وتشهد اسيا التي يعيش فيها أكثر من نصف سكان العالم واحدة من كل
أربع اصابات جديدة بالايدز كما يتوفى 1500 مصاب بالمرض يوميا في القارة.
وانتشر الايدز في كل الاقاليم الصينية فيما يأتي عدد المصابين بفيروس (اتش.أي.في)
المسبب للمرض في الهند في المرتبة الثانية في العالم بعد جنوب أفريقيا.
تقول بائعة الهوى المعتزلة تونيت ان العاملين في مهنتها من أهم
عناصر مكافحة مرض الايدز في اسيا لكن الحكومات والهيئات الدولية
تتجاهلهم رغم ما يلوح في الافق من نذر تشير الى طفرة وشيكة في تفشي
الوباء القاتل.
وعملت تونيت البالغة من العمر 30 عاما ثلاث سنوات بائعة للهوى في
أحد المشارب في بلدها الفلبين ثم أسست جمعية لفتيات الليل. وتتهم تونيت
المنظمات الدولية الكبيرة بالانفصال عن واقع الاوساط التي تحاول الوصول
اليها.
وقالت تونيت لرويترز على هامش مؤتمر دولي عن الايدز يعقد في مدينة
كوبي بغرب اليابان "يظنون أحيانا لانهم الممولون أنهم يعرفون الافضل
لنا بينما العكس هو الصحيح في واقع الامر."
وأضافت "نحن الذين نحتك بالناس وليسوا هم. هم يكتفون بالجلوس في
مكاتبهم في انتظار التقارير التي لا تكون صحيحة في بعض الاحيان."
ورغم اعترافها بأن الوكالات الدولية تستطيع أن توفر هيكلا تشتد
الحاجة اليه لحملات الوقاية من الايدز الا أنها طالبت ببذل مزيد من
الجهد لضم العاملين في تجارة الجنس الذين يستطيعون الوصول الى
مجتمعاتهم بدرجة أكبر.
وقالت "يتعين اتاحة الفرصة لنا لمشاركة أكبر كما يتعين أن يضعونا في
المقدمة."
وتقدر الامم المتحدة عدد المصابين بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة
المكتسب المعروف باسم الايدز في اسيا بنحو 8.2 مليون شخص منهم 5.1
مليون في الهند. كما تقول الحكومة الصينية ان عدد المصابين بالمرض في
الصين بلغ 840 ألف شخص.
ويبلغ عدد المصابين بالفيروس في العالم نحو 39 مليون مريض منهم 25
مليونا في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.
وتجارة الجنس من الاسباب الرئيسية لانتشار الفيروس في عديد من دول
اسيا وتقول الامم المتحدة ان نحو 12 مليون شخص يحتمل أن يصابوا بالمرض
في القارة الاسيوية خلال السنوات الخمس القادمة اذا لم تكثف برامج
الوقاية.
ورغم أن نسبة الاصابة بالايدز هي الاعلى بين المتعاطين للمخدرات عن
طريق الحقن في اسيا فان العدد الضخم للعاملين في بيع وشراء الجنس يجعل
الامر مثيرا للمخاوف.
وقالت تشيريل أوفرز الناشطة في جماعة التحالف الدولي ضد الايدز في
احدى جلسات المؤتمر الذي يستمر حتى الخامس من يوليو تموز "كيفية
تعاملنا مع تجارة الجنس سيكون لها تأثير حاسم على تفشي وباء الايدز في
اسيا ومنطة المحيط الهادي. من الضروري تكثيف الجهود بمعدل ضخم وتنويعها
بقدر تنوع المنطقة نفسها."
لكن محاولات الوقاية من المرض تواجه تحديات جديدة بعد التغيرات التي
شهدتها تجارة الجنس نتيجة التقدم التكنولوجي. فانتشار مقاهي ومشارب
الكاريوكي يتيح لبائعات الهوى غالبا الحصول على مبالغ أكبر مما تحصلن
عليه في المواخير كما أن انتشار استخدام اجهزة الهاتف المحمول أصبح
يغني فتيات الليل عن التجمع في أحياء ومناطق معينة.
كل ذلك يزيد من صعوبة توجيه برامج محددة للوقاية من الاصابة بالايدز
لمن هم في أشد الحاجة اليها.
وفيما لا تزال النساء يمثلن العدد الاكبر من بائعات الهوى تدعو
الضرورة أيضا الى التوجه بحملات الوقاية الى العاملين في تجارة الجنس
من الرجال ولمتحولي الجنس الذين لا يلقون الا التجاهل.
ويركز مؤتمر كوبي على تأكيد أهمية الواقي الذكري الذي يختلف مدى
الاقبال على استخدامه من بلد الى اخر.
أشارت نتائج استطلاع أجري في تيمور الشرقية العام الماضي الى أن
أربعة من كل عشرة أشخاص يعملون في تجارة الجنس لا يستطيعون التعرف على
الواقي الذكري اذا رأوه. وحتى مع توافر الواقي الذكري والوعي بدوره في
الوقاية من الايدز فما زال استخدامه عشوائيا ويتوقف على عوامل كثيرة.
وحققت كمبوديا وتايلاند نجاحا ملحوظا في مجال التوعية باقناع
العاملين في تجارة الجنس وزبائنهم بأهمية الواقيات الذكرية.
وفي تايلاند تراجع عدد حالات الاصابة الجديدة بالايدز من 143 ألف
حالة عام 1991الى 21260 حالة عام 2003.
وتقول تونيت ان تحقيق مزيد من النجاح في حملات التوعية والوقاية
يقتضي زيادة مشاركة العاملين في تجارة الجنس. وتضيف "لدينا الخبرة
والمعرفة... ونستطيع توصيل الرسالة الى الجميع." |