لبنان... صراع محموم بين القوى الإقليمية على كسب الجولة القادمة

 

شبكة النبأ: لبنان التي عاشت على واقع تجربة مريرة في الماضي، عقب حرب أهلية مدمرة استمرت للفترة (1975-1991)، بين مكونات الشعب اللبناني، وسمحت لتدخلات إقليمية ودولية كبيرة، تخشى اليوم من العودة الى تكرار تلك التجربة، سيما وان المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تؤشر على وجود عدة بؤر ساخنة يمكن ان تمهد لإشعال فتيل الازمة من جديد، وهذه البؤر توزعت على:

1. مشكلة اللاجئين السوريين من الذين هربوا من اتون الحرب السورية نحو الأراضي اللبنانية، وهو امر يرهق كاهل الاقتصاد اللبناني الضعيف ويزيد من الأعباء الأمنية، خصوصا وان لبنان (الحكومة والشعب) لديه حساسية تجاه مسالة اللاجئين، بعد التجارب السابقة التي وقعت في الماضي.

2. فشل العملية السياسية في اختيار رئيس توافقي، وتمديد البرلمان لفترة أخرى، الامر الذي ولد شعور بالإحباط وانعدام الرضى بالعملية السياسية، التي غالبا ما ترتبط بمصالح دول إقليمية مؤثرة بشكل مباشر في عملية صنع القرار الداخلي للبنان.

3. تنامي خطر التهديد الإرهابي، الذي يحاول استدراج المناطق السنية في لبنان للتمرد على الحكومة أولا، ولإشعال حرب طائفية ثانيا، وقد شهدت لبنان مؤخرا العديد من التهديدات الإرهابية التي طالت مناطق عديدة فيها، بعد وقوع عدة عمليات انتحارية استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية، كما هاجم مسلحون ينتمون الى جبهة النصرة في سوريا، مناطق حدودية وخطفوا جنود لبنانيين.

4. تداعيات الازمة السورية على الداخل اللبناني، والخلاف السياسي بين المكونات الرئيسية حول تدخل حزب الله اللبناني في الازمة السورية (التي يرى حزب الله انه تدخل ضروري لإبعاد شبح الإرهاب في الدخول الى الأراضي اللبنانية)، والتي أعطت مبررا للتنظيمات الإرهابية في استهداف لبنان، على حد زعم المعارضين لهذا التدخل.

وتحاول الأطراف السياسية اللبنانية (على الرغم من خلافها الحاد حول عدة قضايا رئيسية)، مسك العصا من الوسط، حتى لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة، في حين تحاول دول إقليمية ترجيح كفة مصالحها على حساب الأخرى، مما خلق حالة من الفوضى السياسية والخوف من القادم وسط التنافس المحموم لهذه القوى على كسب الجولة القادمة.  

دوامة حرب أهلية

في سياق متصل قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في خطاب مباشر وسياسي بشكل غير معتاد إن المتشددين الإسلاميين الذين هاجموا مناطق من لبنان هذا العام كانوا سيدخلون البلاد "في دوامة حرب أهلية"، ونعى قهوجي الجنود الذين قتلوا وأصيبوا في المعارك التي منعت ما سماه مخطط المتشددين للسيطرة على مناطق من البلاد، وقال قهوجي في خطاب للجنود بمناسبة ذكرى استقلال لبنان عام 1943 "لبنان مهدد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء"، وهاجم تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة (اللذان يقاتلان في الحرب الأهلية السورية) بلدة عرسال الحدودية اللبنانية في أغسطس آب وأسرا مجموعة من الجنود، واشتبك متشددون مع الجيش في مدينة طرابلس الساحلية، وتخشى السلطات من أن الجماعات السنية المتشددة تحاول توسيع رقعة الأراضي التي تسيطر عليها لتشمل لبنان وتجتذب المقاتلين المحليين وتعمق الانقسامات الطائفية في البلاد التي شهدت حربها الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وقال تنظيم الدولة الإسلامية إنه يريد إعادة رسم الحدود عبر المنطقة وإقامة دولة الخلافة، وقال قهوجي في الخطاب الذي وزع على الصحفيين "أنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر والتي لو حصلت لأدت إلى أحداث مذهبية مدمرة تشمل لبنان بأسره ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض"، وقال أن الجيش لن يتراجع، وقال "قرارنا واضح، إن الحرب ضد هذه التنظيمات مستمرة"، وأرسلت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية مقاتليها عبر الحدود لدعم الجيش السوري واشتبكت في بعض الأحيان مع جبهة النصرة على الأراضي اللبنانية، وحذر قادة سياسيون ودينيون الطوائف اللبنانية من الانقلاب بعضها على بعض، وعبر قهوجي عن أمله أن يتمكن لبنان من انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، ولايزال المنصب شاغرا منذ شهور بسبب عدم قدرة الأحزاب على الاتفاق على مرشح توافقي للمنصب في مأزق سياسي متفاقم، وقال قهوجي إنه يأمل "أن تشهد البلاد انتخابا لرئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن ما يسهم بكل تأكيد في انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة الوطنية إلى مسارها الطبيعي"، ومن غير المألوف أن يعقب الجيش بشكل مباشر على الوضع السياسي للبلاد. بحسب رويترز.

