العبودية وحماية البيئة.. وجهان لعملة واحدة

 

شبكة النبأ: العبودية الحديثة ظاهرة اخذت تنتشر في عموم العالم بصورة متسارعة، خصوصا في دول اكثر ثراءً من سواها، إذ تستغل انظمة العمل فيها حاجة الفقراء من الدول الاكثر فقرا في العالم، فيتم بذلك استعباد العمال بصورة لا تتناسب مع الكرامة الانسانية، وغالبا ما تزدهر العبودية في مجالات تقل فيها الانسانية والوعي والقانون، ويزدهر فيها الجشع ايضا، فتغيب المسولية الانسانية، ويتم تحصيل المال وصناعة السلع باجور بخسة مقابل استعباد الانسان، فضلا عن حالة التجاوز الجنسي وما شابه.

لذلك وقع حوالى 15 ممثلا عن الديانات الكبرى بالعالم في الفاتيكان اعلانا تعهدوا فيه ببذل قصارى الجهود للقضاء على العبودية الحديثة بحلول العام 2020 التي وصفت بانها "جريمة ضد الانسانية". ووفقا ل"غلوبال سلايفري اندكس 2014" تطال هذه الظاهرة 36 مليون رجل وامراة وطفل في العالم خصوصا من خلال العمل القسري والاستغلال الجنسي. وجاء في الاعلان "نتعهد اليوم بأن نقوم بكل ما في وسعنا ضمن مجموعتنا الدينية وخارجها للعمل معا من اجل حرية كل المستعبدين وضحايا الاتجار لاعطائهم مستقبل".

وتم التوقيع على الاعلان خلال حفل في الاكاديمية الباباوية لعلوم الفاتيكان بحضور مسؤولين مسيحيين ويهود وشيعة وسنة وبوذيين وهندوس، وقبل التوقيع دان البابا "ظاهرة فظيعة منتشرة في كل انحاء العالم" مشيرا الى "كافة اشكالها الاقتصادية والنفسية بما في ذلك في قطاع السياحة". واكد بنيامين شوركا حاخام بوينوس ايرس ان لكل البشر "ابا واحدا" مذكرا بالعبودية في معسكرات الاعتقال والابادة خلال الحرب العالمية الثانية.

وقالت بيكوني تيش نو شان خونغ ممثلة البوذيين "ان اخواننا واخوتنا وابناءنا وبناتنا يستغلون. في عصر العولمة وما يحل بأحدهم يحل بنا جميعا". ودعت الى توعية المهربين "ليصبحوا اخوانا وحلفاء لنا". وفي رسالة عبر الفيديو اقام بطريرك القسطنطينية برثلماوس رابطا بين مكافحة العبودية وحماية البيئة "وهما وجهان لعملة واحدة". وقال "في حين نسعى الى تحديد مهل" لحماية البيئة " لا يمكننا ان نكون غير مبالين او غير مدركين" للاستغلال الذي "يعني سلخ الجسد عن الروح" لاستغلاله. ودعا رئيس الكنيسة الانغليكانية اسقف كانتربري جاستن ويلبي احد ابرز المروجين لهذه المبادرة، الى "قوانين اكثر فعالية" للتصدي لكافة اشكال العبودية ولتعاون مع المؤسسات قد تشمل حملات ادانة.

مبادرة مليونير استرالي

وهذه المبادرة مدعومة من شبكة "غلوبال فريدوم نيتوورك" التي تم انشاؤها من قبل المليونير الاسترالي الناشط في قطاع المناجم اندرو فورست الذي يسعى خصوصا الى اقناع الشركات المتعددة الجنسيات بضمان استبعاد كافة اشكال العبودية الحديثة في شبكات للتموين. فيما افاد تقرير نشر مؤخرا ان حوالى 35,8 مليون شخص يواجهون حاليا شكلا من اشكال العبودية الحديثة ويجبرون على قطف القطن وزراعة القنب الهندي وممارسة الدعارة والمشاركة في حروب او تنظيف منازل الاثرياء. وذكر مؤشر العبودية للعام 2014 في تقريره السنوي الثاني ان اساليب جديدة اظهرت ان عددا اكبر مما يعتقد من الاشخاص، تقدر نسبتهم بحوالى 20%، مستعبدون في العالم. وقال اندرو فورست مدير مؤسسة "ووك فري" ومقرها استراليا التي وضعت التقرير "هناك افتراض يفيد ان العبودية تعود الى زمن ولى. او انها موجودة فقط في بلدان شهدت حربا او تواجه فقرا".

