حرب داعش في العراق... حلبة الصراع الأكبر

 

شبكة النبأ: اكتمل عقد الحكومة، المنفرط منذ أسابيع، بالتصويت على مرشحي (وزارة الداخلية والدفاع) من قبل مجلس النواب العراقي، ورحبت الولايات المتحدة الامريكية بهذه الخطوة، بعد ان أكد كيري "إنهما منصبان حاسمان في إطار الجهود التي تبذل ضد "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)"، وأضاف وزير الخارجية الامريكي، "نحن مرتاحون جداً، نهنئ رئيس الحكومة العراقية ونأمل العمل معه بأسرع وقت في إطار التحالف الدولي القائم لمحاربة "داعش"، ويرى خبراء ومراقبون، ان الدعم الدولي امر مطلوب بشده، في هذه المرحلة، التي يحارب فيها العراقيون تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش)، وهو اقوى التنظيمات الجهادية المتطرفة في العالم، بحسب التقارير الاستخبارية، وتأتي خطوة اختيار الوزراء الأمنيين في سياق تعزيز هذا التعاون الدولي، الذي اشترط (ومنذ اندلاع ازمة الموصل)، الوصول الى حكومة توافقية، ترضي جميع الأطراف السياسية الموجودة، من اجل توفير الدعم اللازم لها في مكافحة تنظيم داعش.

وما زال الدعم الدولي يقتصر على توفير الخبراء العسكريين لتدريب الجيش العراقي وتقديم النصح للقادة العسكريين، وتوفير بعض الدعم اللوجستي للمقاتلين في المعارك، إضافة الى شن هجمات جوية على المواقع التي يسيطر عليها التنظيم، حيث أعلنت العشرات من الدول الغربية والعربية عن استعدادها للمشاركة في محاربة داعش عبر تفعيل الضربات الجوية، فيما أعلنت هيئة الاركان الكندية ان ست مقاتلات ستشارك كندا عبرها في التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم (داعش) المتطرف في العراق، وقال اللفتنانت جنرال جوناثان فانس قائد قيادة عمليات الجيوش في كندا ان الجنود والطواقم الطبية الضرورية لمساندة المقاتلات الست (اف 18) من الارض والبالغ عديدهم 600 شخص سينتشرون قبل نهاية تشرين الاول (اكتوبر) في قاعدة عسكرية كويتية ستطلق منها اوتاوا عملياتها.

ومع ان الولايات المتحدة، التي دعت الى اقامة هذه التحالف الدولي ونسقت جهود المنظمين اليه، قد اعتبرت ان العراق يأتي في مقدمة أولوياتها (على الرغم من اعتماد الضربات الامريكية ضد التنظيم في سوريا أيضا)، الا ان العديد من الخبراء والمختصين اشرو الكثير من نقاط الخلل والغموض التي لا تتناسب وحجم الدعم المطلوب:

1. عدم تكثيف الضربات الجوية من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في العراق، إضافة الى ضعف التنسيق العسكري بين الطرفين.

2. التباطىء في تسليم الأسلحة والعتاد المطلوب، لمواجهة التنظيم الذي يمتلك عناصره أسلحة متطورة، من قبل القوات العسكرية العراقية، خصوصا في سلاح الجو العراقي.

3. ما زال الحديث عن إعادة تدريب الجيش العراقي، من اجل اكتسابه المهارات المطلوبة في قتال داعش، الا ان التطبيق الفعلي لم يتم حتى الان.

4. التصريحات التي تصدر من قبل مسؤولين وقيادات عسكرية أمريكية، والتي تتحدث عن احتمالية سقوط العاصمة العراقية بغداد بيد التنظيم، إضافة الى غيرها من المناطق، (والتي أكد رئيس الوزراء العراقي انها تفتقر الى الدقة والمصداقية)، لا تخدم التحالف والحكومة العراقية في مقاتلة التنظيم.

