توتال ومصرع مارجري الغامض... حادث طائرة أم أغتيال مدبر؟

 

شبكة النبأ: اثار مصرع رئيس شركة توتال النفطية الفرنسية في روسيا بحادث غريب، الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، على الأقل لدى من ينظرون اليها من زاوية المؤامرة او الامر المدبر، سيما بعد اعلان لجنة التحقيق الروسية وضع أربعة عاملين في مطار (فنوكوفو) بالقرب من موسكو قيد التوقيف الاحترازي في إطار التحقيق، كما قرر المدير العام للمطار اندريه دياكوف الذي يشغل هذا المنصب منذ 2005 الرحيل ومعه مساعدة سيرغي سولنتسيف، يذكر ان رئيس توتال المتوفي (مارجرى) 63 عاما، كان يشغل منصب المدير التنفيذي للشركة، (ثالث أكبر شركات النفط الأوروبية منذ عام 2007)، وقد وقع الحادث خلال مشاركته في اجتماع للحكومة الروسية بشأن تعزيز الاستثمارات الأجنبية، وتربط مارجري علاقات اقتصادية وشخصية مع الحكومة الروسية خصوصا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتعتبر الشركة خامس أكبر شركة للنفط والغاز في العالم وهي شركة مدرجة على أنها الأعلى قيمة في فرنسا، اما القيمة السوقية للشركة فتبلغ 9 ر105 مليار يورو (135 مليار دولار) اعتبارا من نهاية عام 2013، وسجلت مبيعات بقيمة 54ر189 مليار يورو في عام 2013، كما تعمل في أكثر من 130 دولة حيث يعمل بها ما يقرب من 100 ألف موظف، وتقوم بعمليات تنقيب عن النفط والغاز في أكثر من 50 دولة، ورئيسها الراحل مستثمر أجنبي رائد في روسيا، لديها مشروع مشترك مع نوفاتيك الروسية وشركة البترول الوطنية الصينية (سي ان بي سي) لمشروع الغاز الطبيعي المسال في يامال بشمال روسيا.

ويبدو ان الهواجس المتعلقة برحيلة المفاجئ عن المشهد النفطي في اوربا وأجزاء أخرى من العالم، اثير بعد تزايد الصراع حول الطاقة بين روسيا من جهة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الامريكية من جهة أخرى، اثر الخلاف حول الازمة الأوكرانية وتداعياتها التي شملت اوربا، كما يرى محللون.

ومع ان لجنة التحقيق المشتركة (الروسية-الفرنسية) لم تعلن عن نتائج التحقيق النهائية الا ان مراقبين أكدوا انها ستندرج في باب الإهمال والتقصير من موظفي المطار، من دون التطرق الى الاحتمال الأكثر تعقيدا حول دور توتال في العديد من الصفقات النفطية العملاقة حول العالم، والتي شاب العديد منها شبه الفساد والرشى (كما حدث في مشروع النفط امام الغذاء في العراق عام 2010)، إضافة الى المنافسة الكبيرة بين الشركات الأخرى حول مشاريع مستقبلية عملاقة، لها ابعاد سياسية مهمة (خصوصا مشروع انابيب الغاز بين آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية)، والتي ربما اختفت خفاياها واسرارها مع رحيل مارجري الغامض.

مصرع رئيس توتال

فقد قتل رئيس مجلس ادارة مجموعة "توتال" النفطية الفرنسية العملاقة كريستوف دي مارجيري (63 عاما) في حادث طائرة خاصة كانت تقله لدى اقلاعها من مطار فنوكوفو قرب موسكو بعد اجتماع مخصص للاستثمار، ووردت ردود الفعل الاولى في الصباح في فرنسا اثر اعلان وفاة هذا الصديق لروسيا في وقت ادت الازمة الاوكرانية الى تدهور العلاقات بين روسيا والغرب الى مستوى غير مسبوق منذ نهاية الحرب الباردة عام 1991، واعلن رئيس الوزراء مانويل فالس ان فرنسا فقدت "رئيس شركة خارجا عن المالوف" و"قائد صناعة كبيرا ورجلا وطنيا"، واصطدمت طائرة دي مارجيري (63 عاما) لدى اقلاعها بكاسحة ثلوج وتحطمت قبيل منتصف الليل ما ادى الى مقتل جميع ركابها.

