مع بداية انتشار شبكة الانترنيت على مستوى الدول
أخذ الحديث عن (القرية العالمية) واقتراب زوال عهد الجغرافيا يأخذ مدى
أكثر إقناعاً بأن خلف شبكة الانترنيت تقف حقائق سترى النور حتماً
وستكون في متناول الجميع.
وفعلاً فتعميم فوائد البث على الانترنيت قد جعلت
خدمات الانترنيت تتعدى الآفاق الجغرافية برمتها. وأكيد فإن هناك من
الحقائق التي يبثها الانترنيت يصعب طمسها ولكن نفساً جديداً بين
المتعاملين مع البث الانترنيتي بدأ يؤكد فاعلية قلص المسافات بين بلدان
العالم بفضل ما يتميز به الانترنيت من إعطاء معلومات ذات دقة متناهية
في المصداقية – في الغالب – إلا أنه هناك ثمة من يرى أن الانترنيت هو
شبكة تحمل الهوية الأمريكية وحتى الآن فإن جغرافية شبكة الانترنيت
تتميز بأربع سمات تتصل بالأنواع التالية:
* إنتاج تكنولوجيا المعلومات.
* إنتاج المعلومات وفق البرامج.
* تخزين ونقل المعلومات.
* استهلاك المعلومات.
ومن إحصاء معلوماتي مركز على ضوء التعريف
الطبيعي لجغرافية شبكة الانترنيت المعاصرة للبث العالمي الشامل الآن
تبين أن وادي السيلكون في سان فرانسيسكو هو المقر الأول لعالم
الانترنيت وبمعلومة بسيطة فإن هناك (40) مركزاً لإنتاج المعلومات في
العالم الراهن. ومما يمكن تثبيته في حدود إطار بحث جغرافيا الانترنيت
ما أفاد بأن مدينة (نيويورك) وحدها تمتلك زهاء (5%) من مواقع الانترنيت
وتليها (لوس أنجلس) و(لندن) و(سان فرانسيسكو) وأن جميع المدن العشر
الأولى في العالم المنتجة لمعلومات الشبكة باستثناء لندن وسيؤل، هي مدن
أمريكية.
وحتى نهاية سنة 2001م كانت الولايات المتحدة
الأمريكية وحدها تنتج (42%) من المواقع على شبكة الانترنيت تليها
بريطانيا (12%) وألمانيا (10%) بالوقت الذي لا تنتج فيه دول غنية أخرى
مثل اليابان أو فرنسا أو كندا سوى أقل من (5%) لكل واحد منها.
وبمقارنة مبسطة حول نسبة انتشار الانترنيت في
البلدان العربية قدرت دراسة عربية حديثة أجراها في عمان (عبد الحفيظ
أبو قاعود): (أن نسبة انتشار الانترنيت في العالم العربي بحلول هذه
السنة 2003م ستصل إلى زهاء (5%) من السكان مقابل (70%) في الولايات
المتحدة الأمريكية و(50%) في أوربا الغربية.
وأكيد فإن الثورة الإلكترونية المتسارعة تزيد من
التحديات وتوسع الفرص لإعادة النظر بدراسة مكامن قوة ونقاط ضعف البنية
التحتية في العديد من البلدان النامية ومنها البلدان العربية
والإسلامية التي قد تستطيع في اللحاق المبكر بامتلاك مستوى راق لشبكات
الاتصال المتطورة. وطفرات انتشار الانترنيت شهدت خلال السنين القليلة
السابقة تعاظماً كبيراً في خطوة لدى جميع بلدان العالم، المتقدم منها
والنامي وحتى المتخلف وإن بدرجات متفاوتة ففي سنة 1995م كان عدد
مستخدمي الانترنيت زهاء (26) مليوناً وأصبح اليوم أكثر من (200) مليون
شخص يستعملونه لأغراض متنوعة وفقاً لحاجاتهم العلمية والثقافية أو
لتوفير خدماتهم الاجتماعية والصحية والسياحية أو لتسهيل عملياتهم
التجارية.. أو للتسلية والترفيه عن أنفسهم وصولاً إلى استغلاله من قبل
البعض في عمليات غير نظيفة محظورة أخلاقياً وقانونياً. |