حرب اسرائيل واللعب على حبال التفوق العسكري والضغوط السياسية

 

شبكة النبأ: اسرائيل وبحسب تصريحات قادتها العسكريين تراقب المنطقة عن كثب، وربما هي مستعدة للمعركة القادمة، والتي ترشح انها ستكون مع حزب الله اللبناني، وربما مع ايران (في حال اقدمت اسرائيل على ضرب مفاعلاتها النووية بصورة منفردة)، وربما يشكل الطرفان، بالإضافة الى فصائل المقاومة الفلسطينية (وعلى رائسها حركة حماس)ـ اعداء اسرائيل الاخطر، وتسعى في سبيل الحفاض على التفوق العسكري والسياسي، الى الاستمرار في تكوين بنية عسكرية قوية، تعتمد على احدث الاجهزة والتقنيات العسكرية، اضافة الى امتلاكها للقدرات النووية الوحيدة في المنطقة (والتي ترفض الاعتراف بها رسميا حتى اللحظة)، فيما تحاول من الجانب الاخر، الاستمرار بالضغط على حلفائها، من اجل من ع اي اتفاق او تعاون مستقبلي مع ايران، فيما يتعلق ببرنامجها النووي او حتى على مستوى تحسين العلاقات الدبلوماسية معها.

كما تحاول ممارسة الضغط ذاته، لمنع اي خطوات سياسية قوية، من شانها مساعدة السلطة الفلسطينية لنيل استقلالها السياسي، عبر الموافقة الرسمية (من الدول الغربية او الحليفة معها) بإعلان فلسطين كدولة مستقلة، والتي هدد رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) باللجوء الى هذا الخيار في حال اصرت اسرائيل وحكومتها الحالية (بقيادة نتنياهو) على اتخاذ نفس المواقف السابقة والتي عرقلت المساعي الدولية في حل المسالة الفلسطينية-الاسرائيلية عبر الوسائل السلمية والمفاوضات الدولية.

وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحويل الأضواء عن مقاتلي الدولة الإسلامية وإعادتها إلى إيران محذرا الأمم المتحدة من أن إيران مسلحة نوويا ستمثل خطرا أكبر كثيرا على العالم من "متشددين إسلاميين يركبون شاحنات صغيرة"، وفي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هيمنت سيطرة الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من سوريا والعراق والمذابح المزعومة للمدنيين والجنود على المناقشات في منبر الأمم المتحدة وعلى هامش الاجتماعات، ووصف نتنياهو إيران والدولة الإسلامية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة بأنها جزء من فريق واحد، وشبهها جميعا بالنازيين الألمان الذين قتلوا كثيرا من اليهود في المحارق النازية سيئة السمعة.

وقال نتنياهو في كلمة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لا يجب أن يكون هناك أي لبس، فلا بد من الحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية، وحذر من أن "مواجهة متشددين إسلاميين يركبون شاحنات صغيرة مسلحين ببنادق كلاشنيكوف شيء ومواجهة متشددين إسلاميين مسلحين بأسلحة دمار شامل شيء آخر"، وترفض إيران مزاعم غربية بأنها تعمل على تطوير قدرات خاصة بإنتاج أسلحة ذرية وتريد رفع العقوبات في إطار أي اتفاق نووي، وحينما وصف نتنياهو إيران والدولة الإسلامية وحماس بأنهم في الفريق نفسه بدا أن نتنياهو يدق على وتر الشكوك بين المشرعين الأمريكيين بشأن الحكمة من قرار الرئيس باراك أوباما التعامل مع طهران بعد انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني وهو براجماتي ومتحدث لبق بهدف حل الأزمة النووية بين إيران والغرب المستمرة منذ 12 عاما.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "أتعلمون؟، إن القول أن إيران لا تمارس الإرهاب هو مثل القول أن (لاعب البيسبول) ديريك جيتر لم يكن يلعب في مركز قطع الكرات القصيرة في فريق نيويورك يانكيز"، وسئلت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي عما إذا كانت واشنطن تتفق مع نتنياهو بأن إيران والدولة الإسلامية وحماس وحزب الله هي جميعا جزء من جهد إسلامي للسيطرة على العالم فقالت "لا نوافق على هذا الوصف، لا"، ولا شك في أن هذه القضايا ستثار خلال اجتماع نتنياهو مع أوباما في واشنطن، وأضاف نتنياهو "لا بد من تفكيك القدرات العسكرية النووية لإيران بشكل تام"، وأضاف أن الهدف من التحرك البراق لإيران من جانب "الرئيس اللبق في كلامه ووزير خارجيته" هو رفع العقوبات الدولية "وإزالة العقبات أمام طريق إيران لإنتاج القنبلة". بحسب رويترز.

