[newsday.htm] 
 
 
 

 

الدفاع عن طاغية، مهاتير وبن بلة وكل شلة الانحطاط الخلقي

اسعد راشد

لا ندري أنواسي انفسنا ام نواسي الضمير الانساني العالمي الذي غدى يواجه ازمة في الاخلاق مع من يدعون انهم يحترمون الانسان ويملكون العلم والحضارة لكي ينبروا بتشكيل لجنة للدفاع عن اقذر انسان عرفه التاريخ الحديث بل التاريخ البشري في المنطقة..

انه حقا ازمة في الاخلاق والضمير انحطاط الى الحضيض وسقوط شرف ان يقوم بعض الرؤساء والوزراء من دول تعتبر نفسها راعية الحضارة والمدنية والثقافة بتشكيل لجنة للدفاع عن ذلك القذر المجرم قاتل الملايين من ابناء العراق.. اين منه هولاكوا وهتلر وبولبوت وكل طغاة التاريخ ‘ انها لمهزلة العصر ان يشكل هؤلاء لجنة دولية طارئة هدفها انقاذ رأس من تلطخت يداه بدماء المئات الالاف من ابناء المقابر الجماعية والانفال وحلبجة ومازال اتباعه يمارسون نفس اسلوب ذلك المجرم في قتل العراقيين واقامة المقابر الجماعية لهم عبر تفجير السيارات والاختطاف اليومي للعشرات و قتلهم وذبحهم ..

أحقا هذا هو العالم الذي يأمن فيه الضعيف على نفسه من القوي ويجد فيه من يأخذ له حقه من الظالم والمجرم؟ احقا هذا هو المشهد الانساني الذي تتحقق فيه العدالة من خلال جلب القتلة والجلادين الى القضاء ؟ هل حقا هذه هي الصورة الانسانية العادلة التي ينشد العالم مشاهدتها في ان يشفق رجال كانوا يقودون دول متحضرة ذات ثقافة عريقة ولهم من المواقف في المحافل الدولية كانت تتبجح بحقوق الانسان وتتبيطق العدالة على من لهم سجل بشع تقشعر له الابدان في مجال حقوق الانسان ..

مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق والذي لفق تهمة اخلاقية بحق منافسه انور ابراهيم كي يزيحه عن الحكم ويصدر امرا قضائيا باعتقاله وقد حكمت المحكمة الماليزية المسيسة على انور حكما باالسجن لاكثر من عشر سنوات ‘ هذا المهاتير تتحرك الغيرة فجأة فيه لينضم مع شلة الانحطاط الخلقي لتشكيل لجنة طارئة للدفاع عن ذلك المجرم الخطير ‘ اما وزير خارجية فرنسا السابق فلا عجب ان يكون عضوا في تلك الهيئة اذا عرفنا ان فرنسا بشيراكه وميترانه السابق وكل حكومته الفاسدة كانوا شركاء صدام ابن ابيه الطاغية في جرائمه وكانوا يستأنسون على موائد صدام "النفطية" ومكافئته لهم من خلال نهب وسرقة خيرات العراق وعبر الصفقات المشوبه بمشاهد الموت والدم التي كانت سمة عراق صدام والبعث المجرمين... وللفاشلين في حياتهم السياسية كابن بلة وكلارك ليس لنا الا ان نقول لهم "موتوا بغيضكم" فقد ذهب نظام العفالة والمجرمين ولن يعود وان صدام وكل المجرمين من امثاله والمدافعين عنه مصير هو نفايات التاريخ ومزابله التي ذهب اليها من قبلهم كل الطغاة والمجرمين ..

اين كانت لجانكم الطارئة عندما كان الطاغية يقتل ابناء العراق ويذيب اجسادهم في احواض التيزاب ؟

اين كانت غيرتكم يوم كان الاكراد والشيعة يذبحون كالخراف ويرمى باجسادهم المقطعة للهوام والاسماك ؟ لماذا لم تشكلوا لجان طارئة عندما قصف صدام والمسؤولين في نظامه الاجرامي والذين ذكرتم انكم ستدافعون عنهم والكيماوي احدهم مدينة حلبجة وقتل اكثر من خمسة الاف انفس بريئة ؟

ستدخلون التاريخ كمحامين عن الجلادين والقتلة وان وصمة عار دفاعكم عن الانذال والمجرمين ستلاحقم حتى قبوركم المظلمة ..

وهنا نتسائل اين منظمات حقوق الانسان لترفع ظلامة الشعب العراقي المظلوم الذي لم يزل يتعرض لمثل هذا الانتهاك لحقوقه على ايدي المدافعين عن قاتليه وجلاديه اين تلك المنظمات من بيانات الاستنكار والتنديد لمثل هذا الدجل السياسي والعهر العالمي ؟

انتهاك حقق الانسان لن يقتصر فقط على الجلادين والمستبدين والمعذبين والطغاة بل الذي يدافع عن اولئك المجرمين يكون احدهم او من طينتهم حكمه حكم المنتهك لحقوق الانسان والشريك في جرمه كون انه يعلم ان كل تفاصيل الجريمة وشاهدها واليوم يسعى للتغطية عليها واخفاءها بل والدفاء عن فاعلها عن سبق واصرار ..

ومن هنا ايضا نستغرب السكوت الرسمي العراقي والصمت الغير المبرر الذي يسود الاوساط السياسية العراقية وخاصة الشيعية والكوردية دون ان يستنكروا على المدافعين عن المجرمين موقفهم ويشجبوا عليهم هذا الانتهاك الصارخ لحقوق ضحايا المقابر الجماعية وضحايا الانفال والحلبجة وتدخلهم في شأن عراقي بحت ..

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 16/ حزيران/2005 - 9/ جمادى الأولى/1426