اليمن... قد ينتزع الحوثيون اعترافا سعوديا بالمشاركة في الحكم

 

شبكة النبأ: استطاع الحوثيون مؤخرا انتزاع مكانة سياسية وعسكرية مؤثرة، ربما لم يستطعوا تحقيقها خلال السنوات الماضية، في اليمن بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء اواخر سبتمبر الماضي، واجبار الرئيس اليمني على تغيير الحكومة التي لم تلبي مطالبهم، في الوقت نفسة، الذي يحاول فيه مسلحو الحوثيين التقدم نحو معاقل تنظيم القاعدة، مع توالي الاخبار بتحقيق انتصارات عسكرية، ربما لم يستطع الجيش (الذي ساند حملة الحوثي ضد تنظيم القاعدة والقبائل المتحالفة معه) خلال حملاته الاخيرة تحقيق اي تقدم يذكر، وقد فرضت هذه التغيرات اجندات سياسية جديدة داخل وخارج اليمن، سيما وان التوقعات ترجح ان يكون الحوثيون (ويشكلون ثلث سكان اليمن) جزءا فعالا من العملية السياسية في اليمن مستقبلا.

واكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن بلاده أمام خيارين لا ثالث لهما، "خيار استعادة وبناء الدولة على أسس حديثة ومتينة والانطلاق نحو اليمن الاتحادي الجديد، أو الاستسلام"، معتبراً أن الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح، تواجه ما وصفه بـ"تحديات استثنائية"، وقال هادي، خلال رئاسته اجتماع ضم أعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى، "هناك من يحاول استغلال الأوضاع لخدمة أهدافه ويضعف موقف الدولة"، وحذر من أنه "إذا انهارت الدولة فلن يكون هناك رابح"، مشيراً إلى أنه لن يقبل أن يستمر تردي الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، وطالب الرئيس اليمني مجلسي النواب والشورى والمكونات السياسية والاجتماعية بتقديم الدعم والمساندة للحكومة، قائلاً، "دعونا ندعم الحكومة الجديدة التي تحمل لنا الكثير من الأمل والتفاؤل، وأن نركز على تهيئة الظروف الملائمة للاستفتاء على الدستور، وإجراء الانتخابات، وبناء اليمن الاتحادي الجديد، على أساس مخرجات الحوار الوطني".

من جانبه، أكد بحاح أن حكومته ستركز على القضايا الجوهرية المتصلة باستحقاقات الانتقال السياسي، وإقرار الدستور الجديد، وتقديم الدعم اللازم للانتهاء من إنجاز السجل الانتخابي الإلكتروني، ومن ثم إجراء الانتخابات، وتابع بقوله، "لا شيء أشد إلحاحاً اليوم من المضي في تنفيذ المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة من الأطراف السياسية الموقعة عليها"، مشيراً إلى أن حكومته تسلمت مهامها في "ظرف استثنائي وحساس"، مؤكداً أن مهمتها ليست بالهينة، ما يفرض تضافر جهود جميع الأطراف، وتأمين دعم حقيقي لها من كافة المكونات السياسية، وقد يثير هذا التغير في سير العملية السياسية في اليمن، حفيظة بعض الدول النافذة في العملية السياسية، سيما السعودية، التي تعتبر ان جماعة الحوثيين، خطر يهدد مصالحها، فيما تتهمها بالتبعية لإيران، خصوصا وانها خاضت حربا حدودية مع مقاتلي حركة انصار الله، ويرى محللون ان قبول السعودية بواقع مشاركة الحوثيين في السلطة، ربما يكون على مضض، خصوصا وان البديل قد يعني صعود الاخوان المسلمين، الذين يشكلون الخطر الاكبر على سلطة ال سعود.

أجراس الانذار في السعودية

فقد بدأت المكاسب التي أحرزتها حركة التمرد الحوثي في اليمن تدق أجراس الانذار في السعودية التي تقلقها انعكاسات هذا التقدم على حدودها الجنوبية التي تعد معبرا لنشاط غير قانوني على الدوام، ويسيطر الحوثيون الشيعة على جانب كبير من الأراضي على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1700 كيلومتر وتتخللها جبال شاهقة ومساحات شاسعة من التلال الصحراوية وشهدت قبل خمس سنوات حربا حدودية قصيرة مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، وفي غياب أي دوريات حدودية ومواقع لحرس الحدود في الجانب الجنوبي من الحدود فإن العوائق الوحيدة أمام المهربين والمتسللين والجماعات التي تثير القلق بدرجة أكبر في السعودية مثل تنظيم القاعدة لا توجد إلا على الجانب السعودي.

