لقد اصبح مشهد المراهقين وهم يدورون على دراجاتهم النارية رمزا
لايطاليا تماما مثل برج بيزا او المعكرونة فيما تتحدث التقارير اليومية
عن مقتل مراهقين نتيجة التسابق على ضفاف نهر التيبر او كسر اشارات
المرور الحمراء في شوارع روما.
ويعني ذلك نهاية عهد بالنسبة للمراهقين الصغار ممن هم في الرابعة
عشرة من العمر الذين سمح لهم على مدى اجيال بقيادة الدراجات النارية
الصغيرة بدون رخصة او دروس قيادة.
قالت مويولي وهي تحاول شرح خطة لتدريس "السلوك القويم" على الطرق في
اطار الاستعداد لاصدار رخصة خاصة تسمى " ميني رخصة" للمراهقين دون
الثامنة عشرة لقيادة الدراجات النارية "لن ننقذ العالم لكنها محاولة."
تحلم ماريولينا مويولي بنشر اداب السلوك في شوارع ايطاليا التي
تسودها الفوضى.
ويواجه الان مئات الالاف من المراهقين احتمال الاستغناء عن دراجاتهم
النارية الصغيرة "الفسبا" اعتبارا من اول يوليو تموز او دفع غرامة تزيد
قيمتها عن 500 يورو (604 دولارات) اذا ما ضبطوا بدون الرخصة الخاصة
الجديدة.
ويسمح الان لاي شخص بقيادة الدراجة النارية بمحرك سعته 50 سنتيلتر
اعتبارا من سن 14 عاما بدون ترخيص.
وقالت مويولي المديرة العامة في وزارة التربية والتعليم "يتعلق
الامر بالسلوك والقيم وباحترام الحياة وكيفية التصرف بتحضر مع الاخرين
وخاصة بكيفية القيادة بطريقة متحضرة."
الا ان جيوفاني دي انجيلس (17 عاما) وكثير من المراهقين من رفاقه
لهم رأي اخر.
قال انجيلس "انه لامر سخيف. قد يفهم الامر بالنسبة للدراجات القوية
لكن ليس بالنسبة للدراجات الصغيرة... على الاقل يتعين عليهم السماح
بمزيد من الوقت."
واشتكت وكالات القيادة ايضا من انه ليس ثمة ما يكفي من الوقت
للانتهاء من الدورات والاختبارات.
وقال كلاوديو دي فيتي من الرابطة الوطنية للدارجات والسيارات التي
تمثل المنتجين "ليس الامر اننا ضد الرخصة الجديدة الا انه لابد من
اعطاء الناس بعض الوقت للمشاركة في دورات مجانية في المدارس.
"اذا ما اجبر الناس على دخول مدارس القيادة ودفعوا من جيوبهم فانها
عقبة اخرى امام شراء دراجة نارية" مضيفا ان مبيعات هذا النوع من
الدراجات تراجع بنسبة 30 في المئة في العام حتى مايو ايار نتيجة غموض
الموقف بشان الرخصة الجديدة.
وقالت مويولي ان نحو 700 الف مراهق سجلوا اسماءهم في دورات بالمدارس
الا انه ليس كل المدارس تقدم دورات او اختبارات وما بين 20 الى 25 في
المئة من اولئك الذين خاضوا الاختبارات فشلوا في اجتيازها.
وقال دي فيتي ان 250 الفا فقط من المراهقين سيحصلون على الرخصة مع
انتهاء المهلة.
وقال "الخطر يكمن في انه سيكون هناك الكثير من الناس يقودون بصورة
غير قانونية مما يثير القلق ليس فقط بسبب الغرامات لكن ايضا لان بوالص
التأمين الخاص بهم لن تكون سارية. اذا ما وقعت اي حادثة فلن تغطي شركات
التأمين الخسائر."
وتراجعت الوفيات بسبب الحوادث في ايطاليا للنصف خلال العقود الثلاثة
الاخيرة الى نحو 12 من كل مئة الف سنويا لكن معدل الوفيات في المرحلة
العمرية من 15 الى 29 عاما يكاد لم يتغير.
وقال بيترو لوناردي وزير النقل الايطالي انه يعارض اي تغيير في موعد
انتهاء المهلة في اول يوليو تموز. وقال "سوف يسري القانون كما هو متوقع
في اول يوليو تموز وسيشكرني الاباء لهذا القرار."
وعرضت بياجيو شركة الدراجات النارية التي تشعر بالقلق بشان المبيعات
دفع الرسوم لمدارس القيادة الخاصة عن الزبائن الذين يقل عمرهم عن 18
عاما الذين يشترون دراجة نارية جديدة خلال اشهر الصيف اثناء اغلاق
المدارس.
وقالت الشركة انها تتوقع ان يشتري المراهقون الذين تترواح اعمارهم
بين 14 عاما و17 عاما ما يصل الى 35 الف دراجة سعة محركها 50 سنتيلتر
خلال الفترة من مايو ايار الى يوليو تموز. وقد سجل اربعة الاف بالفعل
انفسهم للاستفادة من عرض الدروس المجانية.
واعتبارا من يوليو تموز 2005 سيتعين على الكبار ايضا الحصول على
الرخصة الخاصة لقيادة الدراجة النارية سعة محركها 50 سنتيلتر اذا لم
تكن بحوزتهم رخصة قيادة دراجة نارية عادية او سيارة. |