واعلنت المجموعة النفطية الفرنسية في بيان ان "مجموعة توتال تؤكد ببالغ الحزن وعميق الاسى ان رئيس مجلس ادارتها كريستوف دي مارجيري توفي هذه الليلة في حادث طائرة في مطار فنوكوفو في موسكو اثر اصطدامها بكاسحة ثلوج"، واضافت المجموعة ان "جميع ركاب الطائرة لقوا مصرعهم، بينهم افراد الطاقم الثلاثة وكريستوف دي مارجيري" نافية مقتل سائق كاسحة الثلوج بعد معلومات اولية افادت عن ذلك، وكانت وسائل الاعلام الروسية وسلطات المطارات افادت في وقت سابق في المساء عن وقوع اربعة قتلى في الحادث، واوضح مطار فنوكوفو، احد مطارات موسكو الدولية الثلاثة، في بيان ان الطائرة وهي من طراز فالكون-50 تحطمت فيما كانت تستعد للاقلاع الى باريس وعلى متنها راكب وطاقم من ثلاثة افراد.

وجاء في بيان المطار انه "اثناء الاقلاع حصل اصطدام مع كاسحة ثلوج في المطار ونتيجة الحادث قتل الراكب وجميع افراد الطاقم"، واوضح المطار ان الرؤية كانت منقشعة لمسافة 350 مترا عند وقوع الحادث الذي لم يسفر عن اصابة سائق كاسحة الثلوج، مشيرا الى انه ارسل الى الموقع فرق الاغاثة التي "باشرت على الفور اخماد الحريق الذي اندلع"، وعثر الخبراء الذين وصلوا الى المكان على الصندوقين الاسودين للطائرة، وفق ما نقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في المطار، وتم فتح تحقيق حول ملابسات الحادث لدى اللجنة الحكومية للطيران المكلفة التحقيق في جميع الحوادث الجوية في روسيا، والوكالة الفدرالية الروسية للطيران التي وعد مديرها الكسندر نيرادكو بمتابعة الملف شخصيا.

وقال نيرادكو عن ثمة عدة عناصر يمكن ان تفسر الحادث بينها الظروف الجوية السيئة ولا سيما الطقس الغائم والضباب والامطار، مضيفا ان السلطات لا تستبعد ايضا "العامل البشري"، بحسب ما ذكرت وكالة انترفاكس، واوردت صحيفة فيدوموستي الروسية ان دي مارجيري كان عائدا من اجتماع مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف في منزله الريفي قرب موسكو، بحثا خلاله الاستثمارات الاجنبية في روسيا التي تخضع لعقوبات غربية على خلفية الازمة الاوكرانية، غير ان توتال لم تقطع تعاملها معها، وكان رئيس مجلس ادارة توتال من قادة الشركات الكبرى القلائل الذين شاركوا في ايار/مايو في المنتدى الاقتصادي الدولي الذي نظمته روسيا في سان بطرسبرغ في ظل التوتر القائم مع الغرب بشأن النزاع في اوكرانيا. بحسب فرانس برس.

كما ان توتال تشارك مع نوفاتيك الروسية في مشروع يامال الغازي الضخم في اقصى شمال روسيا، وتولى دي مارجيري منصب رئيس مجلس ادارة توتال عام 2010 بعدما قضى حياته المهنية بكاملها في المجموعة النفطية، وفي ظل رئاسته سرعت توتال في السنوات الاخيرة استثماراتها في عمليات الاستكشاف سعيا لتحقيق اهدافها الطموحة على صعيد تنمية انتاجها النفطي، بموازاة بيع بعض أنشطتها، من جهة اخرى لم تتردد المجموعة في اعادة هيكلة انشطتها في فرنسا، مع اغلاق مصفاتها في دانكرك (شمال) عام 2010 ثم الاعلان العام الماضي عن اعادة تنظيم موقعها البتروكيميائي في كارلينغ بمقاطعة موزيل (شرق)، وكان دي مارجوزي متزوجا وابا لثلاثة أولاد، واعلنت توتال في بيانها ان "افكار ادارة مجموعة توتال وموظفيها تتوجه الى زوجة كريستوف دي مارجيري واولاده واقاربه والى عائلات الضحايا الاخرين".