وقال المقدم حامد الأحمري من حرس الحدود في محافظة جازان التي تعد من أنشط المناطق على الحدود "نحن نعمل وحدنا"، ولا يفصل سوق المشنق للسلاح عن موقع حرس الحدود السعودي المحاط بأكياس الرمل سوى بضع مئات من الامتار في قرية طينية صغيرة عبر واد فسيح، وعندما يتوقف الحرس لأداء صلاة الجمعة تصل إلى أسماعهم خطب أئمة المساجد الحوثيين من الجانب الآخر للوادي، وعندما ينظرون عبر نظاراتهم المكبرة يرون شعارات الحوثيين مكتوبة بالطلاء على الجدران "الموت لامريكا، الموت لاسرائيل"، وبعد حرب 2009-2010 التي شهدتها تلك المنطقة تم إخلاء العديد من القرى أو هجرها أهلها وأصبحت مقفرة تتراقص فيها الفراشات فوق جدران مهدمة وبيوت مليئة بثقوب القذائف.

ولقي نحو 200 جندي سعودي مصرعهم في الحرب التي نتجت عن نزاع بين الرياض والحوثيين على خط الحدود، ويسيطر الحوثيون على مساحات شاسعة من شمال اليمن منذ تكوين أتباع لهم بين قبائل المنطقة في بدايات الألفية الثالثة بفضل شن حملة للمطالبة بحقوق الشيعة الزيدية، وبعد خوض ست حروب غير حاسمة مع الحكومة المركزية سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر ايلول الماضي وأصبحوا الآن قوة رئيسية في الحياة السياسية في اليمن، ونادرا ما تتحدث الحركة لوسائل الإعلام الغربية ولم ترد على طلب للحصول على تعليقات لهذا التقرير، وتشعر السعودية بالقلق للروابط التي تربط الحوثيين بايران وتخشى أن يسعوا لتقليد الدور الذي لعبه حزب الله في لبنان. بحسب رويترز.

كما يشعر السعوديون بالقلق لخطر استراتيجي آخر ينبع من اليمن حيث يتمركز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن الحرب على أسرة آل سعود الحاكمة في السعودية وشن غارة عبر الحدود إلى الشرق من هذه المنطقة في يوليو تموز الماضي، وفي الوقت الحالي تجعل العداوة بين الحوثيين والتنظيم وجود متشددي القاعدة في منطقة جازان الحدودية أمرا بعيد الاحتمال، وقد أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ان الحوثيين الشيعة كفرة ونظم هجمات انتحارية ضدهم في حين تعهد الحوثيون بالقضاء على التنظيم في اليمن، وبالنسبة للحرس الذين يراقبون الحدود يعد أكبر مصدر للقلق أن الحدود تسيطر عليها مجموعة تتكون في الاساس من رجال قبائل محليين يعيشون على التهريب، وقال الأحمري إن رجال حرس الحدود اعتقلوا في العام الماضي في جازان وحدها 235 ألف شخص يحاولون عبور الحدود بالمخالفة للقانون وضبطوا 2800 قطعة سلاح من بينها بنادق هجومية وقنابل يدوية وصواريخ صغيرة و16 طنا من الحشيش.

وتعمل السعودية على شق طريق حدودي جديد يحوطه سور من الجانبين بالاضافة إلى نشر أعمدة عالية مثبت عليها كاميرات ومعدات رادار تسمح للحرس بمراقبة الحدود على امتدادها بالكامل والتحرك السريع بارسال دوريات، لكن استكمال هذا المشروع سيستغرق سنوات، ورغم أن العمل فيه يجري منذ سنوات عديدة فإنه سار بوتيرة بطيئة بفعل وعورة تضاريس المنطقة ونزاعات قانونية على ملكية الارض وكذلك الحرب، وفي الوقت نفسه ستظل المنطقة من أخطر المناطق في السعودية، ففي العام الماضي قتل اثنان من رجال حرس الحدود في جازان على أيدي مهربين، وقال رجال حرس الحدود في موقع المراقبة وفي موقع آخر أشد ارتفاعا في الجبال إن طلقات تصوب عليهم من مسافة بعيدة في بعض الأحيان.

