شاشة التلفزيون الصغيرة أخذت تنسحب على معظم المخترعات الإلكترونية
الحديثة فهي شاشة لكمبيوتر وشاشة للانترنيت وشاشة حتى للتلفون والعملية
مازالت جارية وكل هذه الشاشات الصغيرة لكونها تعيش معنا في بيوتنا فهي
شاشات تقترب في مجملها من كونها ذات نكهة تلفزيونية.
وبعد اليوم التلفزيون ظاهرة العصر بلا منازع وأثره غدا واضحاً كونه
يكاد يصبح أحد أفراد العائلة وليس أحد مقتنياتها فمعه تحلو الرؤيا
ويحلو الاستماع أيضاً وبرامجه فيها من التوجيه والإرشاد اللامباشرين كي
نكون محافظين على جماليات الحياة ما ليس ضروري لإثباته.
إن التلفزيون اليوم هو قائد ثقافي يطلعنا على ما يجري في العالم (لحظة
بلحظة) عبر شاشته الصغيرة فإضافة لكونه معلما0 من جمال ثورة الاتصالات.
وتقول إحدى الإحصاءات الميدانية أن عدد ساعات مشاهدة الفرد العربي
الواحد لعائلة تمتلك جهاز تلفزيون تتراوح بين 3 – 4 ساعات يومياً في
حين تزداد نسبة المشاهدين له من الأجيال الصاعدة بصورة ملحوظة لا
ينكرها أحد ولعل من الثابت أن التلفزيون لم يعد جهاز تقليدي بل عصري
متجدد باستمرار بتجدد وسائل الاهتمامات الحديثة في استمتاع الذات
بالوقت وسد الفراغ فيه بما يعود بالفائدة الثقافية.
إن ما بقي قوياً في المجتمعات العالمية بصورة عامة وجود الألفة
المتجددة مع هذا الجهاز الصغير (التلفزيون) حتى غدا التعرف على ما يبثه
من برامج ضمن أبجديات الحياة الحيوية حيث لا يوجد أشخاص لم يتذوقوا
برامجه ومواده المبثة ولغة التلفزيون أصبحت مفهومة حتى رموز الصور التي
يعرضها بكل وضوح أضحت مفهومة أمام الجمهور المشاهد الذي لم يعد بتلك
اللا أبالية الذي لم تشغله أي من المخترعات بقدر ما اشغله جهاز
التلفزيون.
وحيث لا قيمة ترفيهية في بيت عائلي يخلو من جهاز تلفزيون فالعائلة
التي تملك جهاز تلفزيون هي محظوظة مقارنة لمن حرم من امتلاك جهاز
تلفزيون بالنسبة للعوائل الفقيرة أو التي تعاني من حرمان ومشاكل مالية
مستعصية إن ما يمكن تسميته بـ(ثقافة التلفزيون) ليست قليلة لكن يبقى ما
ينبغي الحذر منه مما يعرضه التلفزيون أن يكون تحت اختيار إيجابي
ومقاطعة أي عروض يستشف منها تراجعاً عن الأخلاقيات البناءة التي يتمتع
بها كل مجتمع حضاري بروح رسالته في الحياة وليس بجانبها المادي. |