صديق روسيا الناجح

فيما تدرج كريستوف دو مارجري، 63 عاما، في مسؤوليات شركة "توتال" العملاقة، التي التحق بها منذ أن كان عمره 22 عاما كمتدرب، إلى أن أصبح رئيسا تنفيذيا لـ"توتال" عام 2007 ثم اضطلع بدور إضافي هو رئيس مجلس إدارة الشركة في مايو/أيار 2010، ويشهد له المسؤولون الفرنسيون بأنه حول "توتال" إلى شركة عملاقة على الصعيد العالمي، وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في بيان "فقدت فرنسا رجل أعمال فريدا من نوعه، تمكن من تحويل "توتال" إلى عملاق عالمي، شخصا محبا لوطنه وقائدا كبيرا في قطاع الصناعة"، وكان دو مارجري صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أعرب عن "صدمته وحزنه" جراء هذا الخبر، فيما وصفه وزير الاقتصاد الفرنسي إمانويل ماكرون بـ"القائد الاقتصادي الكبير"، وترى وسائل الإعلام الفرنسية أن وفاته خلفت فراغا مهولا في قيادة "توتال".

وكان دو مارجري مدافعا قويا عن روسيا وسياساتها في مجال الطاقة وفي صراعها في أوكرانيا، وقال في تصريح في يوليو/تموز "يجب أن تتوقف أوروبا عن التفكير في تقليل اعتمادها على الغاز الروسي وتركز بدلا من ذلك على تأمين هذه الإمدادات"، وأضاف أن "التوترات بين الغرب وروسيا تدفع موسكو إلى الاقتراب من الصين وأن هذا ظهر من خلال اتفاق جرى التوصل إليه في مايو/أيار حجمه 400 مليار دولار ينص على مد بكين بالغاز"، وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "أسفه" لمقتله، وقال في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "فقدنا صديقا حقيقيا لبلدنا"، وأضاف أن "رجل الأعمال الفرنسي اللامع هذا يقف وراء مشاريع مشتركة كبرى أرست أسس تعاون مثمر بين روسيا وفرنسا في مجال الطاقة لسنوات"، معبرا عن "تعازيه الصادقة" لأقرباء دو مارجري، كما أشاد بوتين "بتفاني" رئيس توتال في العمل من أجل العلاقات الفرنسية-الروسية.

وكان دو مارجري حضر اجتماعا عن الاستثمار الأجنبي عقدته الحكومة الروسية في جوركي قرب موسكو، وتتصدر مجموعة "توتال" الشركات الفرنسية على مستوى حجم الأعمال والأرباح، وهي من كبرى الشركات العملاقة في قطاع النفط والغاز العالميين وتنشط في جميع القارات، عالميا تحتل المجموعة النفطية والغازية حاليا المرتبة الخامسة على مستوى الشركات المدرجة في البورصة، وتأتي بعد المجموعة العملاقة الأمريكية "أكسون موبيل"، والصينية "بتروتشاينا"، والبريطانية-الهولندية "شل" والمجموعة الأمريكية "شيفرون"، وتنشط "توتال" في مجال أعمال النفط والغاز من استكشاف واستغلال مخزونات المحروقات إلى التكرير والبتروكيمياء وتوزيع المحروقات، كما وسعت أنشطتها في السنوات الأخيرة فاستثمرت في الطاقات المتجددة ولا سيما الطاقة الشمسية. بحسب رويترز.

وتضررت صورة المجموعة نتيجة عدد من الكوارث، مثل غرق ناقلة النفط "إريكا" مقابل السواحل الفرنسية عام 1999، وانفجار موقع فرعها لإنتاج الأسمدة "آ زد إف" عام 2001 في تولوز في جنوب غرب البلاد، ولاحق الشركة الكثير من الجدل بشأن عدد من القضايا، كان أبرزها سياستها في بورما فيما كان هذا البلد خاضعا لعزلة دولية، وفضيحة "النفط مقابل الغذاء" في العراق، كما تدهورت صورة "توتال" في فرنسا عند اكتشاف الفرنسيين أن المجموعة لم تسدد الضرائب على شركاتها بالرغم من أرباحها الضخمة.

