اصدارات جديدة: رواية الفتيان .. خصائص الفن والموضوعات

 

 

 

الكتاب: رواية الفتيان .. خصائص الفن والموضوعات

الكاتب: نجم عبد الله كاظم

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان

عدد الصفحات: 397 صفحة كبيرة

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

 

شبكة النبأ: كتاب "رواية الفتيان .. خصائص الفن والموضوعات" للباحث العراقي نجم عبد الله كاظم هو فعلا مجلد ضخم في موضوع ما سمي أدب الفتيان دون أن ينفصل ذلك عند المؤلف انفصالا كليا عن أدب الأطفال. بحسب رويترز.

والواقع أن الكتاب جاء غنيا بالمعلومات المتعلقة بهذا النوع من الأدب متحدثا عنه من نواح متعددة ومقدما معلومات تاريخية وافية عن نشأته وتطوراته. وفي القسم الأكبر من الكتاب تناول الباحث أدب الفتيان والأطفال في العراق منذ نشأته حتى الأيام الحاضرة.

ويمكن اعتبار الكتاب مرجعا عن هذا النوع من الأدب ونشأته في بلدان الغرب المختلفة. ومع أن في قراءة هذا العمل إغناء لثقافة القراء عامة وتوسيعا لمداركهم في هذا المجال فقد يبدو لبعض القراء أن قدرتهم على تحديد أدب الفتيان والأطفال وعلى التمييز بينه وبين أدب الكبار أو التمييز الجلي بين أدبي الفتيان والأطفال لم تزدد كثيرا عما كانت عليه قبل قراءة الكتاب.

جاء الكتاب في 397 صفحة كبيرة القطع وبلوحة غلاف للفنان العراقي علي طه وقد صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. وتألف الكتاب من سبعة فصول وثبت بالملاحق مع مقدمة وتمهيد. والدكتور نجم عبد الله كاظم هو أستاذ النقد والأدب المقارن والحديث في كلية الآداب في جامعة بغداد وقد فازت مؤلفات له بجوائز مختلفة.

في خاتمة الكتاب يقول كاظم "تمتلك رواية الفتيان خصوصية لا يخطئها قارىء ولا ناقد. أهم ما يكمن وراءها علاقاتها برواية الكبار وكتاباته بشكل عام من جهة وبقصص الأطفال والكتابات الموجهة لهم بشكل عام من جهة أخرى. وهذا يعني بالضرورة أنها تقوم على مقومات وخصائص فنية وموضوعية هي بدورها نتاج عناصر هذا الفن واشتغالها الداخلي الخاص وطرق معالجة كاتبها لموضوعاتها".

وفي (التمهيد) قال "وقد لا يكون لما يسمى بأدب الفتيان أو صغار الراشدين كيان مستقل عن هذا الذي يشمله مفهوم أدب الأطفال بل إننا لا نكاد نجد له من وجود حقيقي واضح وهذا لا يعني أن لا وجود له فعلا بل هو عادة ما يكون ضمن هذا الأدب وامتدادا له".

في باب (الشخصيات والبطولة) قال الباحث "انتقالا إلى الأسلوب نكون أمام أحد أكثر عناصر الكتابة للأطفال والفتيان عموما وكتابة رواياتهم وقصصهم خصوصا اختلافا في المستوى والتعبير ونوع اللغة والمفردات عنه في الكتابة للكبار. وإذا ما كان أكثر ما يرتبط به أو يقوم عليه الأسلوب هو اللغة فإن هذا يعني أنها تكتسب أهمية غير عادية مقارنة به في كتابات الكبار"، وفي مدخل الكتاب قال المؤلف إن "القارىء الصغير هو أذكى وأكثر حساسية في التلقي وأصعب مراسا في الإقناع بما يكتب له من القارىء الكبير. ومن هنا كان من الطبيعي أن يصطف إلى جانب "الموهبة" بوصفها مطلبا أساسيا ما يبنى عليه من مطلب مهم آخر هو ما نسميه "الحرفية" التي تأتي بعد توفر الموهبة من الدربة والمران مقرونتين بالثقافة".

ووصف الأمر بأنه أقرب "إلى ما يطلق عليه في عموم الكتابة والإبداع الأسلوب السهل الممتنع بمعنى أن يجد كتّاب او حتى غير كتاب هذا الذي يكتب أو يؤلف للأطفال والفتيان على أنه سهل ولكن حين يحاولون أن يحاكوه ليكتبوا ويؤلفوا يجدون أنفسهم إما عاجزين عن ذلك فيتراجعون ... أو يستمر انخداعهم بذلك فيكتبون ... فيقع الكثير منهم في مطب الضعف والسذاجة".

وفي باب (الكاتب - المرسل) تحدث الباحث عن الخيال فقال إن "الخيال ضرورة لنا قبل أن يكون ضرورة خاصة بالطفل ولكنه للطفل أكثر أهمية وأمضى دورا في ذاته وحياته وما يشاهده أو يستمع إليه أو يقرأه. بل إن الخيال بالنسية للطفل ضرورة نفسية وفكرية لأنه بمنزلة المنظار الذي يرى من خلاله المحيط به ويفسر الظواهر ويقربها إلى وعيه. إنه الوسيط المقنع الذي يرمم الفجوة بين مدركات الطفل وخبرته المحدودة وبين ظواهر العالم المعقدة التي يبدأ بملاحظتها منذ أن ينضج وعيه على العالم حوله".

وفي باب (النص الروائي أو القصصي - الرسالة) تحدث عن التشويق وأنه عامل مهم في أدب الفتيان "فإن هذه السمة أو الخاصية لتحتل أهمية في قصة ورواية الصغار أكثر منها في أي نوع كتابي آخر".

وفي فصل بعنوان (الشخصيات والبطولة) قال الباحث "بشأن لغة وأسلوب قصة الطفل وروايته وبدلا من القول بالتبسيط الذي ليس هو خطأ بالمطلق إذا فهمناه كما يجب ولم نبالغ فيه لنقل إنها لغة وأسلوب خاصان لابد من توفر عناصر وشروط فيهما منها أن يراعى طول الجملة... على الكتابة الموجهة للصغير الباحث عن الغاية والمعنى والإثارة أكثر منه عن الفصاحة والجمال والبديع حتى مع التسليم بحبه للجمال والإثارة التي تحققها الكلمة والجملة."

وتحدث عن الحوار وعن جوانب منه فقال "أولا لغته وثانيا ما يعبر عنه صراحة أي الغرض الذي يقال من أجله وثالثا ما يمكن أن يقوم به من دور في الحديث بشكل خاص والعمل الروائي بشكل عام ورابعا ما يعكسه ضمنا من ذات المتكلم به نعني الشخصية الروائية".

وفي الباب نفسه وردا على سؤال عما ينبغي أن نكتب للأطفال نقل كاظم عن هادي نعمان الهيتي في كتابه أدب الأطفال نقاطا عديدة منها قوله "نحن نطمح إلى بناء إنسان جديد عن طريق تنمية شخصيات الاطفال... ونريد صقل سلوك أطفالنا وفق قيم وقوانين وتريتهم تربية أخلاقية... ونريد إعداد الطفل ليعيش إيجابيا في المجتمع ويختلط بالآخرين دون أن يضحي بصفاته... ونريد أن يلتزم الأطفال بالنظام الصحيح... ونريد تقوية روح التضامن والتعاون بين الأطفال... وكسب الثقة بالنفس... وينبغي تنمية الشجاعة والجرأة في نفوس الاطفال".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/تشرين الثاني/2014 - 21/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م