اليمن والخيار المر.. انفصال وشيك أو حرب اهلية

 

شبكة النبأ: تشهد اليمن ازمة سياسية قد تؤدي الى حرب اهلية بين الجنوب والشمال، بحسب معظم المراقبين، سيما وان الاوضاع الامنية، هي الاخرى، متذبذبة بين محاولات تنظيم القاعدة السيطرة استغلال الاوضاع القائمة لفرض سيطرة على مناطق ينشط فيها التنظيم داخل اليمن، بعد تراجع مكانته، كمنظمة جهادية عالمية، لصالح تنظيمات اخرى، باتت اكثر نفوذا من القاعدة (كتنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية/ داعش)، ويبدو ان لجوء المتظاهرين الحوثيين (حركة انصار الله)، للسيطرة على المؤسسات الحيوية في العاصمة صنعاء، بعد احتجاجاتهم المليونية التي نظموها في وقت سابق، تأتي في سياق ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة ورئيسها منصور، والتي اسفرت عن اختيار خالد بن بحاح، كرئيس للوزراء، في خطوة اولى مرحب بها.

ويبدو ان الحديث عن المصالحة الوطنية، التي طال انتظارها، لم تؤتي ثمارها حتى اللحظة، مع تنامي الرغبة لدى قوى (الحراك الجنوبي) الذي يطالب بالانفصال عن اليمن الموحد واقامة دولة مستقلة بهم، وحذرت القوى الشماليين من المواطنين والعاملين في المؤسسات الأمنية والعسكرية من البقاء في المحافظات الجنوبية، وحدد بيان أصدره الحراك الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم كحد أقصى لمنتسبي القوات المسلحة والأمن والمؤسسات المدنية للجلاء ومغادرة المحافظات الجنوبية، ووجه البيان الشركات التي تعمل في مجال النفط والغاز والمعادن والأسماك بالتوقف فوراً عن التصدير، محذراً من أي استمرار في الإنتاج والتصدير بغير إشراف من أسمتهم بـ"المتخصصين"، الذين تعينهم "قوى الثورة الجنوبية التحريرية"، وبحسب البيان فإن استقلال الجنوب وبناء دولته "أصبح أمراً حتمياً".

اضافة الى اعتقاد جهات (ومن ضمنها حركة انصار الله التي تمثل الحوثيين) واطراف كبيرة في المجتمع اليمني، ان هناك ظلما كبيرا وقع عليها، من خلال ضعف التمثيل السياسي وتحقيق العدالة الاجتماعية، وكمثال على ذلك اشار تقرير حكومي الى استحوذ حزب المؤتمر (وهو الجناح السياسي الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح) على نصف مقاعد حكومة الوفاق المقالة، بينما لا تزال 98 في المئة من المناصب القيادية العليا في الدولة اليمنية (كالمحافظين، والوزراء، ورئاسة مجلسي النواب والشورى، والسفراء) من نصيب أتباع الرئيس اليمني السابق.

وبعد الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء الجديد، وعد الحوثيون بالانسحاب من العاصمة وانهاء المظاهر المسلحة فيها، بعد اداءه لليمين الدستورية، الا ان الكثير من المشاكل العالقة قد تثار لاحقا، والتي اشار اليها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالقول "البعد عن المناكفات والصراعات، التي توصل الى فوهات براكين الفتن، التي لا تبقي ولا تذر"، بحسب قوله.

ازمة سياسية

الى ذلك عين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مبعوث اليمن لدى الأمم المتحدة خالد بحاح رئيسا للوزراء في خطوة رحب بها الحوثيون الذين يسيطرون الآن على العاصمة صنعاء، ومن المتوقع أن يخفف تعيين بحاح من الأزمة السياسية التي نجمت عن سيطرة الحوثيين على صنعاء، وصرح أحد مساعدي هادي بأن اسم بحاح كان بين ثلاثة أسماء اقترحها الحوثيون بعدما اعترضوا على قرار سابق بتكليف أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس بتشكيل الحكومة، وقال عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي للحوثيين إنهم يرون أن بحاح هو الشخص المناسب للمنصب مضيفا أن تعيينه سيساعد البلاد على التغلب على الصعوبات التي تمر بها، وبحاح من مواليد عام 1965 ودرس بجامعة بونا الهندية وعمل وزيرا للنفط قبل تعيينه مبعوثا لدى الأمم المتحدة.