الصراع الإقليمي ولبنان

الى ذلك تأثر لبنان على مدى عقود بالأحداث المحيطة به في الشرق الأوسط مع خضوع أقوى أحزابه لمشيئة القوى الإقليمية وتلقي تمويل منها، لكن فوضى استثنائية تجتاح الدول المحيطة بالبلد الصغير ويحاول المسؤولون اللبنانيون عزل أنفسهم عنها قدر جهدهم، وكانت النتيجة أن توقفت الحياة السياسية في لبنان بصورة شبه كاملة، وتخنق الأزمة السياسية نظاما ديمقراطيا لا يبدو كاملا لكنه سمح بقيام مجتمع مدني يزدهر بشكل ليس له مثيل في الدول العربية الأخرى، وقرر أعضاء البرلمان اللبناني تمديد فترة ولاية المجلس للمرة الثانية ليضاعفوا من الناحية الفعلية السنوات الأربع المحددة في الدستور لفترة البرلمان، وبرروا موقفهم بأن الوضع الأمني في لبنان هش إلى حد لا يمكن معه إجراء الانتخابات، وفي تلك الأثناء لا يزال منصب رئيس الجمهورية (الذي ينتخبه النواب) شاغرا منذ خمسة اشهر ولم تكن هناك حكومة ايضا معظم العام الماضي، وقال سامي عطا لله المدير التنفيذي للمركز اللبناني للدراسات السياسية في مقال نشرته صحيفة دايلي ستار اللبنانية "إن تمديد فترة المجلس النيابي يدفع بلبنان خطوة اضافية بعيدا عن الاصلاح في الوقت الذي تكشف فيه أيضا عن افلاس وشلل نظامنا السياسي".

وتعكس المنافسات السياسية اللبنانية مدى التنافس بين الدول الاقليمية وخصوصا ايران الشيعية والسعودية السنية وهما تتمتعان بنفوذ حاسم في السياسة اللبنانية، ويقود حزب الله الشيعي القوي أحد المعسكرين السياسيين الرئيسيين في البلاد في الوقت الذي يقود فيه تيار المستقبل السني بزعامة سعد الحريري المعسكر الثاني، وينقسم المسيحيون الذين يمنحهم الدستور منصب الرئاسة، ومع دعم كل من إيران والسعودية لطرف مغاير في الحرب الأهلية السورية شهدت السنوات الثلاث المنصرمة تزايد الخصومة الاقليمية ثم أزمة سياسية في لبنان بعد 25 عاما على التوصل لاتفاق الطائف الذي انهى حربا أهلية لبنانية استمرت 15 عاما، لكن من دون تقارب إقليمي يبدو أن السياسة في لبنان قد أصابها الجمود وسط عجز الاحزاب الرئيسية إلى حد كبير عن إبرام اتفاقيات تتخطى إدارة البلاد، وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام "كل شيء متعلق ببعضه، إذا كنا نتطلع نحو حل لمسألة الرئاسة في لبنان فنحن سنكون أيضا نبحث عن حل لمشاكل كل المنطقة من أجل ان يكون لها طابع ايجابي على كل شيء"، وأضاف "في الوقت الراهن للأسف لا يوجد شيء ظاهر حتى الآن".

