العمارة الحديثة..  أيقونات زاهية على حساب الطبقة العاملة

 

شبكة النبأ: يعيش العالم اليوم ثورة جديدة في مجال التنمية العمرانية والعمارة الحديثة والأنيقة، المتمثلة ببناء الأبراج وناطحات السحاب، حيث باتت الأيقونات المعمارية من الأمور المهمة للعديد من الدول والحكومات، التي سعت الى تنفيد وتصميم المشاريع والمباني المميزة والأبراج العالية وغيرها من المشاريع الأخرى ولأهداف مختلفة اقتصادية او إعلامية هذا بالإضافة الى الاهتمام بالمعالم المعمارية القديمة التي تعد ارث حضاري مهم لا يمكن الاستغناء عنه. وقد سعت العديد من الحكومات الى دعم وتشجيع بعض المعماريين من خلال فتح باب المنافسة وإقامة بعض المسابقات والمعارض المهمة ومنح الجوائز التي اعتبرها الكثير حافز مهم لمواصلة الإبداع والتقدم.

العمارة هي فن وعلم تصميم وتخطيط وتشييد المباني والمنشآت ليغطي بها الإنسان بها احتياجات مادية أو معنوية وذلك باستخدام مواد وأساليب إنشائية مختلفة. ويتسع مجال العمارة ليشمل مجالات مختلفة من نواحي المعرفة والعلوم الإنسانية، فالعمارة ذات علاقة وثيقة بمجالات تخطيط المدن والتخطيط العمراني، والتأثيث المدني والتصميم الداخلي.

هذا الفن وعلى الرغم من النجاح المتحقق لاتزال تواجه العديد من الانتقادات من قبل بعض المهتمين فهي وبحسب اراء البعض مجرد كتل وأشكال وتصاميم وقتية، بعيدة عن التاريخ والحضارة الإنسانية، كما أنها أسهمت بتدمير المدن، وهو ما يعارضه البعض الأخر الذي يرى ان العمارة في وقتنا الحاضر فيها الكثير من الابداع الجمالي والفني غير منتمية الى اي اتجاهات فكرية او قومية خاصة هذا بالإضافة الى الميزات الأخرى.

إذ تعد بنايات العالم الشاهقة علامة على انتعاش كبير في بناء ناطحات السحاب، وهذا يعكس سوءا كبيرا في توزيع رأس المال، وربما المال لا يساوي شيئاً حتى تنفقه.. هذه الفلسفة هي التي تقف وراء الأشياء والبنايات الباهظة الثمن وربما البذخ أيضاً، ولا شيء يساوي الإنفاق سوى تشييد أبراج شاهقة قد تضر أكثر مما تنفع اقتصاديا، فابت العالم اليوم يشهد تنافسا شديدا في مجال التنمية العمرانية والعمارة الحديثة والأنيقة بشكل مذهل.

جائزة ريبا سترلنغ

وفيما يخص اخر الاخبار المتعلقة بفن العمارة فقد انضم تصميم "مركز لندن المائي" للفنانة زهاء حديد والذي عرض خلال أولمبياد لندن 2012 إلى قائمة الأعمال المرشحة للفوز بجائزة "ريبا سترلنغ" البريطانية المرموقة. وشملت قائمة الترشيحات أيضا مبنى "شارد" وهو أطول مبنى في غرب أوروبا. وهذان التصميمان من بين ستة مشاريع معمارية تتنافس للفوز بالجائزة هذا العام.

وريبا سترلنغ هي أرفع جائزة يقدمها المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين (ريبا). وتضم الأعمال المتنافسة على الجائزة مسرح "افريمان ثيتر" بعد تجديده في ليفربول، ومكتبة برمنغهام وكلية لندن للاقتصاد ومدرسة مانشستر للفنون. وتمنح الجائزة للمهندسين المعماريين المعتمدين من ريبا وزملاء المعهد الدوليين لأعمالهم في بريطانيا وأماكن أخرى في الاتحاد الأوروبي. وتتنوع التصميمات الست المرشحة في حجمها وهدفها، لكنها جميعا ستخضع لنفس المعايير، وهي تميز التصميم وأهميته لتطور الهندسة المعمارية وبيئة البناء.

