في سوريا... انقسام المعارضة بين التطرف والمصالح السياسية

 

شبكة النبأ: بعد ان ادارت الولايات المتحدة الامريكية ظهرها للازمة السورية، بحسب مراقبين، عادت لتشكل تحالفا دوليا انظمت اليه عشرات الدول الغربية، إضافة الى دول عربية، من اجل مكافحة الإرهاب والتطرف الذي مارسته التنظيمات الجهادية في سوريا، خصوصا تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش)، من خلال استخدام الضربات الجوية لاستهداف مصادر التمويل ومراكز العمليات، إضافة الى العناصر المسلحة، وقد اتفقت الولايات المتحدة الامريكية مع السعودية على تكثيف برنامج تأهيل وتدريب الالاف المقاتلين ممن اسمتهم (المعتدلين)، من اجل احلالهم محل المتطرفين (الذين استطاعوا بسط نفوذهم على مساحات واسعة في سوريا من الشمال والشرق حيث تنظيم داعش وجبهة النصرة وجماعة خراسان وغيرها)، الذين ضيقوا الخناق على المقاتلين المدعومين من الغرب ودول الخليج، فيما شكلت النجاحات العسكرية الأخيرة لقوات النظام السوري، هاجسا اخر لدى المطالبين بإسقاط حكم الأسد القريب والمدعوم من ايران وروسيا بقوة.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن خلاصات تقارير للاستخبارات الأمريكية تفيد أن الدعم العسكري الأمريكي لحركات التمرد في العالم منذ أكثر من نصف قرن، بما فيه الذي خصص للمعارضة السورية المعتدلة، كان دون أي فعالية، وخلصت الاستخبارات الأمريكية إلى هذه النتيجة بعد مجموعة من التقارير أمر بإنجازها الرئيس باراك أوباما بين 2012 و2013، وأكد أحد هذه التقارير أن مد هذه الحركات المتمردة بالسلاح له تأثير محدود على حل النزاعات، وهذا الدعم العسكري يكون أقل جدوى عندما لا يكون المتمردون مسنودون على الأرض من قبل قوات أمريكية، وخلقت هذه التقارير لدى بعض مستشاري الرئيس الأمريكي باراك أوباما نوعا من الشك العميق في قدرات المعارضة السورية، وكان أوباما في 2012 رفض مقترح للجنرال دافيد بيترويس لتدريب وتسليح المتمردين في سوريا رغم الدعم الذي ناله المقترح من قبل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وهذه الدراسة الاستخباراتية غيرت الصورة السائدة لدى الكثير من الأوساط الدولية على أن واشنطن تتحكم عن بعد في الحركات المسلحة وتخلق عبر العالم أنظمة "صديقة".

وفي 2013 أعطى أوباما الضوء الأخضر بشكل سري للاستخبارات الأمريكية لتدريب وتسليح المعارضة السورية بعد معلومات استخباراتية تفيد استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيميائي، كما حصل الأمر نفسه مؤخرا بغاية التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية"، ويتم تدريب هؤلاء وفق "برنامج" وضع حيز التنفيذ في البدء في الأردن قبل أن يتوسع، ويمتد إلى السعودية تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" من أجل تكوين 5000 مقاتل في كل سنة، لكن هذه الجهود ظلت عموما محدودة بالنظر لعدم الاقتناع الكلي للرئيس الأمريكي بجدواها، لكن الاستخبارات الأمريكية تثير مثالا مخالفا لهذه الدراسة، يتعلق بأفغانستان، حيث ترى أن الدعم العسكري، في إطار الحرب السرية ضد النظام السوفياتي السابق، والذي قدم "للمجاهدين" في هذا البلد ساهم بشكل كبير في رحيل الجيش الأحمر في 1989، إلا أنها وفرت في الوقت نفسه التربة الملائمة لظهور تنظيم خطير أي "القاعدة".