ومنع التوازن الطائفي للسلطة في لبنان سيطرة أي حزب بمفرده وسمح للمجتمع المدني عالي الصوت بالازدهار، لكن السياسيين الطامحين والنشطاء يقولون إنهم عاجزون الآن عن الدفع بأي تغيير، وكان مارك ضو (35 عاما) وهو مرشح مستقل يطوف بدائرته التي يوجد بها 120 ألف ناخب لحشد التأييد أوائل 2013 لخوض انتخابات البرلمان، لكن بات عليه أن ينتظر حتى 2017، وقال "التمديد كارثة، الشرعية تنزع عن كيان الدولة بأكمله ببساطة بعدم السماح للمواطنين اللبنانيين بالتعبير عن رأيهم في الانتخابات"، وبدا هذا الاحباط موجودا ايضا لدى المحتجين على التمديد للبرلمان والذين رشقوا مواكب النواب بالطماطم (البندورة) بينما كانوا يصلون إلى المجلس للتصويت على التمديد، وكتب على الجدران في أنحاء بيروت "لا للتمديد"، وكثير من الزعماء السياسيين كانوا في السابق زعماء ميليشيات من أيام الحرب الأهلية، ويقول ضو إن هدفه هو استخدام حركة شعبية "لكسر هيمنة الاحزاب الدينية الطائفية التقليدية على السياسة"، ويقول سامي بارودي وهو محلل سياسي في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت إن تأثير القوى الاقليمية على السياسيين اللبنانيين يهمش الدولة، وأضاف "لدينا خليط متفجر جدا جدا، منطقة تحترق وحرب أهلية دائرة على الحدود وفي نفس الوقت يتشبث اللاعبون المحليون بمواقفهم إلى حد عجزهم عن التوصل إلى اتفاق"، وتراجعت السياحة والاستثمار، وعرقل الجمود جهود معالجة الدين العام واستغلال احتياطيات غاز بحرية محتملة وتحسين البنية التحتية المتداعية. بحسب رويترز.

سلطة لملء الفراغ

وشكلت حكومة في فبراير شباط بمباركة سعودية ايرانية لتنقذ لبنان من فراغ كامل في السلطة، لكنها تكافح لتتخذ حتى القرارات الاساسية ويقول سياسيون إن القوتين غير مستعدين للتوصل لاتفاق مشابه بشأن الرئاسة، وفشلت 15 جلسة نيابية منذ مايو أيار في انتخاب رئيس للجمهورية، ويبدو أن حل المأزق السياسي سيتطلب على الارجح توسط الدول الإقليمية في اتفاق شبيه بذلك الذي أبرم في قطر عام 2008 وأدى إلى انتخاب البرلمان لقائد الجيش السابق ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، ويشهد لبنان عددا من أسوأ أعمال العنف الطائفية به منذ سنوات، وتندلع جولات قتال متقطعة في مدينة طرابلس الساحلية كما سيطر مسلحون سنة على بلدة عرسال الحدودية في شمال شرق البلاد لوقت قصير خلال الصيف، وقال رائد ابو حمدان وهو أحد الناشطين الشباب في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ينتمي غالبية اعضائه إلى الأقلية الدرزية إن النواب الذين يمثلون حزبه في البرلمان صوتوا للتمديد لأنه أهون الشرين، وأضاف أن إجراء انتخابات برلمانية قبل الرئاسية سيكون بمثابة تخريب لميزان القوى الطائفي الدقيق مما قد يسبب مزيدا من العنف.

