في هونج كونج... ازمة سياسية بوجه اقتصادي

 

شبكة النبأ: لربما انتهت الاحتجاجات في هونج كونج بالنسبة للحكومة الصينية، بعد ان فضت الاعتصامات وازالت الخيم والحواجز التي أقامها المحتجين في وسط القلب المالي للمدينة بالقوة، كما رفضت الانصياع لرغبة الطلاب والمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والحرية في الاختيار عبر الانتخابات القادمة بعد سنتين، والتي أكدوا فيها رفضهم لتعيين الحكومة المركزية الصينية تنصيب رئيس جديد للسلطة التنفيذية من دون انتخاب، لكن هل ستقف تداعيات الازمة عند هذا الحد؟ وهل سيستمر الامر بصورته الطبيعية في هونج كونج كما كان في السابق؟.

يختلف المراقبون في هذا الامر، سيما وان الحركات الاحتجاجية التي واجهتها الصين في السابق اتسمت باستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين، وشكل لديها سجل حافلا بالخروقات والادانات الدولية المتعلقة بانتهاك حقوق المعارضين والنشطاء السياسيين، ويرى اخرون ان الامر مختلف بالنسبة للمستعمرة السابقة لبريطانيا، فهي لم تعهد هذا الامر من قبل، كما ان موقعها المالي والاقتصادي القوي لا يسمح للطرفين بإثارة المزيد من الاضطرابات او التصلب في المواقف، وتتمتع هونغ كونغ في الوقت الراهن بوضع خاص، بموجب مبدأ "بلد بنظامين" الذي يمنحها حكما ذاتيا واسعا بالنسبة الى الاقاليم في البلد الام، وستتمتع بكين في 2047 ايضا بعدد من الامتيازات، كزيادة استخدام اللغة الانجليزية، لكنها قد تخسر امتيازات اخرى، كاستقلالية نظامها القضائي، كما حذر جوليان ايفانز-بريتشارد، وقال "بعد عودتها الى الصين في 2047، لن تتمتع هونغ كونغ بوضعها الخاص.

وتحمل التظاهرات المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ على التخوف من ردود فعل انتقامية تقوم بها الصين الشيوعية، لكن الخبراء يقولون ان بكين تعلق اهمية كبرى على المستعمرة البريطانية السابقة ولن تعمد الى تهمشيها لمصلحة شنغهاي كعاصمة مالية إقليمية، وواجهت هونغ كونغ في الايام الاخيرة اخطر ازمة سياسية منذ عودتها الى كنف الصين في 1997، فقد احتل عشرات الاف المتظاهرين شوارع مركز الاعمال، رافضين حقوق بكين في اختيار المرشحين لمنصب الرئيس الجديد للسلطة التنفيذية المحلية في 2017، وقال فرنسيس لون المحلل المالي ورئيس مجلس ادارة شركة جيو سكيوريتيز في هونغ كونغ، "بسبب وقوف هونغ كونغ في وجه الصين، تطرح صدقيتها بصفتها شريكا على بساط البحث"، واضاف "هذا سيعزز التطور الذي يريد ان تحل شنغهاي في احد الايام محل هونغ كونع بصفتها العاصمة المالية للصين"، موضحا ان هذا الانتقال قد "يحصل سريعا جدا" كما قال، اذا ما واصلت المستعمرة البريطانية السابقة عصيانها، لكن الخبراء يعتقدون ان ذلك لا يمكن ان يترجم تهميشا حقيقيا لهونغ كونغ على المدى القصير، لأنه سيتناقض اولا مع الخط الذي تتبعه بكين ويفيد ان هذه المنطقة جزء مهم من الصين.

