[newsday.htm] 
 
 
 

 

الكتب الممنوعة.. ما أسباب منعها؟!

 

تقول تجربة الحياة الثقافية المعاصرة بعدم وجود أي مبرر عقلاني يمنع بموجبه كتاب محدد حتى لو حمل أفكاراً مضادة لمصلحة مجتمع ما لأنه من الضروري والضروري جداً الإطلاع على طريقة تفكير الآخرين بنا.

ولزيادة التحسس لدى أجهزة الرقابات الإعلامية حول كتاب تعتبره تلك الأجهزة مضاداً لتوجهات دولتها مثلاً لم يعد فيه ما يبرره إذ من المألوف أن أي كتاب ممنوع في بلد معين لا بد وأن يطالعه (ولو عدد قليل) من مواطنيه بطريقة وأخرى ولعل أول سبب للمنع الموجه نحو كتاب ينطلق من موقف الحدّة التي جعلت من حال منع بعض الكتب وكأنها (بعبع) سوف يبلع كل الحقائق الممكن تخيلها أو لا.

وبديهي هناك تدخلات عديدة في هذا الرأي الخاص بإجازة نشر كتاب معادي مثلاً لدولة ما في حين أن الموضوعية والعقلانية إذا ما استندت لمحاورة مضمون أي كتاب ممنوع فإن ذلك سيساهم حتى في تغيير الكثير لدى الكثير من الناس إذ أن في محاورة الكتاب الممنوع هو نوع من الدفاع الديمقراطي لصالح مبدأ (البحث عن الحقيقة).

قبل عدة عقود من الزمن ترجم أحد الكتب من اللغة الإنجليزية إلى العربية وعنوانه (لعبة الأمم) وقد مُنع هذا الكتاب في معظم البلاد العربية لأنه قيل بكونه يحوي على أسرار الاتصالات والعلاقات السرية بين العديد من حكام العرب مع مستعمريهم وما يضير لو أن صحفياً مثلاً عمل مقابلة صحفية أو راديوية أو تلفزية مع أي حاكم كي يجلي عن وجهة نظره في الكتاب إذ من المعلوم أن الكتب التي من هذا النوع المثير غالباً ما تضم صفحاتها حقائق نسبية وأكاذيب كثيرة كـ(أسلوب تمويه) لتمرير غاية الكتاب المتربصة بشخص ما أو تاريخ ما أو حادثة ما.. ألا يعني الاكتفاء بمنع الكتاب المعني إقرار ضمني للخوف من الحقيقة أو الجبن عن الرد على كتاب رخيص!

طبيعي أن الكتب الممنوع غالباً ما يكون سياسياً أو يخدم غرضاً سياسياً يُخشى منه أن يطلع عليه الجمهور الذي يطمح أن يرى حكومته صريحة وجريئة وقادرة على التوضيح لكن ما يفوت الرقيب الثقافي العربي على الأغلب أنه يتناسى أن من غض نظره عن كتاب صادر ضد بلاده مثلاً هو نوع من المجاملة اللامطلوبة.

إن الساحة الثقافية العربية رغم كل النكبات العربية ما تزال ساحة ساخنة وتحتاج للكثير من الحوادث الجادة والمماحكات الثقافية مع من تتوافق معهم في الرأي ومع من تختلف معهم. وهناك حالة إصغاء جماهيري هي التي يتوجب استثمارها عبر محاكمة الأكاذيب الواردة إلى أي بلاد فهناك جفوة بهذا المجال يفضل ردعها عبر إطلاق وتداول الكتب الممنوعة كي يغدو أمرها أقل من عادي.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأحد 19/ حزيران/2005 - 12/ جمادى الأولى/1426