وتعريف المؤسسة لمفهوم العبودية الحديثة يشمل الزواج القسري وبيع الاطفال او استغلالهم وتهريب الاشخاص والعمل القسري. والتقرير الذي يشمل 167 بلدا ذكر بان العبودية الحديثة تساهم في انتاج ما لا يقل عن 122 سلعة من 58 بلدا. وتقدر منظمة العمل الدولية ارباح العمل القسري ب150 مليار دولار (120 مليار يورو) سنويا. وجاء في التقرير "من صيد الاسماك بالشبكة في تايلاند الى قيام الاولاد في الكونغو باستخراج الالماس وقطف الاطفال للقطن في اوزبكستان الى تقطيب الفتيات الهنديات لكرات القدم... هذا العمل القسري هو ما نستهلكه". وتعتبر موريتانيا في غرب افريقيا الدولة التي تسجل اعلى نسبة عبودية في مجتمعها حيث هذه الظاهرة متأصلة. ولموريتانيا قوانين لمكافحة ظاهرة العبودية، لكن غالبا ما لا تطبق ولم تبدأ بعد محكمة تم انشاؤها في اذار/مارس بالنظر في مثل هذه القضايا وفقا للتقرير. وتحتل اوزبكستان المرتبة الثانية حيث ترغم القوات الحكومية كل خريف اكثر من مليون شخص بينهم اطفال على قطف القطن.

الإرغام على التسوّل

ودول مثل قطر في الشرق الاوسط كانت وجهة رئيسية لرجال ونساء من افريقيا واسيا تم جذبهم على اساس وعود بالحصول على رواتب عالية ليجدوا انفسهم يعملون خداما في المنازل او في صناعة البناء. اما الدول التي تبذل اكبر جهود لمكافحة هذه الظاهرة فهي هولندا والسويد والولايات المتحدة واستراليا وسويسرا وايرلندا والنروج وبريطانيا وجورجيا والنمسا. ورغم ان اوروبا في اخر هذه القائمة مع تسجيل ايسلندا وايرلندا افضل المراتب، يواجه فيها 566 الف شخص شكلا من اشكال العبودية مع تهريب اشخاص الى ايرلندا لزراعة القنب الهندي او ارغامهم على التسول في فرنسا. واضاف التقرير ان "نسبة تهريب الافراد لاستغلالهم جنسيا تقدر بحوالى 70% في حين ان 19% يتم تهريبهم للعمل القسري". واوضح التقرير ان "الازمة الاقتصادية العالمية وتدابير التقشف الاوروبية تعني ان عددا متزايدا من البلغار والرومان يهاجرون بحثا عن وظائف تؤمن اجرا عاليا. ويمكن خداع بعض هؤلاء بحيث يتم استغلالهم لاحقا".

اما العدد الاكبر من الاشخاص الذين يواجهون عبودية حديثة، فقد سجل في الهند مع 14,29 مليون شخص يتعرضون لعبودية حديثة. لكن التقرير اشار الى ان الهند اتخذت مؤخرا خطوات مهمة لمواجهة المشكلة وشددت نظامها القضائي من خلال تعديل بعض القوانين وزيادة عدد وحدات الشرطة المتخصصة في مكافحة تهريب الافراد. وتواجه افريقيا اكبر التحديات وفقا للتقرير مع استخدام القوات المسلحة والمجموعات المتمردة في الصومال وجمهورية افريقيا الوسطى الجنود الاطفال وارغام زامبيا وانغولا وجمهورية الكونغو الديموقراطية الاطفال والراشدين على "العمل في مناجم خطيرة". ونيجيريا اكبر مصدر لتهريب الافراد الى اوروبا. ومن احد الامثلة تعرض نساء نيجيريات للاستغلال الجنسي في ايطاليا بعد خداعهن للقدوم الى هذا البلد. وقال فورست "كل هذه الامثلة تثبت ان العبودية الحديثة قائمة في كل بلد. اننا جميعا مسؤولون عن اسوأ الاوضاع التي نشهدها في العبودية الحديثة والبؤس الذي تثقل به كاهل الانسان".