وينطلق المقدم حامد ودوريته على امتداد طريق مترب على الحدود تكثر فيه الشجيرات وأشجار الأكاسيا التي تغطي مساحات واسعة من الارض ثم تتوقف الدورية لمتابعة مجموعة من الرجال يهرولون للاختفاء من أمامها، وحين يدخلون مسافة 50 مترا في الأحراش (وهو ما يجعلهم فعليا داخل الاراضي اليمنية) يتوقفون انتظارا لرحيل الدورية السعودية، وفي موقع آخر تقف مجموعة أخرى في الأحراش تنظر للحرس السعودي ثم يرفع أحد أفرادها لفترة وجيزة ما يبدو أنه سلاح، ويتناقض هذا التوتر تناقضا صارخا مع الطبيعة الخلابة والهدوء الذي يسود المنطقة، وبصفة يومية تعبر قطعان الإبل والماعز والأبقار من الجانب اليمني للرعي في الوديان الخصبة قبل أن تعود أدراجها في هدوء وسلام.

اقتسام السلطة ليس حلاً

فيما رفض الحوثيون (الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول الماضي) حكومة جديدة لاقتسام السلطة كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أعلنها مما يحبط مساعيه الرامية لانهاء الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد، وقال الحوثيون (الذين يطالبون بدور أكبر للشيعة الزيديين في شؤون البلاد) إن اختيارات هادي لاعضاء الحكومة تبدد الآمال ولا تلتزم بما تم الاتفاق عليه، ومما يكرس المشاكل التي يواجهها هادي إعلان حزب المؤتمر الشعبي العام إنه أقاله من منصبه كأمين عام للحزب قبل ان يعلن الحزب رفضه لتشكيل الحكومة ما يظهر ولاء الحزب لسلف هادي وخصمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكان هادي قد أجبر على تشكيل حكومة جديدة في اطار اتفاق توسطت فيه الامم المتحدة في اعقاب اجتاح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر ايلول الماضي بعد انتصارهم عسكريا على فصائل سياسية منافسة.

وكان الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام قد ابديا الغضب لقرار مجلس الامن الدولي لذي جمد ارصدة صالح واثنين من زعماء الحوثيين ومنعهم من السفر، وفرض مجلس الامن هذه العقوبات على الثلاثة لمحاولتهم زعزعة الاستقرار في عملية التحول السياسي الهشة في البلاد عن فترة حكم صالح التي استمرت 33 عاما بعد اجباره على التنحي عن منصبه عام 2012 عقب احتجاجات عارمة بالشوارع، وقال مصطفي العاني المحلل الامني في الخليج إن فقدان هادي منصبه في الحزب يحرمه من قاعدة سلطته خارج الرئاسة موضحا انه كان يتحدث في السابق كرئيس وزعيم في واحد من أكبر الاحزاب ولكنه فقد دوره في الحزب، وتفاقمت الأزمة المستمرة منذ وقت طويل في اليمن اواخر سبتمبر أيلول عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء ومدوا سيطرتهم باتجاه الجنوب والغرب مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع القاعدة وقبائل سنية، ومما يسلط الضوء على بواعث القلق الغربية والعربية بشأن الاستقرار في اليمن قال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب انه حاول اغتيال السفير الأمريكي ماثيو تولر بزرع قنبلتين أمام مقر اقامته، وقال التنظيم في حسابه على تويتر إنه تم اكتشاف العبوتين قبل دقائق من الموعد المحدد لتفجيرهما، ولم يتسن على الفور التحقق من هذا الادعاء. بحسب رويترز.

وطالبت الولايات المتحدة بفرض عقوبات موجهة من الامم المتحدة على الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح واثنين من زعماء الحوثيين لتهديدهم الامن والاستقرار في البلاد وعرقلة العملية السياسية، وقال دبلوماسيون إن واشنطن تقدمت بطلب رسمي الى لجنة عقوبات اليمن التابعة لمجلس الامن الدولي لفرض حظر دولي على سفر الرجال الثلاثة وتجميد أصول مملوكة لهم، ويسعى اليمن (وهو حليف للولايات المتحدة يبلغ عدد سكانه 25 مليون نسمة ويتاخم السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم) لانهاء اضطرابات سياسية بدأت باحتجاجات جماهيرية ضد صالح الذي ظل رئيسا للبلاد 33 عاما حتى تنحى عن السلطة عام 2012 .

وقالت الولايات المتحدة في (بيان حالة) "بدءا من خريف 2012 أفادت أنباء بأن علي عبد الله صالح صار أحد المؤيدين الرئيسيين للتمرد الحوثي، كان صالح وراء محاولات اشاعة الفوضى في شتى ارجاء اليمن"، وأضاف البيان "وفي وقت لاحق بدءا من سبتمبر 2014 أفادت أنباء بان صالح يحرض على زعزعة الاستقرار في اليمن من خلال الاستعانة بالجماعة الحوثية المنشقة ليس لمجرد نزع الشرعية عن الحكومة المركزية فحسب بل لخلق مناخ من عدم الاستقرار يتيح القيام بانقلاب"، وطلبت الولايات المتحدة ايضا ادراج اثنين من زعماء الحوثيين على القائمة السوداء هما عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم الرجل الثاني في قيادة الجماعة، واندلع القتال في مختلف ارجاء اليمن منذ ان قويت شوكة الحوثيين الشيعة خلال الاشهر الاخيرة ما يهدد الاستقرار الهش في البلاد.

