مجزرة الدالوة .. اعتداءات طائفية للنيل من أبناء الشيعة

 

شبكة النبأ: بالتزامن مع احياء ذكرى عاشوراء الخالدة استهدف هجوم إرهابي مجموعة من المعزين اثناء خروجهم من أحد المجالس الحسينية في الدالوة بالاحساء شرقي السعودية، مما أدى الى سقوط عدد من الشهداء ضحية هجمة ارهابية تحاول ترسيخ الكراهية وبث روح العنصرية  بين المسلمين لما تحمله هذه الجريمة البشعة من علامات تحمل اجندة طائفية بحتة ستؤدي بالبلاد الى حافة الهاوية والفتنة وتهديد السلم الأهلي.

إذ تزداد يوما بعد يوم الممارسات التعسفية بحق الشيعة، فلا تزال مفرمة الانتهاكات الحقوقية تواصل عملها على نطاق واسع من خلال الممارسات الإجرامية بتوجيه الاتهامات للمواطنين دون داعٍ والعنف والاعتقال والملاحقة وسوء المعاملة والقمع المتواصل لأسباب واهية، فضلا عن القتل غير المبرر، وقد أظهر مشهد العنف والكراهية في هذه الجريمة النكراء كل هذه الانتهاكات الصارخة بحق المسلمين كافة.

لتكشف هذه الجرائم التي تقوم بها مجاميع ارهابية مدعومة من جهات لها مصالح سلطوية، حقدا طائفيا مذموما ازاء الشيعة، فهذا السلوك لا يمت بصلة الى تعاليم الاسلام الحنيف الذي يدّعونه، وكل الهجمات الشرسة التي تستهدف المواطنين، خصوصا الشيعة منهم، معروفة للجميع، فالفساد السياسي والمالي والاخلاقي الذي تعاني منه السلطات الحكومية، تحاول أن تغطي عليه بجعل الشيعة عدوا وهميا، للهروب من ازماتها السياسية والاخلاقية، حتى بات الشيعة في السعودية يعانون من التهميش والتمييز الطائفي وكبت حرياتهم المدنية، بسبب قمع السلطة لهم من جهة وفتاوى التكفير من جهة أخرى.

وقد بات تكفير الآخر واباحة دم الاخرين بفتاوى رجال الدين المتشددين الساعين الى تطبيق الفكر الوهابي، الذي يعزز من سطوة النظام السعودي المتسلط على رقاب سكان نجد والحجاز، وهو ما جعل المجتمع السعودي يعاني بصورة عامة الكثير من المشاكل والانتهاكات بسبب سيطرة الأفكار الدينية المتطرفة التي تصادر الحريات وتكفير كل من هو على اختلاف معهم وإتباع أساليب العنف والقسوة ضد المعارضين، فضلا عن الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام والقنوات الطائفية التي تذكي العنف والكراهية في المجتمعات الى حد اباحة الدماء، فمن تداعيات هجوم الاحساء تم عزل وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة من منصبه، بعد إغلاق مكتب فضائية دينية في الرياض ومنع بثها بالمملكة، التي تعمل على بث سموم الفتنة المذهبية عبر فتاوى المتشددين، وهو ما ترفضه الكثير من المؤسسات والمنظمات الدولية والإنسانية التي تخشى من استفحال تلك الانتهاكات والممارسات القمعية المبنية على أفكار وطروحات وفتاوى رجال الدين المتشددين الغريبة والبعيدة عن قيم الإسلام.

لذا يجب على العالم ومنظمات حقوق الانسان تدراك خطر انتشار الفكر المتطرف المحرض على اباحة الدماء الذي هو اكسير الارهاب وبالتالي من الضروري توسيع رقعة التصدي للتطرف الوهابي وملاحقة أصحاب الفتاوى المتشددة والتكفيرية وجعل حماية دولية للمسلمين الشيعة في العالم عامةً والسعودية خاصةً.

في حين عبرت المنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان عن قلقها من قمع الذي يستهدف الشيعة في هذا البلد، ذلك ان استمرار العنف السياسي وتفشي الانتهاكات الحقوقية والإنسانية في السعودية بسبب القمع السلطوي ستجعل هذه البلاد دولة قمع بامتياز بالاضافة الى كونها مرتع التفكريين الارهابيين.

هجوم ارهابي

في سياق متصل اكد المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في تصريحات نشرتها صحيفة الشرق الاوسط ان الهجوم الذي استهدف الشيعة في شرق المملكة نفذه اشخاص يعتنقون فكر تنظيم القاعدة. بحسب فرانس برس.

