نساء بنجلادش يتحملن الجانب الاكبر من وطأة الفقر والاضطهاد

في كثير من الليالي تأوي شيفالي بيجون الى فراشها جائعة بعد ان تنتهي من اطعام اطفالها الاربعة وزوجها.

والأم الواهنة التي تبلغ من العمر اربعين عاما واحدة من ملايين من النساء الفقيرات في بنجلادش يكدحن من بزوغ الشمس وحتى غروبها بلا شكوى.

وتقول العاملة الزارعية التي تحصل على اجر مئة تاكا (1.5 دولار) يوميا في قرية على بعد مئتي كيومتر شرقي العاصمة داكا "نحن اسرة فقيرة. اعتدت ذلك."

غير ان هناك نساء اقل حظا.. فالالاف يهجرهن ازواجهن بينما تتعذب كثيرات او يهربهن مهربون الى الخارج. وكثيرات من هؤلاء تغريهن وعود العمل وينتهي بهن الحال كعاهرات.

وتناوبت امراتان حكم البلاد على مدى الاعوام الخمسة عشر الماضية هما رئيسة الوزراء البيجوم خالدة ضياء وزعيمة المعارضة الشيخة حسينة.

ورغم الوعود بضمان حقوق متساوية والتعليم والعمل لم يطرأ تغيير يذكر على وضع النساء بصفة خاصة في القرى حيث تعيش ثمانين بالمئة من الاغلبية المسلمة من سكان البلاد البالغ تعدادها 140 مليون نسمة.

وتقول معصومة جارة شيفالي في قرية شهابزابور التي يتهددها خطر الفيضانات كل عام تقريبا من نهر ميجنا القريب "ولدت لاكابد الفقر".

وتضيف "كنت احلم في طفولتي. وكان لدى امال قبل ان اتزوج. ولكن كزوجة وام ارى جميع الامال والاحلام قد تبخرت."

وتعتمد اكثر من الف اسرة في شهابزبور على الزراعة رغم ان اسر كثيرة لا تمتلك اراضي وتعمل في حقول اخرين وتعيش داخل منازل متداعية اسطحها من الصفيح.

ويقول الخبراء ان النساء يتحملن الجانب الاكبر من وطأة الفقر.

وتقول شيرين اخطار رئيس جماعة تمثل المرأة العاملة "يحرمن من حقوق متساوية داخل وخارج الاسرة. يعانين من الوحشية والظلم على جميع المستويات."

وفي كل عام تطلق خمسة الاف زوجة على الاقل لرغبة الزوج في الاقتران باخرى وتقول جماعات الحقوق ان هناك عددا اكبر من الحالات لا يتم الابلاغ عنها.

وتقول جماعات نسائية ان 300 اخريات يتعرضن لهجمات باحماض من عشاق غاضبين او نتيجة خلافات عائلية.

ويهرب وكلاء نحو عشرة الاف سيدة ويعدوهن بالعمل في الهند ولكن ينتهي بهن الحال في احياء الدعارة في بومباي وكلكتا. وتنقل بعضهن الى باكستان.

وتقول ناشطات ان الوعود بتمكين المرأة في بنجلادش لم تتحقق الى حد بعيد كما ان تواجدهن على الساحة السياسية هامشي رغم بزوغ نجم خالدة وحسينة.

ويضم البرلمان المؤلف من ثلاثمئة عضو سبع عضوات منتخبات فقط من بينهم خالدة وحسينة. وقررت الحكومة تخصيص 45 مقعدا للنساء غير ان الناشطات يقلن ان ذلك لن يساعد كثيرا لان هذه المقاعد سيتم شغلها بالتعيين وليس بالانتخاب.

وقلن ان العضوات المختارات سيكن "واجهة" دون ان سلطات حقيقية وممتنات لمعلميهن على الساحة السياسية.

وتقول المدرسة محمودة خاتون ان المجالس الحكومية الريفية تضم في عضويتها نساء ولكنهن مهمشات "يرغمهن زملاؤهن من الرجال على التزام الصمت. النساء بلا سلطة كما كانت الحال من قبل."

غير ان وزيرا في الحكومة يقول ان النساء ربما غير مستعدات لصخب الانتخابات وبصفة خاصة من يقمن في القرى.

وقال القاضي مودود احمد وزير القانون والشؤون البرلمانية "لا نعارض انتخاب المرأة ولكن نعتقد ان مشاركة المرأة في السياسة بشكل تدريجي افضل في حالتنا."

ورغم التخلف الذي توارثته اجيال فان نساء بنجلادش حققن بعض التقدم الملحوظ في مجالات مختلفة خلال العقد الماضي من بينها التعليم والاعمال.

ورغم قلة عددهن انضمت نساء الى الجيش والشرطة وهي الوظائف التي كان يعتقد من قبل انها تقتصر على الرجال وانضممن ايضا الى صفوف المسؤولين التنفيذيين في الشركات والمحامين والمدرسين والممولين ومهن اخرى.

وقالت رشيدة تشودري مديرة منظمة حملة التعليم الشعبي غير الحكومية "النساء موجودات على نطاق كبير حاليا في جميع قطاعات النشاط في بنجلادش تقريبا من السياسة الى ضابطات شرطة وصاحبات متاجر."

غير ان سلمي علي رئيسة اتحاد المحاميات الوطني في بنجلادش بدت اكثر تشاؤما وقالت "رغم وعود التمكين والمساواة والرعاية الاجتماعية الشاملة فان النساء اكثر من يعانين في الاسرة والمجتمع."

وتضيف " تتعرض النساء لكل انواع القهر ولا يلوح في الافق خلاص فوري."

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 10/ تموز/2005 - 2/ جمادى الأولى/1426