ويقول محللون إنه تكنوقراط ويتوقع أن يركز على السعي لتحسين الخدمات العامة في بلد يشهد اضطرابات سياسية منذ احتجاجات حاشدة عام 2011 أجبرت الرئيس السابق علي عبد الله صالح على ترك السلطة، ويجيء تعيين بحاح رئيسا للوزراء في إطار اتفاق لتقاسم السلطة وقعه الحوثيون مع أحزاب سياسية رئيسية أخرى في القصر الرئاسي، ويهدف الاتفاق لضم الحوثيين وجناح مجموعة انفصالية إلى حكومة ذات قاعدة أوسع، وأثار الحوثيون الشيعة الذين يقع معقلهم الرئيسي بشمال اليمن قلق الدول العربية الخليجية عندما سيطروا على صنعاء بعد هزيمة القوات الموالية لقائد عسكري يتهمونه بأنه على صلة بحزب سني منافس، وأثارت الخطوة قلق السعودية التي تخشى تحالف الحوثيين مع إيران، وقال المحلل اليمني علي سيف إن بحاح وهو من مواليد حضرموت في شرق اليمن ويحظى بدعم كل الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد لن يواجه على الأرجح عقبات في تشكيل حكومة جديدة قال إنها قد تخرج للنور في غضون أسبوعين، وأضاف سيف أن تعيينه انفراجة كبيرة وأنه تكنوقراط أكثر من كونه سياسيا وهذا سيساعده، ويسيطر الحوثيون الآن على كل أوجه الحياة في صنعاء وهم يرفضون مغادرة المدينة قبل تشكيل حكومة جديدة. بحسب رويترز.

وقال محللون إن وجود الحوثيين في صنعاء سينتهي على الأرجح مع دمج العديد من المقاتلين الذين دخلوا العاصمة دون مقاومة تذكر يوم 21 سبتمبر أيلول في قوات الأمن والجيش اليمني، ومن المهام الرئيسية الملقاة على عاتق الحكومة الجديدة مراجعة خطة وضعتها الحكومة السابقة لتقسيم اليمن إلى ست مناطق إدارية وتقسيم السلطات، وينشد الحوثيون المزيد من الحكم الذاتي الاقليمي لكنهم يقولون إن الحدود الاقليمية وفقا لهذه الخطة لا تقسم ثروة البلاد بالعدل.

هجمات انتحارية

من جانب اخر قالت مصادر طبية وشهود إن عدد قتلى التفجير الانتحاري الذي استهدف نقطة تفتيش للحوثيين في صنعاء ارتفع إلى 42 بينهم عدد من الأطفال، وفي وقت سابق قال شاهد إنه تمكن من إحصاء 20 جثة على الأقل بعد الهجوم الذي وقع في ميدان التحرير بوسط صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون الذين امسكوا بزمام القرار السياسي في البلاد منذ أن استولت قواتهم على العاصمة صنعاء في 21 أيلول سبتمبر بعد أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ورجحت المصادر ارتفاع عدد القتلى لأن بعض المصابين الذين نقلوا إلى أربعة مستشفيات بالعاصمة اليمنية في حالة خطيرة، وفي حادث منفصل قالت وكالة الأنباء اليمنية إن 20 جنديا على الأقل لقوا حتفهم في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة وبالبنادق الآلية على معسكر للجيش بشرق البلاد.

