بوكو حرام... نسخة لداعش في غرب افريقيا

 

شبكة النبأ: تواصل حركة (بوكو حرام) ذات الفكر الديني المتطرف (والقريب من فكر تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية/ داعش، سيما وان هناك مقاطع فديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد بيعة هذه الجماعة لزعيم تنظيم داعش البغدادي)، والتي تبنت قطع رؤوس المعارضين والخطف (فقد قامت بخطف المئات من النساء واجبارهن على اعتناق الإسلام وتزويجهن، إضافة الى اجبار اخريات على المشاركة في الاعمال العسكرية المختلفة) والسطو واحتجاز الرهائن والعمليات الانتحارية وغيرها من الاعمال التي تحاكي نسخة تنظيم داعش في سوريا والعراق، والتي أيضا لا يقتصر خطرها على مناطق شمال نيجيريا، وانما يتعداها لتوسع نفوذها نحو دول أخرى تحد نيجيريا وتخشى على امنها من امتداد خطر هذه الجماعة المتشددة الى أراضيها، وتجتمع النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد بانتظام منذ قمة باريس في ايار/مايو الماضي من اجل تنسيق مكافحة بوكو حرام التي تسيطر على مناطق كاملة من اراضي شمال شرق نيجيريا.

وهاجم مسلحون من جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المسلحة النيجيرية ست بلدات في شمال الكاميرون في الوقت ذاته تقريباً، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل، كما أعلن مصدر في وزارة الدفاع، وبين هذه البلدات كولوفاتا وفوتوكول اللتين تشهدان توتراً كبيراً حيث كثفت "بوكو حرام" الهجمات وأعمال الخطف في الأشهر الماضية، وفي فوتوكول، بالقرب من بحيرة تشاد، "قتل ثلاثة مدنيين على الأقل" على أيدي إسلاميين، والحصيلة الإجمالية لهذه الهجمات "هي بالتاكيد عالية"، خصوصاً لجهة "بوكو حرام"، لكن "تبقى غير محددة" حالياً، وفق المصدر ذاته الذي رفض كشف اسمه، واعتبر المصدر أنها "على الأرجح هجمات منسقة، لأن "بوكو حرام" تملك آليات مدرعة"، موضحاً ان "الجيش الكاميروني صد المهاجمين في الاراضي النيجيرية"، وقال وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة عيسى تشيروما باكاري، ان "حدونا ليس من السهل اختراقها"، ومنذ أشهر كثف الإسلاميون توغلهم المسلح في الكاميرون، ما دفع الحكومة الكاميرونية الى إرسال تعزيزات الى أقصى الشمال حيث نشر أكثر من ألف جندي، ووعد الرئيس بول بيا بـ"الاستئصال التام" للجماعة النيجيرية بعد الإفراج أخيراً عن 27 رهينة صينياً وكاميرونياً خطفوا في أيار (مايو) وتموز (يوليو) الماضيين خلال هجمات نسبت الى "بوكو حرام".

فيما قال الرئيس النيجيري، جودلاك جوناثان، إن "الجيش يلحق خسائر فادحة في صفوف أعضاء جماعة (بوكو حرام) الإرهابية"، وذكرت صحيفة (جارديان) البريطانية أن تصريحات الرئيس النيجيري تأتي في إطار محاولته إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى، في فبراير المقبل، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن جوناثان لم يعلن رسميا اعتزامه خوض الانتخابات للفوز بولاية ثانية إلا أن حزبه الحزب الديمقراطي الشعبي الحاكم قد اختاره المرشح الوحيد في هذه الانتخابات، وقال جوناثان إن "قوات الأمن تواصل الاشتباك مع الإرهابيين في أرض المعركة وإنهم يحولون الدفة لصالحهم"، يذكر أن جوناثان يتعرض لانتقادات داخلية شديدة بسبب إخفاق قوات الأمن حتى الآن في تحرير حوالي 200 تلميذة تم اختطافهن من جانب جماعة (بوكو حرام)، في إبريل الماضي، رغم الوعود الكثيرة بقرب تحريرهن من جانب قوات الأمن.

