هل تثق في طبيبك؟!

 

شبكة النبأ: تعد مهنة الطب من اهم واقدم المهن التي عرفتها البشرية، فمن خلال هذه المهنة الانسانية يتم تخفيف معاناة المرضى وتقديم الخدمات الصحية والعلاجية الاساسية التي يحتاجها الانسان، ولهذه المهنة ايضا مجموعة من القواعد والآداب الخاصة التي تحكم ممارستها وتحدد العلاقة بين الطبيب والمريض، و الطب وكما تشير بعض المصادر هو فرع من علم الصحة ويعرف على أنه العلم والفن الذي يهتم بتشخيص وعلاج والوقاية من الأمراض، ويهدف هذا العلم إلى مساعدة الناس على عيش حياة أطول خالية من المعاناة والمرض. يمارس الطب من قبل الأطباء والجراحين ويكون عادة في مراكز صحية متخصصة كالمشافي والعيادات، هذا بالإضافة لمراكز البحوث والمخابر وكليات الطب.

هذه المهنة وعلى الرغم من اهميتها فإنها لا تخلوا ايضا من المشكلات والأخطاء الطبية التي يترتب عليها العديد من الاثار السلبية، التي قد تؤدي إلى فقدان الناس لأرواحهم أو حدوث أضرار جسيمة، هذا بالإضافة الى المشاكل الاخرى والحالات الغير اخلاقية التي قد يقوم بها بعض الاطباء، من خلال الكشف عن اسرار بعض المرضى او استغلالهم وهو ما اثبتته العديد من الدراسات والابحاث والقضايا القانونية.

وعلى الرغم مما تشهده أروقة الطب من حالات عديدة يتم نجاح التعامل معها، إلا ان هناك تعاملات أخرى مليئة بأخطاء طبية وفيها الكثير من التجاوزات الاخلاقية والغرابة والطرافة في بعض الاحيان، فمنهم من يرسل مريضته الى المشرحة وهي لا تزال حية، ومنهم من يطمع في المال ويجري عمليات استئصال من الفقراء، او لتبديل المواليد الجدد، فضلا عن جرائم التبرع بالأعضاء، وغيرها الكثير من الاخطاء التي قد تودي بحياة المريض، ويرى الخبراء بهذا الشأن بإن مهنة الطب تحتاج لأخلاقيات يتم اكتسابها وتستند لقيم دينية وفلسفية وأخلاقية كونها من أهم مقومات الصحة الإنسانية، لكن اذا جرد الطيب من تلك الاخلاقيات يمكن ان يكون أداة تخريب وانتهاك للحقوق الانسانية، من خلال الجرائم والاحتيال والسرقة وغيرها الكثير من الحالات السليبة، التي تضع أخلاقيات التعامل مع المريض تحت وطأة التعامل اللانساني.

وفي هذا الشأن كشفت دراسة جديدة أن نحو 12 مليونا من البالغين الذين يذهبون الى عيادات أطباء أو عيادات خارجية أخرى في الولايات المتحدة يحصلون على تشخيص خاطئ لما يشكون منه مشيرة الى أن نصف هذه الأخطاء قد تؤدي لعواقب وخيمة. وسعت الدراسة التي أجراها باحثون في ولاية تكساس الامريكية الى الوقوف على حجم الاخطاء في التشخيص الطبي في أماكن كالعيادات الخاصة والمراكز الطبية في ظل عدم وجود أرقام محددة في هذا الشأن.

وذكرت الدراسة أن الجهود المبذولة لتحسين سلامة المرضى تركز في أغلبها على الرعاية داخل المستشفيات رغم أن أغلب حالات اكتشاف الامراض تتم داخل عيادات خارجية. وقال هارديب سينج رئيس فريق البحث والمتخصص في سلامة المرضى في كلية بيلور للطب في هيوستن "من المهم التأكيد على حقيقة أن هذه مشكلة." واضاف "إنه عدد كبير جدا ويجب أن نفعل شيئا بهذا الصدد." بحسب رويترز.