جاء ذلك بعد ساعات من مواجهة سياسية بين الحوثيين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أدت إلى استقالة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك الذي أغضب تعيينه قادة الحوثيين، وقال شهود آخرون إن الكثير من الأشخاص أصيبوا بجراح جراء التفجير في ساحة التحرير الرئيسية في العاصمة، وقال شرطي يحرس مصرفا محليا بالقرب من موقع الهجوم إن رجلا كان يرتدي على ما يبدو حزاما ناسفا اقترب من نقطة تفتيش الحوثيين ثم فجر نفسه وسط عناصر أمن الحوثيين والمارة، وفي منطقة بروم الساحلية في محافظة حضرموت قال شهود ومسؤول محلي إن انتحاريا حاول الدخول بسيارته الملغومة إلى معسكر للجيش بينما حاول مسلحون اقتحام المعسكر، واشتبك الجنود مع المسلحين وأجبروهم على التراجع لكن الوكالة قالت إن 20 جنديا قتلوا.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية غير أن الهجوم يبدو شبيها بتفجيرات سابقة كان ينفذها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ومن المتوقع تعيين حكومة يمنية جديدة بموجب اتفاق لتقاسم السلطة توصل إليه الفرقاء السياسيون اليمنيون يهدف إلى مشاركة الحوثيين في الحكومة، ومن المفترض أن يسحب الحوثيون قواتهم من المدينة وأن يسمحوا للجيش والشرطة باستئناف عملهم المعتاد بمجرد اعلان الحكومة الجديدة، ورفض الحوثيون تعيين هادي لبن مبارك رئيسا للوزراء مما دفع بن مبارك إلى اعلان عدم قبوله المنصب، وكان أنصار الحوثيين يستعدون للتظاهر في ميدان التحرير لإعلان معارضتهم لتسمية بن مبارك (الذي تولى في السابق منصب مدير مكتب هادي) جراء ما قالوا إنها خطوة فرضتها الولايات المتحدة وهو أمر نفته واشنطن. بحسب رويترز.

وقال الحوثيون إن الاستعدادات لتنظيم التظاهرة لا تزال مستمرة على الرغم من الهجوم وبدأ آلاف أنصار الحوثيين (بعضهم مسلحين) بالتوافد على الميدان، وقال أحد منظمي الاحتجاج إن "هذا الهجوم الإرهابي يجب ألا يقعدنا عن المضي في هذه المظاهرة"، وقال الحوثيون إنهم احبطوا هجوما آخر بسيارتين في الميدان فدمروا إحداها في حين فر المهاجمون الذين كانوا يقودون السيارة الثانية، واثار استيلاء الحوثيين على صنعاء قلق السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والتي تشترك في حدود طويلة مع اليمن، ودعا عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين إلى احتجاجات حاشدة ضد التدخل الخارجي الذي قال إنه كان وراء تعيين بن مبارك، وقال الحوثي إن المسيرات ستصحبها خطوات مهمة ستساهم في تصحيح الخطأ الذي وصفه بأنه خطأ غير مقبول.

ونشر تنظيم القاعدة في اليمن تسجيلا مصورا على الإنترنت يصور إعدام 14 شخصا قال إنهم من الشيعة "الروافض"، ويظهر التسجيل، الذي نشر على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ونقله موقع سايت الذي يتابع مواقع المتشددين، أشخاصا ملثمين يوقفون حافلة في مدينة شبام اليمنية في شرق البلاد ويجبرون عددا من الركاب على الخروج منها والاستلقاء على بطونهم، ولم يشر التسجيل إلى توقيت هذه الجريمة، وجاء في الفيديو "مكن الله مجاهدي أنصار الشريعة من أسر 14 جنديا من الحوثيين الروافض بمدينة شبام المشاركين بالحملة العسكرية على أهل السنة فذبحوا ثلاثة منهم وقتلوا ما تبقى رميا بالرصاص جزاء وفاقا لعلهم يعقلون".

سيطرة الحوثيون

في سياق متصل اكدت مصادر امنية ان المتمردين الحوثيين الشيعة سيطروا على مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الاحمر من دون مقاومة تذكر من السلطات، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية، وبدأ الحوثيون الانتشار باللباس العسكري في الحديدة التي تعد من اكبر مدن اليمن، وفي المناطق المحيطة بها، وباتوا منتشرين في شوارعها الرئيسية بحسب مصادر امنية اضافة الى مصادر عسكرية ومحلية متطابقة واخرى من الحوثيين، وتاتي هذه التطورات غداة تكليف خالد بحاح بتشكيل حكومة توافقية بموجب اتفاق السلام الذي وقعه الحوثيون في 21 ايلول/سبتمبر.