العبيد في قطر

رغم صدور تقرير عن منظمة غير حكومية يقدر وجود 29400 شخص في قطر يعملون كعبيد أو في ظروف عمل قهرية، فإن سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أعلن الثلاثاء، أن مؤسسته غير مسؤولة عن الظروف التي يعمل فيها العمال الذين يساعدون في تشييد الملاعب الخاصة بنهائيات كأس العالم 2022 في قطر. قال سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إن مؤسسته غير مسؤولة عن الظروف التي يعمل فيها العمال الذين يساعدون في تشييد الملاعب الخاصة بنهائيات كأس العالم 2022 في قطر. وأضاف للصحفيين خلال زيارته إلى سريلانكا "في قطر يعلم هؤلاء لدى شركات كبرى من ألمانيا وفرنسا وإنكلترا ومن دول أوروبية أخرى وهذه الشركات هي المسؤولة عن عمالها وليس الفيفا." ورغم الضغط الدولي للتعامل مع تقارير بشأن ظروف العمل، فإن تقريرا أعدته منظمة غير حكومية يقدر وجود 29400 شخص أو نحو 1.4 بالمئة من سكان قطر يعملون كعبيد أو في ظروف عمل قهرية أو كخدم في المنازل.

ولسنوات طويلة دأب عمال من الهند وسريلانكا ونيبال وباكستان وبنجلايش والفلبين على السفر إلى دول الخليج الغنية كعمالة لا تتقاضى أجورا كبيرة. وتسلطت الأضواء على ظروف العمل في قطر منذ منحها الفيفا حق تنظيم النهائيات. وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إن قطر بطيئة في التعامل مع قضايا تتعلق بإساءات للعمالة الأجنبية، رغم مرور ستة أشهر على إعلان وجود خطط لإجراء إصلاحات تتعلق بالعمالة. وفي قطر أكثر من 1.6 مليون عامل أجنبي وهم أغلبية ساحقة في سوق العمل بنسبة 20 أجنبي لكل قطري. وفي وقت سابق قالت وزارة العمل القطرية في بيان إنها ملتزمة بتحسين ظروف العمال وأجرت بالفعل تغييرات لزيادة العقوبات على الشركات التي تحتجز وثائق سفر موظفيها بشكل غير قانوني. كما عينت الوزارة عددا إضافيا من مراقبي العمالة وأغلقت شركات تعمل في مواقع غير آمنة. ورفض بلاتر التعليق على إمكانية أن يصدر الفيفا التقرير الكامل للتحقيق الذي أجري تحت إشرافه وأعده المدعي العام الأمريكي السابق مايكل غارسيا بشأن وجود فساد مزعوم في عملية منح حق استضافة كأس العالم 2018 و2022. وقال بلاتر "لجنة القيم تتمتع باستقلالية كاملة.. ستوافقونني على أني لن أصدر أي تعليق على التقرير لأنه لا يحق لي ذلك." وقال القاضي هانز يواكيم إيكرت من لجنة القيم بالفيفا إنه لا توجد أرضية لإعادة فتح عملية منح حق الاستضافة مبرئا قطر وروسيا من أي ارتكاب أي خطأ.

وقد أظهر مؤشر عالمي عن العبودية المعاصرة أن قرابة 36 مليون شخص حول العالم يرزحون تحت وطأة العبودية حيث يرغمون على أداء أعمال يدوية في المصانع والمناجم والمزارع أو يباعون للعمل في بيوت الدعارة أو يستعبدون سدادا لدين أو يولدون لأسرة من العبيد. وصعدت قطر وجمهورية الكونجو الديمقراطية والسودان وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى في قائمة الترتيب لتصبح ضمن الدول العشر الاولى من حيث معدلات انتشار للعبودية في المؤشر العالمي للعبودية لعام 2014 وهو ثاني مسح سنوي من نوعه ونشرت نتائجه مؤخرا بحسب رويتر.