المركز المائي في لندن لزهاء حديد، كان هذا المبنى في ستراتفورد شرقي لندن موقعا ملائما لدورة الألعاب الأولمبية عام 2012. ومن خلال استلهام الأشكال الهندسية المائعة للمياه المتحركة، كان الهدف هو خلق مساحة وبيئة محيطة تتناغم مع مشهد النهر في الحديقة الأولمبية.

والسقف المتموج يتحرك لأعلى من الأرض مثل موجة تنبسط أعلى المبنى وتحدد معالم حمامي سباحة منفصلين. ويضم المركز أيضا حماما للغطس، وهذا المجمع مفتوح حاليا لعامة الجماهير، ويعد أيضا مركزا لتدريب السباحين أمثال السباح البريطاني توم ديلي الحائز على الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن. وحازت حديد، وهي بريطانية من أصل عراقي، على جائزتين من جوائز ريبا سترلنغ، وهي جائزة ريبا عام 2010 عن تصميمها لمتحف ماكسي في روما وأكاديمية افيلين غريس في لندن عام 2011.

مسرح افريمان ثييتر، في ليفربول لهاورث تومكنز، استغرق التخطيط لهذا المسرح الجديد عشر سنوات، وعامين لبناءة. وتتولى مؤسسة هاورث تومكنز للتصميم المسؤولية عن تصميم العديد من المسارح الحائزة على الجوائز من بينها مسارح "رويال كورت" ويونغ فيك وذا شيد وبوش. وأزيلت المباني القديمة في عام 2011، وجرى الاحتفاظ بـ25 ألف من الأحجار التي استخدمت في المباني الأصلية من اجل الاستعانة بها في بناء المسرح الجديد. وتظهر على واجهة المسرح صور لـ105 أشخاص قبالة "ميرسي سايد"، والتي حفرت صورها في مصاريع معدنية لخلق عمل فني علني.

وأعيد بناء المسرح بتكلفة بلغت 27 مليون جنيه استرليني، من بينها 17 مليونا من مؤسسة اليانصيب الوطنية. ويشتهر المسرح الموجود في شارع هوب ستريت والذي افتتح عام 1964 بعرض أعمال لكتاب وممثلين محليين جدد. ثلاثة صناديق مزينة بشاشة مزركشة بالثقوب هي العلامة الأبرز لهذا الصرح، الذي يضم مساحات رسمية وغير رسمية للقراءة والاسترخاء وممارسة اللعب والمشاركة في برنامج فعاليات المكتبة.

يقود فريق التصميم "ميكانو" وهي شركة تصميم معماري مقرها هولندا. ووصفت الشريك المؤسس لميكانو فرانسين هوبن تصميمها لمكتبة برمنغهام بأنه "قصر الشعب"، وقالت إن هذا التصميم "استلهم طاقة المدينة الرائعة، أتمنى أن تجذب مغامرة الدخول إلى المبنى والتجول فيه المزيد من الناس نحو متعة التعلم والقراءة". وهذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها الشركة ضمن القائمة القصيرة لجوائز ريبا.

 بني هذا الصرح على إجمالي مساحة تصل إلى 111 ألفا و500 متر مربع على مساحة صغيرة من الأرض تقع مباشرة بجانب أحد أكبر مراكز النقل في لندن. ويضم المبنى عيادة صحية ومكاتب ومطاعم وفندقا وشققا سكنية ومعرض تحف "غاليري" وأصبح يشكل جزءا لا يتجزأ من مشهد لندن. ومن خلال استلهام قمم كناس لندن المستدقة وصواري السفن الشاهقة التي صورها الرسام الفينيقي كاناليتو في أعماله في القرن الثامن عشر، قامت رينزو بيانو بتصميم برج "شارد" كبناء على شكل قمة مستدقة تبرز من نهر التيمز. يضم شارد ثمانية واجهات زجاجية منزلقة تحدد شكل وجودة الرؤية لهذا البرج، وتقسم حجم المبنى وتعكس الضوء بطرق غير متوقعة. وهذه هي المرة الأولى التي يرشح فيها شارد للفوز بهذه الجائزة.