وسيطرت قوات الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر ايلول وانتشرت القوات الى وسط البلاد وغربها ما أثار حفيظة رجال القبائل السنية ومتشددي تنظيم القاعدة ممن ينظرون للحوثيين باعتبارهم مرتدين، وقالت الولايات المتحدة في البيان "في أواخر سبتمبر 2014 أفادت أنباء بأن عددا غير معروف من مقاتلي الحركة الحوثية يتأهبون لمهاجمة السفارة الأمريكية بصنعاء في اليمن فور تلقيهم اوامر من القائد العسكري الحوثي لصنعاء عبد الخالق الحوثي"، وقال البيان إن دور الرجل الثاني في الجماعة عبد الله يحيى الحكيم هو تنظيم العمليات العسكرية "كي يتسنى الاطاحة بحكومة اليمن" وإنه مسؤول ايضا عن التأمين والسيطرة على جميع الطرق داخل صنعاء وخارجها، واضاف البيان "قاد وحدة حوثية قوامها نحو 300 شخص دفعت لها اموال كي تحارب الحكومة اليمنية"، وكان مجلس الامن الدولي قد صدق في فبراير شباط الماضي على فرض عقوبات ضد اي شخص يعرقل الانتقال السياسي في اليمن او يقترف انتهاكات لحقوق الانسان إلا انه لم يصل الى حد وضع اشخاص بعينهم على القوائم السوداء، ويتعين ان يوافق جميع اعضاء لجنة العقوبات التابعة لمجلس الامن على وضع صالح وزعيمي الحوثيين على القائمة السوداء.

الحوثيون يتقدمون باستمرار

من جانب اخر حقق المسلحون الحوثيون الشيعة تقدما في محافظة اب وسط البلاد حيث سيطروا على مدينة الرضمة الاستراتيجية على طريق الجنوب والتي تعد من معاقل الاسلاميين، حسبما افادت مصادر قبلية وامنية، وذكر مصدر امني ان "الحوثيين فرضوا سيطرتهم على منطقة الرضمة بعد قتال استمر 24 ساعة"، وتقع الرضمة على الطريق بين العاصمة صنعاء وكبرى مدن الجنوب عدن، في شمال شرق مدينة اب عاصمة محافظة اب، وهي تعد من المعاقل الرئيسية للاخوان المسلمين المتمثلين بالتجمع اليمني للاصلاح، كما تشكل مدخلا رئيسيا الى الجنوب، وذكرت مصادر قبلية ان تسعة اشخاص من المتمردين الحوثيين ومن المسلحين القبليين السنة قتلوا في المواجهات، بينهم نجل الشيخ القبلي عبد الواحد الدعام الذي كان يقود القتال ضد الحوثيين.

وبحسب المصادر القبلية، انسحبت القبائل من المنطقة، واكد مصدر قبلي انه "تم اسقاط الرضمة بدعم من وحدة من الحرس الجمهوري" مشيرا الى "اللواء 55 الموالي للرئيس السابق علي عبد الله لصالح والذي يرابط في مدينة يريم" شمال اب، وفي مدينة اب، اقتحم عشرات المسلحين الحوثيين ادارة امن المحافظة وطردوا منها الضباط والجنود بحسب مصدر امني، واعتبر المصدر ان ذلك يعني "سقوط كل الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل اليها مع الحوثيين لانسحابهم من اب"، واشار هذا المصدر الى ان الحوثيين باتوا يسيطرون على مجمل محافظة اب عدا منطقة العدين التي هي بيد القاعدة والقبائل الموالية لها، وفي رداع بمحافظة البيضاء في وسط اليمن، نصب مسلحون قبليون موالون للقاعدة كمينا في منطقة المناسح قتلوا فيه 12 شخصا من الحوثيين بحسب مصادر قبلية، وذكرت المصادر ان طائرات من دون طيار يعتقد انها اميركية تحلق بشكل مكثف في المنطقة.