دول ترعى العبودية

في سياق مشابه، تم نشر بعض الحقائق المهمه عن الدول العشر التي يوجد بها أعلى معدلات انتشار للعبودية نسبة إلى عدد السكان وفقا للمؤشر الذي تتولى إعداده مؤسسة (ووك فري) وهي جماعة حقوقية مقرها استراليا.

1- موريتانيا

يقدر عدد العبيد في البلد الواقع بغرب أفريقيا بنحو 155600 شخص أي أربعة في المئة من السكان حيث يشيع انتقال صفة العبودية من جيل لآخر وفقا للمؤشر. ومعظم من يتم استعبادهم في موريتانيا هم من البربر السود. وعادة ما يرعى الرجال والأطفال المستعبدون الإبل والأبقار والماعز أو يجبرون على العمل في الحقول. أما النساء المستعبدات فتجبرن على القيام بالأعمال المنزلية مثل جلب المياه وجمع الحطب وإعداد الطعام والاعتناء بأطفال أسيادهم. وفي العام المنصرم تبنت الحكومة الموريتانية خطة عمل أوصت بها المقررة الخاصة المعنية بأشكال الرق المعاصرة التابعة للأمم المتحدة ووافقت على تأسيس محكمة خاصة لنظر قضايا العبودية ضمن إجراءات أخرى.

2- أوزبكستان

يرزح نحو 1.2 مليون شخص أي 3.97 في المئة من السكان في هذا البلد الواقع بآسيا الوسطى تحت وطأة العبودية المعاصرة ولاسيما خلال موسم حصاد القطن السنوي. وعلى مدى عقود أجبرت أوزبكستان الأطفال والبالغين على العمل للوفاء بحصص القطن التي تفرضها الدولة. وتراجع عدد الأطفال الذين يعملون في حقول القطن خلال عام 2013 لكن التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاما لايزال يتوقع منهم "التطوع" للعمل في الحصاد مالم يكونوا قادرين على دفع رسوم إعفاء. وهناك تقارير عن أشخاص يمنحون كميات محدودة من مياه الشرب رغم درجات الحرارة المرتفعة ويجبرون على رش مواد كيماوية دون تدريب ملائم أو معدات وقائية.

3- هايتي

يرزح نحو 237700 شخص أي 2.3 في المئة من سكان هايتي تحت نير العبودية غالبا كنتيجة لإرسال الأطفال الفقراء من المناطق الريفية للعمل مع أقارب أكثر ثراء أو معارف للأسرة. وعادة ما يواجه الأطفال المستعبدون السخرة والاساءات الجسدية والجنسية واللفظية في بيوتهم الجديدة. ورغم أن الأطفال يمثلون معظم ضحايا العبودية المعاصرة في هايتي فان البالغين يتعرضون أيضا للاستغلال الجنسي والسخرة في أعمال الزراعة والبناء.

4- قطر

يوجد في قطر - موطن أعداد كبيرة من العمال الوافدين معظمهم من جنوب وجنوب شرق آسيا - نحو 29400 مستعبد أي نحو 1.4 في المئة من سكانها. ويقول التقرير إن العمال المهاجرين يتعرضون لممارسات ربما ترقى إلى حد السخرة والاستعباد المنزلي مثل ابتزازهم لدفع رسوم مقابل التوظيف ومصادرة جوازات سفرهم بشكل غير مشروع والامتناع عن دفع أجورهم وإجبارهم على العمل لساعات طويلة بالاضافة لتعرضهم للاساءة الجسدية والجنسية من أصحاب العمل. وبسبب الإقبال على استقدام العمالة الرخيصة قبل كأس العالم لكرة القدم عام 2022 تتعرض الحكومة لضغوط دولية للتعامل مع تقارير بشأن الأوضاع الاستغلالية.