هزيمة معظم المعتدلين

في سياق متصل وبعد هزيمة مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في الشمال على أيدي تنظيم القاعدة يتطلع المعارضون الذين يسيطرون على أراض في جنوب البلاد إلى دور أكبر ومزيد من المساعدة باعتبارهم القوة الأخيرة المدعومة من الغرب الصامدة في وجه كل من الرئيس بشار الأسد والجهاديين، ويقول المعارضون في الجنوب الذين يصفهم مسؤولون غربيون بأنهم الأفضل تنظيما بين تيار المعارضة الرئيسي إنهم الأمل الأخير لثورة خطفها الجهاديون، وفي الأيام القليلة الماضية وضعوا خطة للانتقال السياسي في سوريا لا تشمل دورا للأسد ليضطلعوا بدور سياسي تركوه في السابق لغيرهم، وتقول واشنطن إن دعم مقاتلي المعارضة "المعتدلين" هو محور استراتيجيتها الجديدة لهزيمة الجهاديين دون مساعدة الأسد والتي بدأ تطبيقها منذ بدأت الولايات المتحدة قصف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سبتمبر ايلول.

لكن الكثير من جماعات المعارضة المدعومة من الغرب أصبحت منذ بدء القصف الأمريكي بين مطرقة الحكومة وسندان الجهاديين، وهزمت جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) مقاتلي المعارضة المؤيدين للغرب في أحد معاقلهم الأخيرة في شمال البلاد، وتسيطر قوات الأسد على دمشق وعلى الساحل السوري على البحر المتوسط ومعظم المنطقة الواقعة بين العاصمة والساحل، ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على شرق البلاد فيما تسيطر جبهة النصرة على معظم الشمال الغربي وتتوسع على حساب المعتدلين، والمحافظات الجنوبية القريبة من الحدود الأردنية استثناء حيث لا يزال مقاتلو المعارضة الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الجبهة الجنوبية" يسيطرون على أراض ونجحوا في مقاومة الأسد ويتجنبون في الوقت نفسه الاشتباكات المباشرة مع جبهة النصرة. بحسب رويترز.

ووضعت 15 جماعة في الجبهة الجنوبية مؤخرا برنامجا سياسيا في خطوة تفصلهم عن المعارضة التي تعيش قيادتها في المنفى وينظر إليها على نطاق واسع في سوريا على أنها فاشلة، وتأمل الجبهة الجنوبية بوصفها حركة غير جهادية لا تزال مسيطرة ميدانيا في سوريا الحصول على المزيد من المساعدات من الغرب لتفادي مواجهة مصير المعارضة الحليفة للغرب التي منيت بهزيمة منكرة على أيدي الجهاديين والقوات الحكومية في أماكن أخرى، وابتعد مقاتلو المعارضة في السابق عن السياسة التي تركت لجماعات مثل الائتلاف الوطني السوري الذي يعيش معظم أعضائه في الخارج ويعقدون اجتماعاتهم في تركيا، لكن قادة الجبهة الجنوبية يقولون الآن إنهم قرروا أن يتعاملوا بأنفسهم مع القضايا السياسية، وقال أبو أسامة الجولاني (37 عاما) الضابط المنشق عن الجيش السوري وهو القائد العسكري لجبهة ثوار سوريا القطاع الجنوبي في مقابلة من خلال الانترنت "لم نكن نتدخل بهذه الأمور سابقا وتركناها لغيرنا ليقوم بأمر ما، الآن حان الوقت ولم نعد نريد التفريط بسوريا".