فيما أشار محللون، ان التحالف الدولي الذي يحاول مساعدة العراق في التصدي لمخاطر داعش، لا يخلو من اجندات سياسية أخرى إضافة الى الأهداف الرئيسية التي تشكل من اجلها، خصوصا وان ملفات الشرق الأوسط الكثيرة، تحتاج الى حلول ترضي مصالح الدول الكبرى والمؤثرة في المنطقة، والتي تحاول أطراف عديدة الاستعداد للدخول الى حلبة النزاع من اجل تحقيق الانتصارات وكسب الأهداف.

الحرب ضد داعش

فقد قال قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إن القوات العراقية تسترد "تدريجيا" أراضي من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من شمال غرب البلاد هذا العام واستدرك بقوله إن تحقيق مكاسب كبيرة في العراق سيستغرق بعض الوقت، وقال الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية في أول مؤتمر صحفي له عن الصراع "إنهم يتخذون الآن بعض الخطوات ليستردوا تدريجيا الأراضي التي خسروها"، واستشهد بالعملية الكردية حول سد الموصل واستردادهم معبر ربيعة الحدودي، وقال أوستن إن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تؤثر على التنظيم وتعوق قدرته على التنقل في قوافل كبيرة والتجمع بأعداد كبيرة لتنفيذ هجمات، وأضاف قوله إن الولايات المتحدة كثفت الهجمات الجوية حول مدينة كوباني السورية لأن هجوم الدولة الإسلامية أوجد عددا كبيرا من الأهداف التي يمكن مهاجمتها.

وقال أوستن "في تقديري العدو اتخذ قرارا بجعل مجهوده الرئيسي في كوباني"، وأشار الى أن مقاتلي التنظيم استمروا في التدفق على المدينة في الأيام القليلة الماضية، وقال "إذا استمر العدو في تقديم أهداف رئيسية مثلما فعل في منطقة كوباني فمن الواضح أننا سنتعامل مع تلك الأهداف"، وقال "الاحتمال كبير" أن تسقط كوباني في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية لكن المقاتلين الأكراد أدوا "عملا جليلا" ويقاتلون لاستعادة الأرض، ومضى أوستن يقول إنه يعتقد ان خطة الولايات المتحدة لتدريب نحو 5000 من أفراد المعارضة السورية المعتدلة من أجل إنشاء قوة لمكافحة مقاتلي الدولة الإسلامية هي خطة واقعية، وقال ان أهم شيء هو ما سيؤول إليه وضع الدولة الإسلامية خلال ثمانية أشهر إلى سنة، واستطرد قائلا "في رأيي الشخصي سيكونون قد ضعفوا كثيرا عما هم عليه الآن ولذلك فإنني أعتقد أن قوة جيدة التدريب والتجهيز والقيادة ستتاح لها فرصة جيدة للنجاح". بحسب رويترز.

وقال الجنرال الاميركي لويد اوستن ان مكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق يبقى "الاولوية" بالنسبة للولايات المتحدة بينما تهدف الغارات الجوية في سوريا في المقام الاول الى عرقلة خطوط امدادات العدو، واوضح الجنرال اوستن الذي يشرف على حملة الغارات الجوية في العراق وسوريا ان "العراق مازال اولويتنا ويجب ان يبقى" كذلك، وتشن الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف الدولي ضد الدولة الاسلامية غارات جوية شبه يومية على العراق وسوريا الا ان الجنرال اوستن كرر ان هذه الهجمات "ليست سوى عنصر" في الحملة على الاسلاميين المتطرفين مشددا على ضرورة وجود دعم بري ولا سيما من الجيش العراقي وايضا من المعارضين السوريين الذين تريد الولايات المتحدة تسليحهم وتدريبهم، وكان الرئيس باراك اوباما استبعد ارسال قوات مقاتلة اميركية الى العراق وبالتأكيد الى سوريا، واشار الجنرال اوستن الى ان مشاكل بسبب الاحوال الجوية في الايام الاخيرة منعت التحالف من تنفيذ كل المهام التي كان يريدها في العراق، من جهة اخرى رأى الجنرال الاميركي "اشارات مشجعة" بعد الغارات الاخيرة في محيط مدينة عين عرب (كوباني بالكردية) السورية الكردية القريبة من الحدود التركية، لكنه شدد على ان مقاتلي "الدولة الاسلامية" يركزون بوضوح كل جهودهم على هذه المدينة معترفا بانه رغم جهود التحالف الدولي لا يزال "من الممكن جدا" ان تسقط هذه المدينة في ايدي التنظيم المتطرف.