وتابع قوله "السؤال المطروح أمامنا هو ما إذا كان الإسلام المتشدد سيمتلك القدرة على الوصول لطموحاته الجامحة، هناك مكان واحد يمكن أن يحدث فيه هذا قريبا، الدولة الإسلامية الإيرانية"، وأشار نتنياهو مرتين إلى "الدولة الإسلامية الإيرانية" وهو ما يبدو لعب على الكلمات بشأن الاسم الرسمي لإيران وهو "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" و"الدولة الإسلامية" وهو الاسم الذي اختاره تنظيم الدولة الإسلامية لنفسه بعدما أعلن قيام الخلافة، وسخر نتنياهو من كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي اتهم فيه الغرب وحلفاءه بدعم الجماعة، وقال نتنياهو "رئيس إيران روحاني وقف هنا وذرف دموع التماسيح على ما قال إنه عولمة للإرهاب، ربما ينبغي عليه أن يوفر علينا تلك الدموع الزائفة ويتحدث بدلا من ذلك إلى الحرس الثوري الإيراني".

وقال روحاني إنه يؤيد جهود محاربة الدولة الإسلامية وهو تنظيم سني يرى أن إيران الشيعية كافرة، ولكن الرئيس الإيراني تحدث عن وجوب التعامل معه إقليميا وليس من دول من خارج الشرق الأوسط، وعقدت إيران وقوى دولية ست محادثات على مدى عشرة أيام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ولكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في التغلب على الخلافات العميقة في قضايا مثل حجم البرنامج النووي الإيراني في المستقبل وسرعة رفع العقوبات، وتشمل المحادثات إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، وتهدف إلى الوصول إلى اتفاق طويل المدى من شأنه أن يتضمن رفعا تدريجيا للعقوبات على طهران مقابل تحجيم برنامجها النووي.

وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون إن من المتوقع أن يلتقي الجانبان من جديد في أوروبا خلال، وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي بيل بيرنز للصحفيين في واشنطن تعليقا على تلك المحادثات "ليس سرا أن الفجوات التي تبقت في المفاوضات كبيرة للغاية حاليا"، وربما يكون الانتقاد الحاد الذي وجهه نتنياهو توطئة للنهج المتشدد الذي سينتهجه في واشنطن، وكان قد حذر أوباما من تقديم تنازلات في المحادثات النووية، وفي موضوع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين عبر نتنياهو عن دعمه "للتسوية التاريخية" مع الفلسطينيين التي من شأنها إحلال السلام والاستقرار للشعب الإسرائيلي وللمنطقة، ولكنه لم يقدم تفاصيل بشأن ما تقتضيه مثل تلك التسوية.

اتهامات فلسطينية

من جانب اخر شبه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بزعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" عمر البغدادي ردا على تشبيه نتانياهو حركة حماس بالتنظيم المتطرف لتبرير الهجوم الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، وقال عريقات ردا على خطاب نتانياهو امام الجمعية العامة للامم المتحدة "ان نتانياهو اصر على تحويل الصراع في المنطقة من صراع سياسي الى صراع ديني"، واضاف ان "نتانياهو حاول تصدير الخوف من الدولة الاسلامية التي يقودها عمر البغدادي، لكنه تناسى انه هو، اي نتانياهو من يقود الدولة اليهودية".

واوضح "نتانياهو يصر على تسمية دولة اسرائيل دولة يهودية، ويؤيد ويدعم مجموعات المستوطنين الارهابيين الذين يقتلون ويدمرون ويحرقون المساجد والكنائس، وهم من احرق الفتى محمد ابو خضير (في القدس في تموز/يوليو)، مثلما تقوم مجموعات البغدادي بالقتل والارهاب"، وتابع ان "المستوطنين ترجموا خطاب نتانياهو بدعمهم في ارهابهم باحتلال سبعة منازل في بلدة سلوان في القدس الشرقية المحتلة"، واعتبر عريقات ان "نتانياهو اغلق بخطابه كل الابواب امام حل الدولتين على حدود عام 1967 ويرفض اي حل سياسي جدي بل ويدعم ارهاب المستوطنين كما هو البغدادي"، ومنذ اسابيع يقارن نتانياهو بين حماس وتنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق ما استدعى تشكيل ائتلاف دولي لمحاربته بقيادة اميركية. بحسب فرانس برس.