وأعرب رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام عن اعتقاده بأن أي صفقة لتسوية النزاع النووي الإيراني ستمهد الطريق أمام حل الأزمة السياسية التي تركت لبنان بدون رئيس منذ مايو أيار الماضي، ووصلت السياسة اللبنانية إلى طريق مسدود وسط مخاوف أمنية ناجمة عن تداعيات الحرب الأهلية في سوريا، وغالبا ما تشهد البلاد خلافات سياسية تشكل انعكاسا للمنافسة بين دول اقليمية أبرزها ايران والمملكة العربية السعودية اللتان تحظيان بتأثير حاسم في السياسة اللبنانية، وتوترت العلاقة بين طهران والرياض من خلال دعم الجانبين لفرقاء الحرب في سوريا، وعلى مدى أكثر من ثلاثة اعوام ونصف العام حاول النظام السياسي اللبناني الذي كان يعد الأكثر ديمقراطية في المنطقة أن ينأى بنفسه عن الأحداث في سوريا لكن البلاد شهدت اشتباكات منتظمة خلال الاشهر الماضية، وقال سلام ان حل الازمة في لبنان يتطلب عددا من الحلول الاكبر لتنفيس الاحتقان في المنطقة بدءا من إتفاق الولايات المتحدة وايران بشأن البرنامج النووي الإيراني ومن ثم حل نهائي للازمة في سوريا.

وقال في مقابلة جرت في مكتبه في السراي الحكومي الكبير "كل شيء متعلق ببعضه، إذا كنا نتطلع نحو حل لمسألة الرئاسة في لبنان فنحن سنكون أيضا نبحث عن حل لمشاكل كل المنطقة من أجل ان يكون لها طابع ايجابي على كل شيء"، وأضاف أنه "في الوقت الراهن للأسف لا يوجد شيء ظاهر حتى الآن"، ومضى يقول "نحن في لبنان تعودنا أن نتأثر بمحيطنا ونتأثر خارجيا ومن المؤكد أنه إذا تم هناك بعض الإنفراجات الإقليمية والدولية لا بد أن تنعكس علينا إيجابا وإذا كان هناك مزيد من إهتمام دول العالم ودول المنطقة والدول العربية بلبنان لا بد ان يساعد أيضا القوى السياسية على التوصل إلى شيء مشترك يضمن إنتخاب رئيس للجمهورية"، وقال إنه "من الواضح أن جسما بدون رأس هو غير صحي وغير متين وغير قوي لتعزيز مواجهتنا في ظل الظروف الغير مريحة في المنطقة، يجب علينا أن نوحد رؤيتنا وجهودنا ونذهب لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن ثم ربما إعتماد قانون جديد للإنتخابات وإجراء إنتخابات نيابية تعزز نظامنا الديمقراطي وتعزز وحدتنا الداخلية".

طرابلس مازالت تغلي

فيما أصبحت آثار الطلقات النارية التي تغطي المباني السكنية والمتاجر في باب التبانة بمدينة طرابلس في شمال لبنان من الكثرة بحيث يتعذر على الناظر أن يتبين من أي حرب هي، وعلا صوت الشيخ عمر الرفاعي أحد رجال الدين السنة في المنطقة مرددا "المنطقة عم تموت" ليطغى على ضجيج المطارق المستخدمة في اصلاح واجهات المتاجر التي لحقت بها أضرار والرجال الذين يرفعون الانقاض من المنازل المهدمة، فقد قاتل مسلحون من بينهم أنصار تنظيم الدولة الاسلامية الجيش اللبناني في المدينة لمدة ثلاثة أيام في معركة سقط فيها عدد من الجنود قتلى وألحقت أضرارا ببعض من أشهر المواقع التاريخية في هذه المدينة ذات الغالبية السنية، وللغرباء ربما بدا الأمر نتيجة طبيعية للصعود الكبير الذي حققته جماعات سنية متشددة من العراق إلى الجزائر، لكن جذور المشكلة ترجع في نظر السكان الذين عايشوا الصراع بدرجة أكبر إلى الفقر والبطالة والاحباطات التي تراكمت عبر سنين من التهميش السياسي وسوء الادارة الاقتصادية.

