من يكسب حرب الشرق الاوسط.. حلفاء داعش أم حلفاء أمريكا؟

 

شبكة النبأ: القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الامريكية منذ اكثر من ثلاث اشهر، ودعت فيه الى تشكيل تحالف دولي لمكافحة تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش) الذي تمدد بصورة سريعة في سوريا، وخاطفة في العراق، منذ اواخر عام 2013 وبدايات العام الحالي، مهددا بذلك مصالح الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة، هذا القرار تضمن استراتيجية امريكية اتضحت بعضا من ملامحها، فيما تركت الاخرى رهنا بالزمن والتغيرات التي تطرأ على عليها من تعديلات بحسب الاستراتيجية الامريكية، والتي تعرضت لكثير من النقد من داخل واخارج الولايات المتحدة الامريكية، خصوصا فيما يتعلق بجدوى الضربات الجوية التي تشن الولايات المتحدة وحدها 85% من الضربات الجوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ بدء الحملة في آب/أغسطس الماضي، حسب ما أعلن البنتاغون، وقال الكولونيل باتريك ريدير، المتحدث باسم القيادة الأمريكية المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إن الشركاء العرب في التحالف برئاسة الولايات المتحدة ضد  تنظيم "الدولة الإسلامية" شنوا 56 من أصل 393 ضربة جوية على سوريا في حين شن الشركاء الغربيين للأمريكيين 70 من أصل أكثر من 470 غارة جوية على العراق، ومنذ بدء الغارات الجوية في الثامن من آب/أغسطس ضد التنظيم في العراق ثم في سوريا منذ 23 أيلول/ سبتمبر، نفذ التحالف حوالى 9020 طلعة جوية بينها الآلاف خصصت للتموين أو للرصد، حسب أخبار الجيش الأمريكي.

ويخشى الغرب والولايات المتحدة من تنامي دور تنظيم داعش في منطقة الشرق الاوسط، اضافة الى كسب المزيد من الموالين للتنظيم في الغرب، ومن اجل احتواء هذا الخطر، عدلت الكثير من دول الاتحاد الاوربي من قوانين مكافحة الارهاب، كما زادت من رقابة المتطرفين ومن يشتبه بميوله نحو التشدد، سيما ممن شاركوا في القتال في سوريا والعراق من دول الاتحاد الاوربي او الولايات المتحدة الامريكية، ويلتقي ضباط من اكثر من 30 بلدا في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية بقيادة الولايات المتحدة، لمدة 10 ايام في قاعدة اميركية لتحسين استراتيجيتهم ضد الجهاديين، وقال الجيش الاميركي ان الضباط ال200 المسؤولين عن العمليات سيجتمعون حتى 21 تشرين الثاني/نوفمبر في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بفلوريدا (جنوب شرق)، المقر العام للقيادة الاميركية المكلفة الشرق الاوسط واسيا الوسطى الذي يشرف على حملة الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، وقالت القيادة الاميركية في بيان ان "المؤتمر مناسبة لشركاء التحالف لتوطيد علاقاتهم وتطوير وتحسين حملتهم العسكرية الرامية لاضعاف الدولة الاسلامية والانتصار عليها". بحسب فرانس برس.

ويرى كثير من المحللين، ان هذه الاجتماعات والبحث المتواصل حول استراتيجية شاملة، يأتي في سياق الضغوط الكبيرة التي مورست تجاه الرئيس بارك اوباما من قبل حلفائه في الشرق الاوسط، من الذين اصروا على اسقاط نظام الاسد كشرط لمواصلة الدعم لهذه الحملة، فيما اكدت تقارير رسمية امريكية، عن نية الرئيس الامريكي النظر بصورة جدية نحو امكانية اسقاط نظام الاسد ضمن خطة مكافحة داعش في المنطقة، الامر الذي قد يخلق المزيد من التوتر في المنطقة، سيما من جانب حلفاء سوريا الرافضين لهذه الفكرة.

