بلوتووث: تكنولوجيا تزيد من اخطار التحرش وتفتح ابواب جديدة للاختلاط بين الجنسين

حين رن هاتف فاتيما المحمول لينبهها الى وصول رسالة جديدة صرخت قائلة "يا إلهي انه هو".

وتشرح فاتيما (21 سنة) لصديقاتها انها تلقت رسالة من رجل لم تلقه من قبل ولكنها تريد التعرف اليه.. وستتيح لها تكنولوجيا بلوتووث Bluetooth في هاتفها المحمول ذلك لاحقا.

ويتحدي الجهاز الذي يعمل على موجات قصيرة المدى التقاليد القديمة في قطر وغيرها من دول الخليج العربية حيث لا يزال الاختلاط بين الجنسين ممنوعا والكثير من الزيجات يرتبها كبار السن في العائلة.

ومعظم الهواتف المحمولة مزودة بتكنولوجيا بلوتووث وحين يجري تفعيلها يمكن للمستخدم ان "يرى" اخرين في دائرة نصف قطرها عشرة امتار.

وبعد لحظات تتلقى فاتيما رسالة اخرى هذه المرة تحتوى على اسم الرجل ورقم هاتفه المحمول. وتقول بينما ترد على الرسالة "كانت مقابلة رجل أصعب كثيرا قبل ظهور هذه الهواتف الجديدة."

وابتكرت تكنولوجيا بلوتووث من أجل الشركات ولكن شعبيتها تزايدت وبصفة خاصة في المجتمعات المحافظة بدول الخليج الغنية حيث يثور تناقض بين مدنها الحديثة والعدد الضخم من العمالة الاجنبية وبين الثقافة المحلية شديدة المحافظة.

ويقول احمد حجازي (26 عاما) وهو مصمم مواقع على شبكة الانترنت ان التكنولوجيا إضافة مرغوبة لحياته الاجتماعية وتابع "منذ فترة ليست بعيدة كنا نقود سيارتنا إلى الشاطيء وحين نرى مجموعة من الفتيات في سيارة مجاورة نفتح نافذة السيارة ونلقي اليهن باحد هواتفنا المحمولة حتى يتسن لنا التحدث اليهن."

ويضيف "كانت فكرة ناجحة ولكنها ليست الطريقة المثلى للتعرف الى الفتيات. الامر اسهل بكثير اليوم بسبب تكنولوجيا بلوتووث."

وقال بوب ايفانز وهو مستشار لتكنولوجيا المعلومات في الدوحة "لا أعتقد ان أي شخص في مجال الابحاث والتطوير تخيل ان تستخدم التكنولوجيا بهذا الاسلوب."

وأضاف "صممت كأداة لتطوير الاتصالات وتوفير سبل راحة من خلال التكنولوجيا ولكنها فتحت الباب لجميع أشكال الاستخدام. من الواضح ان الناس يلهون بها أبعد من الهدف الذي طورت من أجله."

وفي السعودية حذرت السلطات من استخدام الهواتف المحمولة في أغراض "غير أخلاقية" وتشمل نقل صور نساء سافرات.

وساعدت التكنولوجيا على انتشار أقدم مهنة في التاريخ في قطر حيث يحظر القانون الدعارة.

ويجلس وليد وهو مصمم أزياء يبلغ من العمر 35 عاما في بهو فندق خمسة نجوم في الدوحة في انتظار رسالة من خلال تكنولوجيا بلوتووث من امراة تجلس على بعد عدة أمتار منه.

ويشرح وليد كيف ان التكنولوجيا تساعده على تفادي اثارة اي شكوك. ويضيف "بهذا الشكل لا يشك في أحد. يتم كل شيء بحذر."

وحين يرن هاتفه حاملا الجواب الذي يامله يهم مغادرا قائلا "انه امر بسيط جدا".

غير ان التكنولوجيا لا تترك انطباعا جيدا لدى الجميع.

وتغلق المصممة ليلى (24 عاما) خاصية بلوتووث في هاتفها حين تجلس في مقهى بعد ان تعرضت لمضايقات من معجبين.

وتضيف "تلقيت صورة شخص ورقم هاتفه واعتقدت انها مزحة ثم رأيته يجلس على مقربة مني. الامر كله غريب."

ومثل معظم الوسائل التكنولوجية من السهل إساءة استخدام بلوتووث.

ويقول ايفانز انها تزيد من تعرض اجهزة الهاتف للفيروسات واستغلالها في اعمال اجرامية مثلما حدث لنجوم في هوليوود سرقت سجلات اتصالاتهم من هواتفهم المحمولة.

كما يمكن ان تقود التكنولوجيا الى مواقف محرجة.

وتروي زينة (21 عاما) انهااكتشفت ان شقيق صديقتها المراهق يستخدم التكنولوجيا للتعرف على نساء أكبر سنا حين ارسل لها رسالة من خلال تكنولوجيا بلوتووث بطريق الخطأ.

وقالت "أبلغت شقيقته وذهبنا لوالدته ونقلنا اليها ما يفعله. سحب الهاتف منه."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 3/ اب/2005 - 27/ جمادى الأولى/1426