توقعات غير سارة للاقتصاد العالمي

حاتم حميد محسن

 

صدر مؤخرا عن صندوق النقد الدولي IMF تقرير عن آخر التوقعات للاقتصاد العالمي والتي تتضمن توقعات النمو العالمي، الصورة ليست جذابة. بالعودة الى شهر جنوري من هذا العام، كان الـ IMF يعتقد ان العالم سيحقق نمواً بمقدار 3.7%. غير ان هذه النسبة من التوقعات هبطت الى 3.6% في شهر ابريل، والى 3.4% في شهر جولاي، واخيراً الى 3.3% حاليا. ولو انخفض النمو اكثر من ذلك فان الأداء في هذه السنة سيصبح دون مستوى عام 2013 البالغ 3.3%، بما يجعل سنة 2014 السنة الرابعة على التوالي التي تهبط بها مخرجات الاقتصاد العالمي قياسا بما شهدته السنوات السابقة.

ان الانحدار المستمر بأداء الاقتصاد العالمي مرتبط بعدة اسباب، بضمنها ما يتطلبه العالم من وقت للتأقلم مع الميول العامة. في الفصل الاول من التقرير عن صورة الاقتصاد العالمي (WEO)، يعترف صندوق النقد الدولي بانه حتى وان كانت توقعاته هي الاكثر تشاؤماً منذ عام 2011 الاّ انها ليست بما يكفي من حيث التشاؤم والسرعة. بين عام 2011 الى 2014، لاحظ الصندوق ان توقعاته لفترة سنة قادمة والتي كانت 0.6% من النقطة هي متفائلة جداً، الامر الذي لا يبشر بخير للمتبقي من هذه السنة او السنة القادمة، في هذه اللحظة حدد الصندوق توقعاته للنمو في عام 2015 بـ 3.8%.

ان التقييمات المتراجعة التي قام بها الصندوق كانت على نطاق واسع. اوربا واليابان يُتوقع لهما نمواً في هذه السنة أقل مما كان متوقع سابقا (كلاهما استلم اشارات تحذيرية عن توقعاتهما لعام 2015).

الاسواق الصاعدة ايضا ليست مطمئنة، في الحقيقة ان النمو في الناتج المحلي الاجمالي GDP في الاسواق الصاعدة يُتوقع الآن ان لا يزيد عن 4.4% في عام 2014، اي أفضل من الاقتصادات المتقدمة فقط بمقدار 2.6% من النقطة. ومن الملفت ان امريكا اللاتينية والشرق الاوسط وجنوب الصحراء الافريقية حصلت على اعادة تقييم كبيرة هذه المرة. نمو البرازيل انخفض بنقطة مئوية كاملة. ويُتوقع الآن ان يزداد فقط بنسبة 0.3% لكامل سنة 2014.

يرى صندوق النقد الدولي ان الاوضاع ستكون اكثر سوءاً في المستقبل. توقعاته الحالية تفترض وجود سياسة مالية ونقدية صائبة تحفز النمو، وانخفاض في التوترات الجيوبوليتيكية. ان الهبوط في النمو منذ عام 2010 هو الاكثر دراماتيكية في الاربعين سنة الاخيرة، مقارنة بحالة القلق والتوتر التي رافقت ازمة امريكا اللاتينية في اواخر الثمانينات والازمة الاسيوية في اواخر التسعينات (رغم انهما ليسا بحجم الهبوط الذي رافق ازمة 2008- 2009). المسؤولون في واشنطن الذين حضروا اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في الخريف، يأملون ان تخلق هذه الصورة صدمة للحكومات تدفعها لاتخاذ قرارات حاسمة لدعم النمو العالمي السيء الحظ، غير ان صناع السياسة يبدو كأنهم اعتادوا على التكيف مع الاوضاع الاقتصادية السيئة.

....................................

The World economy, the age of diminishing expectation, The Economist, 7th October 2014.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21/تشرين الأول/2014 - 26/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م