الولاء بين القاعدة وداعش

في سياق متصل يرى خبراء ان تنظيم الدولة الاسلامية الذي يتعرض لقصف الطيران الاميركي في العراق وسوريا ما زال يجذب كثيرين بشكل متنام خاصة في الاوساط المتطرفة لكن لم تلتحق به في الوقت الحاضر سوى مجموعات هامشية او افراد معزولين، ومن التنظيمات الخمسة الرئيسية المتفرعة عن القاعدة (في افغانستان، سوريا، الصومال، الساحل الافريقي واليمن) التي اعلن قادتها ولاءهم للشبكة التي اسسها اسامة بن لادن ويقودها الان المصري ايمن الظواهري، لم يعترف اي منها بزعامة العراقي ابو بكر البغدادي لتنظيم الدولة الاسلامية تحت اسم "الخليفة ابراهيم"، ولفت دومينيك توماس الاخصائي في الحركات الاسلامية في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية الى ان عمليات "الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية تعتبر جانبية وليست بنيوية في الوقت الحاضر"، مضيفا "انها من فعل جماعات صغيرة او افراد مهمشين بحثا عن اقرار (بوجودهم)، انهم يعلنون انضمامهم لسبب وجودي".

وساق الخبير مثالا على ذلك مجموعة جند الخلافة الجزائرية التي بايعت تنظيم الدولة الاسلامية في 16 ايلول/سبتمبر، وقد برزت هذه المجموعة على اثر اختطافها للمرشد السياحي الفرنسي ايرفيه غورديل وقطع راسه، وقال توماس "هناك ايضا منطق شخصي (وراء عمليات الانضمام) في الاردن والمملكة السعودية وليبيا، لكنها ليست في الوقت الحاضر تنظيمات بارزة"، واشار الى "ان منظمات قوية مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن او تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعلنت دعمها لتنظيم الدولة الاسلامية واشادت به، لأنه لا يمكن عدم دعمه في مواجهة العدو المشترك، اميركا، لكن الدعم والولاء هما امران مختلفان"، ففي درنة المعقل الاسلامي في شرق ليبيا سار مئات الشبان المقاتلين في مجلس شورى شباب الاسلام مؤخرا على متن سيارات بيك اب تعلوها الراية السوداء الخاصة بتنظيم الدولة الاسلامية، وفي باكستان اعلن اعضاء منشقون عن حركة طالبان الباكستانية ولاءهم لهذا التنظيم المتطرف.

وقال رومان كاييه الباحث والاخصائي بشؤون الجماعات الجهادية في اتصال هاتفي في بيروت "ان اهم انضمام هو انضمام ليبيين في درنة لانهم يؤكدون ان عددهم هو ثلاثة الاف مقاتل"، واضاف "في كل مكان يواجه القادة ضغوطا من قاعدتهم للاقتراب من تنظيم الدولة الاسلامية، لكنهم يقاومون في الوقت الحاضر (لان) تنظيمهم موجود ويعمل، وهم يتريثون، هناك ايضا على الارجح سبب اخر هو اختلاف اجيال: فقادة القاعدة يبدون طاعنين في السن عاجزين بنظر الاجيال الجديدة"، ويرى جان بيار فيليو البرفسور في كلية العلوم السياسية في باريس والاخصائي في شؤون الاسلام المتطرف "ان داعش، التسمية المفضل استخدامها (بدلا) من الدولة الاسلامية حل مكان القاعدة كمرجعية اخيرة للجهاد العالمي". بحسب فرانس برس.

ولفت الى "ان جميع الجماعات الجهادية الرئيسية اعلنت دعمها (للتنظيم) في وجه حملة القصف التي تشنها الولايات المتحدة، لكنها لم تعلن ولاءها بشكل نهائي للبغدادي لان عملية الاندماج هذه سترتبط على الارجح بشمولية المواجهة في مرحلة مقبلة تشمل اعتداءات ابعد من الشرق الاوسط"، ويشدد تنظيم الدولة الاسلامية المتمرس في استخدام الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، على مواجهته مع التحالف الغربي بهدف التوجه الى حركة جهادية دولية تعتبر اكثر تقبلا له، وفي هذا السياق اعتبر دومينيك توماس انه "كلما استمرت الحملة الجوية وتكثفت كلما ازدادت مقاومتهم وتنامى نفوذهم واصبحوا اكثر جذبا"، واضاف "في الواقع ان التدخل العسكري المباشر للغرب رص صفوفهم في مواجهة العدو، وتكاثرت الدعوات الى تخفيف التصعيد خاصة من القاعدة لتجنب الفتنة".