وجمع الباحثون بيانات من ثلاث دراسات سابقة لتشكيل عينة من نحو ثلاث آلاف سجل طبي. وخلص الباحثون إلى وجود نسبة خطأ في تشخيص الامراض تزيد على خمسة في المئة. وبالنظر الى أن 80 في المئة من البالغين الامريكيين يتلقون رعاية طبية في عيادات أطباء وعيادات خارجية سنويا يصل عدد المتضررين من التشخيص الخاطيء الى نحو 12 مليون شخص. وكانت دراسة سابقة أجراها سينج رأت ان العديد من حالات التشخيص الخاطيء قد تؤدي الى مشكلات خطيرة منها التأخر في علاج السرطان أو على العكس إخضاع أشخاص للعلاج من امراض لا يعانون منها.

190 مليون دولار

في السياق ذاته توصل مستشفى جون هوبكينز الأمريكي إلى تسوية قدرها 190 مليون دولار مع حوالي ثمانية آلاف مريضة، إثر قيام طبيب أمراض نسائية بتصويرهن أثناء الفحص. وفصل الطبيب، ويدعى نيكيتا ليفي، بعد أيام من إبلاغ إحدى الموظفات عن شكوك حول سلوك الطبيب، الذي انتحر بعد قرار فصله بعشرة أيام. واكتشف المحققون قيام الطبيب بتصوير أجساد المريضات عن طريق كاميرا على شكل قلم مثبتة حول عنقه. كما عثر على 1200 مقطع فيديو و140 صورة فوتوغرافية لأجساد المريضات على مجموعة من أجهزة الذاكرة في منزله.

وهذه التسوية هي الأكبر من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة. ورغم أن الأمر انتهي دون تحرير قضية جنائية، إلا أن الواقعة تهدد سمعة واحد من أكبر المستشفيات على مستوى العالم. وما زالت التسوية قيد موافقة القضاء، ويعمل عليها ثمانية مكاتب محاماة. كما يقوم اختصاصيان في علم النفس ونوبات ما بعد الصدمة بالتحدث إلى المدعيات لتحديد درجة الأذى النفسي، ونسبة كل منهن في التعويض تباعا.

وبحسب محامي الضحايا، جوناثان سكوكور، فإن الواقعة أثرت عليهن نفسيا. وقال "كل هؤلاء النسوة تأثرن بالواقعة. بعضهن يحتجن إلى إعادة تأهيل نفسي، ويعانين من الأرق، وغير قادرات على العمل أو الحياة بصورة طبيعية. فقد شعرن بالخديعة وخيانة الثقة." ورفض المستشفى التعليق على الواقعة. وقال في بيان إنه يعمل على مساعدة المرضى والعاملين على تخطي الواقعة. كما أرسل خطابات اعتذار للضحايا وطالبهن برؤية أطباء آخرين في المستشفى. بحسب رويترز.

وكان المستشفى قد استدعى الشرطة قبل فصل ليفي للتحقيق. وحررت قضية باسم أكثر من ثمانية آلاف امرأة، قال بعضهن إنهن تعرضن لانتهاكات باللمس والقول من جانب الطبيب. كما كان مكتبه يستدعي بعضهن لتوقيع فحوصات غير ضرورية. وبدأ ليفي عمله في مستشفى جون هوبكينز عام 1988، وفحص خلال هذه المدة حوالي 12,600 مريضة. وانتحر بعد قرار فصله بعشرة أيام بخنق نفسه واستنشاق غاز الهيليوم.

اخطاء مميته

من جانب اخر توفيت طفلة من هاواي عمرها ثلاث سنوات كانت قد اصيبت بأضرار بالغة في المخ اثناء علاج اسنانها وذلك حسبما ذكر محام لعائلة الطفلة. واقامة عائلة الطفلة فينلي بويل دعوى قضائية ضد طبيبة الاسنان ليلي جيير ومستشفى ايلاند لطب اسنان الاطفال قائلة انه تم اعطاء الطفلة جرعات غير سليمة من المخدر وان افراد طاقم المستشفى لم يكونوا مدربين بشكل ملائم للتعامل مع الحالات الطارئة.

