تفجيرات شرم الشيخ تلقي بظلالها على السياحة في مصر

ظهرت اثار فورية على السياحة في مصر للتفجيرات التي قتلت 88 شخصا على الاقل في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر ليل الجمعة الماضية مع الغاء سياح اوروبيين رحلاتهم الى المنطقة.

وغادر بعض السياح الموجودين بالفعل في شرم الشيخ الشاطيء ومنتجع الغوص عائدين الى بلادهم. لكن اخرين أكدوا أنهم سيواصلون قضاء عطلاتهم قائلين انهم لا يمكنهم تفادي الارهاب أيا كان المكان الذي يذهبون اليه.

وقال مصريون واجانب يعملون بصناعة السياحة أكبر أرباب العمل في القطاع الخاص في مصر ان التعافي من اثار التفجيرات قد يستغرق وقتا أطول مما حدث عقب المذبحة التي قتل فيها 85 سائحا أجنبيا عند معبد فرعوني بمدينة الاقصر في صعيد مصر في عام 7991 .

وقال محمد مصطفى الذي يعمل سائق سيارة اجرة بينما كان يعاين الخسائر التي احدثتها احدى القنابل في مربض للسيارات "الهجوم الذي وقع في الاقصر أثر علينا... ولهذا فعندما يحدث في قلب شرم فان الله وحده هو الذي يعلم ما سيحدث."

وقالت ايفيلين براشر وهي سويسرية تعمل في صناعة الغوص في شرم الشيخ منذ 31 عاما "ذلك هو ما كنا نخشاه دائما... كان لدينا دائما انطباع بأن شرم الشيخ مكان امن. لكن اتضح أننا كنا على خطأ."

وأقلعت طائرات ايطالية في رحلات مستأجرة من روما الى شرم صباح يوم السبت شبه خاوية. وقال مسؤولون بمطار فيوميتشينو بروما انه بين 051 راكبا حجزوا مقاعد على طائرة متجهة الى شرم وصل تسعة فقط الى المطار.

وبين عشرات الايطاليين الذين وصلوا الى مطارات روما في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت ليسمعوا انباء الانفجارات كانت ماريلينا وجيتانو وهما زوجان شابان من صقلية في شهر العسل.

وقال ماريلينا التي رفضت أن تذكر اسم عائلتها "لن نذهب. شركة السياحة التي حجزنا لديها قالت اننا كان من المفترض ان نقيم على مبعدة حوالي نصف ساعة من مكان الهجمات لكنني لا أريد ان اذهب هناك. كيف سيكون شهر العسل في مثل هذه الاجواء."

وقالت شركة طيران لوكسير في لوكسمبورج ان 55 راكبا قرروا الغاء حجوزاتهم على رحلة صباح يوم السبت الى شرم الشيخ في حين مضى 28 اخرون قدما في الرحلة. وذكرت وكالة الانباء الهولندية ان 21 مسافرا ألغوا حجوزاتهم على رحلة يوم السبت من امستردام الي شرم.

وفي روسيا قالت متحدثة ان التفجيرات لم يكن لها أثر يذكر على خطط السياح الروس الراغبين في السفر الى شرم. واضافت ايرينا تيورينا من اتحاد صناعة السياحة الروسي "هناك الغاءات قليلة جدا حتى الان .. حالات فردية فقط. اناس قليلون قرروا تغيير وجهتهم."

واضافت قائلة "ربما يبدو مستغربا أنه كانت هناك حجوزات الى شرم الشيخ اليوم."

وحزم بعض السياح في شرم الشيخ أمتعتهم يوم السبت للعودة الى بلادهم قبل الموعد المقرر. وقال جريجور كوشاك وهو سائح من سلوفينيا كان يقيم في فندق قريب من احد الانفجارات "جئنا امس وسنرحل في أقرب وقت ممكن."

وقال التلفزيون الصربي ان شركة الطيران الوطنية لصربيا ووكلاء السياحة الرئيسيين اتفقوا على عرض جسر جوي على اولئك الراغبين في مغادرة شرم الشيخ.

لكن بعض السياح قالوا انهم سيبقون في شرم.

