قال تعالى:ـ
((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ))
صدق الله العلي العظيم
وقال الامام الحسين (عليه السلام):ـ (إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً
ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدّي وشيعة
أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام)).
ويقول الشاعر:ـ
يامن راى حب الحسين تشيعا..........ان تشيع ثورة وجهادا
ثار الحسين على يزيد لفسقه........ولقد غزانا الكفر والالحادا
وفي لسان العرب النُّهوضُ: البَراحُ من الموضع والقيامُ عنه، نهَضَ
يَنْهَضُ نَهْضاً ونُهوضاً وانْتَهَضَ أَي قامَ وانهضه، حركة للنهوض،
ومعناها البيولوجي القيام بعد الجلوس، بمعنى الحركة بعد السكون.
ويقول الامام الحسين (عليه السلام) «أيّها الناس، إنَّ رسولَ اللَّهِ
(ص) قالَ: مَن رأى منكُم سُلطاناً جائِراً مُستحلاً لحرم الله، ناكثاً
بعَهدِه، مُخالِفاً لسنّةِ رسولِ الله، يَعملُ في عبادِه بالإثمِ
والعدوانِ، فلم يغِرْ (وفي رواية فلم يُغيّر ما) عليهِ بقولٍ ولا بفعلٍ،
كان حَقّاً على الله أن يُدخِله مَدخلَه».
بعد سكون الامة من مخلفات السقيفة الامر الذي أدى الى تسلط حكام
الجور من الامويين الذين استغلوا حالة غياب الوعي وشيوع الجهل،
فاستحلوا حرام الله للقضاء على الاسلام وتحويل الامة من احرار الى عبيد
اذلاء لهم.
وهذا الاعوجاج يحتاج الى قيام نهضة وتحرك ثوري يهدف الى اصلاح هذا
المجتمع وكشف حقيقة النزعة الاموية.
فنهض الامام الحسين، ليتحمل هذا التكليف نيابة عن الامة الصنمية من
اجل العلة المتبقية (ابقاء الاسلام) على مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر.
ورغم وجود عوامل مؤثرة اخرى في نهضته المباركة، الا ان المبدأ
المذكور كان اصل المبادئ في ثورته الالهية، ومن هذه العوامل اعلان
الموقف على الحاكم عندما طلب منه ان يبايع يزيد بعد وفاة معاوية، فقال
الامام (عليه السلام): مثلي لايبايع مثله ابدا وقد اعلان للناس حقيقة
الحاكم الجائر، فقال (سلام الله عليه): وعلى الاسلام السلام اذا بليت
الامة براع مثل يزيد.
وأما العامل الاخر دعوة اهل الكوفة للامام، وهذه حجة على الامام
المعصوم، فكانت احد الاسباب في نهضته وتحركه، فتعتبر هذه الدعوة من ضمن
اطار المبدأ الاصلي.
لقد كانت هذه النهضة الصادرة من خامس اصحاب الكساء لها تأثيرها
وجاذبيتها، فجعلت الاصلاح والتغيير في خواص قادة جيش يزيد، فذاك الحر
بن يزيد الرياحي الذي رفع سيفه ضد الامام الحسين (عليه السلام) في يوم
من العاشر، ثم تحول من الكفر والالحاد الى عبودية الله تعالى، ليكون
مقاتلا في صفوف معسكر الحسين.
فكان لخطاباته (عليه السلام) تأثير مدوي يشير الى اصالة مبادئ
الاسلام وتطبيقها من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد قال بين
جمع من اصحابه وجيش الحر: وقد علمتم ان هؤلاء القوم قد لزموا طاعة
الشيطان، وتولوا عن طاعة الرحمن، واظهروا الفساد في الارض، وعطلوا
الحدود واستأثروا بالفيء واحلوا حرام الله وحرموا حلاله..
لتتحول الامة من سكون وصمت مطبق وعبودية واذلال للكفر الى تحرك نحو
مبادئ الاسلام وعبودية الله الواحد عن طريق نهضة الامام الحسين وبثورته
المقدسة تنهض الامة من جديد بعد ان بث فيها روح الايمان والحق، لتكون
كما كانت في عهد رسول الله، فهو المحي لشريعة جده (صلى الله عليه واله
وسلم).
* نص حسيني شاركه الكاتب في النصوص الحسينية الادبية
التي اقامتها العتبة الحسينية المقدسة-قسم الاعلام، ونشر النص في مجلة
فنارات حسينية.
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة
النبأ المعلوماتية |