5- الهند

يوجد في الهند ما يقدر بنحو 14.3 مليون شخص مستعبد أي أعلى من أي بلد آخر في العالم. ويشكل هذا الرقم 1.1 في المئة من السكان. ويتأثر أفراد الطوائف الدينية الأدنى والقبائل والأقليات الدينية والعمال الوافدون أكثر من غيرهم بالعبودية المعاصرة التي تتجسد في قطاعات أفران الطوب ونسج السجاد والتطريز وغيرها من صناعات المنسوجات إلى جانب الدعارة القسرية والتعدين والزراعة والخدمة في المنازل وعصابات التسول المنظم. ويشيع العمل بالسخرة في البلد الذي يسكنه 1.25 مليار نسمة وتستبعد فيه عائلات على مدى أجيال.

6- باكستان

يخضع 2.06 مليون شخص أي 1.1 في المئة من سكان باكستان للعبودية. وعبودية الديون هي أكثر أشكال العبودية المعاصرة شيوعا في باكستان وينظر إلى إقليمي البنجاب والسند على أنهما بؤرتان للعمل بالسخرة في صناعة الطوب والزراعة ونسج السجاد. ومن بين عشرة ملايين طفل عامل في باكستان تتراوح أعمار 3.8 مليون منهم بين خمسة و14 عاما ويستغل كثير منهم في تجارة الجنس التي شهدت ارتفاعا في عدد الضحايا الأطفال.

7- جمهورية الكونجو الديمقراطية

يقدر عدد المستعبدين في جمهورية الكونجو الديمقراطية بنحو 762900 أي 1.1 في المئة من عدد السكان. ويعمل عدد كبير من الرجال في المناجم في هذا البلد الغني بالموارد ويقعون تحت طائلة عبودية الديون ويضطرون للاقتراض من أصحاب العمل لشراء المعدات اللازمة للعمل في المناجم بالاضافة لدفع ثمن الطعام والمسكن. ويقدر عدد الجنود الأطفال في العالم بنحو 300 ألف واحد من كل عشرة منهم من الكونجو. وكثيرا ما يتعرض هؤلاء للخطف ويجبرون على الانضمام لجماعات مسلحة. ويشيع الزواج القسري وزواج الأطفال عند بعض المتمردين الذين يتخذون النساء والفتيات زوجات لهن باغتصابهن.

8- السودان

يخضع نحو 1.1 في المئة من سكان السودان أي ما يقدر بنحو 429 ألف شخص للعبودية. وتتضمن العبودية المعاصرة في السودان استغلال النساء والأطفال في الأعمال المنزلية واستغلالهن في تجارة الجنس وتزويج الأطفال قسرا. ووردت تقارير متزايدة عن بيع طالبي اللجوء واللاجئين من اريتريا لمهربين مصريين من قبل جماعات سودانية. ويقول التقرير إن المهربين كثيرا ما يعذبون ضحاياهم للحصول على مبالغ كبيرة من المال من أقارب الضحايا.

9 - سوريا

يوجد في سوريا نحو 258200 مستعبد كثيرون منهم من الأطفال الذين جندتهم قوات الحكومة وجماعات المعارضة المختلفة التي تعمل في البلاد. ومع استعار الحرب الأهلية بيعت الفتيات السوريات كزوجات أو أجبرن على الزواج أو تم استغلالهن في تجارة الجنس. واضطر كثير من الأطفال السوريين اللاجئين إلى ترك المدرسة للعمل مع عائلاتهم في حصاد البطاطس (البطاطا) والزيتون والموز في الدول المجاورة. وفي عام 2013 جرمت الحكومة تجنيد الأطفال واستغلالهم من قبل الجماعات المسلحة لكن لم يتضح بعد إن كان قد تم انتشال أي طفل من هذا الوضع.

10 - جمهورية أفريقيا الوسطى

يرزح نحو 52200 شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى تحت وطأة العبودية ويجبر كثير من الضحايا على العبودية الجنسية وزواج الأطفال والقتال المسلح. وهناك تقارير عن استخدام ستة آلاف طفل في الصراع. كما يتم أيضا خطف الأطفال للعمل بالسخرة والتجنيد القسري من جماعة جيش الرب للمقاومة الأوغندية المتمردة التي انتقلت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى. كما وردت تقارير عن العمل بالسخرة وعمالة الأطفال في مناجم الذهب والألماس في البلاد.