مبايعة البغدادي

الى ذلك أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس أكبر جماعة إسلامية متشددة في مصر انضمامها إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام ومبايعة زعيمها أبو بكر البغدادي، وقالت أنصار بيت المقدس في كلمة مسجلة صوتيا أذيعت في صفحة على تويتر تنشر الجماعة بياناتها فيها "القسم الإعلامي لجماعة أنصار بيت المقدس يقدم كلمة صوتية بمبايعة خليفة المسلمين أبى بكر البغدادي وانضمامها إلى الدولة الإسلامية"، وأضافت الجماعة "بزغ فجر جديد وعز مجيد بقيام دولة للمسلمين، وارتفعت راية التوحيد وأقيمت الشريعة وطبقت الحدود وأزيلت الحواجز وكسرت السدود وأعلنت الخلافة في العراق والشام واختار المسلمون خليفة لهم هو حفيد لخير الأنام فلم يسعنا والحال هذه إلا أن نلبى داعي الله"، وتابعت "طاعة لأمر لله عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم بعدم التفرق ولزوم الجماعة نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد بن إبراهيم القرشي الحسيني على السمع والطاعة"، ونشرت الكلمة على أكثر من موقع يتابع بيانات الجماعات المتشددة. بحسب رويترز.

وكان بيان لاحق نشر لجماعة أنصار بيت المقدس اكد إنها لا صلة لها ببيان نشر على تويتر ونسب إليها أنها بايعت تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وقالت الجماعة في تغريدة في حساب على تويتر تقول إنه صفحتها الرسمية على الموقع "تنبيه، البيان المتداول إعلاميا المنسوب لنا بخصوص إعلان بيعة الجماعة لخليفة المسلمين لا يخصنا"، وأضافت في التغريدة التي نشرت بعد ساعات من نشر البيان الذي نسب إليها بيعة أبو بكر البغدادي في حسابين للجهاديين على تويتر "على الجميع تحري الدقة والنقل عن مصادرنا الرسمية"، ولم ينشر البيان الذي تنفي جماعة أنصار بيت المقدس صلتها به على الحساب الذي تقول الجماعة إنه صفحتها الرسمية على تويتر والذي اعتادت نشر بياناتها فيه.

وتم حذف أحد الحسابين اللذين نشرا البيان الذي تنفيه أنصار بيت المقدس، وقال الحساب الآخر في تغريدات تالية إن البيان الذي نشره عن بيعة أنصار بيت المقدس للبغدادي لم يكن دقيقا ولا يخص الجماعة، وتنشط جماعة أنصار بيت المقدس في محافظة شمال سيناء المضطربة وتشن منذ سنوات حملة مناوئة للحكومة أودت بحياة المئات من قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء وخارجها أيضا، وقالت السلطات المصرية إن الجيش والشرطة اللذين يشنان حملة على الجماعة في شمال سيناء قتلا مئات من أعضائها، وكانت مصادر أمنية مصرية قالت قبل أسابيع إن جماعة أنصار بيت المقدس أقامت صلات مع الدولة الإسلامية، وفي وقت مقارب نشرت الجماعة تسجيلات مصورة لقطع رؤوس أشخاص قالت إنهم تجسسوا عليها لمصلحة إسرائيل وهي طريقة للقتل يتبعها تنظيم الدولة الإسلامية، كما نشرت تسجيلات مصورة لأشخاص قتلوا بالرصاص قالت إنهم من أبناء القبائل في سيناء وساعدوا حملة الجيش والشرطة.