استهداف الشيعة

فقد ادى تفجير انتحاري استهدف مراسم شيعية في شمال شرق نيجيريا الى مقتل 15 شخصا فيما اسفر هجوم على سجن في وسط البلاد عن فرار 132 سجينا وصوبت اصابع الاتهام الى جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة، والتفجير الانتحاري الذي وقع في بوتيسكوم، العاصمة التجارية لولاية يوبي، تزامن مع احياء الشيعة ذكرى عاشوراء، وفي ولاية كوجي وسط البلاد، استخدم مسلحون الديناميت لتفجير السجن، بعد اكثر من عامين على استهدافه من قبل جماعة بوكو حرام، وفي ولاية اداماوا شمال شرق نيجيريا، فر عشرات الاف الاشخاص من منازلهم الى مخيمات للنازحين بعد ان سيطر متشددون على بلدة موبي المركز التجاري المهم، وتبرز الحوادث الثلاث الوضع الامني الهش في نيجيريا وقد تزعزع تأكيدات الحكومة المتعلقة باتفاق لوقف اطلاق النار ومحادثات سلام لانهاء عنف بوكو حرام المستمر منذ 5 أعوام، ونفى زعيم الجماعة ابو بكر شيكاو اي وقف لاطلاق النار مع السلطات النيجيرية واصفا اعلان الحكومة في هذا المعنى بانه "اكاذيب"، وقال ايضا ان التلميذات البالغ عددهن 219 واللواتي خطفن منتصف نيسان/ابريل الماضي، اعتنقن الاسلام جميعا وتم "تزويجهن".

وفي بوتيسكوم، قالت الشرطة وشهود عيان ان قنبلة انفجرت على بعد 10 امتار عن مدرسة دينية حيث كان المصلون قد تجمعوا لاحياء ذكرى عاشوراء بعد زيارة قصر الحاكم، وقال مصطفى لوان نسيدي زعيم الطائفة الشيعية في مدينة بوتيسكوم "خسرنا 15 من افرادنا في هجوم انتحاري في نهاية موكب عاشوراء"، مضيفا ان 50 شخصا جرحوا وان آخرين قتلوا بعد ان فتح الجنود الذين ارسلوا الى مكان الهجوم النار، ولم يصدر بعد رد من الجيش، وبوتيسكوم هي العاصمة الاقتصادية لولاية يوبي التي فرض فيها قانون الطوارئ الى جانب ولايتي بورنو واداماوا منذ ايار/مايو العام الماضي بسبب التمرد، وتشهد المنطقة اعمال عنف متكررة وهجمات على الاقلية الشيعية، وفي تموز/يوليو الماضي قتل اربعة من الشيعة في هجوم بقنبلة على مسجد مفتوح في منطقة دوغو تيبو في المدينة نسبت المسؤولية فيه الى جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة، وفي ولاية كوجي، قال المتحدث باسم الشرطة الوطنية ايمانويل اوجوكوو ان مسلحين مجهولين نسفوا السجن مستخدمين متفجرات مما مكن عشرات السجناء من الفرار.

وصرح جيكوب ايدي المتحدث باسم حاكم ولاية كوجي ادريس وادا "كان هناك 145 معتقلا عند شن الهجوم، قتل واحد منهم واعيد اعتقال ثمانية بينما استسلم اربعة اخرون من تلقاء انفسهم والبقية هربوا"، ومع ان كوجي بعيدة عن نطاق هجمات بوكو حرام الا ان الحركة تبنت هجوما على السجن نفسه في 2012 فر خلاله اكثر من 100 سجين، ويعتقد ان العديد من مقاتلي الجماعة معتقلون في سجن كوتون كفاري المستهدف، وقال اوجوكوو ان الهجوم ليس مرتبطا بالتمرد الاسلامي المستمر منذ 5 سنوات، وعزا ذلك الى "عمل اجرامي"، غير ان بوكو حرام عرضت تبادلا للسجناء مقابل اطلاق سراح التلميذات اللواتي اختطفن من بلدة شيبوك بولاية بورنو في 14 نيسان/ابريل الماضي، وفي اداماوا، قالت وكالة ادارة الطوارئ الوطنية انها سجلت 10,496 نازحا في خمسة مخيمات في عاصمة الولاية يولا، بعد اعمال عنف في موبي. بحسب فرانس برس.