واوضحت العائلة في وثائق المحكمة اخذت اشلي بويل ابنتها الصغيرة الى مستشفى ايلاند لعلاج مكثف في اسنانها شمل علاجا لجذور الاسنان وحشو عدة ضروس. وقال محامي العائلة ان الطفلة اعطيت كمية "مفرطة بشكل كبير" من المخدر مما ادى لتوقف قلبها واصابتها فيما بعد بضرر في المخ. واضاف المحامي "اتضح في نهاية الامر انها جرعة زائدة كبيرة." وتأتي وفاة فينلي بعد قضية في كاليفورنيا جذبت الانتباه في شتى انحاء الولايات المتحدة عندما اعلن عن الموت الدماغي للطفلة جاهي مكماث (13 عاما) بعد خطأ خلال جراحة لازالة اللوزتين في مستشفى للاطفال في اوكلاند. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك اعتقلت الشرطة الهندية طبيبا جراحا قام بعمليات تعقيم لعشرات النساء في وسط البلاد توفيت 13 منهن ونقلت عدة نساء إلى المستشفيات بسبب مضاعفات يعانين منها، حسب ما أعلن مسؤول في الشرطة المحلية. وقال باوان ديو، المسؤول عن الشرطة، في إقليم بيلاسبور بولاية شاتيسغار إن الطبيب بي. كاي. غوبا اعتقل لاستجوابه وسيمثل أمام المحكمة. وأجرى الطبيب عمليات خلال خمس ساعات لـ83 امرأة حصلت على تعويضات بقيمة 1400 روبي (حوالى 20 يورو) في إطار برنامج تعقيم بتمويل من الدولة بهدف تحديد النسل.

موقع ويكيبيديا

في السياق ذاته أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن موسوعة "ويكيبيديا" تحوي أخطاء في كل تسعة موضوعات من أصل عشرة من موضوعاتها الصحية. وأوصت الدراسة بضرورة التعامل مع "ويكيبيديا" بحذر. وعمل باحثون من الولايات المتحدة على مقارنة الموضوعات الصحية التي تناقش أمراض القلب وسرطان الرئة والاكتئاب والسكر على موقع ويكيبيديا بالأبحاث الطبية التي جرت مراجعتها. وأكد الباحثون على أن أغلب تلك الموضوعات على الموقع تحوي "العديد من الأخطاء".

أما المشرفون على موقع "ويكيميديا بريطانيا"، وهي الذراع البريطانية للموسوعة الشبكية، فأكدوا أيضا على أهمية أن يقوم مَن يعانون من مخاوف صحية في البداية بالحديث مع أطبائهم الممارسين. وتعتبر هذه الموسوعة الإلكترونية بمثابة مؤسسة خيرية، تحوي ما يقرب من 30 مليون موضوعا مكتوبا بـ 285 لغة، ويمكن لأي شخص القيام بالتعديل على محتواها. وبحسب ويكيميديا، يقوم العديد من المتطوعين المتخصصين في مهنة الطب بالبحث في الصفحات المنشورة عن أية معلومات غير دقيقة.

وقال مقدمو الدراسة التي نشرت في دورية "American Osteopathic Association"، إن فكرة سهول الوصول إلى الموقع زادت من المخاوف بين الأطباء حيال إمكانية الاعتماد عليه، حيث إنه يعتبر سادس أكثر المواقع انتشارا على شبكة الإنترنت. وقال الباحثون إن نسبة تصل إلى 70 في المئة من الأطباء ودارسي الطب يستخدمون الموقع. ونظر الباحثون العشرة من الولايات المتحدة في مقالات منشورة على شبكة الإنترنت حول أكثر عشر حالات مرضية تكلفة في الولايات المتحدة، بما في ذلك التهابات العظام والمفاصل ومشكلات الظهر الصحية ومرض الربو.

