فئران عملاقة مفترسة تلتهم طيورا ساذجة يبلغ طولها متر...

تلتهم "فئران مفترسة" فراخ طائر القطرس التي يبلغ طولها مترا وهي حية مهددة هذا النوع النادر من الطيور في جزيرة منعزلة في جنوب المحيط الاطلسي يعتبرها البعض احدى أهم مستعمرات الطيور البحرية في العالم.

وتقول جمعيات لحماية الكائنات الحية ان مذبحة الطيور تقع في جزيرة جوف في جنوب الاطلسي وهي منطقة خاضعة للتاج البريطاني تبعد حوالي 1600 كيلومتر جنوب غربي كيب تاون وبها ما لا يقل عن 10 ملايين طائر.

ويقول الدكتور جيف هيلتون وهو باحث مخضرم في الاحياء بالجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور "جزيرة جوف توفر ملاذا لمجموعات من طيور البحر وقد تتسبب هذه الكارثة في فناء العديد منها في عقود قليلة."

وأضاف هيلتون قائلا في بيان "نعتقد ان هناك قرابة 700 ألف فأر تعلمت بطريقة ما أن تأكل فراخ (طائر القطرس) وهي حية."

ويوجد على هذه الجزيرة 99 في المئة من طيور القطرس من نوع ترستان والعديد من طيور النوء الاطلسية التي تتعرض لمعظم الهجمات. ولم يتبق سوى 4000 من طيور القطرس من نوع ترستان.

وقال هيلتون "يصل وزن فراخ القطرس الى 10 كيلوجرامات في حين أن وزن الفأر 35 جراما فقط. انها حال أشبه بقطة رمادية تهاجم فرس البحر."

وزاد حجم فئران المنازل التي يعتقد انها وصلت الجزيرة منذ عقود على متن سفن صيد عجول البحر والحيتان الى ثلاثة أمثال حجمها الطبيعي.

وهذه ظاهرة شائعة في جزيرة توفر ملاذا للانواع الحية حيث تتعملق بعض الحيوانات الصغيرة بينما تتقزم أنواع كبيرة مثل الافيال.

وفي حالة فئران جزيرة جوف يبدو ان نموها الملحوظ سببه الذخيرة التي لا تنضب من اللحوم الطازجة والبروتين.

وتقضم القوارض المفترسة من اجساد الفراخ التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها وتترك جرحا غائرا ينتهي بوفاتها. ويقول علماء انه بمجرد ان تسيل الدماء تنضم قوارض اخرى لتلتهم الغنيمة.

وبينما يعتبر تحول الفئران الى ضواري بمجرد زيادة حجمها ظاهرة غير مألوفة الا ان الطيور على الجزر الصغيرة تعتبر عرضة للفناء بسبب النشاط الانساني مثل جلب أنواع من الكائنات الحية الغريبة.

ويرجع السبب في هذا الى ان الكثير من الطيور التي تطور نموها على جزر منعزلة ليس فيها ضواري أصبحت "ساذجة بيئيا" حسب تعريف علماء الاحياء. وهو ما يعني ان تلك الطيور لا تدرك الخطر الذي تشكله حيوانات اخرى.

وتصبح الانواع التي لا تستطيع الطيران - وفي هذه الحالة فراخ القطرس التي لم تتعلم الطيران بعد - في خطر داهم.

وأكد باحثون من الجمعية الملكية البريطانية لحماية الطيور وجامعة كيب تاون أن فئران الجزيرة أصبح لديها طبيعة الضواري.

ويحدق الخطر أيضا بالاعشاش الارضية لطائر الدرسة وهو أحد الانواع الصغيرة لعصفور حسون الذي لا يوجد في أي مكان اخر في العالم.

وجزيرة جوف هي أشهر الجزر البركانية في جنوب الاطلسي. وتوفر ملاذا لاثنين وعشرين نوعا من الطيور عشرون منها طيور بحرية.

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 28/ تموز/2005 - 20/ جمادى الأولى/1426