حوزة كربلاء المقدسة تعقد مؤتمرها التبليغي الثاني عشر

تحت شعار: «عاشوراء ثورةٌ وتضحيةٌ وفداء»

 

شبكة النبأ: عقدت حوزة كربلاء المقدسة ـ مدرسة العلامة الشيخ احمد بن فهد الحلي رحمه الله ـ مؤتمرها التبليغي الثاني عشر تحت شعار: «عاشوراء ثورةٌ وتضحيةٌ وفداء» وذلك صبيحة يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام 1435 للهجرة الموافق 20/10/2014 ميلادية.

جاء ذلك امتثالاً للأوامر الإلهية في الدعوة إلى الله تعالى والمذهب الحق وتعاليم أهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم، وتوجيهات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بنشر ثقافة عاشوراء والارتقاء بالمستوى الخطابي والأداء المنبري وإيصال الصوت الحسيني إلى ابعد نقاط المعمورة.

 وقد عقد المؤتمر بحضور كبير من العلماء والفضلاء وخطباء المنبر الحسيني المبارك وطلبة العلوم الدينية من مدارس حوزة كربلاء المقدسة المتعددة وسماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري ـ مدير مدرسة العلامة الشيخ ابن فهد الحلي ـ بحسب ما نقله موقع الشيرازي.نت.

استهل المؤتمر بتلاوة قرآنية معطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف ـ مؤذن الروضة الحسينية المطهرة ـ ومن ثم ألقى عريف المؤتمر الخطيب الحسيني الشيخ وائل البديري كلمة الافتتاح حيث قال:

نحن إذ نستدبر عام 1435 هجرية ونستقبل عام 1436 هجرية فإنه يحدونا الأمل بل يدعونا الفخر إلى بدء العام الهجري الجديد بموسم تبليغ ملئه العمل وبذل الجهد، مستلهمين من ثورة سيد الشهداء عليه السلام العبر والدروس ومصممين على إيصال مبادئه السامية وبعث الناس على التمسك بعُرى منهجه القويم وصراطه المستقيم، ولأجل بلورة أفضل الطرق وأيسرها وبيان ما يحتاجه المجتمع من أبحاث أكثر إلحاحاً عقدنا مؤتمرنا هذا مستضيفين عدداً من العلماء ومن لهم باع وتخصص في الشأن الخطابي والإصلاح الاجتماعي.

ابعاد التضحية وانواعها

أولى كلمات المؤتمر كانت كلمة سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مهدي الشيرازي وقد استمدها من قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى‏ بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى‏ وَعِيسَى‏ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) سورة الشورى: الآية 13.

حيث قال: كل إنسان يسعى لتحقيق هدف ما بشتى الطرق، وعادة لا يستطيع ذلك إلا بالتضحيات، وعلى مقدار الهدف يكون حجم التضحية، فالتاجر الذي يطمح للحصول على ثروة كبيرة لابد ان تكون تضحيات بمقدار ما يرمي إليه فيترتب ذلك على حساب واجبات الاجتماعية وأخلاقية وغير ذلك من تحمل الأسفار بما فيها من أخطار وجهود، والأمر ذاته في التخصصات الحياتية المختلفة، ومن الأمثلة الواقعية في ذلك رسول الله صلى الله عليه واله فان هدفه هداية الخلق اجمع وإقامة دين الله تعالى والارتقاء بمستوى البشرية إلى المراتب العليا لذا فقد ضحى في سبيل ذلك بما لم يضحي به أي شخص آخر لذا قال صلى الله عليه وآله: «ما أُوذي نبيٌ مثلما أوذيت».

وأضاف: خطباء المنبر الحسيني المبارك امتداد لنهج رسول الله صلى الله عليه آله والأنبياء والصالحين والأئمة المعصومين عليهم السلام فكما ضحى أولئك المقدسون في سبيل الهدف ينبغي على الخطيب التضحية في مختلف الأبعاد ومن هنا أشير إلى بعض أنواع التضحية وهي:

1. التضحية بالوقت والراحة: فعلى الخطيب التضحية بهما لأجل الهدف، ينقل عن حياة الشريف الرضي قدس سره انه لم يطفيء السراج سبع سنوات من أول الليل لآخره وفي السبعة الأخرى لم يسرج نوراً فيها بل قضاها جالساً في الظلمة يفكر بما حصل عليه في السبعة الأولى.