وتدعو خطتهم التي لم تنشر بعد إلى تحويل مقاتلي الجبهة الجنوبية إلى قوة أمن مدنية، والمؤسسات الوطنية بما في ذلك الجيش ستصان وسيجري تشكيل سلطة مؤقتة من الخبراء الفنيين يتبعها إجراء انتخابات، وتؤكد الخطة على حماية كل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الثقافية أو العرقية وهي صياغة تستهدف على ما يبدو طمأنة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد والمسيحيين الذين يخشون أن يكون بديل الأسد حكومة إسلامية متشددة، ويمكن أن تتماشى تلك الخطة مع التفكير الحالي في واشنطن حيث ذكرت شبكة سي.إن.إن أن الرئيس باراك أوباما يريد إجراء مراجعة لسياسة إدارته بشان سوريا بعد أن توصل إلي أنه ربما لن يكون من الممكن إنزال الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية بدون الانتقال السياسي وإزاحة الأسد، وقال أبو حمزة القابوني وهو قائد لمقاتلي المعارضة من دمشق وينتمي الى الجبهة الجنوبية إن الجبهة قررت طرح خطة سياسية لأنه لم يعد هناك أي معنى للانتظار لحسم الحرب على مستوى سوريا بالكامل، وتابع قائلا "اشكالية الشمال معقدة جدا ولا نريد أن ننتظر أن تحل، قد يطول الوضع لسنوات".

وقال بشار الزعبي من جيش اليرموك الذي يعد أحد أقوى جماعات المعارضة في جنوب سوريا إن الحركة قد تتطور في وقت لاحق لتضم جماعات أخرى لديها قوة حقيقية من الناحية الميدانية، وتابع قائلا "الفصائل المذكورة هي من أكبر الفصائل وسوف يتوسع هذا الحلف، أي عملية انتقالية أو سياسية تحتاج إلى أناس موجودة على الأرض لحمايتها"، وأضاف "هذا البيان هو تأكيد على المبادئ لا نتمسك أن يكون الحل عسكري، القتال وسيلة لتحقيق الأهداف"، وتمثل هذه المحاولة تحديا لائتلاف المعارضة المدعوم من الغرب والذي يتخذ من تركيا مقرا ولا يملك سيطرة تذكر على الأرض لكنه يزعم أن له سيطرة سياسية على "الجيش السوري الحر" الذي يوحد جماعات مقاتلي المعارضة المعتدلة، وقال اللواء فايز الدويري وهو ضابط أردني متقاعد يتابع الحرب السورية عن كثب إن مقاتلي المعارضة في جنوب سوريا يريدون طرح أنفسهم كبديل تتوافر له مقومات البقاء للجيش السوري الحر في الشمال وللائتلاف الوطني الذي ولد ميتا، وتابع قائلا إن الجيش السوري الحر دمر فعليا ولم يعد له وجود فعلي باستثناء الجنوب وبعض الجيوب في محافظة حلب.

والجنوب مهم من الناحية الاستراتيجية فهو يقع على مسافة قريبة من دمشق وعلى الحدود مع الأردن وإسرائيل ويمكن للدول المعارضة للأسد أن تزيد الضغط عليه بتسليح مقاتلي المعارضة هناك، لكن الدعم الخارجي لايزال محدودا إلى الآن اذ يساعد مقاتلي المعارضة في الاحتفاظ بالأراضي التي يسيطرون عليها لكنه لا يسمح لهم بإحراز تقدم كبير باتجاه الشمال، وتتحرك جبهة النصرة الى الجنوب وتسببت في أزمة دولية في سبتمبر ايلول باحتجاز عشرات من أفراد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، وتحارب جبهة النصرة إلى الآن إلى جانب مقاتلي المعارضة الجنوبية ضد قوات الأسد وإن كان مقاتلو المعارضة يقولون إنه لا يوجد تنسيق معها، وقال الدويري إن النصرة لم تحاول أن تفرض سيطرتها على المعارضة الجنوبية لأن الجنوب هو المنطقة الوحيدة التي يتمتع فيها المقاتلون من غير الجهاديين بقوة اكبر من الجهاديين، لكن الجولاني يتوقع معركة قادمة، وقال "النصرة أعلنت مؤخرا حربها على القوى الوطنية، بدأت في الشمال وهذا سينطبق في الوقت القادم على الجنوب".