وقال نتانياهو من على منبر الامم المتحدة ان "المعركة ضد الاسلام المتطرف واحدة لهذا السبب فان معركة اسرائيل ضد حماس ليست فقط معركتنا، انها معركتكم"، وردا عليه قالت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ان نتانياهو "حاول عبر خطابه ان يخدع الجمهور عبر توسل لغة الكراهية والافتراء والاعذار"، ورأت عشراوي ان نتانياهو "فقد الاحساس بالواقع حين رفض الاعتراف بالاحتلال ومجازره وجرائم الحرب التي ارتكبها"، في وقت بدأ الفلسطينيون حملة دبلوماسية في الامم المتحدة لاصدار قرار دولي يضع حدا للاحتلال الاسرائيلي وينص على قيام دولة فلسطين ضمن حدود 1967، ورد المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري على خطاب نتانياهو معتبرا ان "تصريحاته بان حماس وداعش (الدولة الاسلامية) هما وجهان لعملة واحدة هي محاولة لخلط الأمور"، مؤكدا ان "حماس هي حركة تحرر وطني فلسطيني" في حين ان "الاحتلال الإسرائيلي هو مصدر الشر والإرهاب في العالم وإرهاب (إسرائيل) هو عملة بوجه واحد فقط"، واضاف ابو زهري ان "جرائم نتانياهو في غزة لا يمكن القفز عنها بخطاب فارغ المضمون وما يجزم بكذب نتانياهو هو رفضه استقبال لجنة تحقيق دولية بجرائمه في غزة"، واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل بارتكاب "جريمة ابادة" في قطاع غزة، مؤكدا من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة ان المفاوضات فشلت وحان الوقت لانهاء الاحتلال الاسرائيلي و"لاستقلال دولة فلسطين"، ما اثار استياء واشنطن.

كما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من تحويل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى صراع ديني بعد المواجهات التي شهدها المسجد الاقصى بين المصلين والشرطة الاسرائيلية، وقال عباس في تصريحات للصحفيين في مكتبه في رام الله "هذه التصرفات الاسرائيلية تحاول ان تجعل الصراع هنا صراعا دينيا وهي تعرف ونحن نعرف والعالم يعرف خطورة استعمال الدين في الصراعات السياسية"، وأضاف "لابد أن نرى جميعا ما يحيط بنا، ماذا يحصل من حولنا وعلى إسرائيل أن تنتبه إلى هذا وأن تفهم أن مثل هذه الخطوات محفوفة بالمخاطر عليها وعلى غيرها"، وشهد المسجد الاقصى مواجهات بين المصلين والشرطة الاسرائيلية التي حاولت توفير الحماية لمجموعات يهودية عملت على اقتحام المسجد بمناسبة حلول عيد المظلة، وكان مستوطنون وجهوا دعوات لاقتحام المسجد الأقصى مع حلول عيد المظلة ما دفع جهات فلسطينية لدعوة المسلمين للاعتكاف داخله لمنع الاقتحام، وحاولت الشرطة الإسرائيلية إخراج المعتكفين من المسجد بالقوة مما أدى إلى وقوع مواجهات أصيب فيها عدد من الفلسطينيين، وأظهرت لقطات تلفزيونية إطلاق قنابل غاز في الموقع، وقال عباس "تتزايد في هذه الايام الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى يقودها المتطرفون والمستوطنون برعاية الحكومة الاسرائيلية".

