للحضارة أنفاس بدونها لا يمكن أن يكون أي معنى للوجود البشري وعلى
العكس من ذلك فكل ما يناقض ذلك بأي توجه ففيه نزوع نحو أنفاس التخلف.
والتقدم اليوم وكما كان دوماً هو نقيض التأخر ومن هنا كانت
المجتمعات الطموحة تتطلع إلى الأمام عبر مكامن الأنفاس الحضارية بين
أفرادها ابتداء من نواتها الأولى (العائلة) لكن ما بقي ما يمكن الإشارة
إليه أن هناك مجاميع من البشر (أفراد وتكتلات) تعمل على تقويض تلك
الأنفاس سواء كان شعوراً منها بالنقص أمام سوية الحضاريين أو لأسباب
أخرى لا مجال للتطرق إليها في هذه المادة الانترنيتية المختصرة.
والتسابق نحو الوصول إلى أفضل الصيغ الحضارية هو حالة صحية وميزات
معرفة للعديد من القيم السائدة بكل مجتمع ومعلوم أن تجاوز سيطرة (روح
الأنا) فيه أول خطوةفي سبيل الخروج من أي أزمة اجتماعية ونفسية أيضاً.
ولعل في ظاهرة الشلل النفسي الذي تعاني منه كل المجتمعات ودون
استثناء من حيث تربيتها على نمط معين من الحياة هو الذي جعل استشراء
الكثير من السلبيات في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان يأخذ قالباً راكداً
يصعب تغييره نتيجة لتراكم العادات والتقاليد بجانبيها الإيجابي والسلبي.
وحاجة الفرد والمجتمع معاً لتسييد الأنفاس الحضارية فيما بين الجميع
هو المسار الصحيح الممكن الاعتماد عليه بصورة مؤكدة فمثلاً أن قوام
حضارية الشخص هي (عفته) فإذا سادت (العفة) في المجتمع فهذا يعني أن
المنطلق نحو ذلك قد بدأ منطلقاً من العائلة ضمن مبدأ وليس مزاج
فالإنسان أحياناً يستقرط (من الأرستقراطية) حتى في علاقاته العادية مع
زملائه أحياناً.
ولا بأس في هذا الصدد أن تكون هناك برامج لوضع سياسات لتحضير الناس
أكثر ويمكن التخطيط لذلك عبر أجهزة الإعلام والتحاور مع مشاكل المجتمع
الخاصة التي تعني (الأفراد) والطامة التي تعني (المجتمعات) ككل.
وبهذا الصدد يمكن معرفة الصواب في التربية الحضارية من الخطأ فيها
أن يعمل لما يبعد مشاعر المراهقين والمراهقات من الدغدغة التي تشكل لهم
أحد الدوافع الخبيثة المحرمة واستبدالها مثلاً عبر التأكيد على ضرورة
تحقيق الزواج الشرعي الذي حلله الله سبحانه وتعالى ومع الأخذ بأن تلعب
الرسميات والأهليات ضمن مؤسسات مشتركة تتظافر فيها الجهود لتخفيف هذا
الهدف النبيل وغيره. |