المشهد النقدي العراقي الخطاب وعملية التلقي

علي العبادي

شبكة النبأ: النقد أحد الاجناس الأدبية المهمة في ترصين الخطاب الإبداعي على كافة الأصعدة، وهو بذاته خطاب ابداعياً لا يمكن ان يتعاطاه من لا يملك (موهبة) حسب بعض النقاد، يزخر العراق بالعديد من النقاد العراقيين من الفاعلين في الحراك الثقافي، من اجل معرفة الى اين وصلت الحركة النقدية العراقية. (شبكة النبأ) حاولت تكشف رؤى بعضهم في النقد من المتخصصين في المجال النقدي.

النقد يعيش غربة

يقول الناقد عمار الياسري: ان المشهد النقدي العراقي يعيش غربة التأصيل وغربة التلقي .. غربة التأصيل قائمة بسبب الجانب الانفعالي والقراءة الانشائية المتوارثة عن المرجعيات المدرسية للناقد، وكذلك انفتاحه على محمولات تنظيرية حداثية سواء في ما بعد الحداثة مثل التاريخانية والجنوسية والتفاعلية والنقد الثقافي والميتا سرد وما الى ذلك، غير قادر فيها على التعامل مع المستجدات الفكرية لعالمنا العربي. ان الوعي في سيرورة مستمرة والياته في حراك دائم .. اما غربة التلقي فتلك قطيعة ما بين الناص والنص والمنصوص له .. هناك ثلمة في نسق المنظومة،  بسبب نكوص في انفتاح المتلقي سواء كان معنيا بالأجناس المتنوعة او من عامة القراء في كسر بنية النص واعادة تشكيله مما ولد تلك الثلمة الكبيرة التي تحتاج الى انفتاح ثقافي كبير لردمها .

مواكبة لغة

من جهته قال الدكتور علي حسين يوسف: يمكن القول بأن المشهد النقدي في العراق اليوم بخير وعافية بدليل ما نراه واضحا من انتشار الحراك النقدي وصدور الكتب والدراسات التي تحاول مواكبة لغة العصر النقدية ، فضلا على مواكبة الجهد النقدي للحركة الابداعية في العراق والعالم ، وهذا لا يشمل ما يصدر وما يكتب في العراق فحسب بل يشمل الجهد النقدي العراقي في الخارج فمما لا يخفى على المتابع تلك الحركة النقدية الرائعة للنقاد العراقيين خارج البلد مثل عبد الله ابراهيم وسعيد الغانمي وابراهيم الحيدري وكاظم جهاد وغيرهم .

حالة لا توازن

يرى الناقد لؤي قاسم: أن هناك حالة لا توازن يشهدها العراق بين المشهد الثقافي والمشهد النقدي الثقافي ففي الوقت الذي نشهدُ تزايداً في الإبداع الثقافي وتنوعه نجد إن المشهد النقدي يقف عاجزاً عن مسايرة هذا الكم الهائل من المنتج الثقافي العراقي . و النقد يمثل العقل المسيَّر للحركة الثقافية فهو يشخص ويقوم النص الإبداعي ويكشف مكامن الضعف والقوة فيه . وبغياب النقد وعدم وجود رقابة لصلاحية النص الإبداعي نشهد تدني في المنتج الثقافي . وما نشهده اليوم من انتعاش النوادي والصالونات والاماسي الأدبية إلا لسد لنقص الحاصل في المشهد النقدي . وهناك مشكلة بين النص الإبداعي الذي يساير روح العصر والتطور والتأثر بالحداثة وبين النقد الأدبي الخاضع لتيارات و مدارس نقدية لها جذورها العميقة لذلك نجد النقد الثقافي يبقى بعيداً عن تناول ذلك الإبداع الذي يتسم بالحداثة حتى تتضح معالمه وبنيويته ويتزايد أعداد مبدعيه و جمهوره .

اما الناقد بشير حاجم يقول: لطالما قلت، مرارا وتكرارا، إن مشهدنا النقدي ذو منهجيتين. الأولى تقليدية، سياقية، أصحابها، غالبا وربما دائما، يكتبون نقدا عن المبدع لا عن نصه. ذلك، أعلل، لأنهم يكتبون عن النص واقعين تحت تأثير مبدعه عليهم. فـهؤلاء التقليديون «السياقيون»، إذن، لا يضعون ما هو خارج النص جانبا. هكذا هم، عموما، ينسون النص، إبداعا، ويركزون على مبدعه، إنسانا، في كتاباتهم. كأنهم، في النسيان والتركيز هذين، لا يعون أن هذا المبدع، الإنسان، هو أول المسميات الخارجة عن نصه، الإبداعي، بالضرورة. أما المنهجية الثانية فهي تحديثية، نصية، وهذه، في رأيي، كانت، بعد نيسان 2003 خصوصا، قد انطلقت ـ حيث "ترويض النص" بعبارة حاتم الصكر ـ نحو «فضاء التعامل معه دون الاكتراث بكاتبه». وجيل النقاد الجدد، التسعينيين ومن بعدهم، أفضل ممثل للمنهجية هذه. لذا فهو المعوّل عليه، أكثر مما على أجيال سابقة له، بأن يؤسس مدرسة نقدية «جديدة» خاصة به.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/تشرين الثاني/2014 - 7/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م