وصرح مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية ان القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحة الى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في غرب البلاد حيث تبدو "في وضع هش"، وقال هؤلاء المسؤولون ان الجيش العراقي يتعرض لضغط متزايد في محافظة الانبار غرب البلاد مشيرين الى ان الاهتمام الدولي منصب على شمال سوريا ومدينة كوباني الحدودية مع تركيا حيث يحاول المقاتلون الاكراد الصمود امام هجوم التنظيم، واوضح احد هؤلاء المسؤولين الكبار طالبا عدم الكشف عن هويته ان "الوضع هش هناك، يتم امداد القوات وهي صامدة لكن الامر صعب ومرهق"، وكرر "اعتقد ان الوضع هش جدا هناك حاليا"، واضاف هذا المسؤول ان عشرات الغارات التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة في غرب العراق ساعدت على تطويق مقاتلي "الدولة الاسلامية" وبقاء بغداد آمنة.

وأخفق الجهاديون في السيطرة على مدينة حديثة الاستراتيجية بعدما شنت قوات التحالف غارات لمساعدة الحكومة العراقية على التصدي لهم، وقال المسؤولون ان الوضع كشف الى اي حد القوات العراقية بعيدة عن ان تكون قوة فعالة وانها بحاجة ملحة الى التدريب، وكشفت الظروف الصعبة في الانبار تناقضا واضحا مع المعلومات الواردة من شمال البلاد حيث نجح البشمركة من صد هجمات، وقال احدهم "لا يمكن المقارنة" بين قدرات القوات الكردية وقدرات الجيش العراقي، واضاف ان "الاكراد يتقدمون ويستعيدون السيطرة على مدن واراض" وتمكنوا من التنسيق مع قوات التحالف، وصرح مسؤول اخر طالبا عدم كشف هويته ان غرب العراق يشكل مصدر قلق، وقال ان "الوضع ليس جيدا"، واشار الى ان الجيش العراقي شن عدة هجمات لكنه فشل، وتابع "انهم يبدؤون عملية لكنها تتوقف بعد كيلومتر واحد".

الدعم الدولي

فيما دعا مجلس الامن الدولي الاسرة الدولية الى تقديم مزيد من الدعم والمساعدات للحكومة العراقية وقواتها المسلحة لتمكينها من مواجهة جهاديي تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف، وقال المجلس في بيان رئاسي صدر بإجماع اعضائه ال15 انه يدين "الحلقة المفرغة من الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة وسائر الهجمات" التي يشنها التنظيم السني المتطرف في بغداد ومحيطها، واضاف البيان ان مجلس الامن "يحض المجتمع الدولي على ان يقوم، وفقا للقانون الدولي، بتعزيز وتوسيع دعمه للحكومة العراقية بما في ذلك للقوات الامنية العراقية في قتالها ضد تنظيم الدولة الاسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بها"، وشدد مجلس الامن على ضرورة ان "تكافح بكل الوسائل" الاخطار المتمثلة بتنظيم الدولة الاسلامية الذي صنفه المجلس جماعة ارهابية. بحسب فرانس برس.