من جانب اخر أفادت لقطات فيديو وأقوال مقيم بان عشرات السكان في بلدة درنة بشرق ليبيا اعلنوا ولاءهم لابو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتل في سوريا والعراق، وأمكن في لقطات فيديو بثت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهدة نحو 50 شخصا وهم يجتمعون في درنة تأييدا للبغدادي الذي نصب نفسه خليفة للدولة الاسلامية المنبثقة عن تنظيم القاعدة، وأكد مقيم في درنة صحة لقطات الفيديو التي التقطت الليلة الماضية، وتنتاب دول غربية وجيران ليبيا مخاوف متزايدة من ان الدولة الاسلامية تسعى الى استغلال حالة الفوضى التي تعم ليبيا المنتجة للنفط -حيث ساعد اسلاميون متشددون وفصائل أخرى على الاطاحة بمعمر القذافي عام 2011 - لاقامة اقطاعيات خاصة بهم، وتقصف قوات أمريكية وعربية أهدافا للدولة الاسلامية في سوريا والعراق منذ ان اعلن المتشددون الخلافة في المناطق التي يسيطرون عليها.

وتحول ميناء درنة (الذي يقع في منتصف المسافة بين مدينة بنغازي الليبية والحدود المصرية) الى نقطة تجمع للإسلاميين المتشددين والمتعاطفين مع القاعدة، وقال مسؤولو أمن مصريون إن 15 من عناصر الدولة الاسلامية (بزعامة مواطنين أحدهما مصري والآخر سعودي) توجهوا الى درنة قادمين من سوريا في سبتمبر ايلول الماضي في محاولة لحشد تأييد واقامة فرع للتنظيم في ليبيا، وأظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي شبانا يقودون سيارات في شوارع درنة وهو يلوحون بعلم الدولة الاسلامية عقب الزيارة، ولم تستطع السلطات فتح صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية الليبية في درنة في يونيو حزيران الماضي بسبب تهديدات من المتشددين، واعدم شبان اسلاميون متشددون مصريا ايضا بسبب حادث قتل مزعوم في استاد درنة، وتصدرت الاحداث في درنة (وهي بالفعل معقل للمعارضة الاسلامية خلال حكم القذافي) عناوين الصحف مع صور لمحاكم ومراكز شرطة اسلامية.

أسلحة الجهاديين

فيما كشفت الاستخبارات الألمانية، وفقا لما أوردته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يملك أسلحة قادرة على إصابة الطائرات، وأوضحت الصحيفة أن هذه الأسلحة حصل عليها في معاركه بسوريا، وذكرت الصحيفة أن تاريخ البعض من هذه الأسلحة يرجع إلى سنوات السبعينات، إلا أنها تضم كذلك أسلحة حديثة الصنع، وهي أسلحة محمولة تصنع عادة في روسيا كما يمكن تصنيعها في كل من بلغاريا والصين، وأضافت "لوفيغارو" أن هذه الأسلحة قد يكون التنظيم استولى عليها منذ شهور، وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أشارت إلى أن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مطار الطبقة القريب من المعقل السوري للتنظيم، قد مكن من دون شك التنظيم من الأسلحة المذكورة، وتشير معلومات إلى أن التنظيم وضع دليلا لمقاتليه لتفسير طريقة استعمال صواريخ "مانباد" التي استولى عليها، نظرا لصعوبة استخدام هذه الأسلحة، والتي تتطلب، حسب الخبراء العسكريين، مهارات متطورة.