كما تأتي لتعزيز الشبهات بسعي المتمردين الحوثيين للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الاحمر، ما يؤمن لهم سيطرة على مضيق باب المندب، الامر الذي قد تستفيد منه ايران المتهمة من قبل السلطات في صنعاء بدعم الحوثيين، وتقع الحديدة على مسافة 226 كيلومترا الى الغرب من صنعاء ويقطنها اكثر من مليوني نسمة وهي ثاني اكبر المدن في اليمن بعد مدينة تعز في وسط البلاد، وتذكر السيطرة على الحديدة بسيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر من دون مقاومة تذكر من السلطات، اذ سيطر المتمردون على القسم الاكبر من مقار الدولة من دون مواجهات وفي ظل وجود تعليمات من عدد من الوزراء بعدم مقاومة الحوثيين. بحسب فرانس برس.

واكدت مصادر عسكرية وامنية ومحلية متطابقة ان الحوثيين بدأوا عملية انتشار في الحديدة وسرعان ما سيطروا على مداخل المدينة ومعظم مرافقها، لاسيما الميناء المطل على البحر الاحمر، وقال مصدر امني ان مسلحي الحوثيين "يتمركزون في المرافق الحيوية، المطار الميناء وغيرها"، وبحسب المصدر، سيطر المتمردون على مطار الحديدة وعلى المحكمة التجارية حيث "قتل احد الحراس"، وافادت مصادر محلية وشهود عيان ان المسلحين اقاموا نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة وفي شارعها الرئيسي، كما انتشروا بجانب النقاط الامنية الرسمية التي بقيت مرابطة في مواقعها، كما ذكرت مصادر محلية ان المسلحين اقتحموا منزل القائد العسكري المعادي للحوثيين اللواء علي محسن الاحمر، وقبل الانطلاق للسيطرة على الحديدة، حاصر الحوثيون مخزنا للاسلحة تابعا للجيش في منطقة قريبة من المدينة، وسيطروا عليه قبل ان يبدأوا تقدمهم.

الحراك الجنوبي وحلم الانفصال

فيما احتشد انصار الحراك الجنوبي في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، لاحياء الذكرى ال51 للثورة ضد البريطانيين ولاقامة اعتصام مفتوح للمطالبة ب"فك الارتباط" عن الشمال مستغلين هشاشة الدولة بعد سيطرة الحوثيين على معظم المقرات الحكومية في صنعاء، ويرى جنوبيون كثر ان ما تشهده صنعاء منذ سيطرة مسلحين حوثيين في 21 ايلول/سبتمبر على مقرات عسكرية وامنية ومؤسسات حكومية وعدم قيام اجهزة الدولة في الدفاع عنها وانشغال النظام بالصراع الدائر بين القوى الشمالية، كلها عوامل تؤمن فرصة سانحة لاستعادة دولتهم الجنوبية السابقة، واكد مسؤولون في الحراك ان مطلب الانفصال عن الشمال والعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990، بات يتمتع على حد قولهم بتأييد شعبي غير مسبوق.

ودعت غالبية فصائل الحراك الجنوبي في بيانات عدة ابناء الجنوب الى "الزحف نحو مدينة عدن للمشاركة الفاعلة في مليونية الحسم والتي سيتم فيها احياء ذكرى ثورة 14 اكتوبر"، من جانبه قال القيادي في الحراك الجنوبي عبد الرحمن الجفري ان "مليونية 14 اكتوبر المزمع إقامتها في عدن والمكلا (عاصمة محافظة حضرموت في جنوب شرق البلاد) في 14 تشرين الاول/اكتوبر تعد آخر رسالة يوجهها الجنوبيون إلى اشقائهم في الشمال ويؤكدون لهم فيها بأنهم مصممون على إقامة دولتهم المستقلة كاملة السيادة"، وأكد الجفري الذي يرأس حزب رابطة ابناء الجنوب العربي والمقيم في المملكة العربية السعودية في تصريح صحافي وزعه على وسائل اعلام ان تظاهرة "سلمية" وسيقدم الجنوبيون خلالها "عدة رسائل منها رسالة من الجنوب إلى الشمال وستتضمن انذارا اخيرا للشمال بان يتعقل في مواجهة دعوات استقلال الجنوب عن الشمال".