وفر عشرات الاف السكان من موبي، ثاني اكبر مدن اداماوا، بعد سيطرة بوكو حرام على البلدة، وتعد موبي التي تبعد 200 كلم عن يولا ويبلغ عدد سكانها 150 الف نسمة، المركز التجاري لولاية اداماوا وتعرضت لهجمات متكررة من قبل بوكو حرام، ونزح الاف السكان من بلدات وقرى مجاورة سيطرت عليها بوكو حرام في الشهرين الماضيين، الى المدينة، وتقول تقارير ان مئات السكان لا يزالون محاصرين في موبي، وتقول تقارير ان الجنود النيجريين فروا الى بلدة هونج على بعد 100 كلم عن يولا، بحسب الاهالي الذين شاهدوهم اثناء مغادرتهم، وفي موبي نفسها قال المواطن صالح عبد الله ان عناصر جماعة بوكو حرام "قدموا مع نسائهم واطفالهم وهم الان يحكمون السيطرة"، وقال عبد الله "يتنقلون في عربات وسيرا يقومون بدوريات في الشوارع ويقولون للناس اننا الان تحت حكم دولة اسلامية".

وهاجمت جماعة بوكو حرام الاسلامية مدينة في شمال شرق نيجيريا قبل ان تقتحم مصنعا للاسمنت للمجموعة الفرنسية لافارج، في آخر عمليات هذه الجماعة المتطرفة التي تخوض حركة تمرد ادت الى سقوط اكثر من عشرة آلاف قتيل خلال خمس سنوات، وقال شهود عيان ان المهاجمين خاضوا اولا مواجهات مع جنود متمركزين في نقطة مراقبة عند مدخل مدينة نافادا في ولاية غومبي قبل ان يدخلوا الى وسط المدينة، وقال ابو بكر غالدا احد سكان نافادا "وصلوا باعداد كبيرة في شاحنات صغيرة وعلى دراجات نارية وهم يهتفون الله اكبر"، واكد شهود عيان آخرون واعضاء في فرق الاغاثة هذه الرواية، وذكر الشهود العيان ان قوات الامن التي تحمي الطريق الرئيسي عند مدخل المدينة لم تتمكن من صد المهاجمين، وقال غالدا "بعد دخولهم المدينة، قاموا بتفجير مركز الشرطة بقاذفات صواريخ"، اما اوالو ابراهيم الذي يقيم في المدينة ايضا فقال ان مقر الحزب الديموقراطي الشعبي (الحاكم) في المدينة دمر ايضا، وذكر سكان ان المهاجمين قاموا بسرقة مصرف.

وتوجه الاسلاميون المسلحون بعد ذلك الى مدينة اشاكا المجاورة التي تبعد 20 كلم عن نافادا حيث تملك مجموعة لافارج الفرنسية مصنعا للاسمنت، وقال ناطق باسم المجموعة انهم اقتحموا المصنع، واضاف "لقد استقر الوضع حاليا"، موضحا ان الهجوم "لم يسبب ضحايا او خسائر كبيرة في محيط المصنع"، وقال موظف يعمل في الموقع ان المسلحين وصلوا الى مصنع الاسمنت بسيارات رباعيات الدفع وعلى متن دراجات نارية، واضاف انهم سرقوا كمية من الديناميت وطلبوا مرافقتهم الى المباني التي يقيم فيها العاملون الاجانب، موضحا ان المصنع كان شبه خال عند وقوع الهجوم اذ ان عددا كبيرا من العاملين غادروا الموقع عندما علموا بان هجوما يجري، ونافادا قريبة من يوبي احدى ثلاث ولايات في شمال شرق نيجيريا يتركز فيها تمرد بوكو حرام الذي سيطرت على عدد من المدن والقرى في المنطقة في الاسابيع الأخيرة، ولم تتبن حركة بوكو حرام هذا الهجوم الذي وقع الى الجنوب من المنطقة الاكثر تضررا باعمال العنف التي يرتكبها الإسلاميون، لكن الحركة الاسلامية تؤمن تمويلا لها عادة بالسطو على مصارف وخطف رهائن للحصول على فديات.