وكان الحوثيون سيطروا في 21 ايلول/سبتمبر على صنعاء بعد شهر من التصعيد في الشارع، ووقعوا في اليوم نفسه اتفاقا للسلام ينص على تشكيل حكومة جديدة، وبالرغم من تكليف رئيس للوزراء، الا ان الحكومة التي يفترض ان تمثل سائر الاطراف لم تشكل بعد، وبعد صنعاء، وسع الحوثيون انتشارهم نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الاحمر، نحو اب والبيضاء في وسط اليمن فيما يؤكد خصومهم انهم يحاولون التمدد نحو المحافظات الجنوبية، وذكرت مصادر سياسية في صنعاء انه يتم الاعداد لعقد لقاء شعبي قبلي واسع في العاصمة اليمنية بناء على دعوة وجهها زعيم التمرد عبد الملك الحوثي من اجل بحث "التدابير اللازمة لتصحيح الاوضاع"، واعربت المصادر عن خشيتها ازاء امكانية اتخاذ الحوثيين خطوات تصعيدية جديدة بعد التقدم المثير الذي حققوه من دون اي مقاومة تذكر من الاجهزة الحكومية. بحسب فرانس برس.

وقالت مصادر قبلية ان انتحاريا فجر سيارة ملغومة وقتل نحو 20 من الحوثيين الشيعة في وسط اليمن من بينهم زعيم قبلي انشق وانضم الى الحوثيين، ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم كما لم تؤكد الحكومة وقوعه، ونادرا ما تعمل القوات الحكومية في هذه المنطقة لكن زعيم جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة تعهد بالرد على استيلاء الحوثيين على معقل جماعته في منطقة المناسح في منطقة قيفة القبلية، وقال نبيل آل الذهب زعيم أنصار الشريعة في بيان "نعاهد الله أن نجعل من ثرى ارض قيفة مقابر جماعية لهم وأن نطهر كل شبر وطأته اقدامهم النجسة بسيل من دمائهم ودماء من جاء معهم ودماء اعوانهم الخونة".

وزادت حدة العنف واتسع نطاقه في اليمن منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر أيلول، وبعد أن كان الحوثيون يمثلون حركة دينية مغمورة في شمال البلاد تطالب بالمزيد من الحكم الذاتي رسخوا أقدامهم كصناع قرار وأرسلوا مقاتليهم الى غرب البلاد ووسطها بعيدا عن معاقلهم التقليدية، ومحافظة البيضاء التي شهدت هجوم هي موطن قبائل سنية متمردة مسلحة قاتلت الحكومة المركزية حتى في فترات أكثر استقرارا، وقال زعيم قبلي طلب عدم الكشف عن هويته "المفجر الانتحاري قاد سيارة وهاجم مجموعة من الحوثيين في منطقة المناسح وقتل 20 منهم"، وقتل العشرات في محافظة البيضاء في اشتباكات بين الحوثيين من جهة ورجال قبائل ومقاتلين من جماعة أنصار الشريعة من جهة أخرى.

وشنت القوات اليمنية وطائرة اميركية من دون طيار ضربات استهدفت مواقع تسيطر عليها القاعدة والقبائل المتحالفة معها في محافظة البيضاء بوسط البلاد ما اسفر عن مقتل حوالى عشرين من المقاتلين السنة الذي يواجهون المتمردين الحوثيين، بحسب ما افادت مصادر قبلية، ويواجه الحوثيون الشيعة مقاومة شديدة من قبل القاعدة والقبائل السنية اثناء محاولتهم التقدم في محافظة البيضاء، بعد ان سيطروا على صنعاء ومدينة الحديدة على البحر الاحمر، وكان القتال اندلع عندما حاول الحوثيون السيطرة على الجبال المحيطة بمدينة رداع في البيضاء، وسط ، اذ صدت القاعدة مع حلفائها هجمات شنها الحوثيون ما اسفر عن مقتل العشرات، الا ان المتمردين الشيعة تمكنوا من السيطرة على عدة مناطق كانت تسيطر عليها القاعدة والقبائل بحسب مصادر قبلية، وقال مصدر قبلي ان "20 مقاتلا من القاعدة" قتلوا في الضربات التي شنها الجيش اليمني وطائرات من دون طيار، الا انه تعذر تاكيد هذه الحصيلة من مصادر مستقلة، وقتل عشرة من مسلحي القاعدة في غارة لطائرة بدون طيار اميركية على الارجح في المنطقة نفسها، وتقدم الحوثيون بعد ذلك غربا حيث سيطروا على الحديدة وجنوبا حيث سيطروا على مناطق في البيضاء وذمار واب، وذلك من دون اي مقاومة من السلطات، والزيديون يشكلون حوالى ثلث سكان اليمن، لكنهم يشكلون غالبية في شمال غرب البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/تشرين الثاني/2014 - 24/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م