اول محاكمة ضد الاستعباد

قال قاضي تحقيق إن محكمة في النيجر الواقعة في غرب افريقيا عاقبت رجلا بالسجن اربع سنوات في أول محاكمة في البلاد بتهمة الاستعباد. وأضاف قاضي التحقيق الذي طلب عدم نشر اسمه أن الرجل البالغ من العمر 63 عاما اتخذ امرأة كزوجة خامسة في مخالفة لقوانين لشريعة الاسلامية وأخضعها للعبودية. وتحتل النيجر المركز 28 من بين 160 دولة في مؤشر العبودية العالمي الذي تصدره الأمم المتحدة مع وجود ما يصل إلى 130 الف شخص قيد أشكال حديثة للعبودية. ويقول المؤشر إنه يجري تهريب نساء وأطفال في الأغلب بغرض الاستغلال الجنسي والخدمة في المنازل والعمالة القسرية. وألقي القبض على الحاج جاد رازق في 2010 واحتجز منذ ذلك الحين بعدما أبلغت منظمة تيميدريا المحلية المناهضة للرق السلطات. واتهم رازق المتزوج بالفعل من أربع نساء بشراء فتاة صغيرة مقابل 200 ألف فرنك أفريقي (420 دولارا) وتخصيصها لخدمة إحدى زوجته. وفي وقت لاحق اتخذها زوجة خامسة في حين استمرت في العمل لديه كخادمة منزلية.

وعلمت المحكمة في بيرنين كوني في جنوب غرب النيجر في جلسة يوم الثلاثاء أن رازق حاول تطليق إحدى زوجاته الأخريات بعدما أدرك أنه خالف الشريعة بالجمع بين خمس زوجات. وقال القاضي إن رازق اعترف بتهمة الاسترقاق لكن بعدما أمضى أربع سنوات بالفعل في الاحتجاز فمن المتوقع اطلاق سراحه بحلول نهاية الشهر الجاري.

فيما كشف تقرير لبي بي سي عن تجارة مترسخة لتجارة العبيد في جنوب تايلند. ويقوم تجار الرقيق باستدراج الرجال من بنجلاديش بأغراءهم بالحصول على وظائف جيدة ثم يتم اختطافهم واقتيادهم إلى مناطق كثيفة الأشجار في أدغال جنوب تايلند حيث يتم بيهم كعبيد. وقامت قوات الأمن في تايلند بتحرير نحو ثمانين رجلا كانوا محتجزين في الأدغال، يقولون إنهم تم اختطافهم وتقييدهم ثم وضعهم في الطوابق السفلى من قوارب وشحنهم إلى جنوب تايلند. وقال الرجال إنهم كانوا محتجزين ليتم بيعهم كعبيد. وكان الرجال المختطفين يعانون من حالة من الهلع الشديد كما كان بعضهم على وشك الموت جوعا. وظهر أحد الرجال، الذين التقت بهم بي بي سي في التقرير، غير قادر على السير بشكل طبيعي بسبب قيام تجار الرقيق بضربه على حد قوله. وقال الرجل إنهم عاشوا عشرة أيام دون أن يقدم لهم مختطفوهم أي طعام، وإنهم كانوا يقتاتون على أوراق الأشجار. بينما ظهر رجل آخر قال إنه والد لثلاث اطفال وإنه يأمل في العودة إلى اسرته بأسرع ما يمكن. وأظهر التقرير رئيس الشرطة في المقاطعة يقول إن أحد المواقع يوحى بأنه كان يضم أعدادا كبيرة من الرجال المختطفين تمهيدا لبيعهم. ويقول مراسل بي بي سي إن الحكومة التايلندية تتباطأ بشكل غير مفهوم في إعادة الرجال الذين تم تحريرهم إلى بلدهم.

