبان أو من السيخ خلع عماماتهم، فللمسلمات الحق في ارتداء الحجاب، ويجب أن ندافع عن هذا الحق".

وقال مساعد مفوض شرطة الميتروبوليتان طارق غفور إن الأحداث التي رصدت رد فعل تجاه المسلمين تزايدت ولا شك، وأضاف أن مجتمعات بعينها في بريطانيا مصابة بالإحباط من نتائج تشديد إجراءات الأمن مثل توقيف المواطنين لتفتيشهم وسياسة "أطلق الرصاص لتقتل، لتحمي العامة" الجديدة والمتبعة مع المشتبه في انهم مفجرين انتحاريين.

وحذر غفور من أن هذه السياسات "قد تؤدي إلى إبعاد هذه المجتمعات وعزلها في الوقت الذي نرغب نحن في اندماجهم ومشاركتهم في المجتمع ومساندتهم أيضا".

وقال متحدث باسم منتدى سلامة المسلمين وهي جماعة تتعاون مع الشرطة عن قرب، أن الأرقام التي ظهرت مؤخرا عكست زيادة في عدد المكالمات الهاتفية التي يتلقونها من أعضاء المنتدى عن الإساءة أو الاعتداء.

وجاءت هذه الأرقام والزيادة في الاعتداءات في الوقت الذي بدأت فيه وزيرة الداخلية البريطانية هازل بليرز في عقد أول سلسلة من الاجتماعات مع جماعات المجتمع المسلم في بريطانيا.

وقبل الاجتماعات تعهدت بليرز بعدم تبني أي تفرقة ضد المسلمين حتى أثناء محاولات الشرطة منع هجمات محتملة.

كما أعلنت بليرز رفضها لأي تفرقة عرقية أيضا قائلة إن أسلوب التوقيف للتفتيش يجب أن يكون معتمدا على معلومات استخباراتية جيدة وليس فقط على لون البشرة.

شبكة النبأ المعلوماتية -االسبت 6/ اب/2005 - 1/ رجب/1426