 كلية لندن للاقتصاد، هذا هو أول مبنى توافق كلية لندن للاقتصاد على تشييده منذ أكثر من 40 عاما. المهندس الأيرلندي او دونيل تومي هو من صمم الشكل المعماري الجديد لمركز طلاب "سو سوي هوك" والواجهة المثقوبة من الحجارة والمثيرة للإعجاب. وافتتح المبنى في يناير/كانون الثاني من هذا العام. شيد هذا المبنى في موقع صغير بوسط لندن، وصمم بشكل حلزوني متجه لأعلى، وبأسوار خارجية من الحجارة منزلقة لأسفل وملتوية، ومقورة بشقوق لمنح الضوء والشكل. ويضم المبنى اتحاد طلاب الجامعة ومركزا للأديان وقاعة جيم وحانة والعديد من المقاهي.

وأدرج او دونيل تومي في القائمة القصيرة لجائزة سترلنغ في عام 2012 عن تصميمه مسرح "ليرك" في بلفاست. وتضمن هذا المشروع عمليات تجديد كبير للبرج الذي يعود تاريخ بنائه إلى الستينيات من القرن الماضي بالإضافة إلى سلسلة من السلالم والجسور المصنوعة من البلوط والمدعومة بالصلب لربط المستويات المختلفة للمساحات الممتدة للمبنى الرئيسي الذي يعود للقرن الـ19.

ويضم المبنى الجديد مساحات إضافية لاستديوهات وورشة عمل ومعرض لطلاب المدرسة البالغ عددهم 3500 طالب، ويشمل أيضا واجهة لامعة من سبعة طوابق، وهو ما يخلق مساحة للمعارض والمناسبات يمكن رؤيتها من الشارع الخارجي. وفيما يعكس جمال المستودعات المحلية التقليدية، استخدم المهندسون المعماريون مواد من بينها الخرسانة والصلب والزجاج في جميع أنحاء التصميم الداخلي. وفازت فيلدن كليغ برادلي ستوديوز بجائزة سترلنغ عام 2008 عن تصميمها مشروع "اكورديا" السكني في كامبريدج.

فقرة مثيرة للجدل

الى جانب ذلك سحب الناقد المعماري المعروف مارتن فيلر فقرة من عرضه لأحد الكتب قالت المعمارية زها حديد في دعوى قضائية مرفوعة امام القضاء الامريكي انها تعد تشهيرا بها. ورفعت حديد الفائزة بجائزة بريتزكر المعمارية دعوى قضائية ضد فيلر ومجلة (نيويورك ريفيو اوف بوكس) امام محكمة في نيويورك تزعم فيها ان العرض الذي نشره فيلر في الخامس من يونيو حزيران يسيء الى سمعتها ويلمح كذبا الى عدم اكتراثها بظروف العمل الصعبة للعمال الوافدين في مشروعات معمارية ضخمة في الشرق الاوسط.

واعترضت حديد العراقية المولد الحاصلة على الجنسية البريطانية على فقرة قالت إنها أخرجت من السياق قال فيها فيلر انها لم تظهر اكتراثا "بنحو الف عامل هلكوا" أثناء بناء استاد الوكرة الذي صممته لبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022. وفي تراجعه الذي قدمت نيويورك ريفيو قال فيلر ان الفقرة من عرضه لكتاب "لماذا نبني: السلطة والرغبة في المعمار" للكاتب روان مور استندت الى تصريح أدلت به حديد في مناسبة صحفية في فبراير شباط عام 2014 عن وفيات عمال البناء في قطر. بحسب رويترز.

وقال فيلر إنه متفق مع حديد على أن البناء في استاد الوكرة ليس مقررا له ان يبدأ قبل عام 2015. وقال فيلر "لم تحدث وفيات بين العمال في مشروع الوكرة وتعليقات السيدة حديد عن قطر التي نقلتها في عرضي للكتاب لا صلة لها بموقع الوكرة أو أي من مشروعاتها. وآسف على الخطأ." وقال أورين فارشافسكي وهو شريك في شركة المحاماة بيكر آند هوستيتلر ان حديد "درست بعناية المسائل التي تمثل خطرا على حياتها المهنية وسمعتها" قبل ان تقرر رفع الدعوى. وأضاف "تلقينا تراجع السيد فيلر الذي نشر ونعلم بنية نيويورك ريفيو أوف بوكس لنشره. السيدة حديد ومستشاروها يراجعونه سيردون بعد بحثه بعناية."