وسيطرة الأردن المحكمة على الحدود تعني أن مقاتلي الجماعات الجهادية الأجانب لم يتمكنوا من اختراق جنوب سوريا على نفس النطاق الذي شهده الشمال حيث استفادت جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية من وصول مئات المقاتلين عن طريق تركيا، وتمر المساعدات للمعارضة الجنوبية عن طريق الأردن حيث أشار مسؤولون مطلعون على العملية إلى أن نقل المساعدات لجماعات المعارضة المؤهلة يخضع لإشراف غرفة عمليات مشتركة بين الدول العربية والدول الغربية، وبدأت الأسلحة تصل لمقاتلي المعارضة في الجنوب في وقت سابق هذا العام، وقال الزعبي من جيش اليرموك "الدعم جيد لكنه غير كاف، الدعم جاء بنتيجة جيدة خصوصا صواريخ تاو حدت من فاعلية الدبابات"، وأضاف "في الجنوب نستطيع أن نبني نواة ستكون الأمل لسوريا".

الجهاديين والمعارضة المسلحة

الى ذلك سيطرت المعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة على مدينة نوى في محافظة درعا جنوب سوريا بعد اشهر من المعارك مع قوات النظام الذي اعلن عن "اعادة انتشار" لقواته في هذه المنطقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، وقال المرصد في بريد الكتروني "سيطرت جبهة النصرة والكتائب المقاتلة والكتائب الاسلامية على مدينة نوى بشكل كامل عقب اشتباكات مع قوات النظام وانسحاب الاخير منها، في حين نفذت طائرات النظام الحربية المزيد من الغارات على المدينة واطرافها"، واعلنت كتائب معارضة تنتمي الى الجيش السوري الحر في بيان نشر على الانترنت انها تمكنت من تحرير عدة مناطق في نوى، وان المدينة باتت اليوم "محررة بالكامل"، فيما نشرت جبهة النصرة على الانترنت ايضا صورا لإعلام لها قالت انها رفعت في نوى، من جهته، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري سوري قوله ان وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت "في منطقة نوى بريف درعا مناورة لاعادة الانتشار والتموضع بما يتناسب مع طبيعة الاعمال القتالية المقبلة"، وتاتي سيطرة الكتائب المعارضة وجبهة النصرة معا على مدينة نوى التي شهدت لاشهر معارك ضارية مع قوات النظام، بعد ايام قليلة من تقدم جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، في ريف ادلب شمال غرب سوريا اثر قيامه بطرد مقاتلين معارضين ينتمون الى كتائب معتدلة منها، وقال ناشط في درعا عبر الانترنت انه "في الشمال، هناك اختلافات ايديولوجية بين مقاتلي الجيش السوري الحر ومقاتلي جبهة النصرة، لكن هنا في درعا، العلاقات العشائرية هي التي تطغى، ولذا فان لا اختلافات مماثلة هنا"، في موازاة ذلك، شهدت مدينة حلب مؤخرا ثلاث عمليات اغتيال نفذها مسلحون مجهولون، استهدفت احدها قياديا ينتمي الى الجبهة الاسلامية، والثانية قياديا في جبهة النصرة، والثالثة قياديا في تجمع الوية مقاتلة، وفقا للمرصد السوري، وقتل بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان اكثر من 195 الف شخص في سوريا منذ بداية النزاع الدامي في منتصف اذار/مارس 2011. بحسب فرانس برس.

فيما استولى مقاتلون يرتبطون بتنظيم القاعدة على أراض من أيدي جماعة معارضة سورية معتدلة خلال حملة استمرت ثلاثة ايام أدت إلى توسيع نطاق سيطرتهم إلى واحدة من مناطق قليلة في شمال سوريا لا يسيطر عليها اسلاميون متشددون، وقال ناشط سوري معارض وقائد عسكري إن جبهة النصرة استولت على عدة قرى بمحافظة ادلب من ايدي جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف وهو من الشخصيات البارزة في صفوف المعارضة المعتدلة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وقال مسؤول عسكري في جبهة ثوار سوريا "حدث هذا من قبل وخرجنا منه سالمين، لكن التعبئة كانت كبيرة جدا هذه المرة"، وقال المسؤول إن 20 من مقاتلي الجماعة قتلوا، وقال المسؤول الذي رفض نشر اسمه لانه ليس متحدثا رسميا باسم الجماعة "لايزال جمال صامدا"، واضاف في تصريحات عبر موقع سكايب ان جبهة ثوار سوريا أسرت 25 من مقاتلي النصرة.