اعلن الجنرال مارتن ديمبسي قائد القوات المسلحة الاميركية ان المستشارين العسكريين الاميركيين قد يقومون على الارجح بدور مباشر على الارض في العراق حين تصبح القوات الامنية العراقية جاهزة لشن هجوم ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وردا على اسئلة، قال الجنرال الاميركي انه حتى الان لم يسجل اي وضع يدل على ان تواجد قوات اميركية على الارض كان جعل الضربات الجوية التي بدأت في 8 اب/اغسطس اكثر فاعلية، لكن الوضع سيكون مختلفا حين ستصبح القوات العراقية جاهزة لشن هجوم على الجهاديين الذين استولوا على مساحات واسعة من الاراضي في شمال وغرب العراق وسوريا، كما أضاف، وقال "الموصل ستكون على الارجح في لحظة ما المعركة الحاسمة على الارض"، مضيفا "برأيي هذا سيتطلب نوعا مختلفا من المساعدة بسبب تعقيد الوضع".

وكان الجنرال الاميركي اثار جدلا الشهر الماضي عبر تأكيده انه سيوصي اذا لزم الامر بإرسال مستشارين عسكريين الى الجبهة، فيما يؤكد الرئيس الاميركي باراك اوباما انه لن ينشر قوات على الأرض، لكن الشكوك لا تزال تحيط بمدى قدرة القوات العراقية على الانتقال الى الهجوم، وكشف الجنرال ديمبسي في هذا الصدد ان مروحيات اميركية من نوع اباتشي اضطرت للتدخل في الآونة الاخيرة لصد هجوم للجهاديين على القوات العراقية على بعد عشرين كلم من مطار بغداد، وقال انه لو تمكن الجهاديون "من طرد الوحدة العراقية، لكان ذلك شكل تهديدا مباشرا للمطار ونحن لا يمكننا السماح بذلك، نحن بحاجة لهذا المطار".

من جانب اخر، قال ليون بانيتا وزير الدفاع السابق ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) سابقا انه "يجب نشر قوات على الارض، ليس بالضرورة ان تكون اميركية وانما يجب ان يكون هناك قوات ميدانية لاختيار الاهداف وجعل الضربات الجوية فعالة"، والوزير السابق الذي انسحب من الحياة السياسية العام 2013 والف كتابا تحت عنوان "وورثي فايتس" (معارك تستحق العناء) وينتقد بشدة الرئيس اوباما، اضاف ان الضربات الجوية "استراتيجية تتطلب الصبر"، وقال "يجب ان نتحلى بالصبر والتصميم" في المعركة ضد الجهاديين، وقال "انهم مدربون جيدا ومجهزون بأسلحة، وبصراحة يجب ان نكون مدركين انهم يشكلون تهديدا كبيرا".

تفجيرات ونزوح جماعي

الى ذلك قتل 23 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 50 آخرين في تفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مناطق مكتظة في بغداد، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية، ووقع الانفجار الاول في حي تجاري في منطقة البلديات في شرق العاصمة، وادى الى مقتل 13 اشخاص على الأقل، وكانت حصيلة اولية افادت عن مقتل ستة اشخاص على الأقل، اما التفجير الثاني فوقع في منطقة الاعظمية في شمال العاصمة العراقية، وادى الى مقتل خمسة اشخاص على الأقل، كما دوى انفجار ثالث في منطقة الكرادة وسط بغداد، ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص على الأقل، وادت التفجيرات الى جرح اكثر من 50 شخصا، بحسب المصادر نفسها.

واعلن تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد المسؤولية عن تفجير انتحاري بسيارة ملغومة أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل من بينهم نائب بالبرلمان العراقي في حي الكاظمية الشيعي في بغداد، وقع التفجير بعد العصر بينما كانت السيارات تصطف لدخول الحي الذي يوجد به واحد من أقدس المزارات الشيعية، وقالت الشرطة ومسعفون إن النائب البرلماني احمد الخفاجي وهو عضو ايضا بكتلة بدر الشيعية ضمن القتلى في الانفجار، وقالت كتلة بدر ان الخفاجي نائب سابق لوزير الداخلية، وقالت الشرطة ومسؤولون طبيون إن خمسة من ضباط الشرطة قتلوا ايضا. بحسب رويترز.

