السيدة زينب (ع): مزار شيعي في سوريا تحول إلى ملاذ للعراقيين

وجد الشيخ العراقي كمال معاش ملاذا آمنا على بعد مئات الأميال من موطنه كربلاء قرب المسجد الشيعي ذي القبة الذهبية جنوبي العاصمة السورية دمشق.

قال معاش لرويترز الذي يدرس في حلقة دينية قرب المزار الذي يقول الشيعة ان قبر السيدة زينب ابنة الإمام علي يقع داخله على بعد 15 كيلومترا جنوبي دمشق "هذا هو قبر إبنة الإمام علي.. ونحن نتبرك بالإقامة هنا."

ويعيش الآن الكثير من الشيعة العراقيين الذين فروا من اضطهاد صدام حسين أو بحثوا عن ملجأ آمن من دموية العراق فيما بعد الحرب قرب المزار الذي يعد موقعا مقدسا بعد النجف وكربلاء أكبر مدينتين مقدستين لدى الشيعة في العراق.

لكن العنف اليومي في العراق أنهى أية احتمالات لعودة قريبة الى الوطن بالنسبة للعديد من اللاجئين.

وقال معاش الذي يعيش في سوريا منذ 13عاما وعلى رأسه العمامة الشيعية "من ليس لديهم عمل أو منزل في العراق يرون ان الامور أفضل قرب المزار حتى يأذن الله (بالعودة)."

ويقول كثير من الآخرين انهم جاءوا الى السيدة زينب ليجدوا أعمالا لا يجدونها في بلادهم او للهرب من الانقسامات الطائفية المتصاعدة والقتل الانتقامي والتفجيرات المميتة.

قال علي ربيعي (48 عاما) المهندس الذي هرب من حي الغزالية في بغداد "هناك قتل وموت فالى أين أذهب؟ هل أدع نفسي أُقتل في العراق..؟"

وكانت الاغلبية الشيعية الكبيرة المضطهدة في العراق تجد منذ فترة طويلة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 ملاذها العربي الآمن في سوريا.

وخلال السبعينات والثمانينات وجد مئات الالاف من المعارضين الشيعة ملاذا في سوريا فرارا من اضطهاد صدام. وكانت دمشق وقتها في صراع مرير ومميت مع الفرع العراقي المنافس من حزب البعث الحاكم.

قال حسين علوان (57 عاما) وهو يتذكر كيف تسلل الى سوريا في عام 1987 عبر الحدود الشمالية العراقية ليتخذ ملجأه في السيدة زينب ان سوريا تحمي الشيعة وتقاليدهم وأماكنهم المقدسة منذ فترة طويلة؟.

وقبل إنهاء الانقسام مع بغداد في أوائل التسعينات تحالفت سوريا مع ايران خلال الحرب العراقية الايرانية وآوت الكثير من كبار الزعماء الدينيين الشيعة والشخصيات الكردية المعارضة الذين اصبحوا الان حكام العراق فيما بعد الحرب.

ويسخر العراقيين الشيعة في سوريا من اتهامات الولايات المتحدة بان الدولة التي تستضيفهم تقدم الدعم للمسلحين السنة الذين يقودون التمرد ضد القوات الامريكية.

قال كريم زبيدي المستثمر العقاري "هذا غير صحيح لقد تم طرد كل رجال صدام من سوريا بل حتى تم تسليمهم الى العراق..ويمكن العثور عليهم في الملاهي الليلية يسكرون وينشدون المديح في صدام بالاموال التي سرقوها من العراق."

ويسود الوجود العراقي في الأسواق المزدحمة في المركز الديني الشاسع حيث تم تغيير حتى أسماء الشوارع لتبني أسماء المعالم الشهيرة في الوطن البعيد. ويشبه مشهد التبادل التجاري مشاهد الاسواق في النجف اكثر منه في سوريا.

ويقول سماسرة العقارات ان المدخرات العراقية رفعت اسعار العقارات حيث قاموا بشراء الاراضي او التأجير لمدد طويلة.

ويدير رجال الاعمال من البصرة والسماوة والحلة الان الاعمال والمحلات لرعاية السياحة الدينية المزدهرة التي تجتذب الحجاج الشيعة من ايران وباقي منطقة الشرق الاوسط.

المصدر: رويترز

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة  1/ تموز/2005 - 24/ جمادى الأولى/1426