في سياق متصل يعتبر جوليان ايفانز-بريتشارد الخبير في الشؤون الاقتصادية للصين لدى "كابيتال ايكونوميكس"، ان معاقبة هونغ كونغ بتدابير انتقامية لن يكون بالتالي مفيدا للنظام الشيوعي، لأن ذلك "سيدفع بالرأي العام الى التطرف" في هذه المنطقة، واضاف "انهم مستاؤون بالتأكيد من تحول هذه التظاهرات اعمال شغب، لكنهم يحاولون في الوقت نفسه ان يطبقوا في القارة كثيرا من الاصلاحات الاقتصادية المعتمدة في هونغ كونغ"، وقال "اعتقد انهم لا يريدون في هذا الاطار ان تمنى هونغ كونغ بانتكاسة، وسيكون من الغباء تطبيق قانون العقاب"، وقد حازت هونغ هونغ التي تجيد الدفاع عن سمعة "النمر الاسيوي"، على لقب الاقتصاد الاكثر حرية في العالم هذه السنة، طبقا للتصنيف المنشور في هريتدج فاونديشن وصحيفة وول ستريت جورنال، في آن، اما الصين القارية فصنفت في المرتبة 137، لكن بكين تبدي طموحات لردم هذه الهوة، خصوصا في شنغهاي التي يفوق عدد سكانها سكان هونغ كونغ ثلاث مرات.

وقد اطلقت الحكومة الصينية قبل سنة المنطقة الحرة لشنغهاي التي يفترض ان تصبح مختبرا للإصلاحات الاقتصادية والمالية لبكين، ووعدت الحكومة بأن تسمح فيها "في النهاية" بحرية تحويل اليوان الذي ما زالت مبادلاته محصورة جدا، وبرفع كل عمليات الرقابة على نسب الفائدة، وقال رايموند يونغ الخبير الاقتصادي لدى مصرف آي.ان.زد "من المؤكد ان الصين تبدي تفضيلا واضحا لتطوير شنغهاي"، لكنه اوضح ان لدى المسؤولين الصينيين مشاريع تحالفات تجارية بين بورصتي شنغهاي وهونغ كونغ، وقال ان "المسؤولين الصنيين عمليون جدا: ما دمت مفيدا فانهم سيستخدمونك"، من جهة اخرى، تستخدم شفافية وعدالة القوانين المطبقة في هونغ كونغ، كما يقول اختصاصيون، جسر عبور بين الصين القارية والمجموعة المالية الدوليةن واصبحت المستعمرة البريطانية السابقة مقصدا مميزا للمستثمرين الصينيين أيضا، وتقول وزارة التجارة الصينية ان حوالى 60% من الاستثمارات الخارجية الصينية استوطنت او عبرت هونغ كونغ في 2012، فيما لم يحرز اليوان، العملة الصينية، الا خطوة صغيرة في اتجاه التحول عملة دولية. بحسب فرانس برس.

واذا اطمأنت هونغ كونغ على المدى البعيد الى الاحتفاظ فترات طويلة بالتقدم في عدد كبير من المجالات، يمكن ان تنقلب الامور مع ذلك بعد عودتها بشكل كامل الى السيادة الصينية في 2047، وفي هذا المجال، يحق لنا طرح التساؤلات عما سيحصل"، ويعتقد يونغ ايضا ان "الهوة بين شنغهاي وهونغ كونغ ستتقلص، وهذا امر اكيد"، وخلص الى القول ان "شنغهاي تعوض عن تأخرها".

الغاء محادثات

الى ذلك احتشد مئات الطلاب الناشطين في المواقع الرئيسية للتظاهر في هونج كونج في الوقت الذي تسعى فيه الحركة المؤيدة للديمقراطية لاستعادة زخمها بعد أن ألغت الحكومة محادثات مقررة مع قادتها تهدف إلى تخفيف التوتر في المركز المالي العالمي، وتصاعدت التظاهرات في الشهر الماضي بعد قرار بكين في 13 أغسطس آب فرض شروطها على الترشيحات لانتخابات الحاكم التنفيذي للإقليم المقررة في 2017 ما سيمنع فعليا المرشحين المؤيدين للديمقراطية من التنافس فيها، وعانت حركة الاحتجاجات من تراجع ملحوظ لكن حشودا مصممة من نحو عشرة آلاف شخص عادت بعد سلسلة من المهرجانات في المستعمرة البريطانية السابقة.

