[newsday.htm] 
 
 
 

 

ان تكون روزخونا ً خيرٌ من ان تكون مُلحِدا؟ (1_2)

محمد حسن الموسوي

تقول الحكمة (لا تنظر لمن قال وانظر لما قال) اي المهم هو القول وما فيه من افكار يُراد ايصالها لا صاحب القول , وهذه الحكمة تحتم علينا اذا اختلفنا مع القول الرد عليه بموضوعية وترك صاحبه. غير انه وفي حالات معينة يتحتم النظر لمن قال حينما يخرج القول عن الموضوعية فيصبح حينها النظر لصاحب القول ضرورة وذلك لمعرفة ما قال ولماذا قال؟ اي معرفة الخلفية التي يحملها صاحب القول والفكرة اذ ان ذلك سيساعد على اعطاء انطباعا ً وتصوراً عاماً عن الفكرة ذاتها ويسهل من فهمها وادراك الدوافع الحقيقية من وراءها. ومن هنا اجد نفسي مضطرا ً للنظراولا ً لصاحب مقال ( الروزخون ابراهيم الجعفري) الذي نشرته مؤخرا احدى صحف العربان الصادرة في لندن.

صاحب المقال وكما هو معروف شيوعي ملحد ومن عتاة الملاحدة وغلاتهم ومن دعاة الالتزام الحرفي بالعقيدة الشيوعية بحذافيرها ويُقال انه من المهووسين بتطبيق اطروحة المشاعية الجنسية التي تدعو اليها الشيوعية وُينقل والعهدة على الناقل انه في ايام فتوته نظمَّ وبالتعاون مع مجموعته المغالية حفلة لرفيقاته ورفاقه بالتنظيم مارسوا فيها عمليا ً الاباحية الجنسية فيما بينهم انطلاقا ً من شعارهم المعروف (حسن الفاظك وأطلق اعضائك) حيث اطلق العنان لأعضائه دون رقيب او حسيب وفعلها مع اكثر من رفيقة مجسدا ً الاشتراكية العلمية بأزهى الوانها.

عُرف عنه عداوته للأسلام الحنيف ولكل مظاهر التدين وكذلك عُرف بكرهه اللامحدود للمتدينين ناعتا ً اياهم بالرجعيين وقد ترجم كراهيته للدين بقيادته للمظاهرات التي خرجت في بداية الستينيات في منطقة الكرادة ببغداد مستخفة ً بتعاليم السماء ومستهترة ً بمشاعر اغلب العراقييين حيثُ كان ومجموعته الشاذة يجوبون الشوارع مرددين اهزوجة ( ما كو مهر بس هل الشهر والقاضي أنذبه بالنهر) في اشارة واضحة الى مبدأ المشاعية الجنسية الذي يُنادي به الغلاة من الشيوعيين ومطالبتهم بالغاء الزواج الشرعي والمهر والقضاء على القضاة الذين كانوا يقومون بمهمة عقد الِقران وتزويج المؤمنيين وكان لهذه التصرفات الرعناء الاثر الكبير في اصدار المرجعية الدينية وقتها فتواها الشهيرة( الشيوعية كفر ٌ والحاد) حفاظاً منها على المجتمع العراقي ومنعا ً لأنتشار هذه الافكار الهدامة التي تدعو الى التفسخ والرذيلة. ومن ذلك الحين والى يومنا هذا وهو يناصب المرجعية العداء ولايفوت فرصة الا وتعرض لها بالسوء والتطاول عليها وهذا ما فعله مراراً مع مرجعية الامام السيستاني.