مدير جديد لتوتل

الى ذلك عين مجلس ادارة توتال في اجتماع طارئ باتريك بوياني مديرا عاما للمجموعة وتييري ديماري رئيسا لها، في اعقاب مقتل رئيس مجلس ادارتها كريستوف دو مارجوري في حادث طائرة، على ما اعلن مصدر نقابي، وقتل دو مارجوري (63 عاما) في حادث طائرة في موسكو، بعد ان كان المدير العام لتوتال منذ 2007 ورئيسا ومديرا عاما منذ 2010، ولم يكن اعلن عن اي وريث يريده ان يخلفه، واضاف المصدر ان تييري ديماري الذي سبق ان تراس الشركة من 1995 الى 2010 سيعود الى منصب الرئيس حتى بلوغه سن الـ70 في كانون الاول/ديسمبر، ثم سينسحب كي يتولى بوياني رئاسة مجلس الادارة كذلك، وكان بوياني البالغ 51 عاما مديرا عاما لقسم التكرير والكيمياء في المجموعة منذ 2012.

ودرس بوياني في مدرسة البوليتكنيك المرموقة التي تخرج مهندسين رفيعي المستوى، وبدا حياته المهنية في وزارات قبل ان ينضم عام 1997 الى مجموعة ايلف التي عمل معها في انغولا وقطر، وعد شراء توتال لشركة ايلف واصل عمله في الشركة ليعين عام 2011 مديرا مساعدا لقسم الكيمياء والبتروكيمياء، ثم مديرا عاما لفرع التكرير الكيمياء في مقر اللجنة التنفيذية للمجموعة، اما ديماري البالغ 68 عاما فكان مخططا استراتيجيا لامعا لكنه لا يتقن التواصل بل فظ أحيانا، غير انه جعل من توتال الشركة الاولى في فرنسا واحدى اهم الشركات النفطية العالمية، لكن صورته تلطخت لفترة طويلة بسبب ادارته السيئة لغرق سفينة نقل النفط اريكا مقابل السواحل الفرنسية والمد النفطي الذي تلاه في كانون الاول/ديسمبر، ومجموعة توتال الاولى في فرنسا لجهة الارباح ورقم الاعمال المقدرة في 2013 ب189,5 مليار يورو وتوظف 100 الف شخص وتنشط في اكثر من 130 بلدا. بحسب فرانس برس.

توقيف أربعة موظفين

من جانب اخر وضع أربعة عاملين في مطار "فنوكوفو" بالقرب من موسكو قيد التوقيف الاحترازي في قضية مصرع رئيس مجلس إدارة شركة "توتال الفرنسية"، كريستوف دو مارجري، في حادث طائرة، حسب لجنة التحقيق الروسية، وأعلنت لجنة التحقيق الروسية توقيف أربعة موظفين في مطار "فنوكوفو" بالقرب من موسكو احترازيا في إطار التحقيق في مقتل رئيس مجلس إدارة مجموعة توتال كريستوف دو مارجري في حادث طائرة، وأوضحت اللجنة في بيان أن مسؤول تنظيف المدرج ومسؤول مراقبة الرحلات والمراقبة الجوية "المتدرجة" التي كانت تتابع إقلاع طائرة توتال مع المسؤول عنها أوقفوا رهن التحقيق، واضاف بيان لجنة التحقيق بشأن الموقوفين "كما يبدو من التحقيق فإن هؤلاء الأشخاص لم يحترموا معايير سلامة الرحلات والعمل على الأرض مما أدى الى وقوع الكارثة، وقد أوقفوا للاشتباه بهم"، واصطدمت الطائرة الخاصة التي كانت تقل رئيس مجلس إدارة "توتال" بكاسحة ثلوج في مطار "فنوكوفو" قبل أن تتحطم مما ادى الى مقتل دو مارجري وطاقم الطائرة المؤلف من طيارين ومضيفة، ووضع سائق كاسحة الثلوج فلاديمير مارتيننكو الذي كان ثملا عند وقوع الحادث بحسب المحققين وهو ما نفاه محاميه، قيد التوقيف الاحترازي لمدة 48 ساعة لكنه لم يمثل بعد أمام قاض، وقال مارتيننكو في الصور الأولى لاستجوابه والتي عرضتها قنوات التلفزيون الروسية إنه "تاه ولم يدرك أنه دخل على مدرج الإقلاع"، وقال محاميه إنه لم يكن يعمل بمفرده بل كان جزءا من طابور من الكاسحات.