وشدد الجفري على ان "ان مصير الجنوب هو الاستقلال وان دولة الجنوب قادمة لا محالة وان جميع الدول تدرك ذلك"، واعتبر الجفري انه "لا امل في المنظور القريب بقيام دولة حقيقية في الشمال" لكنه قال ان "الامكانية قائمة في الجنوب مؤكدا ان امن الجنوب هو من امن المحيط الاقليمي"، وسيطرة الحوثيين الزيديين الشيعة على صنعاء، عاصمة اليمن الموحد، يعيد الى الاذهان زمن حكم الزيدية لشمال اليمن لمدة الف سنة حتى العام 1962، تاريخ قيام الجمهورية بقيادة شخصيات سنية بشكل اساسي، ومعقل الحوثيين في شمال الشمال، الا ان زعيمهم عبدالملك الحوثي سبق ان دعا الى ايجاد "حل عادل" لقضية الجنوبيين، وجنوب اليمن سني بنسبة كبيرة، كما يعد معقلا لتيارات اسلامية متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة.

من جانبه قال خالد الكثيري رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الأعلى للحراك الجنوبي ان "شعب الجنوب يزحف إلى عدن من جميع المحافظات الجنوبية لإدراكه بان النزاع القائم (في الشمال) يؤمن الفرصة الأخيرة لتتويج سنوات المسيرة النضالية التي يخوضها شعب الجنوب في سبيل تحرره والاستقلال بدولته الجنوبية التي كانت تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وشدد ان "الشعب الجنوبي يرى ان في زحفه اليوم الى عدن آخر الفرص المتاحة ليفرض واقع ثوري حاسم يصعب تجاوزه محليا"، ويعول الكثيري على ان الظرف الحالي في صنعاء حيث يسيطر الحوثيون على عاصمة الدولة اليمنية يؤمن "الظرف الأنسب للمجتمع الدولي للانتقال من مرحلة الاهتمام الهامشي بالقضية الجنوبية إلى مرحلة التعاطي الجدي مع مطالب شعب الجنوب وشرعية قضيتهم". بحسب فرانس برس.

وبسبب الوضع الهش في صنعاء واليمن عموما، بات يمكن ان تفرض القضية الجنوبية نفسها كقضية "محورية في أمن واستقرار المنطقة" بحسب الكثيري، وكانت ثورة 14 تشرين الاول/اكتوبر انطلقت في اليمن الجنوبي عام 1963 ضد الاحتلال البريطاني، وتوجت الثورة باستقلال دولة اليمن الجنوبي في 1967، وتوحد اليمنان الشمالي والجنوبي طوعا في ايار/مايو 1990 بالتزامن مع سقوط الاتحاد السوفياتي الذي كان اليمن الجنوبي يدور في فلكه، وقامت مجموعة من القياديين الجنوبيين عام 1994 بمحاولة للعودة الى دولة الجنوب، الا ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح قمع هذه المحاولة بالحديد والنار وابقى على وحدة اليمن، وظل الجنوبيون يشتكون لسنوات من التمييز والتهميش ومن استيلاء شماليين على اراض في الجنوب، الى ان اقرت ادارة الرئيس عبدربه منصور هادي بعد انتقال السلطة، بتجاوزات حصلت بحق الجنوبيين، الا ان الحراك الجنوبي الذي يمثل مجموعة التيارات المؤيدة للانفصال او بدرجة اقل، الفدرالية، لم يشارك في الحوار الوطني الذي قرر تحويل اليمن الى دولة فدرالية من ستة اقاليم، اربعة في الشمال واثنان في الجنوب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/تشرين الأول/2014 - 21/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م