وبسبب هذه الفتوى ازداد كراهية ً للدين ولكل المتدينيين وراح يتحين الفرص للانتقام منهم وجاءته الفرصة في عام 1977 حينما تحالف حزبه مع البعثيين في جبهة عُرفت حينها بـ (الجبهة الوطنية القومية التقدمية) للارهاب وتكميم الافواه ومعاداة الدين والديمقراطية والحرية. تقول الرواية صدرت له ولمجموعته سيئة الصيت الاوامر وبالتعاون مع اجهزة المخابرات البعثية بضرب المؤمنيين المدنيين العزل الذين جاءوا لزيارة مرقد الامام الحسين عليه السلام في صفر حيث ذكرى الاربعينية فيما عُرف فيما بعد بـ ( انتفاضة صفر) وشهودها لا يزالون احياء حيث يذكر كل من شاهدها الدور الخطير الذي مارسه اعداء الدين من بعثيين وملاحدة شيوعيين بسحق وقتل وتعذيب المدنيين العزل وهي احدى الجرائم التي لابد في نظري القاصر من اضافتها الى قائمة تهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية والتي ستوجه لصدام وللبعثيين عند محاكمته ولابد من ان يصار الى محاكمة كل من شارك بتلك الجريمة وبأثر رجعي وسحب الحصانة الديبلوماسية عنه اذا كان عضوا في البرلمان الحالي وعدم القبول بمبدأ (عفا الله عما سلف) فجريمة انتفاضة صفر جريمة كبرى يجب معاقبة مرتكبيها من اعضاء جبهة الارهاب المذكورة .

بعد انتهاء عرس بن آوى وانقلاب السحر على الساحر بفشل التحالف بين حزبه والبعثيين ترك العراق الى سوريا ومن هنالك الى بريطانيا حيث حطَّ الرحال بعاصمة الضباب ليُعين بوظيفة دائمة في صحيفة لاينتسب اليها الا من تزكيه اجهزة خاصة تابعة للدولة المالكة لتلك الصحيفة والمعروفة بمواقفها المتشنجة من الشعب العراقي.

هذه باختصار خلفية الرجل ويظهر منها عداوته المستديمة للدين واهله ومن هنا يصبح تحامله للجعفري باعتباره متدينا ً امرا ً مفهوماً . ولكن دعونا الآن ننظر لما قال بعدما اتضحت لنا خلفية القائل. ولنبدأ بعنوان المقال (الروزخون ابراهيم الجعفري). بداية ً ما معنى الروزخون؟ ولماذا استخدمها كاتب المقال ؟ ولمن يشير بها؟

الروزخون كلمة من اصل فارسي وتعني قارئ قصة استشهاد الحسين والكلمة ماخوذة من (روضة الشهداء) وهو اسم الكتاب الذي كان يستخدمه الخطيب عند قراءة قصة الحسين عليه السلام. وبالفارسي يُنادى كل من يقرأ هذا الكتاب بـ (روضة خوند) ثم خففت عند الاستعمال لتصبح ( روضة خون) وبكثرة الاستعمال اصبحت (روزة خون) حيث الضاد تصبح زاءاً باللفظ الفارسي. لكن لماذا استخدم كاتب المقال كلمة الروزخون الفارسية ولم يستخدم ما يقابلها في العربية ككلمة القارئ او الخطيب ؟

من الواضح ان هنالك دافع عنصري شوفيني وراء الاستعمال فقد اراد الكاتب ان يغمز السيد الجعفري بانه فارسي وطائفي وهذا ماصرح به حينما اعاب على السيد ابراهيم الجعفري استخدام هذا اللقب واصفا اياه بالطائفي ولا ادري اين ذهبت اممية الكاتب التي تدعو اليها شيوعيته؟ يبدو ان تنكره لأمميته المزعومة جاءت لتلبي رغبة ولي نعمته السلفي الوهابي المتزمت مالك الجريدة البائسة. واعجب والله ايما عجب لهذا الزواج بين شيوعي ملحد وبين وهابي متزمت وهما المتناقضان اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان ببداهة العقل!

لكن لا عجب فمن صافحت يده يد البعثيين القذرة ستصافح غيرهم . ثم اين ديمقراطيته التي يتشدقُ بها ويعيب على الاخرين لاديمقراطيتهم؟ فهل من الديمقراطية ارغام الناس على تغيير القابهم؟ اليس من بديهيات الديمقراطية احترام عقائد الناس وشعائرهم واختيارهم لأسمائهم والقابهم؟ اليست هذه الامور من الحرية الفردية التي تكفلها الديمقراطية؟ لا اعتقد ان الكاتب غير ملتفت لذلك لكن اغلب الظن عندي ان غاية ً في نفس مرؤوسيه تقف وراء استثقال مفردة (الجعفري). انها شنشنةٌ من أخزمٍ نعرفها وللحديث تتمة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 20/ حزيران/2005 - 13/ جمادى الأولى/1426