وتابع المحامي أن مارتيننكو اضطر إلى الخروج من الآلية للتحقق مما إذا كان اصطدم بشيء مما أدى إلى تأخره لمده 30 أو 40 ثانية كانت كافية "ليغفل عن الطابور"، وأكد المحامي أن "الطابور غادر المدرج لكن المراقب الجوي لم يلاحظ وجود آلية بعد على المدرج"، واصطدمت الطائرة بالآلية قبل أن تنقلب رأسا على عقب وتتحطم على المدرج، وانتقد المحققون الروس الذين بدأوا تحليل مضمون "الصندوقين الأسودين" للطائرة مع نظرائهم الفرنسيين "الإهمال الجنائي" لإدارة المطار ولم يستبعدوا مسؤولية المراقبين الجويين، وأفاد مصدر في مطار "فنوكوفو" فضل التحفظ على هويته أن المراقبة الجوية التي كانت تتابع إقلاع الطائرة شابة تم توظيفها في أغسطس/آب، لكن هذه الموظفة كانت تعمل تحت إشراف مراقب جوي معروف هو ألكسندر كروغلوف كان وراء تفادي كارثة تحطم طائرة في المطار نفسه في 2007، وقال نائب رئيس مكتب التحقيق حول أمن الملاحة الجوية الروسية سيرغي زايكو إن تحليل بيانات الرحلة يفترض أن يستغرق "يومين إلى ثلاثة أيام".

قضايا فساد سابقة

يذكر انه تم توجيه تهمة الفساد لمجموعة توتال النفطية الفرنسية وذلك في 27 شباط/فبراير عام 2010 من قبل قاض فرنسي في القضية المعروفة "النفط مقابل الغذاء" في العراق التي اتهم فيها ايضا العديد من الشخصيات، وفق ما علم من توتال، وقال المتحدث باسم توتال ومحاميها جان فاي "تم توجيه الاتهام الى توتال في 27 شباط/فبراير" مؤكدا بذلك خبرا نشرته صحيفة "ليزيكو" التي كانت اشارت الى اتهام المجموعة "في بداية 2010 بالفساد والتواطؤ والتستر على استغلال نفوذ"، وقال المحامي ان "هذا القرار يعيد اطلاق الاجراءات القضائية" في فرنسا بشأن هذا البرنامج الانساني الذي اعتمدته الامم المتحدة في تسعينات القرن الماضي والذي تحول الى قضية فساد واسعة.

واضاف "اتخذ القاضي هذا القرار بخلاف كل التوقعات في الوقت الذي راى فيه سلفه والنيابة العكس ضمنيا على الاقل"، وكانت النيابة العامة في باريس قضت في ايلول/سبتمبر باسقاط الدعوى بحق وزير الداخلية الاسبق شارل باسكوا ورئيس توتال كريستوف دي مارجيري في هذه القضية، وطلبت احالة 11 شخصا امام محكمة الجنح، واتجه التحقيق الذي فتح في 2002 بفرنسا، الى العديد من الشخصيات الفرنسية التي اشتبه بتلقيها في سنوات الالفين رشاوى على شكل كوبونات نفط من نظام الرئيس العراقي السابق صدام وذلك في انتهاك لبرنامج الامم المتحدة "النفط في مقابل الغذاء"، ووضع هذا البرنامج لمساعدة العراقيين على الاستمرار في ظل العقوبات الدولية المفروضة على نظام صدام حسين بعد غزوه الكويت في آب/اغسطس 1990، واتاح هذا البرنامج الذي بلغت قيمته 64 مليار دولار للعراق بيع كميات محدودة من النفط تحت رقابة الامم المتحدة بين 1996 و2003، وذلك لشراء مواد يحتاجها الشعب.

لكن البرنامج عمه الفساد وسوء الادارة وتم اختلاس ملايين الدولارات، وافاد تقرير لجنة تحقيق مستقلة قادها الرئيس الاسبق للاحتياطي الفدرالي الاميركي بول فولكر، ان اكثر من 2200 مؤسسة (خصوصا روسية وفرنسية وصينية) من اكثر من 60 بلدا متورطة في التلاعب بهذا البرنامج، وبدأ العمل بالبرنامج في كانون الاول/ديسمبر 1996 وانهي في تشرين الثاني/نوفمبر 2003 بعد ثمانية اشهر من الغزو الاميركي للعراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/تشرين الأول/2014 - 2/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م