وعاد الكثير من المتظاهرين للانضمام مجددا إلى رفاقهم الذين نصبوا خيامهم، وقال لورانس تشان (23 عاما) وهو طالب في الدراسات الاعلامية يشارك في التظاهرات منذ بدايتها "هونج كونج هي وطني ونحن نناضل من أجل مستقبل هونج كونج ومن أجل مستقبلنا"، وقالت كاري لام ثاني أكبر مسؤولة في حكومة هونج كونج إن الحكومة الغت المحادثات مع الطلاب بسبب دعواتهم المتكررة لتصعيد تحركاتهم، وقالت كيكي تشوي (25 عاما) وهي معلمة من صفوف المتظاهرين "يبدو أن الحكومة لا تريد أن تتحاور معنا لكنني أعتقد أن (وجود) هذا الكم من الناس يظهر أننا نريد حقا حل المشكلة مع الحكومة".

ومنذ بدء التظاهرات أغلق الناشطون طرقات رئيسية حول حي ادميرالتي بوسط هونج كونج الذي يضم المباني الحكومية فضلا عن المقاطعات التجارية في وسط المدينة، وفي تظاهرات دعا قادة التظاهرات المشاركين للاستعداد لنضال طويل عوضا عن توسيع المدى الجغرافي للتظاهرات التي تسببت في إزعاج الجمهور لتسببها في ازدحام حركة السير وخسائر في قطاع الاعمال، ومن غير الواضح كم من الوقت ستتحمل سلطات هونج كونج إحتلال الطرقات أو كيف ستنتهي المواجهة غير أن وجود الشرطة لايزال هزيلا مع تردد السلطات على ما يبدو في المخاطرة بالتسبب في مواجهات جديدة، وشنت شرطة مكافحة الشغب هجوما على المتظاهرين بالقرب من المقار الحكومية في 28 سبتمبر أيلول الماضي غير أن السلطات اتخذت موقفا أكثر مرونة منذ ذلك الحين، وقال بيني تاي أحد قادة التظاهرات وهو يخرج من إحدى خيمات الاعتصام حول المقار الحكومية "لقد نصبنا خياما هنا لنظهر تصميمنا على أننا مستعدون لاحتلال طويل الأمد".

وكان مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين يطالبون بالديمقراطية تحتل الشارع في هونغ كونغ، رغم إبلاغ قادة الطلبة الحكومة بالموافقة على الحوار إثر تعرضهم لضغط من الرأي العام الذي يطالبهم بالتفرق، وقد انتشر حوالي 200 إلى 300 متظاهر فقط في المواقع الثلاثة للمظاهرات التي شهدت نزول عشرات آلاف الأشخاص إلى الشوارع ابتداء من 28 أيلول/سبتمبر، وقد استأنفت المستعمرة البريطانية السابقة التي انتقلت إلى الوصاية الصينية نشاطها، وعاد عدد كبير من سكانها إلى أعمالهم، وأعادت مدارس فتح أبوابها وانتهى الحصار الذي كان مفروضا على مقر الحكومة حيث تمكن ثلاثة آلاف موظف من الوصول إلى مكاتبهم،

لكن عددا كبيرا من خطوط الحافلات ما زال يعدل اتجاهاته، بسبب الحواجز التي بقيت في بعض الشوارع، أما حركة السيارات فما زالت بالنتيجة كثيفة جدا ويتخللها ازدحام خانق، واكتظت حافلات المترو مما أثار استياء الناس، واستفادت المظاهرات من التعاطف الكبير الذي أبداه الرأي العام، لكن الاستياء بدأ يتزايد بعد ثمانية أيام من الشلل في المدينة، والطلبة الذين التقوا مندوبا عن الحكومة لإجراء "مناقشات تمهد" لبدء حوار رسمي، وافقوا على المبدأ في نهاية المطاف، وقال "لستر شام" الأمين العام المساعد لاتحاد طلبة هونغ كونغ الذي قاد التظاهرات، "سنجري عددا كبيرا من جولات التفاوض".