وقال التركي ان الذي قبض عليهم على خلفية الهجوم والبالغ عددهم 15 شخصا "هم ممن يعتنقون الفكر الضال"، وهو تعبير يستخدم للدلالة الى تنظيم القاعدة، وشدد التركي على ان المتطورطين المفترضين في هذه القضية "لم يذهبوا إلى الأحداث التي تتمنى التنظيمات الإرهابية الوصول إليها (في اشارة الى مناطق النزاع في الاقليم) بل قصدوا دماء مواطنين أبرياء وارتكبوا جريمتهم من أجل الفتنة بين أطراف المجتمع".

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله "عند الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الاثنين... وأثناء خروج مجموعة من المواطنين من أحد المواقع بقرية الدالوة.. بادر ثلاثة أشخاص ملثمين بإطلاق النار باتجاههم من أسلحة رشاشة ومسدسات شخصية وذلك بعد ترجلهم من سيارة توقفت بالقرب من الموقع"، وقالت وزارة الداخلية لرويترز إن عدد قتلى أحداث مساء يوم الاثنين ارتفع الى ثمانية من خمسة بما في ذلك شخص عثر عليه مقتولا بالرصاص في سيارة بقرية مجاورة. بحسب رويترز.

ونشر نشطاء في صفحة تحمل اسم (الحراك الثوري في القطيف) على موقع فيسبوك مقطع فيديو لصبي في مستشفى يضع ضمادة على إحدى قدميه وهو يصف الهجوم بصوت واهن. وقال الصبي إنه عند انتهاء المراسم هم هو واثنان آخران بالرحيل فرأوا مهاجما يحمل بندقية قادما من شارع جانبي ثم أطلق الرصاص عليه وعلى الباقين ووقع المزيد من إطلاق النار.

وقال ناشط حقوقي محلي إن معظم الضحايا شبان كانوا يقفون امام مدخل حسينية شيعية وهو مبنى يتجمعون بداخله لاحياء ذكرى عاشوراء، وقال علي البحراني الناشط الحقوقي لرويترز خلال اتصال هاتفي إن "المجرمين" فروا فيما يبدو عقب اطلاق النار على الشبان.

تداعيات هجوم الأحساء

الى ذلك وفي قرار يأتي بعد يوم على هجوم الاحساء الذي استهدف تجمعا شيعيا وما تبعه من طرح قضية التطرف عبر وسائل الإعلام، أصدر الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، أمرا ملكيا بإعفاء وزير الثقافة والإعلام، عبدالعزيز خوجة، من منصبه، وذلك "بناء على طلبه" بحسب القرار، وقضى الأمر الملكي بتكليف وزير الحج بالقيام بأعمال وزارة الثقافة والإعلام بالإضافة إلى عمله، وتبليغ الأمر للجهات المختصة "لاعتماده وتنفيذه". بحسب السي ان ان.

ويأتي قرار إعفاء خوجة بعد ساعات على إعلان الأخير أنه أمر بإغلاق مقر قناة فضائية في الرياض ومنع بثها في السعودية، على خلفية تصاعد التوتر بسبب الهجوم في الأحساء وتحميل الخطاب المتشدد لبعض وسائل الإعلام المسؤولية.

يشار إلى أن خوجة يحمل شهادات عليا في الكيمياء الجيولوجيا، وهو أيضا شاعر وكاتب معروف في السعودية وسبق له نشر عدة دواوين، وتولى منصبه الوزاري في فبراير/شباط 2009، بعد فترة أمضاها في السلك الدبلوماسي سفيرا لبلاده.

الى ذلك تسارعت المواقف السياسية والدينية في السعودية بعد حادث إطلاق النار على حسينية للشيعية أثناء مراسم عاشوراء بالأحساء، وما تبعها من تطورات أمنية، إذ أعلن وزير الإعلام، عبدالعزيز خوجة، إغلاق مكتب فضائية دينية في الرياض ومنع بثها بالمملكة، بينما حذر مفتي السعودية من وجود من يريد التسبب بفتنة مذهبية. بحسب السي ان ان.

وقال خوجة، في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر ليل الثلاثاء: "قلتها سابقا وأكررها أبدا: الوحدة الوطنية خط أحمر.. تحية ﻷهل الأحساء ولشهدائها الأبرار ولشهداء الواجب الوطني من رجال الأمن الأبطال.. الإرهاب لا دين له ولا مذهب له. الإرهابيون اعداء لكل الأديان والمذاهب".

وحذر خوجة من أن المملكة "لن تسكت إزاء أي وسيلة إعلامية تحاول النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره" وختم بالقول: "لكل من سأل: لقد أمرت بإغلاق مكتب قناة وصال في الرياض ومنع أي بث لها من المملكة العربية السعودية، وهي ليست قناة سعودية من الأساس" في إشارة إلى فضائية "وصال" السنية التي تتناول في برامجها قضايا خلافية بين السنة والشيعة. بحسب السي ان ان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/تشرين الثاني/2014 - 12/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م