هذا الوضع أصبح يقلق الإدارة الأمريكية كما أعلنت عن ذلك صحيفة "نيويورك تايمز"، بسبب ما تطرحه هذه الصواريخ من تهديدات للطيران الأمريكي المشارك في الضربات الجوية ضد التنظيم، ولاسيما مروحيات "أباتشي"، وتحمل الطائرات الحربية الحديثة الصنع مضادات للصواريخ على خلاف المروحيات التي يمكن أن تتعرض للخطر أثناء طيرانها، وهو ما قد يجعل من مروحيات "أباتشي" الأمريكية، التي بدأت مشاركتها في الهجمات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" مؤخرا، هدفا مثاليا للتنظيم، وكانت القوات العراقية فقدت الكثير من المروحيات في حربها ضد الجهاديين، كما تتخوف واشنطن من تعرض الطائرات التي تقلع أو تهبط بمطار بغداد الدولي لهجمات، علما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يتواجد بغرب العاصمة العراقية على بعد كيلومترات قليلة من المطار، والخطر قد يأتي من صورايخ "إس أ-24" التي يمكن أن تصيب هدفها على بعد 20 ألف قدم أي ما يعادل 6000 متر. بحسب فرانس برس.

ولا تبدي السلطات العراقية أي قلق تجاه هذا الأمر وفقا لما صرح به مسؤول الخطوط الجوية العراقية لصحيفة "نيويورك تايمز"، إلا أن طيارا من نفس الشركة أكد أن طائرة كان يقودها تعرضت لطلقات في شهر أغسطس/آب، وهو ما اعتبره المسؤول العراقي "مجرد إشاعات"، وقال هشام الهاشمي، الباحث العراقي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، "إن تنظيم "الدولة الإسلامية" حصل على هذه الأسلحة من تجار السلاح في السوق السوداء عبر وسطاء من المافيا التركية"، على حد تعبيره، وأوضح الهاشمي "بحسب متابعتي للموضوع، عدد هذه الصواريخ محدود ولا يتجاوز الخمسة"، مشيرا إلى أن التنظيم "يخبئها في مناطق متعددة من دير الزور في سوريا وصحراء البعاج في العراق"، وأكد الهاشمي أن التنظيم يلقى صعوبة في نقلها نحو "الهدف"، والذي حدده في "مطار أو خط طيران مدنيين"، لافتا إلى أن ضربات التحالف الدولي "لم تدمر أي شيء من هذا السلاح"، وأعاد ذلك إلى ما اعتبره "قوة الجهاز الأمني للتنظيم في إخفاء السلاح النوعي"، وفسر الهاشمي هذه القوة بكونها جاءت نتيجة "تراكم خبرات ميدانية وأمنية".

مقتل البغدادي

من جانبها تحقق السلطات العراقية فيما إذا كانت الغارات التي نفذتها مقاتلات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تجمع لتنظيم "الدولة الإسلامية" قرب مدينة الموصل، قد أودت بزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وقال مسؤول رفيع في الاستخبارات العراقية رفض كشف اسمه، لوكالة الأنباء الفرنسية "لغاية الآن لم تتوفر معلومات دقيقة" عن البغدادي، وأضاف المسؤول أن المعلومات عن مقتل البغدادي هي "من مصادر غير رسمية ولم يتم تأكيدها إلى حد الآن، ونحن نعمل على ذلك"، ويأتي ذلك غداة إعلان الجيش الأمريكي أن مقاتلات التحالف استهدفت تجمعا لقادة في التنظيم بغارات قرب الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في حزيران/يونيو، من دون أن يتمكن من التأكد ما إذا كان البغدادي من ضمن هؤلاء القادة. بحسب رويترز.

وتعرض واشنطن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقال البغدادي الذي ظهر للمرة الأولى في تسجيل مصور في أحد مساجد الموصل في تموز/يوليو، ونشر التسجيل بعد أيام من إعلان التنظيم إقامة "الخلافة الإسلامية" في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، وقال رئيس أركان القوات المسلحة البريطانية الجنرال نيكولاس هوتون "لا يمكنني أن أؤكد أن البغدادي قتل، الأمريكيون بأنفسهم ليسوا حتى الآن في موقع يتيح لهم القيام بذلك"، وأضاف، أنه "قد يتطلب الأمر أياما للحصول على تأكيد قاطع"، مشيرا إلى ضرورة "عدم الإسراع لافتراض أن إمكانية مقتل أحد قادتهم سيولد تراجعا إستراتيجيا وسط تنظيم "الدولة الإسلامية".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/تشرين الثاني/2014 - 21/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م