المافيا الصينية

فيما أكدت سلطات هونغ كونغ عدم استخدام المافيا الصينية لتفريق المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية بعد وقوع صدامات بين المحتجين والسكان الذين تسلل بينهم ناشطون موالون لبكين وعناصر من المافيا الصينية، وبات التوتر سيد الموقف في المواقع الثلاثة التي احتلها المتظاهرون في هونغ كونغ، والذين كانوا يعززون متاريسهم تحسبا لوقوع صدامات على غرار مواجهات ماضية أوقعت 10 جرحى، وأعلنت الشرطة اعتقال 19 شخصا بينهم ثمانية يشتبه بارتباطهم بالمافيا الصينية، وأشار النواب المؤيدون للديمقراطية أصابع الاتهام للحكومة بالتواطؤ مع هذه المافيا التي غالبا ما تنشط في الاتجار بالمخدرات والدعارة وأعمال الابتزاز وباتت تستثمر أكثر في المجالين العقاري والمالي في هونغ كونغ.

ويشتبه بأن يكون لهذه المافيا علاقات مع السلطات السياسية وخصوصا أنها اتهمت في الماضي بتلقيها أموالا لتفريق تظاهرات، وقال النائب ألبرت هو "يبدو أن الشرطة تساهلت كثيرا حيال تصرفات هذه المافيات"، وأضاف "ليس أمام المسؤولين في السلطة في هونغ كونغ أي خيار سوى تفريق التظاهرات، والطريقة الوحيدة للتوصل إلى ذلك هو استخدام طرف يقوم بهذه المهمة"، ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" عن النائب جيمس تو قوله "استخدمت الحكومة القوات المنظمة وحتى العصابات لتفريق المتظاهرين"، ودانت منظمة العفو الدولية عدم تدخل الشرطة متهمة إياها بأنها "كانت تراقب" المتظاهرين ومعظمهم من الشبان العزل، يتعرضون لهجمات حشد معاد وملثمين يعتقد أنهم يسعون إلى تقويض الحركة الاحتجاجية، ونفى وزير الأمن لاي تونغ-كووك "هذه الاتهامات المفبركة وغير الصحيحة"، وكان القلق واضحا بين المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع بالآلاف منذ سبعة أيام للمطالبة باعتماد الاقتراع العام المباشر بشكل كامل وباستقالة رئيس الحكومة المحلية ليونغ تشون ينغ الذي يعتبرونه "دمية" بيد سلطات بكين.

اعمال العنف ضد المتظاهرين

من جانب اخر تشهد هونغ كونغ توترا شديدا وسط مخاوف من تصاعد في اعمال العنف بعد الصدامات بين متظاهرين يطالبون بالديموقراطية وسكان يشعرون بالاستياء من الحركة الاحتجاجية انضم اليهم ناشطون موالون لبكين وعناصر من المافيا الصينية، وكانت شرطة هونغ كونغ اعلنت انها اعتقلت 19 شخصا، بينهم ثمانية يشتبه بارتباطهم بالمافيا، بعد هذه المواجهات التي ادت الى اصابة حوالى عشرة اشخاص بجروح ودفعت قادة الطلاب الى قطع الحوار مع الحكومة، ودانت منظمة العفو الدولية عدم تدخل الشرطة التي اتهمتها بانها "كانت تراقب" المتظاهرين ومعظمهم من الشبان العزل، يتعرضون لهجمات حشد معاد وملثمون يعتقد انهم يريدون كسر الحركة.