وقال تنظيم الدولة الاسلامية في بيان نشره موقع سايت الذي يرصد الحركات الاسلامية المتشددة "تمكن أفراد القسم الأمني والاستخباراتي في ولاية بغداد من القيام بضربة نوعية في قلب العاصمة وهي استهداف أحمد الخفاجي النائب عن فيلق بدر، هذا الفصيل الرافضي الذي طالما حارب المسلمين وأوغل في دمائهم"، وفي حادث منفصل قالت الشرطة ومسؤولون طبيون إن قنبلة مزروعة في شارع مزدحم في حي القاهرة في شمال بغداد انفجرت متسببة في مقتل ثلاثة من المارة، والقاهرة حي مختلط طائفيا ولم يتضح من كان مستهدفا في الانفجار، ويمثل الهجوم في الكاظمية ثالث يوم على التوالي من التفجيرات التي تستهدف الحي وغيره من الأحياء التي يغلب عليها الشيعة في العاصمة بغداد وضواحيها، وقتلت الانفجارات 77 شخصا على الأقل، واعلن تنظيم الدولة الإسلامية السني المتشدد المسؤولية عن اغلب الهجمات على الأحياء الشيعية منذ مع سعي التنظيم لبث الذعر في العاصمة، واستولى التنظيم على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه مع سعيه لإقامة خلافة اسلامية على جانبي الحدود العراقية السورية.

في سيااق ذي صلة قالت الأمم المتحدة إن نحو 180 ألف شخص نزحوا بسبب القتال الدائر داخل وحول مدينة هيت بمحافظة الأنبار غرب العراق منذ أن سقطت المدينة في يد تنظيم الدولة الإسلامية في وقت سابق، وقال ضابط في الجيش العراقي وأعضاء في ميليشيا سنية تدعمها الحكومة إن مقاتلي التنظيم اقتحموا قاعدة عسكرية فر منها الجيش العراقي على بعد ثمانية كيلومترات غربي هيت في وقت سابق، وخلال الأسابيع القليلة الماضية واصل تنظيم الدولة الإسلامية هجومه في محافظة الأنبار الصحراوية المتاخمة لسوريا واستولى على هيت يوم الثاني من أكتوبر تشرين الأول وكبيسة القريبة يوم الرابع من نفس الشهر، وأثار ذلك مخاوف في الغرب لأن المدينة قريبة من بغداد ولأن ذلك يعني اتساع الرقعة التي تسيطر عليها الجماعة ففي حين تعمل بنجاح في الأنبار فإنها توشك أن تسيطر أيضا على مدينة كوباني الاستراتيجية التي تبعد مئات الأميال في شمال سوريا على الحدود مع تركيا.

وفي بغداد قالت مصادر أمنية وطبية إن ثلاثة قنابل انفجرت في أحياء شيعية في بغداد مما أسفر عن مقتل 30 شخصا في أحدث موجة هجمات تستهدف الأغلبية الشيعية في العاصمة العراقية، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجيرات لكن الدولة الإسلامية اعلنت مسؤوليتها عن سلسلة هجمات في بغداد خلفت 45 قتيلا، وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 30 ألف أسرة او 180 ألف شخص فروا من هيت نتيجة القتال والضربات الجوية التي شنتها القوات العراقية والتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وأتاحت الحرب في الأنبار والاستيلاء على الموصل للدولة الإسلامية التوسع في الاراضي التي تسيطر عليها من شرق سوريا عبر أجزاء سنية في العراق بهدف إقامة دولة الخلافة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/تشرين الأول/2014 - 25/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م