وقام الباحثون بطباعة تلك الموضوعات في الخامس والعشرين من إبريل/ نيسان عام 2012 للعمل على تحليلها، واكتشفوا أن ما يقرب من 90 في المئة من تلك الموضوعات كانت تقدم معلومات تتعارض مع أبحاث طبية حديثة. من جانبه، قال ستيفي بينتون، من موقع ويكيميديا بريطانيا، إنه هناك "عدد من المبادرات" للمساعدة في تطوير الموضوعات المنشورة عبر الموقع، وخاصة "التي تتعلق منها بالقضايا الصحية والطبية". بحسب بي بي سي.

وأضاف بينتون أن هذه المؤسسة الخيرية لديها مشروع لجمع محررين متطوعين لموقع ويكيبيديا لتحديد المقالات التي تحتاج إلى تحسين، وإيجاد المصادر الموثوقة وجعل المواد أكثر "دقة وأيسر قراءة". وقال بينتون إن موقع ويكيبيديا يعمل حاليا مع مركز أبحاث السرطان في بريطانيا لمراجعة الموضوعات المتعلقة بمرض السرطان المنشورة على الموقع، وذلك من قبل باحثين طبيين وعدد من الكتاب، وذلك للمحافظة على دقة تلك الموضوعات وتحديث المعلومات فيها بشكل مستمر. إلا أنه أضاف قائلا: "من المهم لأي شخص يشعر بقلق حيال حالته الصحية أن يلجأ في بادئ الأمر إلى طبيبه الممارس." كما أعرب موقع ويكيبيديا أيضا عن قلقه من العينة الصغيرة التي أجريت عليها الأبحاث، مضيفا أن تلك العينة قد لا تكون معبرة عن الحقيقة.

قتل طبيب

على صعيد متصل قالت وسائل اعلام محلية ان محكمة في شرق الصين أصدرت حكما بإعدام رجل قتل طبيبا وأحدث حالة من الفوضى في أحد المستشفيات لانه غير راض عن نتيجة عملية أجريت له في أنفه. وتظهر قضية ليان انتشينغ من اقليم تشيجيان الثري المصاعب التي تواجهها السلطات في التعامل مع العنف في قطاع يسوده الفساد وتكتظ مستشفياته بالمرضى وتتدنى فيه رواتب الاطباء.

وتوجه ليان (33 عاما) الى المستشفى بحثا عن الطبيب الذي عالجه في قسم الانف والاذن والحنجرة في مدينة وينلينغ. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) انه حين لم يجد ليان الطبيب الذي يبحث عنه أخرج سكينا وطعن رئيس القسم حتى الموت كما طعن طبيبين آخرين اصابهما بجروح قبل ان يسيطر عليه أفراد الامن. بحسب رويترز.

وذكرت الوكالة ان شقيقة المريض ليان تشياو أبلغت المحكمة ان شقيقها عاني من مشاكل في التنفس بعد الجراحة التي أجريت له. ونقلت الوكالة عنها قولها "بينما كان المستشفى يؤكد ان الجراحة ناجحة شعر ليان ان الاطباء خدعوه." وقالت ان شقيقها كان يعاني من "اضطرابات توهم مستديمة." وذكرت الوكالة ان المحكمة خلصت الى انه كان "يدرك جريمته وأهل لتحمل المسؤولية الجنائية."

من جانب اخر قالت شرطة مدينة شنغهاي الصينية إن السلطات الصينية اعتقلت 160 من أعضاء عصابة في المدينة الواقعة في شرق الصين بسبب خداعهم مرضى من خلال جذبهم للعلاج في عيادات مزيفة وبيعهم أدوية مبالغ في سعرها. وقالت إدارة الشرطة على مدونتها الرسمية إن العصابة تمكنت من أخذ 1.7 مليون يوان (273.400 ألف دولار) من 500 ضحية عن طريق الخداع واستعانت بأطباء فاسدين لتضخيم أسعار الأدوية ووصف كميات كبيرة من الأدوية للمرضى. ويعاني قطاع الرعاية الصحية في الصين من تفشي الفساد مع ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية لندرة الأطباء والرشى مما يثير توتر بين موظفي الرعاية الصحية والمرضى.