ويتهم القادة الطلاب معارضيهم باستئجار "بلطجية" لاثارة الشغب والتقليل من شان تحركهم الذي عبأ عشرات الالاف وادى الى توقف معظم الاعمال في المدينة، لكن الشرطة نفت في مؤتمر صحافي ان تكون تحركت بالتفاهم مع مجموعات مافيا تنشط في تهريب المخدرات والبغاء وفرض الخوات لكنها تستثمر الاموال في هونغ كونغ في قطاع العقارات، وفي مونغ كوك الحي التجاري المكتظ بالسكان في كاولون الجزيرة الواقعة مقابل هونغ كونغ، تدفق عارضو المتظاهرين لانتزاع الخيام والحواجز، بدون ان تتمكن الشرطة التي تجاوزت الاحداث قدراتها، من التدخل،  تبادل الجانبان الشتائم والضرب في معارك بثتها قنوات التلفزيون المحلية بلا توقف، وقد قامت فرق الاسعاف بمساعدة عدد كبير من الجرحى، وقالت السلطات ان اعمال العنف هذه ادت الى اصابة 12 شخصا على الاقل بجروح. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى، افادت شهادات متطابقة عن حدوث اعتداءات جنسية في عدة اماكن في المدنية التي تعتبر من بين الاكثر امانا في العالم، ونقلت الشرطة ثلاث فتيات من المتظاهرات تعرضن للاعتداء الجنسي أو التحرش، وقالت صحافيات انهن تعرضن للتحرش، وفي خطاب بثه التلفزيون دعا رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ الذي يصفه المتظاهرون بانه دمية بيد بكين ويطالبون باستقالته من دون جدوى، "كل المواطنين" الى الهدوء، واثر الصدامات، اعلن اتحاد طلاب هونغ كونغ ان "لا خيار لديه سوى الغاء المحادثات" التي تهدف الى انهاء التظاهرات بعد ان "غضت الشرطة والحكومة النظر عن اعمال عنف ارتكبتها مجموعات هاجمت الاحتجاجات السلمية"، ويطالب المحتجون باعتماد الاقتراع العام المباشر بشكل كامل وباستقالة رئيس الحكومة المحلية ليونغ تشون ينغ الذي يعتبرونه "دمية" بيد سلطات بكين.

ويعارض المحتجون قرار السلطات الصينية المعلن في آب/اغسطس باعتماد الاقتراع العام لانتخاب رئيس الحكومة في 2017 مع الحق في الموافقة على الترشحات للمنصب، ويرى المحتجون ان السلطات الصينية انتهكت تعهداتها التي قطعتها في 1997 مع نهاية 150 عاما من الاستعمار البريطاني، وهذه اخطر ازمة تشهدها هونغ كونغ منذ عودتها الى السيادة الصينية، وتدهورت العلاقات بين الشرطة والمتظاهرين منذ ان استخدمت الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل ضد المحتجين ومعظمهم من الشبان الحاملين فقط مظلات للاحتماء، وزاد من قلق المتظاهرين رؤية شرطيين وهم يفرغون صناديق رصاص مطاطي وغاز مسيل للدموع، وقبيل انتهاء المهلة رفض رئيس الوزراء، كما كان متوقعا، الاستجابة للطلب واقترح على الطلبة بدء حوار مع الامينة العامة للحكومة.

ورغم ان هذه البادرة بدت تنازلا مهما حيث كانت الحكومة ترفض حتى الان اي حوار، فان الكثير من المحتجين بدوا مرتابين، ورغم الضغوط الاعلامية والدبلوماسية القوية فان الصين حذرت الولايات المتحدة من عدم التدخل في هذه الازمة السياسية في حين اعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه"، وابدت اليابان "بقوة" املها في ان تحتفظ هونغ كونغ بنظامها "الحر والمنفتح"، وتحسب بكين خطواتها في الوقت الذي ضيق فيه الرئيس شي جيبينغ الخناق على التمرد ويسعى بكل الوسائل الى منع العدوى الديموقراطية، وقد اكدت مجددا دعمها للاجراءات الامنية الحازمة التي اتخذتها شرطة هونغ كونغ واستخدامها الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية، محذرة من ان اي فكرة "لاستيراد ثورة ملونة" الى الصين "وهم"، وكتبت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني ان "الاجراءات التي اتخذتها شرطة هونغ كونغ في مواجهة حركة اوكوباي سنترال ضرورية لفرض احترام القانون"، واضافت "في مواجهة متظاهرين يتجاهلون اوامر الشرطة ويسرعون لاقتحام اي طوق امني ويصلون الى حد ضرب الشرطيين بمظلاتهم ليس لدى الشرطة بديل لاستخدام الغاز المسيل للدموع".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/تشرين الأول/2014 - 20/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م