[newsday.htm] 
 
 
 

 

مساعدة الأهل للطفل ضرورية في مراحل عمره الأولى

 

تعتبر العلاقة التي تنشأ بين الأم وطفلها في مراحل عمره الأولى – حتى السنتين – أهم عامل يحرك في الطفل نزعته نحو تحقيق استقلاليته، فالطفل يأتي إلى الحياة حاملاً معه عدداً من القدرات الطبيعية التي تتطور معه تدريجياً، كقدرته على التواصل مع الآخرين، وتقليد التعابير التي تظهر على الوجوه.. وبالرغم من ذلك يُلقي الطفل اعتماده بالكامل على البالغين من حوله، الذين يترتب عليهم الاستجابة لاحتياجاته الجسدية والعاطفية والنفسية، الأمر الذي ينشئ تلك العلاقة المتينة بين الأطفال والكبار.. ومن ثم فلا مفك من تطوير هذه العلاقات التي تمهد الطريق للتطور الشامل لشخصية الطفل.

وشراكة الأهل في السنة الأولى من عمر الطفل تكمن في جعله يشعر بالأمان الذي يتحقق عندما يعمل البالغون على خلق مفهوم (فريق عمل) فيساعدون الطفل في السيطرة على أحاسيسه الداخلية المتعلقة بالجوع والتعب.. إن الأهل في هذه الحالة هم مرجع الطفل العاطفي والنفسي والجسدي لاكتشاف العالم المحيط به، وعندما يولي الأهم اهتمامهم بطفلهم، فإن ثقته بنفسه ستتعزز ولا شك من ذاتها.

ومن الممارسات الصغيرة التي تبني الثقة والاستقلال لدى الطفل مثلاً أن تترك له الفرصة كي يساعد أمه في ارتداء ثيابه أو جواربه، أو أن ينزعها عنه، أو أن يترك له الرأي في اختيار الكأس التي يفضلها، أو أن يُسأل عن لعبته أو وجبته المفضلين.. وهكذا تنمو لدى الطفل مهارات التفكير والاختيار، وتبرز لديه رغبة في إنجاز الكثير من الأمور البسيطة المماثلة، مما يشيع في نفسه الشعور بالثقة والنجاح.

لكن ينبغي الأخذ بعين الاعتبار النشاطات التي تناسب الأطفال حتى عمر السنتين.. إذ أن إخافتهم في أداء المهام الصعبة بالنسبة لعمرهم سيشعرهم بالإحباط والعجز.

وبالمقابل، إذا لم يشعر الطفل بأي تحد فيما يقوم به من أعمال، فإن الملل سيجد طريقه إليه، وغالباً ما يستمتع الطفل بتأدية ما دأب الكبار على القيام به أمامه من قبيل تنظيف فتات طعامه، مما يبعث فيه شعوراً بأنه أصبح طرفاً مهماً قادراً على مشاركة الآخرين في واجبات البيت. ولا يخفى أن اكتمال شعور الطفل باستقلاله سيأخذ وقتاً، وقد لا يكون الطريق إلى ذلك ممهداً نظراً لمحدودية مهاراته اللغوية ولانفعالاته الجياشة المتقلبة، لذلك لا بد أن يتحلى الأهل بالصبر والمرونة، وأن يميزوا اللحظات التي يريد فيها طفلهم أن يعود لما تمليه عليه أشهر عمره الأولى.

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 9/ حزيران/2005 - 1/ جمادى الأولى/1426