طبيعة النفس الإنسانية تميل إلى الراحة إلا ان أصحاب الهمم العالية ينبغي عليها عدم التثاقل وبذل الجهد وابعاد الراحة لتحقيق الهدف المنشود.

2. التضحية بالمال: المال يغري الإنسان ويصرفه عن هدفه فعلى المبلغ الا يكون الهدف من تبليغه المال بل يضحي بماله في سبيل هدفه، ينقل المؤرخون ان الشيخ العياشي قدس سره ورث من أبيه ألف كيلو من الذهب أنفقها جميعها في سبيل تبليغ الدين الحق ومذهب الصدق.

3. التضحية بالأهل: وهي ان كانت صعبة جداً ينبغي ان لا يكون الأهل عقبة في طريق تحقيق الهدف، قال الله تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى‏ يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) سورة التوبة: الآية 24.

4. التضحية بالنفس: لا بد للخطيب من ان يهذب نفسه ويعدها للتضحية بها في سبيل الهدف المنشود وقد شهد التأريخ الكثير من المؤمنين الذين ضحَّوا بأنفسهم في سبيل تبليغ رسالات الله سبحانه.

5. التضحية بالسمعة: وهي اشد أنواع التضحيات فكما ضحى سيد الشهداء عليه السلام بها فقيل عنه انه «خارجي» كذا ينبغي علينا ان نضحي، وهذه السبة أي «الخارجي» ليست بالأمر الهين فالخارجي وفق المصطلح المتعارف عليه ألان أي «العميل للعدو والاستعمار» فحتى لو وصم الخطيب بالعمالة لا ينبغي لذلك ان يكون عقبة في طريق تحقيقه للهدف.

دور الفداء في الإصلاح الاجتماعي

ثاني كلمات المؤتمر كلمة سماحة الشيخ مرتضى معاش ـ مؤسس ومدير مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام ـ حيث كان محورها حول مسألة «الفداء» وقد استهلها بقوله تعالى: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) سورة الصافات: الآية 107، ومن ثم أشار إلى الفرق بين التضحية والفداء مبيناً ان الأولى تكون بلا مقابل في حين ان الثاني يكون بمقابل، وان التضحية مفهوم نفسي يرتبط ببذل النفس في حين ان الفداء مفهوم اجتماعي مرتبط بالتكافل الاجتماعي.

ومن ثم تحدث حول النجاح الاجتماعي مؤكداً انه يعتمد على عناصر أساسية هي: الأمن بمختلف أشكاله السياسي والاجتماعي والبيئي، الاكتفاء الذاتي على صعيد الفرد والمجتمع، منظومة القيم التي تجمع أفراد الاجتماع في بودقة واحدة، القوانين التي تنظم العلاقات الاجتماعية وتحمي حقوقهم. وبفقدانها أو احدها يفشل المجتمع ويصبح هشاً ممزقاً قابلاً للاختراق.

وتساءل الشيخ مرتضى معاش انه لماذا لايستطيع المجتمع ان يحقق النجاح ويغرق في دوامة الفشل؟

حيث أجاب بقوله: سبب رئيسي وهو عدم وجود اللحمة والتوافق الاجتماعي الذي يحقق التماسك والقوة والحصانة للمجتمع. وهذا التوافق يعتمد على وجود عقد اجتماعي بين مختلف افراد المجتمع يضمن العيش المشترك القائم احترام حقوق الاخرين والعدالة والانصاف والإحسان والتكافل. وهذا هو مفهوم الفداء حيث يعطي الانسان ويتنازل عن بعض ما عنده للحصول على المنفعة الاجتماعية العامة المتمثلة بالأمن والعيش الكريم. لذلك فهو يعطي ويأخذ الكثير...