والفقر واضح للعيان في باب التبانة حيث تبدو المباني شبه المتهدمة عالما مختلفا عن المباني الأحدث التي تبعد عنها عدة كيلومترات، ويتولى الرجال هنا تطهير بالوعات الصرف بالأيدي، وتنتشر في الطريق الأكياس البلاستيكية والأوراق المستخدمة في لف الوجبات السريعة وقشر الفاكهة، وقال الرفاعي على مسمع من ناقلة جند مدرعة ودورية للجيش "حمل السلاح ما بيصير إلا من وراء البطالة، بس الواحد يكون عنده بطالة وما عم يشتغل شو عنده؟"، وكانت المعركة التي شهدتها طرابلس هي الثانية من نوعها بين مقاتلين تربطهم صلات بسوريا وجنود الجيش اللبناني هذا العام، ويرفض كثير من السنة حزب الله الشيعي الذي أرسل مقاتليه لمساعدة قوات الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية في التصدي للمعارضة السنية، وعلى نحو متزايد حول المتشددون غضبهم إلى الجيش الذي اتهموه بالعمل مع حزب الله.

وأيا كان السبب فإن القتال يصور منحى خطيرا للبنان إذ أن المسلحين السنة حولوا فوهات أسلحتهم للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية نحو جنود الجيش لا نحو خصومهم العلويين الذين يعيشون على الجانب الاخر من الشارع الرئيسي الذي يحمل للمفارقة اسم شارع سوريا، وللنائب السابق مصباح الأحدب شقة سكنية كبيرة في أحد الأحياء الأفضل حالا في المدينة لكن قائمة شكاواه طويلة، وقال إن سكان المدينة يستخدمون كبيادق في ألعاب سياسية، وشكا من تداعي الاقتصاد وأن الشبان يزج بهم في السجون لأسباب تافهة وأن زعماء الطائفة السنية فشلوا في منع ذلك، وقال الأحدب إن الأحياء السنية الفقيرة في الشمال التي تعد مصدرا للكثير من مجندي الجيش أصبحت تصور الآن باعتبارها بؤرا للإرهاب، وفي الوقت نفسه يقيم حزب الله استعراضات لمقاتليه وأسلحته على التلفزيون ويقاتل علانية في سوريا، وأضاف أن الشبان السنة يحملون الان السلاح بدلا من العمل في المصانع والفنادق، وأضاف أن الهبات التي حصل عليها الجيش اللبناني مؤخرا لمساعدته في محاربة المتشددين ستزيد الأمر سوءا، وتابع "نحن نتحدث عن جلب أموال للجيش اللبناني لمحاربة الإرهاب، رائع، لكن هل نحارب الارهاب بالصواريخ فقط؟ هناك وصفة لمكافحة الإرهاب، إذا كان الناس يموتون جوعا فسيتحالفون مع الشيطان". بحسب رويترز.

وقال إن ما تحتاج إليه المدينة هو طريقة لاعادة دمج الشباب في المجتمع إذ أنهم ضحايا سنوات من سوء الادارة والفشل السياسي، وأضاف أنها تحتاج التنمية لا الحملات الأمنية، لكن لا شيء من ذلك يحدث ولم تظهر قيادات تذكر لإحداث تغير حقيقي، وقال الأحدب "كأن الطائفة السنية عقيمة عاجزة عن انتاج وجوه جديدة"، ورغم مشاعر الاحباط في طرابلس فإن قلة قليلة نسبيا من اللبنانيين هي التي تنشط في دعم جماعات متشددة مثل الدولة الاسلامية حتى الان، ويقول لبنانيون إن عشرات وليس مئات من الشبان شاركوا في الاشتباكات الأخيرة، وقال الشيخ نبيل رحيم وهو رجل دين من طرابلس "عددهم مش كبير ولكن صوتهم مرتفع وعندهم ضجيج في حركاتهم"، ومع ذلك اتفقت آراء كل من أجرت مقابلات معهم مؤخرا أن هناك خطرا كبيرا يتمثل في أن يتدهور القتال وأن يتنامى اغراء هذه الجماعات إذا لم تعالج الشكاوى الأساسية رغم أنهم لا يملكون حلولا واضحة وآراءهم منقسمة بشأن دور الجيش.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/تشرين الثاني/2014 - 3/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م