تواصل اعمال الخطف

الى ذلك قال مسؤول محلي ان اسلاميين خطفوا 30 قاصرا من الفتيات والفتيان في احدى قرى ولاية بورنو في مشال شرق نيجيريا، واضاف الحاج شيتما ماينا زعيم قرية مافا للصحافيين ان "مسلحين خطفوا فتيات وفتيانا اخذوا الفتيان البالغة اعمارهم 13 عاما فاكثر والفتيات من سن الحادية عشرة واكثر، تؤكد معلوماتنا خطف 30"، بدوره، قدم زعيم اخر للقرية هو المعلم الشيخ مصطفى رواية مشابهة لما حدث، ويؤكد الرجلان مقتل 17 شخصا في الايام الاخيرة في هجوم على قرية ندونغو المجاورة، وقال ماينا ان مافا وضواحيها اصبحت هدفا يوميا لهجمات الاسلاميين ما دفع بالعديد من المواطنين الى الفرار باتجاه مايدوغوري كبرى مدن ولاية بورنو التي تبعد مسافة خمسين كلم "خوفا من ان يتعرضوا للقتل او خسارة اطفالهم"، واضاف انه طلب مساعدة السلطات الفدرالية لكنها لم تقدم شيئا حتى الان.

وقد تم خطف حوالي 60 فتاة وامرأة في مدينتي واغا وغوارتا القريبتين من شيبوك، والتحقق من المعلومات المتعلقة بأعمال العنف في الشمال الشرقي، مسألة بالغة التعقيد بسبب صعوبة الاتصالات الهاتفية وعمليات التنقل المتعذرة تقريبا، وكان الجيش والرئاسة النيجيريان اعلنا في 17 تشرين الاول/اكتوبر التوصل الى اتفاق مع بوكو حرام ينص على الافراج عن 219 فتاة من شيبوك ما زلن مفقودات، لكن المتحدث باسم الاجهزة الامنية النيجيرية مايك اوميري نفى وجود اي اتفاق للافراج عن الفتيات، وجمعت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها صدر مؤخرا شهادة ثلاثين سيدة وشابة بين نيسان/أبريل 2013 ونيسان/أبريل 2014 كن رهائن لدى جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة في نيجيريا روين كيف كانت تستخدمهن الجماعة على خط الأول من الجبهة، ولفتت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان التي تجمع شهادات عشرات الرهائن السابقين إلى العواقب الجسدية والنفسية التي تعاني منها اللواتي تم تحريرهن، ويأتي هذا التقرير في وقت اختطف فيه ثلاثون فتى وفتاة أصغرهم في الحادية عشرة ولاية بورنو معقل التمرد الإسلامي في شمال شرق نيجيريا، وذلك بعد اختطاف ستين فتاة وشابة في مدينتي واغا وغوارتا جنوب هذه الولاية.

وفي تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت شابة في التاسعة عشرة احتجزت رهينة لدى بوكو حرام العام الماضي إنها أجبرت على المشاركة في هجمات إسلامية، وروت "طلب مني حمل الذخيرة والتمدد على العشب فيما كانوا يقاتلون، وجاءوا ليتمونوا بالذخيرة خلال النهار فيما كانت المعارك مستعرة"، وتابعت "عندما وصلت قوات الأمن إلى المكان وبدأت تطلق النار علينا سقطت أرضا من شدة الخوف، فقام المتمردون حينئذ بجرجرتي على الأرض فيما كانوا يهربون نحو المعسكر"، وروت الرهينة السابقة أيضا أنها تلقت الأمر بذبح أحد أعضاء ميليشيا خاصة قبضت عليه "بوكو حرام" بسكين، وأضافت "كنت أرتعد خوفا ولم أستطع القيام بذلك، فأمسكت زوجة قائد المعسكر حينئذ بالسكين وأقدمت على قتله".

وقد نفذت نساء شابات في أحيان كثيرة سلسلة من الهجمات الانتحارية هذه السنة فيما تساءل البعض إن كانت هؤلاء النساء رهائن لدى "بوكو حرام"، لكن لا شيء يثبت في الوقت الراهن أن النساء الانتحاريات كن من الرهائن ولسن مقاتلات متطوعات، وفي تموز/يوليو أوقفت فتاة في العاشرة أيضا في ولاية كاتسينا بشمال غرب نيجيريا وهي تلف وسطها بحزام من المتفجرات، وفي الإجمال استمعت "هيومن رايتس ووتش" إلى ثلاثين سيدة وشابة بين نيسان/ابريل 2013 ونيسان/أبريل 2014، فيما تمكنت 12 من تلميذات شيبوك ال57 من الهرب من خاطفيهن.