ولكن ماذا يحصل عندما تغيب ثقافة الفداء ويسيطر الاخذ بلا عطاء؟

- فقدان الثقة بين افراد المجتمع واستفحال امراض الغش والنفاق والكذب

- غياب الانصاف وظهور التفاوت الطبقي الفاحش

- ظهور الجماعات الفرعية التي توفر امنا موهوما

- استفحال النزاعات والصراعات

-كل هذا يساهم في ظهور الحاكم الدكتاتور الذي يستفيد من هشاشة المجتمع وتمزقه للسيطرة المطلقة.

مستدلا على بقول الامام علي (عليه السلام) في الغرر: إن لله سبحانه عبادا يختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها في أيديهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم وحولها إلى غيرهم.

ومن ثم تحدث الشيخ معاش عن دور المنبر الحسيني في نشر ثقافة الفداء داعيا الى استفادة الخطباء من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ﴾( سورة الأحزاب)

فالمنبر الذي يحقق مقاصد النهضة الحسينية هو المنبر الهادف الى تحقيق الإصلاح الاجتماعي عبر ترسيخ ثقافة الفداء بين افراده، حيث ان احد اهم المقاصد هو بناء مجتمع صالح ناجح يجسد مبادئ الإسلام واهل البيت عليهم السلام. وذلك عبر الاعتبار من تاريخ النهضة المباركة وكيف ان الناس الذين لم ينصروا الامام الحسين عليه السلام خوفا على حياتهم او طمعا بمال قليل خسروا كل شيء واصبحوا يعيشون عبيدا للحكام الطغاة خائفين بلا كرامة. فلو انهم نصروا الامام الحسين عليه السلام لربحوا الدنيا والاخرة.

وأضاف الشيخ مرتضى معاش ان الكثير من الناس اليوم لايعرفون هذه المعادلة ويقعون في نفس الفخ فيأخذون ولايعطون وبعضهم يسرق عبر الرشوة والفساد والاختلاس والغش فيدمر المجتمع ويمزقه ويجعله فريسة سهلة للإرهابين والطغاة والمستعمرين، فيظن نفسه رابحا بين هو يخسر كل شيء نفسه ومستقبل أبنائه. مستدلا على كلامه بقول الامام علي (عليه السلام) في الغرر: إن من بذل نفسه في طاعة الله ورسوله كانت نفسه ناجية سالمة وصفقته رابحة غانمة.

وفي الختام أشار إلى خمسة توصيات للخطباء الكرام هي:

1. استنباط قيم الإصلاح الاجتماعي من النهضة الحسينية وتوضيحها للمستمعين بطريقة علمية فكرية تساهم في تغيير حياتهم نحو الأحسن، وهنا يسأل الخطيب نفسه بعد انتهاء مجالسه، هل نجح في تغيير حياة الناس أم لا؟

2. ان يطبق خطيب المنبر مفهوم الفداء على نفسه أولاً، بان يعطي كما يأخذ، وان يعطي أكثر مما يأخذ.

3. مواجهة منظومة القيم الفاسدة التي تساهم بنشر الفساد المالي والسياسي والإداري والجريمة والانحراف، فهذه القيم هي التي تنشر العنف والإرهاب وتمزق المجتمع بالمآسي.

4. استثمار التفاعل العاطفي الوجداني مع مأساة أهل البيت عليهم السلام في كربلاء من اجل تغيير أفراد المجتمع وإصلاحهم فكرياً وأخلاقياً.

5. تعريف المستمعين بأهمية تعلم مفهوم تحمل المسؤولية والبدء بعملية إصلاح الذات من خلال تطبيق مفهوم الفداء على أنفسنا والتعهد بذلك.

يتعلم علومنا ويعلمها الناس

ثالث كلمات المؤتمر كلمة سماحة العلامة الحجة الشيخ طالب الصالحي ـ مدير مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة ـ وقد استمدها من حديث الإمام السلطان علي بن موسى الرضا عليهما السلام ـ حيث قال: «رحم الله عبداً أحيا أمرنا. قيل كيف يُحيا أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس».