واتهم عباس اسرائيل بمحاولة فرض الامر الواقع في الاقصى وقال "وفي كل يوم نجد هؤلاء يحاولون الدخول الى المسجد بكل الوسائل من اجل ان يثبتوا ما يريدون من امر واقع"، وأضاف "الامر الواقع الذي تسعى اليه اسرائيل هو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى بحجج ان لها فيه نصيب وهذه حجج واهية وكاذبة وتحريف للتاريخ الذي نعرفه جميعا"، وأوضح عباس أن اسرائيل تحاول تسهيل دخول اليهود الى المسجد الاقصى من خلال فتح ابواب جديدة للدخول من خلالها الى المسجد حيث يقتصر دخولهم حاليا من باب المغاربة فقط، وقال "وفي هذه الايام ايضا تحاول الحكومة الاسرائيلية ان تفتح ابوابا خاصة للمتطرفين والمستوطنين من اجل ان تسهل عليهم دخول المسجد والعبث فيه"، وتابع "هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه".

واستعرض عباس ما تقوم به إسرائيل ايضا في الحرم الابراهيمي في الخليل من اجراءات، وقال "واضيف الى ذلك ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي في المسجد الابراهميي حيث تمنع الصلاة فيه يوميا وكأنها تريد ان تلغي الوجود الاسلامي في هذا الحرم"، واضاف "هذه التصرفات التي تقوم بها اسرائيل لن تقبل اطلاقا والدليل على ذلك ان ابناء شعبنا في القدس والخليل يقاومون بشدة ومعهم الحق كل الحق مثل هذه الخطوات"، وتعهد عباس بالذهاب الى الامم المتحدة ومجلس الامن "لنعرض هذه الاجراءات"، وقال "اقول بصراحة ان الشعب الفلسطيني لن يسكت ونحن نعرف انه في كل يوم تحصل صدامات ويسقط فلسطينيون جرحي وبالتالي هؤلاء الذين يسقطون لن يمنعهم ولن يمنع غيرهم من التصدي للحكومة الاسرائيلية لايقافها عند حدها في اعتداءتها على المسجد الاقصى وعلى الحرم الابراهيمي".

واضاف "نحن نقول للعالم ونقول لامريكا ايضا ان هذا العمل ليس من شانه ان يحل السلام بل بالعكس فانه يعطل السلام بكل الوسائل، هذه ليست طريقة وليست تصرفات من يريد ان يصنع السلام في المنطقة، اذا كانت اسرائيل جادة في مساعيها لصنع السلام نحن نحذر وندق ناقوس الخطر بان هذه المسالة في غاية الخطورة"، وطالب عباس العالم والولايات المتحدة تحديدا عدم الاكتفاء باصدار بيانات الادانة للتصرفات الاسرائيلية وقال "هناك مشاكل اخرى اهمها النشاط الاستيطاني حيث ان كل العالم يقول لاسرائيل ان النشاط الاستيطاني غير شرعي وامريكا ادانت هذه التصرفات بصراحة، الادانة لا تكفي"، واضاف "يجب ان يوضع حد لتصرفات الحكومة الاسرائيلية وامريكا قادرة على ان تضع حد لهذه الاجراءات ان كانت جادة في الوصول الى سلام".

الحرب القادمة

الى ذلك نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن ضابط كبير لم يكشف عن اسمه أن "حزب الله" اللبناني قد يدخل إسرائيل ويسيطر على جزء من أراضيها بعد أن تعلم الكثير عن تكتيكات القتال البري في سوريا حيث يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري في النزاع الدائر منذ ثلاث سنوات ونصف، وقال الضابط "تزداد ثقة حزب الله بالإضافة إلى خبراته القتالية في سوريا"، وأضاف "مكنت ساحات القتال في سوريا حزب الله من رفع مستوى قدراته، ويخطط لإرسال الكثير من المقاتلين إلى الأراضي الإسرائيلية القريبة من الحدود والاستيلاء عليها"، كما أكد "أرييه شاليكار" المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قوات بلاده مستعدة لأي تهديد من "حزب الله"، وقال "نحن مستعدون لأي تحد، نحن نراقب ما يحدث" وأضاف "نحن مستعدون والأمر لا يستحق بالنسبة لهم، ولا يستحق حتى المحاولة".