وقف إطلاق النار

فيما أعلنت الرئاسة والجيش في نيجيريا التوصل إلى اتفاق مع جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة لوقف إطلاق النار والإفراج عن 219 تلميذة اختطفن من مدرسة في مدينة تشيبوك بشمال شرق البلاد قبل ستة أشهر، وقال رئيس هيئة الأركان الجوية في الجيش اليكس باديه: "تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الفدرالية في نيجيريا وجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)"، وأضاف "أصدرت تعليمات لقادة أفواج الجيش للتأكد من تطبيق ذلك ميدانيا"، وفي موازاة هذ الإعلان، أكد حسن توكور المساعد الشخصي للرئيس جوناثان غودلاك التوصل إلى اتفاق لإنهاء المعارك في ختام محادثات والإفراج عن الفتيات اللواتي خطفن في نيسان/أبريل 2014، وأضاف أنه مثل الحكومة خلال اجتماعين مع "بوكو حرام" في تشاد بوساطة من الرئيس التشادي إدريس ديبي، وقال توكور إن "بوكو حرام أعلنت وقفا لإطلاق النار في ختام المحادثات التي أجرتها معنا"، وأبدى البعض شكوكا حيال الاتفاق الذي يتزامن مع توقعات بإعلان غودلاك ترشحه مرة أخرى لمنصب الرئيس في الانتخابات التي ستجري في شباط/فبراير المقبل، وحيث تحتل المسائل الأمنية حيزا واسعا في النقاش السياسي. بحسب فرانس برس.

ولا يعرف أحدا دنلادي احمدو الذي قال توكور أنه محاوره من "بوكو حرام" والذي أجرى مقابلة مع الإذاعة، من جهته، قال شيهو ساني الخبير في شؤون "بوكو حرام" الذي أجرى مرارا مفاوضات مع الحركة إلى جانب الحكومة: "لم أسمع مطلقا بهذا الاسم وإذا كانت بوكو حرام تريد الإعلان عن وقف لإطلاق النار فإن ذلك سيصدر عن زعيمها أبو بكر شيكاو"، وتزامنا مع هذا الإعلان، قالت وزارة الدفاع الكاميرونية في بيان أذيع بمحطة الإذاعة الرسمية إن ثمانية جنود و107 من مقاتلي "بوكو حرام" لاقوا حتفهم في اشتباكات بمنطقة أقصى شمال البلاد، وكانت "بوكو حرام" كثفت هجماتها عبر الحدود داخل الكاميرون هذا العام في إطار حملة لإقامة دولة إسلامية في شمال شرق نيجيريا، إلى ذلك، أكدت قاضية نيجيرية حظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية في لاغوس، معتبرة أن القرار لا يمس بحقوق الطلاب.

وقالت مودبوي اونيابو إن "نيجيريا دولة علمانية والسماح بالحجاب في المدارس الحكومية في لاغوس يعتبر بمثابة تفضيل لأحد الأديان على غيره ما قد يؤدي إلى توترات اجتماعية"، وأضافت أن "القوانين المتعلقة باللباس الخارجي هدفها ضمان السلم والنظام العام"، وتجمعت حوالى 200 من جمعية الطالبات المسلمات ترتدي غالبيتهن الحجاب خارج مبنى المحكمة وأمام قاعتها، وأعلن محامي الجمعية شاكر الله اوبالي أنه سيستانف القرار، ونيجيريا دولة فدرالية علمانية وهي الأكثر اكتظاظا في أفريقيا مع 170 مليون نسمة يتوزعون مناصفة بين شمال بغالبية مسلمة وجنوب معظمه مسيحي، يشار إلى أن عددا من الولايات ذات الغالبية المسلمة في الشمال تفرض الشريعة الإسلامية.

مكافحة بوكو حرام

من جهتها استضافت النيجر قمة اقليمية تركز على مكافحة جماعة بوكو حرام المسلحة التي يؤدي تصاعد قوتها الى زعزعة استقرار الدول المجاورة لنيجيريا وبينها النيجر، وقد دعا رئيس النيجر محمد يوسف نهاية ايلول/سبتمبر في الجمعية العامة للامم المتحدة الى "مزيد من الجهود والتعاون" "سواء على الصعيد الاقليمي او الدولي" لمواجهة هذا الخطر، وقال "في هذا السياق سيعقد رؤساء دول وحكومات الكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد وبنين اجتماعا في نيامي في السابع من تشرين الاول/اكتوبر"، واكدت اجهزة الاعلام المعنية مشاركة رؤساء نيجيريا غودلاك جوناثان وتشاد ادريس ديبي وبنين توماس بوني يايي خلافا للرئيس الكاميروني بول بيا الذي تقع بلاده عند حدود نيجيريا والمناطق التي تنشط فيها بوكو حرام والذي يعتبر اول المعنيين بتصاعد قوة الحركة الاسلامية المسلحة.