تصاريح عمل

الى جانب ذلك خففت مجموعة مهنية امريكية تمنح تصاريح العمل لأطباء النساء والتوليد قيودا مفروضة منذ عشرات السنين على اعضائها لتسمح بمعالجة المرضى الرجال بعد تزايد الضغوط من اطباء وباحثين. وكان المجلس الامريكي لأطباء النساء والتوليد قال ان اعضاءه لا يمكنهم علاج الرجال الا في ظروف محددة مثل ختان الرضع وعلاج المرضى المتحولين جنسيا ومساعدة الازواج في التغلب على العقم.

غير ان المعارضة تصاعدت من اطباء النساء وآخرين قالوا ان سياسة العمل تعارضت مع البحث العلمي ومنعتهم من علاج رجال مصابين بآلام مزمنة في الحوض. وكان بعض اطباء النساء والتوليد يعالجون الرجال من السرطان ومشكلات مثل انخفاض مستوى هرمون تستوستيرون وعمليات التجميل مثل شفط الدهون.

وقال الدكتور لاري جليستراب المدير التنفيذي للمجلس الامريكي لأطباء النساء والتوليد "هذا التغير يقر بأنه في حالات نادرة للغاية يستدعى الاطباء الحاصلون على دبلوم من المجلس لعلاج الرجال من حالات معينة والمشاركة في البحث. "هذه القضية أصبحت تلهينا عن مهمتنا وهي ضمان حصول النساء على رعاية صحية آمنة وذات جودة عالية."

وحذف المجلس ومقره دالاس الشروط التي تقضي بان يتعين على الاعضاء الحاصلين على شهادات من المجلس علاج النساء فقط ويجب ان يخصصوا 75 في المئة من ممارستهم للنساء والتوليد. وتغيير السياسة امر مهم لان شهادة المجلس وإن كانت غير ملزمة من الناحية القانونية فإنها تعتبر معيارا للسلامة من قبل الكثير من المستشفيات والمرضى وشركات التأمين.

من جانب اخر اظهرت دراسة جديدة أن النساء يميلن بصورة اكبر للاستماع للمشورة حول امور التغذية والتمارين البدنية وانقاص الوزن اذا كانت من طبيبات نساء وليس رجال. كما قالت الدراسة إن المرضى -ذكورا كانوا ام اناثا- مستعدون اكثر للاستماع للنصائح حول التغذية والتمارين الرياضية من الطبيبات. بحسب رويترز.

وقادت آن سيسيل شايبر من جامعة تولوز بفرنسا فريقا درس مدى تأثير جنس الاطباء على علاقاتهم بالمرضى. واجريت الدراسة على 858 مريضا و26 طبيبا في ثلاث مناطق فرنسية. وافترض الباحثون ان المرضى ربما يكونون اكثر ميلا للوثوق في الاطباء اذا كانوا من نفس جنسهم. لكن نتائج الدراسة توضح ان مهارات التعامل بين الرجال والنساء ربما تلعب دورا اكثر من النوع في تعزيز الثقة بين الاطباء والمرضى. وقالت الباحثة جولي شميتديل "نعتقد ان الامر يتعلق اكثر بالتدريب على التعامل مع الاشخاص وليس ممارسات العمل." وأجرت سميتديل دراسات مشابهة ولم تشارك في الدراسة الجديدة.

أكثر تلوثا

في السياق ذاته نصحت إحدى الدراسات الأطباء بتعقيم سماعاتهم الطبية بعد كل عملية فحص لمرضاهم لأن هذه الأدوات تكون ملوثة بدرجة كبيرة بالبكتيريا. وتوصلت الدراسة التي أجراها باحثون من بجامعة جنيف إلى أن سماعات الأطباء تحمل قدرا من البكتيريا يعادل القدر الذي تحمله راحة كف الطبيب، وأنه لا يوجد موضع أكثر تلوثا منها سوى أطراف أصابع الأطباء.