إيفل بحلة جديدة

 في السياق ذاته شهد برج إيفل إضافات جديدة أبرزها وضع أرضية زجاجية شفافة في الطابق الأول بالإضافة إلى أقسام جديدة أكثر مراعاة للبيئة مع تسهيلات لمرور الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعتبر هذا البرج الأكثر جذبا للزوار في العالم بين المواقع التي تفرض رسم دخول. ومن أبرز الإضافات على البرج هي الأرضية الزجاجية الشفافة في الطابق الأول ما يمنح الزوار رؤية مميزة على أرض المعلم من ارتفاع 57 مترا كذلك أعيد تشييد جناحين داخل البرج بعد هدمهما. و"بتأثير" من الأعمدة المتراصة التي ابتكرها مصمم البرج غوستاف إيفل، ينسجم الجناحان الجديدان مع الطابع المائل للمعلم كما يتسمان بالشفافية بفضل تعرج واجهتهما الزجاجية وتمايلها.

وحتى اليوم، قلة من زوار البرج يزورون الطابق الأول إذ أن أكثرية هؤلاء يفضلون الانتقال إلى الطابقين الثاني والثالث أو النزول مباشرة بعد الزيارة. وعلى المنصة، يفضل البعض الوقوف حذرين خارج المساحة الزجاجية. في حين لا يتردد آخرون، خصوصا الأطفال منهم، في التمتع برؤية عميقة لنهر السين وأنحاء مدينة باريس ويبدو أن الأشخاص الذين يقومون بالتجربة لا يندمون عليها.

وذكر رئيس جمعية استثمار برج إيفل (التي تملك بلدية باريس 60 % من أسهمها) برنار غوديليار بالأهداف الخمسة للأعمال التي استمرت عامين وكلفت 30 مليون يورو: تحسين إدارة تدفق الزوار مع زيادة عدد الأشخاص الذين يقصدون الطابق الأول، تحديث الأجنحة داخل البرج، تطوير المحتويات البصرية داخل المعلم، جعل الطابق بأكمله متاحا لدخول المعوقين وتخفيف استهلاك هذا الصرح للطاقة. بحسب فرانس برس.

وأشار غوديليار إلى أن برج إيفل عليه العمل في السنوات المقبلة على أن يزود بـ"مركز استقبال يليق بهذا الاسم". ويجذب يرج إيفل الذي دشن سنة 1889، نحو سبعة ملايين زائر سنويا (85 % منهم أجانب)، ما يجعله الأكثر جذبا للزوار في العالم بين المواقع التي تفرض رسم دخول. وقد حقق المعلم في 2013 إيرادات بقيمة 73 مليون يورو.

أعلى مبنى سكني

من جانب اخر قال مدير مشروع بناء أعلى مبنى سكني في النصف الغربي من الكرة الأرضية إن فريق العمل انتهى من صب خرسانة آخر طابق في ناطحة السحاب بمدينة نيويورك الامريكية. وقال هاري ماكلوي إن المبنى المؤلف من 96 طابقا رقم 432 بارك أفينيو بمنهاتن سيضم وحدات سكنية راقية يبدأ سعرها من 16.95 مليون دولار. ويبلغ ارتفاع المبنى 425.5 متر وهو أعلى من مبنى إمباير ستيت ومبنى كرايسلر.

وقال ماكلوي في بيان "فخورون بأننا وضعنا معلما في مدينة نيويورك يمكن رؤيته من كل مكان في المناطق الإدارية الخمس (للمدينة) والذي سيعزز من أفق مدينتا البديع." وجاء في البيان إن أعمال البناء في ناطحة السحاب التي صممها المهندس المعماري رفائيل فينولي ستنتهي العام القادم. بحسب رويترز.

وقال مجلس المباني الشاهقة والمساكن في مناطق الحضر إن أعلى مبنى سكني في العالم والذي يطلق عليه اسم (وورلد وان) سيفتتح العام القادم أيضا في مدينة مومباي الهندية وسيبلغ ارتفاعه 441 مترا. وقال المجلس إن أعلى مبنى سكني حاليا هو برج الأميرة (برينسس تاور) الموجود في دبي والذي تم الانتهاء من بنائه عام 2012 ويبلغ طوله 413 مترا.