ولم ينشر برنامج المناقشات والقرارات المحتملة، وينعقد الاجتماع في حين لا شيء يبدو قادرا على التصدي لاشتداد قوة بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا حيث اصبحت الحركة تهدد بالاستيلاء على عاصمة ولاية بورنو مايدوغوري، مفترق الطرق الاقليمي الذي يعد حوالى مليون نسمة، وسيطر المقاتلون الاسلاميون خلال الاشهر الاخيرة ايضا على عدة بلدات حدودية مجاورة لأقصى شمال الكاميرون المجاورة حيث كثفوا توغلاتهم رغم انتشار قوات النخبة من الجيش الكاميروني، وقتل ما لا يقل عن ثمانية اشخاص في بلدة تقع في تلك المنطقة الكاميرونية في اقصى الشمال في هجوم بالقذائف نسبتها مصادر امنية محلية الى الحركة الاسلامية المسلحة.

وتجتمع النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد بانتظام منذ قمة باريس في ايار/مايو الماضي من اجل تنسيق مكافحة بوكو حرام التي تسيطر على مناطق كاملة من اراضي شمال شرق نيجيريا، وانعقد آخر اجتماع من هذا القبيل على المستوى الوزاري في نيجيريا مطلع ايلول/سبتمبر، وقال كاريجو محمد وزير دفاع النيجر امام نظرائه من نيجريا والكاميرون وتشاد وبنين ان "قوى الشر اجتاحت فضاءنا"، واضاف "يجب علينا عبر التضامن النظر الى نفس الاتجاه الى الخطر المحدق ببيئتنا ومواجهته" معربا عن الاسف من زحف "العدو المشترك" "المثير للقلق" بسبب "نقص على المستوى التنظيمي"، وتدعو نيجيريا باستمرار جيرانها الى تحسين تامين حدودها تفاديا لتسلل مقاتلي بوكو حرام والاختباء فيها او استيراد الاسلحة منها، غير ان مراقبين يرون ان التباطؤ الشديد في تعبئة سلطات نيجيريا هو الذي سمح بتقدم الحركة الاسلامية. بحسب فرانس برس.

وحصلت جماعة بوكو حرام على قسم من اسلحتها وذخيرتها خلال الهجمات على الجيش النيجيري فضلا عن ان بعض العسكريين يبيعونها ايضا للإسلاميين أحيانا، وقتل اكثر من عشرة الاف شخص معظمهم مدنيون في هجمات بوكو حرام وخلال عمليات قمعهم بشراسة من قوات الامن النيجيرية، وتسبب النزاع في تهجير 700 الف شخص منهم مئة الف في شرق النيجر بمنطقة قاحلة تعاني من ازمة غذائية مزمنة، وقال كارجو محمد ان "معاناة سكان مناطق بحيرة تشاد تدفعنا الى التحرك"، كذلك لجأ الاف النيجيريين الفارين من تجاوزات بوكو حرام الى اقصى شمال الكاميرون في حين فر الاف الكاميرونيين من القرى الحدودية الى داخل البلاد، وقال الرئيس يوسف امام الامم المتحدة ان بوكو حرام "تتصرف بعدائية وهمجية غير معهودة"، ويثبت آخر شريط فيديو بثته الحركة الاسلامية، مرة اخرى مدى الرعب الذي تنشره حيث ظهر فيه مجددا زعيم بوكو حرام ابو بكر شيكاو الذي اعلن الجيش النيجيري مقتله، متباهيا بقطع الرؤوس والرجم وبتر الاعضاء وتطبيق الشريعة في مناطق "الخلافة الاسلامية" المعلنة بشمال شرق نيجيريا، وافاد شهود ان مقاتلين من جماعة بوكو حرام ذبحوا سبعة قرويين "كالغنم" في تلك المنطقة، واعرب الاسقف الكاثوليكي اوليفييه داش المقيم في شمال شرق نيجيريا عن الاسف لسيطرة الاسلاميين المسلحين على ما لا يقل عن 25 مدينة من تلك المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/تشرين الثاني/2014 - 18/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م