وجبهة النصرة أحد الافرع الرسمية المنبثقة عن تنظيم القاعدة في الحرب السورية وإحدى أقوى الجماعات التي تحارب للاطاحة بالاسد، إلا ان سمعة تنظيم الدولة الاسلامية طغت عليها بعد ان استولى التنظيم المتشدد على مساحات كبيرة من الاراضي في شمال سوريا وشرقها وهو مستهدف الآن بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة، وقال المسؤول إن مقاتلي الدولة الاسلامية كانوا يعززون صفوف جبهة النصرة في الهجوم غير ان المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع مجريات الحرب الاهلية في سوريا قال إن جماعة متشددة اخرى تدعى جند الاقصى هي التي قدمت الدعم، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "النصرة تحقق الكثير من التقدم"، وجبهة ثوار سوريا واحدة من أكبر الجماعات في المعارضة المعتدلة للاسد المدعومة من الغرب، وتعتزم الولايات المتحدة توسيع نطاق الدعم العسكري لجماعات المعارضة المعتدلة في إطار استراتيجيتها لدحر تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال يوسف أبو هلال وهو ناشط علماني في منطقة ادلب إن هذا التقدم يمثل أكبر انتكاسة حتى الآن لجماعة معروف التي تعرف بشكل عام على انها جزء من الجيش السوري الحر، والجيش السوري الحر مصطلح يستخدم للاشارة الى عشرات الجماعات التي تسعى الى الاطاحة بالاسد، ويوجد تنسيق مركزي ضئيل او معدوم بين هذه الجماعات وهي عادة ما تتنافس مع بعضها بعضا، وقال أبو هلال إن هذه تمثل انتكاسة لمقاتلي الجيش السوري الحر الذين يقودهم معروف كما انها تفتح الطريق لجبهة النصرة كي توسع سيطرتها على ريف ادلب.

المعارضة والنظام

من جانب اخر شن مقاتلو المعارضة المتواجدون شمال حلب ضربات لتامين خطوط امداداتهم الى المدينة، التي تعد ثاني مدن البلاد، بعد التقدم الذي احرزه الجيش النظامي مؤخرا، حسب ما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان، واشتدت حدة المعارك في جميع أنحاء منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصرا من قوات النظام والميليشيات الموالية له فضلا عن 12 مقاتلا من المعارضة، بحسب المرصد، ويشارك القوات النظامية مقاتلون من حزب الله الشيعي اللبناني بالاضافة الى مقاتلين إيرانيين وفلسطينيين من الفصائل الموالية للنظام، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "نفذ مقاتلو المعارضة المنتمون الى عدة الوية عملية من اجل تأمين منطقة حندرات" مضيفا "انهم يحاولون طرد الجيش من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة"، وقد تكون هذه المعركة حاسمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة. بحسب فرانس برس.

واشار المرصد الى انه "في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فان ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام"، ومنذ تموز/يوليو 2012 ، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على احياء حلب، ومنذ نهاية 2013، تنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، ما اوقع مئات القتلى واستدعى تنديدا دوليا، وخسرت مجموعات المعارضة المسلحة خلال الاشهر الاخيرة مواقع عدة في حلب ومحيطها، واسفر النزاع في سوريا، الذي بدا كحركة احتجاجية سلمية قبل ان يتحول الى صراع مسلح، عن مقتل اكثر من 180 الف شخص منذ اذار/مارس 2011 ودفع بنحو نصف السكان الى الفرار من منازلهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/تشرين الثاني/2014 - 25/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م