مبنى الكبسولات

الى جانب ذلك تعتزم السلطات اليابانية هدم المبنى المعروف بـ "ناغاكين كابسل تاور" الواقع في حي شيمباشي التجاري في طوكيو والمؤلف من 140 شقة ذات نوافذ واسعة، لكن مجموعة من السكان تحاول منع تدمير هذه العمارة المشيدة في خضم حركة ميتابوليست الهندسية اليابانية. ويكد ماساتو أبيه أحد سكان المبنى لإنقاذ هذه البناية التي كانت تكتسي طابعا استشرافيا للمستقبل وقت تشييدها عندما صممها المهندس كيشو كوروكاوا سنة 1972. وأطلق حملة تمويل تشاركي على أمل "تلقي الهبات من أنحاء العالم أجمع".

وتشبه الشقق الصغيرة جدا في هذا المبنى بنوافذها الكبيرة المستديرة بالكبسولات الفضائية. وشرح الخبير في المعلوماتية البالغ من العمر 41 عاما والشغوف بالهندسة المعمارية "نحاول أن نشتري الكبسولات واحدة تلو الأخرى" في هذا المبنى الذي صور فيه فيلم "ذي وولفيرين" سنة 2013. ويعتزم المروج العقاري تدمير هذا المبنى نظرا لتعذر الحفاظ عليه، لكن ينبغي تأييد هذا القرار بنسبة 80 % من الأصوات، بحسب ما ذكر تاتسويوكي ماييدا الذي يملك سبع وحدات يقوم بترميمها في أوقات فراغه. وكل كبسولة تمنح صوتا واحدا خلال التصويت.

وخلافا لكثير من الكبسولات الأخرى التي تقوم مقام فنادق في العاصمة ينزل فيها مثلا الركاب الذين فوتوا قطاراتهم، تمثل هذه الغرف اليوم حقبة من التاريخ المعماري في اليابان ينبغي الحفاظ عيلها مهما كلف الثمن، بحسب المدافعين عنه. فكل غرفة من هذه الغرف التي لا تتخطى مساحتها 10 أمتار مربعة والتي تشبه المراكب الفضائية تضم سريرا ومكتبا قابلا للطي وحماما، فضلا عن مذياع وتلفاز وساعة قديمة الطراز.

ويعيش سكان بشكل دائم في حوالى 20 وحدة من هذه الوحدات، في حين تقوم 50 وحدة أخرى مقام مكاتب واستوديوهات فنية ومساكن ثانوية. لكن حالة هذه المساكن قد تدهورت على مر السنين نظرا لتقاعس أصحابها عن صيانتها إذ لا مانع لديهم من أن يدمر هذا المبنى ليحل محله مبنى آخر يحصلون منه على إيجار أعلى بكثير من مبلغ الستين ألف ين (435 يورو) الذي يتقاضونه شهريا في مقابل الكبسولة الواحدة.

وكادت العمارة أن تدمر سنة 2007 بطلب من أصحابها، لكن الأزمة المالية العالمية أنقذتها بأعجوبة. وأطلق الوافدون الجدد حملة للحفاظ عليها. وليست ظروف العيش دوما سهلة في هذه الكبسولات الموزعة على أكثر من 10 طوابق والمتمحورة حول محور مركزي والتي صممت بداية تصميما يسمح بنزع كل واحدة منها على حدة واستبدالها كل 25 عاما. بحسب فرانس برس.

ومن الصعب رفع الوعي في أوساط الرأي العام الياباني إزاء المحافظة على المباني التاريخية في بلد تدمر فيه المباني وتعمر بانتظام تماشيا مع المعايير المضادة للهزات الأرضية. ويقترح كريستيان ديمر الأستاذ المحاضر في إدارة المدن في جامعة طوكيو أن ترسل هذه الكبسولات، في حال اتخذ قرار تدمير المبنى، إلى أنحاء العالم أجمع، حفاظا على روح حركة ميتابوليست الهندسية اليابانية التي أطلقت في الستينيات لتصميم مدن المستقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/تشرين الأول/2014 - 27/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م