فابتدأ بمقدمةً بيَّن عبرها ان الغاية من طلبة العلم هو ذي المقدمة لا المقدمة ذاتها، حيث ان طالب العلوم الحوزوية من نحو صرف وبلاغة ومنطق وغيرها هي مقدمة لفهم الكتاب العزيز وما ورد عن المعصومين صلوات الله عليهم، وان طالب العلم يقضي سنوات مديدة في طلب المقدمة فيجب ان لا تكون هي الغاية وينصرف عن ذي المقدمة، بل المقدمة هي الهدف والغاية.

وتابع قائلاً: بعد ان استطاع الخطيب وطالب العلم تحصيل المقدمة يجب عليه تحصيل ذي المقدمة ومن هنا ينبغي عليه قراءة دورة تفسيرية كاملة، هذه الدورة تكون معتمدة على روايات أهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم فإن الأصل هو النقل والعقل وسيلة فهم ما ورد عن العترة والوصول إليها، وكذا قراءة دورة كاملة من المجاميع الحديثية كالكافي الشريف، لتكون رأس مال تأجر به مع الله تعالى حينما يبلغ تعاليمه وأوامره سبحانه، وهذه هي المرحلة الثالثة بعد الدراسة والتحصيل للعلوم الحوزوية وللكتاب والسنة المطهرة الواردة عن أهل بيت العصمة والرسالة عليهم السلام.

ومن ثم أشار الى مسألة في غاية الأهمية من الناحية العملية قائلاً: ان المبلغ الحسيني غالباً ما توجه إليه أسئلة حول وقائع وأشخاص وأمور خارجية فيطلب منه تشخيص الصحيح من السقيم. فينبغي أن يكون الضابط لديه الكتاب والسنة المطهرة فما يراه أهل البيت حق فهو الحق، فكل ما يُسأل عنه يعرضه على القواعد والضوابط الشرعية ويعطي حكمه وفق ذلك، ولا يتم له ما لم يكن على إطلاع على المصادر الشرعية آنفة الذكر.

كما وتحدَّث حول الصعوبات التي يواجهها المبلِّغ وطالب العلم بصورة عامة، مؤكداً بالقول ان المبلغ هو على خطى الأنبياء والمعصومين عليهم السلام فيجب ان يقتدي بهم عليهم السلام ويتحمل المصاعب كما هم تحملوا، وكذا عليه استذكار حياة العلماء العاملين الحاضرين منهم والماضين ويتأس بهم ويجاهد مثلما جاهدوا.

كذلك تحدث حول الجانب الروحي وأهميته في التأثير الإصلاحي وانه على المبلِّغ تقوية هذا الجانب فهو النور بحق وبضده الظلام فكلما اقترب المبلغ من النور ابتعد عن الظلام وان نور الله في الأرض هم أهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم فعليه الاقتراب منهم والدعوة إليهم ليفلح ويحقق الأهداف من عمله، وان يترك خلال الموسم التبليغي المتمثل بمحرم الحرام وشهر صفر الخير أي عمل آخر سوى التبليغ وهداية المجتمع إلى الإسلام الحق، والتجربة أثبتت ان عمل عملاً غير ذلك لم يبارك عمله.

وفي ختام حديثه أشار إلى بعض المصادر التي ينبغي على المبلغ اعتمادها والاستنارة بها في عمله ككتاب «العلم النافع» لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله.

أسس المنبر الحسيني

رابع كلمات المؤتمر كلمة سماحة آية الله السيد فاضل الجابري وقد محور كلمته حول الأسس أو العناصر التي يقوم عليها المنبر الحسيني، مبيناً أنها:

أولاً/ المنبر عَبرة، حيث أشار إلى الجانب العاطفي الايجابي والحزن على مصاب سيد الشهداء عليه السلام وما جرى عليه واله من مظالم.

ثانياً/ المنبر الحسيني عِبرة، فأكد من خلالها أهمية أخذ العبر والدروس من الثورة الحسينية المباركة قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاِولِي الْأَلْبَابِ) سورة يوسف: 111، وكذا إيصال تلك الدروس للمجتمع فبها يتم الإصلاح والدعوة الحق إلى المبادئ الحسينية.