وتلقت بليندا ميرفي وهي سائحة من جنوب افريقيا نجت من هجوم بقنبلة في مترو انفاق لندن قبل اسبوعين عرضا لمنحها تذكرة طيران والعودة سريعا الى لندن لكنها رفضت العرض.

وقال "ذلك حدث في بلدي. وحدث هنا. هذا لا يجعلني أشعر بالخوف بل علي فقط أن اتوخى الحذر."

وقال الاسباني رفايل مويانو انه سيكمل قضاء عطلته كما هو مخطط لها برحلة الى الاقصر الاسبوع القادم. واضاف قائلا "كانت هناك قنابل انفجرت في لندن ومدريد. تلك هي الحياة الان."

وصدرت ردود فعل مماثلة من بعض المسافرين الذين لم يصلو بعد الى شرم.

وقال رومانو كلوديو ريتش وهو ينتظر في صف بمطار فيوميتشينو بروما انه وزوجته وابنهما البالغ من العمر 6 سنوات سيمضون قدما في في السفر الى شرم الشيخ. وكانوا ألغوا رحلة الى لندن الاسبوع الماضي بعد التفجيرات التي وقعت هناك في السابع من يوليو تموز وقتل فيها 52 شخصا على الاقل.

ومضى قائلا "ماذا يفترض أن نفعل الان.. أن نغير وجهتنا مرة اخرى.. لا لن أفعل هذا ولن أكون لعبة للارهابيين لان ذلك هو بالضبط ما يريدوه لنا."

وقال وزير السياحة المصري أحمد المغربي ان التفجيرات سيكون لها اثر على المدى القصير رغم ان خبراء اقتصاديين قالوا ان من السابق لاوانه اصدار رأي قاطع.

وتمكنت صناعة السياحة من أن تنفض عن نفسها اثار هجمات على منتجعات سياحية اخرى في شبه جزيرة سيناء المصرية في اكتوبر تشرين الاول الماضي.

وفي القاهرة قال ياسر حسانين وهو سمسار بالبورصة ان الحكومة يمكنها تخفيف الاثار باتخاذ موقف حازم.

واضاف قائلا لرويترز "اذا بدت الحكومة حازمة وطمأنت الناس الى أن ما حدث يجب ألا يؤثر علينا عندئذ فان رد الفعل السلبي قد يكون محدودا."

وأعرب وزير السياحة المصري عن قلقه من ان الانفجارات التي وقعت يوم السبت في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الاحمر سيكون لها اثار سلبية على السياحة في المدى القصير.

وفيما يلي بعض الحقائق بشأن صناعة السياحة في مصر :

- تعتمد صناعة السياحة في مصر التي تبلغ قيمتها 6.6 مليار دولار على منتجعات تطل على البحر الاحمر مثل شرم الشيخ وعلى الاثار الفرعونية وهي مصدر اساسي للدخل والعمالة.

- استقبلت مصر 8.1 مليون زائر في عام 2004 . وزادعدد السياح في الاشهر الثلاثة الاولى من عام 2005 مقابل نفس الفترة منذ عام مضى. ويقول بعض المحللين ان مصر اجتذبت عددا اضافيا من الزوار هذا العام بعد ان تجنب كثيرون المناطق التي ضربتها أمواج المد الزلزالي في اسيا.

- تريد مصر مضاعفة عدد الزوار السنوي الى المثلين الى 16 مليون زائر بحلول منتصف 2010 مما يعني بناء ما يتراوح بين 12 الف و14 الف غرفة فندق سنويا بتكلفة تبلغ نحو مليار دولار.

- احتاجت السياحة وهي أكبر صاحب عمل في القطاع الخاص في مصر سنوات عديدة لتتعافى من هجوم عام 1997 على الاقصر الذي قتل فيه 58 سائحا لكن ثبت ان الصناعة مرنة بعد تفجيرات شبه جزيرة سيناء في اكتوبر تشرين الاول الماضي التي قتل فيها 34 شخصا.

- مصر مكان محبب للاوروبيين والاسرائيليين وعرب الخليج الذين يمثلون غالبية السياح اثناء أشهر الصيف الحارة.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 24/ تموز/2005 - 16/ جمادى الأولى/1426