قتل وحرق في باكستان

كان المسيحيان اللذان قتلهما واحرقهما الاسبوع الماضي في باكستان حشد غاضب بتهمة تدنيس القرآن، يريدان الفرار من قريتهما هربا من الموت، لكن صاحب العمل منعهما مطالبا بتسديد ديونهما في قضية ترقى الى العبودية، وفق شهود. كان شهزاد مسيح وزوجته شاما بيبي الحامل في شهرها الرابع يعيشان في المكان الذي يملكه صاحب مصنع الطوب في البنجاب ويدفعان كل أجرهما لتسديد قسم من فوائد ديون تتراكم دون انقطاع لصاحب العمل، مثلهما مثل ملايين آخرين يعيشون في باكستان مثل "العبيد". وقال جواد قمر احد ضباط الشرطة المحلية ان تهمة الاساءة الى الاسلام، وهي جريمة يعاقب عليها بالاعدام في باكستان، صدرت قبل ايام، بعد موت والد شهزاد، عندما قامت شاما زوجة شهزاد بتنظيف البيت والقت بعض امتعة حماها في القمامة امام كوخها. وقال الضابط قمر لفرانس برس "بعد جمع القمامة في اليوم التالي ذهب الزبال الى إمام الحي وقال له ان عثر على صفحات من القرآن في القمامة امام منزل شهزاد". كان يمكن ان تتوقف الحكاية عندها، لكن سرعان ما شاع الخبر في قرية شاك59 على مسافة ستين كلم من لاهور، عاصمة البلاد الثقافية التي يشتد فيها التعصب تجاه الاقليات الدينية.

واخذ التوتر يشتد نهاية الاسبوع في القرية وضواحيها بعد ان دعا أئمة عبر مكبرات الصوت في المساجد الى الانتقام من "الاساءة" الى الاسلام وقرآنه. وقال اقبال مسيح شقيق المسيحي القتيل لفرانس برس ان صاحب مصنع الآجر استدعى الاثنين "شهزاد واحتجزه ظنا منه انه سيفر للنجاة بحياته". واكد العديد من الشهود الذين تحدثت اليهم فرانس برس هذه الرواية، لكن ابن صاحب المصنع خوار يوسف نفاها مؤكدا "صحيح ان الزوجين كانا يعملان منذ عشرين سنة... لكن ابي لم يحتجزهما ابدا". وفي اليوم التالي لبى حوالى الف وخمسمائة شخص نداء رجال دين محليين وتجمعوا في القرية. وقال المصور مالك عبد العزيز الذي صور المشهد ان "الحشد انهال بالضرب على الزوجين بالعصي والآجر ضربا مبرحا وهو يردد +لبيك يا رسول الله+".

وروى ان "الزوجين كانا يصيحان ويطلبان الرحمة ويقولان انهما لم يرتكبا اي معصية لكن الحشد سحلهما على عشرين مترا وزج بهما في فرن مصنع الآجر حتى احترقت جثتاهما"، ولم يتبين اذا كانا على قيد الحياة عندما ادخلا الفرن. واعلنت الشرطة المحلية الاربعاء انها اعتقلت 44 مشتبها فيهم في هذه القضية لكن المتورطين في مثل هذه الهجمات نادرا ما يدينهم القضاء لان القضاة يخشون من انتقام الجماعات الاسلامية. ويشكل القانون الذي يعاقب الاساءة الى الاسلام في باكستان موضوعا شديد الحساسية ويدافع عنه بقوة اسلاميون نافذون في حين ينتقده المدافعون عن حقوق الانسان الذين يعتبرون انه غالبا ما يستخدم اعتباطا لتصفية حسابات.

وقال شقيق شهزاد "نطالب بالعدالة لكنني متيقن اننا لن ننالها لان الملالي يتمتعون بنفوذ كبير". غير ان طاهر اشرفي رئيس مجلس العلماء، وهو من اكبر رجال الدين في البلاد في هيئة قريبة من الحكم، دعا الى احالة المشبوهين الى القضاء امام محكمة مكافحة الارهاب وقال "يجب معاقبتهم، بما فيهم الملا (الذي وجه تهمة الاساءة الى الاسلام) اذا تبين انهم مجرمون".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/كانون الأول/2014 - 11/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م