[newsday.htm] 
 
 
 

 

من عجائب الزمن: أوضاع تتشابه في المنطلقات والمآلات

 

مع أنه بعدم وجود قاعدة أو تفسير أخير يبين بجلاء وإقناع كيف أن بعض الظواهر الحياتية والأحداث المتوقعة أو اللامتوقعة تتكرر بشكل غريب إلا أن معايشة كل ظاهرة أو حدث لا يمكن إيكال سببها إلى الصدفة دائماً.

ولعل أول ظاهرة اجتماعية عالمية اليوم هي مقت الشعوب للسياسة والسياسيين مع أهمية الأولى وضرورة أن يقودها أناس وسبب المقت يأتي لابتعاد السياسيين على وجه العموم عن النهوج السياسية الصالحة لكن أحداً لم يستطع إنكار أن اتجاهات مقت السياسة والسياسيين آخذة بالاتساع بيد أن تأسيس أحزاب جديدة في العالم بات في حكم الرفض.

وفي عالم السياسة ذاته أضحت معظم الأيديولوجيات الوضعية في حالة أفول ولم تعد هناك نضالات الأمس التي كان المناضلين يدفعون مصائر حياتهم ثمناً لصحة معتقداتهم والعجيب أن العبرة من الماضي أمست هي الأخرى غير واردة لدى حركات سياسية فضلت أخيراً اتخاذ موقف الانبطاح أمام أي قوي قادم لبلدانها.

وبعض الدول التي ترى في وجودها قوة وبغض النظر عن مدى شرعية تلك الدول أو لا شرعيتها فإنها تكرر ما قام به الآخرون وفشلوا بما قاموا به فمثلاً أن (جدار برلين) الذي هُدم بعد إعادة توحيد ألمانيا قامت إسرائيل ببناء جدار شبيه على أراضي فلسطينية بحتة تقع ضمن قرار التقسيم الذي رسمته هيئة الأمم المتحدة من أجل قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل وكان ذلك عند تأسيس الأخيرة بمساندة الغرب الإمبريالي وتأييد الشرق الاشتراكي وتحديداً الاتحاد السوفيتي السابق فكيف سيؤول مصير جدار إسرائيل؟!

إن التسلية السياسية بمصائر الناس هي الأخرى إحدى ظواهر هذا الزمن ولكن لا أحد ينتبه للخطر الداهم الأكثر تدميراً لمعنى وجود الإنسان في الحياة فحوادث سقوط الطائرات في العالم ثم إخفاء نتيجة التحقيقات الجارية حولها مسالة تتكرر كل مرة والأطباء بكل دول العالم ودون أي استثناء يضمون بين صفوفهم مجرمين يقتلون الناس المرضى اللاجئين إليهم للعلاج على خلفيات تنفيذ أوامر سياسية.

وعلى الصعيد الاجتماعي تتزامن ظاهرة الاعتماد على التوقيتين الصيفي والشتوي مع أن بعض الدول ليست بحاجة فعلية لهذه التقليعة وإيجاد قاسم مشترك لكثير من الوقائع والحوادث والتقليد المكرر في العالم المعاصر تتسم بالارتجال ومن ذلك مثلاً (مسألة الروتين العويصة) التي تصر الدول على اذلال الناس بها. إن تأهيل العنصر البشري القيادي (كل في عمله) هي قضية موقف مازال يعيش في الخيال.

 

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 9/ حزيران/2005 - 1/ جمادى الأولى/1426