ثالثاً/ المنبر الحسيني فكرة تجسّد مبادئ العدالة والإنصاف والقيم والكرامة الإنسانية السامية، على المبلغ الحسيني نشرها ثقافة لتتأصل في المجتمع.

رابعاً/ المنبر الحسيني ثورة ضد الظلم والجور والفساد والجهل والتخلف، على المبلغ تجسيدها عبر المنبر المبارك، وان يجعل من أفراد المجتمع أعضاء فاعلين ومتفاعلين مع مبادئ الثورة الحسينية الخالدة.

البيان الختامي

وفي ختام المؤتمر قُرأ البيان الختامي وفيما يلي نصه:

 البيان الختامي لمؤتمر حوزة كربلاء المقدسة التبليغي الثاني عشر

«عاشوراء ثورةٌ وتضحيةُ وفداءٌ»

بسم الله الرحمن الرحيم

(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى‏ بِاللَّهِ حَسِيباً) الأحزاب: 39

صدق الله العلي العظيم

لا يخفى ما تتعرض له شيعة أهل البيت عليهم السلام اليوم لاسيما في العراق الجريح من تحديات كبيرة ومخاطر عظيمة تحتم الحاجة الفعلية إلى الإصلاح العام في النواحي الحياتية كافة، وهو واجب ملقى على عاتق العلماء والخطباء وطلبة العلوم الدينية والمتخصصين في الشأن الديني والاجتماعي، ومن هنا تبرز أهمية المنبر الحسيني كونه الوسيلة الفاعلة والمضمونة ذات الاحترام الكبير من قبل شرائح المجتمع كافة.

إن المنبر الحسيني المبارك في واقعه امتداد لثورة سيد الشهداء عليه السلام بما تحمل من مبادئ وتضحيات لم يشهد التاريخ لها نظير، وان له من قيامه صلوات الله عليه أهدافاً روجت وما زالت تذاع عبر المنابر المباركة لاسيما في شهر محرم الحرام ذكرى الواقعة العظيمة حيث تنتفض الطاقات والعواطف الحسينية النبيلة لإحياء الذكرى الخالدة، يؤكد رجال المنبر والعلماء المؤتمرون في حوزة كربلاء المقدسة على التوصيات التالية آملين من حملة رسالة الإمام الشهيد عليه السلام وخطباء المنبر مدارستها والانطلاق منها للنهوض بالمسؤولية المقدسة:

أولاً: إن سيد الشهداء عليه السلام خرج مصلحاً وداعياً إلى الله سبحانه ومبلغاً لرسالاته السماوية، فيجب على الخطيب السير وفق نهجه القويم وإيقاد جذوة النهضة الحسينية في النفوس، مع التذكير بالمبادئ الحسينية وبعث المجتمع على التمسك بها مهما تكن الظروف والصعوبات.

ثانياً: المنبر الحسيني محل البلاغة والفصاحة والبيان العربي، فينبغي إتقان الإلقاء مع الإعداد الجيد وتحديد الأهداف، ومراعاة الخطاب بما يتلاءم والشرائح كافة.

ثالثاً: التمسك بالمنهج العلمي الإيجابي في الطرح والابتعاد عن نواقضه وسلبياته مهما كانت مع خلق أجواء تفاعلية جاذبة للمتلقين بغية التأثير وتحقيق الأهداف الحسينية المقدسة.

والحمد لله رب العالمين.

الاثنين 25 ذي الحجة الحرام 1435 للهجرة

الموافق 20/10/2014 ميلادية

 كما صدحت قريحة فضيلة الشيخ سلطان التستري بأبيات بالمناسبة حيث قال:

مِنْبَرُ السِبْطِ الشَّهِيدِ ( ثـَوْرَةٌ )                أَوْجَـدوهـا ( لِلْـفِـدا ) في كَـرْبَلا

نُخْبَـةٌ خَيَّـرَةٌ سَـطْـوَتُـها                       تَخْطِفُ الهـامَ إذا الحَــربُ اصْـطَلا

هذِهِ الأعْــوادُ عُـدَّتْ لِلأُلى                    ( لِـيُـضَـحُّوا ) أَنْـفُساً دونَ الْـوِلا

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/تشرين الأول/2014 - 28/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م