قال قائد عسكري أمريكي إن الخسائر الفادحة التي منيت بها طالبان
خلال الأشهر القليلة الماضي دفعت الحركة للجوء لتجنيد الأطفال وإجبار
العائلات على التطوع بأحد أبنائها.
وقال قائد عمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان، اللواء جيسون كاميا،
إن المواجهات العسكرية الأخيرة مزقت البنية القيادية للحركة وحالت دون
إعادة تجمع صفوف مقاتليها بالرغم من تصاعد حجم الضربات التي تشنها تلك
الفلول مؤخراً.
ومن المتوقع أن يصعد الجيش الأمريكي من حملاته العسكرية ضد عناصر
طلبان استباقاً للانتخابات التشريعية المقررة في الثامن عشر من سبتمبر/أيلول،
بحسب المسؤول العسكري الذي أشار لمصرع أكثر من 500 من مقاتلي طالبان
منذ مارس/آذار الماضي.
وأضاف قائلاً "تشعر طالبان والقاعدة إنه هذه فرصتها الأخيرة لإعاقة
تقدم أفغانستان لتصبح في مسار الدول.. سيواصلون التحدي حتى موعد
الانتخابات."
وأشار العسكري الأمريكي إلى جهود المتمردين الحثيثة لتجنيد مقاتلين
جدد لتعويض الخسائر البشرية الفادحة، حيث بادروا في بعض المناطق إلى
إجبار العائلات إلى تقديم أحد أبنائها للانخراط في صفوف الحركة.
وأضاف كاميا قائلاً "واجهوا ضربات قاصمة وعليهم تجنيد المزيد من
المقاتلين.. أنهم يجندون مقاتلين أطفال في سن 14 و 15 و16 عاماً..
العدو يواجه أوقاتاً عصيبة للحفاظ على مستوى مقاتليه."
وأرجع القائد العسكري لجوء الحركة للتجنيد القسري إلى عدة عوامل
منها الخسائر البشرية الثقيلة، غير المتوقعة، التي منيت بها طالبان
مؤخراً بعد أن دهم الطيران الأمريكي والقوات البرية، وفي ثلاث مناسبات
مختلفة، تجمعات كبيرة منهم في أبريل/نيسان الماضي.
ولقي 170 مقاتلاً من الحركة مصرعهم في مواجهات استغرقت أسبوعاً في
بعض المناطق الجبلية، في يونيو/حزيران الماضي.
وتأتي تصريحات القائد العسكري الأمريكي في أعقاب إعلان الأمم
المتحدة إن قرابة 8 ألف طفل أفغاني كانوا منخرطين في صفوف المليشيات
الأفغانية المنحلة والتي أعلنت تحالفها مع الحكومة، سيسرحون ويسجلون في
برامج تعليمية بنهاية العام الحالي.
وبالرغم من إشارة المسؤولين الأفغان المتكررة إلى أن مقاتلي طالبان
يتم تجنيدهم من المدارس الداخلية الإسلامية أو "الكتاتيب" الدينية في
باكستان، إلا أن المسؤول العسكري أشار إلى معظم المجندين الجدد من داخل
أفغانستان.
وأضاف كاميا قائلاً "ليس هناك هيكل قيادي للمتمردين لأننا نجحنا في
الحيلولة دون إعادة تجمع صفوفهم والتنسيق لهجمات منظمة."
وتأتي تصريحات العسكري في الوقت الذي مني فيه الجيش الأمريكي ذاته
بأسوأ الخسائر البشرية منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001، تمثلت في
مقتل ثلاثة كوماندوز من قوات "سيلز" في كمين وإسقاط مروحية عسكرية
ومقتل 16 من الجنود على متنها.
ولقي 45 جندياً أمريكياً مصرعهم منذ تصعيد حركة طالبان لهجماتهم في
مارس/آذار. |