وأكد الباحثون على أن هذه السماعات قد تحمل الآلاف من البكتيريا، بما في ذلك بكتيريا staphylococcus aureus المقاومة للميثيسيلين، وأوصوا بأنه يجب على الأطباء تعقيم سماعاتهم بشكل دوري للتقليل من حجم انتقال العدوى. وأضافت الدراسة، التي نشرت في مجلة "مايو كلينيك بروسيدينغز" الطبية، إن أيدي العاملين في مجال الرعاية الصحية لا تزال المصدر الرئيسي لانتقال العدوى في المستشفيات، إلا أن لسماعات الأطباء أيضا تأثيرا كبيرا في ذلك.

من ناحيته، أكد ديديير بيتي، مديرة برنامج مكافحة العدوى بجامعة مستشفيات جنيف، والمشرفة الرئيسية على الدراسة أن هذه الأدوات تعتبر من ناقلات البكتيريا. وقال بيتي "إذا أخذنا في الاعتبار أنه يجري استخدام سماعات الأطباء على مدار اليوم وكونها تلتصق مباشرة بجلد المرضى وقد تحمل الآلاف من البكتيريا من عمليات فحص سابقة للمرضى، لذا فإننا نعتبرها مصدرا محتملا ناقلا للعدوى." وأضاف "وإذا نظرنا إلى الأمر بمنظور مكافحة العدوى وسلامة المرضى، فإنه يجب حينها النظر إلى السماعة على أنها امتداد لأيدي الطبيب، ويجب تعقيمها في كل مرة يجري فيها الاتصال بجسد المريض."

من جانبها قالت كلير تايلور، وهي واحدة من الأطباء الممارسين وإحدى أعضاء مجلس الكلية الملكية للأطباء الممارسين، إن الأطباء "هم أكثر وعيا من أي وقت مضى" بأهمية المحافظة على معايير النظافة لحماية مرضاهم". وأضافت "أقوم بشكل دوري بتنظيف سماعتي بمناديل مطهرة، وأتأكد من غسل يدي أو تطهيرهما كل مرة بعد قيامي بالكشف على أحد المرضى". وتابعت القول إن "جزءا من دورنا يتمثل في التأكد من القيام بكل ما في وسعنا لمنع انتشار العدوى بين المرضى."

وأجرى فريق البحث من جامعة جنيف اختبارات للكشف عن البكتريا على القطعة المعدنية المستديرة في نهاية سماعة الأذن، التي توضع على جلد المريض مباشرة للاستماع إلى الأصوات الداخلية في جسمه، بالإضافة إلى الأنبوب الذي يصل تلك القطعة بسماعتي الأذن. وقام فريق البحث أيضا بقياس مستويات وجود البكتيريا في الأجزاء الرئيسية على يد الأطباء، وهي ظهر الكف وأطراف الأصابع ومنطقة الكف.

وأجري هذا القياس بعد أن أجرى ثلاثة أطباء فحوصات على واحد وسبعين مريضا، مستخدمين سماعات وقفازات معقمة. ومع أنه وجد أن أطراف أصابع الأطباء كانت هي الأشد تلوثا بالبكتيريا، فإن القطعة المعدنية بسماعاتهم كانت أكثر تلوثا من أي منطقة أخرى في يد المريض.

كما توصل الباحثون أيضا إلى أن أنبوب السماعة يحمل كميات من البكتيريا أكثر من ظهر كف الأطباء. بحسب بي بي سي.

وأكدت الدراسة على الحاجة إلى أبحاث أخرى من شأنها أن تساعد في الوصول إلى طرق أمثل لتعقيم سماعات الأطباء. وأكد فريق أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للتحقق من الفترة الزمنية التي يمكن للبكتيريا أن تبقى خلالها موجودة على سماعات الأطباء والطريقة التي تنتقل من خلالها إلى جلد المريض. أما الجمعية الطبية البريطانية فترى أنه لا يوجد دليل يشير إلى وقوع عدوى تنتقل عن طريق سماعات الأطباء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 16/تشرين الثاني/2014 - 22/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م