وبحسب شاليكار فإن "حزب الله" قام بعد حرب عام 2006 بتعزيز قدراته في منطقة الحدود موضحا "قاموا بتعزيز قوتهم في أكثر من مئتي قرية جنوب لبنان مع كل أنواع الأسلحة وكافة أنواع الصواريخ مختلفة المدى"، وأضاف "كل أموالهم تتدفق في اتجاهات مختلفة من أجل قدرة هجومية تتضمن بين أمور مختلفة نحو 100 ألف صاروخ من أنواع مختلفة، أغلبها من إيران وسوريا"، وتابع "أنت لا تحصل على مائة ألف صاروخ من أجل لا شيء، يبدو أن هناك سببا وراء ذلك وهذا بالتأكيد ليس في صالح الشعب"، وقام مكتب المتحدث باسم الجيش بتوزيع صور قال إنها تظهر مقاتلين من "حزب الله" قرب الحدود مع إسرائيل، ومن ناحيتها، رأت صحيفة "هآرتس اليسارية" أن إسرائيل ليست المشكلة الأهم بالنسبة لـ"حزب الله" حاليا، موضحة بأنه مهتم بقتال "المتطرفين" السنة خصوصا تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا ولبنان، وكتبت الصحيفة "لقد تحسنت العلاقات بين حزب الله والجيش اللبناني بسبب خطر الجهاديين السنة في سوريا"، وتابعت "لقد وحدت المجموعتان قواتهما ضد مقاتلي الدولة الإسلامية في بلدة عرسال شمال شرق لبنان".

واعلن الجيش الاسرائيلي انه تسلم غواصة المانية جديدة، هي الاحدث والاكثر تطورا في اسطوله والتي يامل بفضلها في "مضاعفة قدراته"، وقال الجنرال رام روتبرغ في بيان للجيش ان البحرية الاسرائيلية سيمكنها بهذه الغواصة، التي تكفلت المانيا بثلث ثمنها في اطار مساعدتها العسكرية لاسرائيل، "الذهاب الى الابعد والى الاعمق في المياه لفترات اطول من السابق"، الخبراء العسكريون الاسرائيليون يقولون ان الغواصات يمكن ان تشكل سلاح الضربة الثانية في حال هاجمت ايران اسرائيل بصواريخ غير تقليدية، والغواصة دولفين، التي يملك الجيش الاسرائيلي بالفعل ثلاثا منها اقل قدرة على التحرك، يمكن تزويدها بصواريخ نووية، يشار الى ان اسرائيل لم تعترف ابدا بامتلاكها ترسانة نووية، لكن خبراء عسكريين اجانب يقدرون ترسانتها هذه ب200 قنبلة ذرية وصواريخ بعيدة المدى، ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي توجه الى ميناء حيفا (شمال) لاستقبال الغواصة قال "امام التحديات المتراكمة فاننا عازمون على الدفاع عن حدودنا البرية، بحواجز، والجوية، بانظمة مضادة للصواريخ، والبحرية بغواصات ووسائل اخرى"، واضاف ان "التهديدات التي تواجهنا من ايران ومن جماعات اسلامية اخرى ترغمنا على تعزيز انفسنا".

الإنفاق الدفاعي

فيما أدت مطالب بتمويل إضافي بمليارات الدولارات للجيش الإسرائيلي إلى تهيئة المشهد لمعركة سياسية طاحنة بشأن الموازنة في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للموازنة بين احتياجات الاقتصاد الآخذ في التراجع والتهديدات الأمنية التي تمتد من غزة إلى إيران، وتسعى وزارة الدفاع للحصول على نحو 70 مليار شيقل (20 مليار دولار) في موازنة عام 2015 بزيادة ثلاثة مليارات دولار عن عام 2014، يأتي ذلك بينما تسعى الوزارة لتسديد فاتورة حرب غزة وتضع خططا لمواجهة أعداء على جبهات أخرى، وطلبت دوائر حكومية أخرى 2.5 مليار دولار بالفعل من موازنة عام 2014 ولكنها تقول "هذا يكفي" كونها على علم بأن حدود موازناتها ستشهد خفضا على الأرجح من أجل تلبية الاحتياجات العسكرية.

وأكثر الحانقين على هذا الأمر وزير المالية يائير لابيد الذي خاض حزبه الانتخابات ببرنامج خاص بالإنفاق الاجتماعي وهو يعاني الآن في استطلاعات الرأي، وتعج وسائل الإعلام الإسرائيلية بالشائعات بأن لابيد قد يستقيل إذا حصل الجيش على المال الذي يريده أو إذا زادت الضرائب للحصول على المبالغ المطلوبة، وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتبنى نهجا وسطيا فوصف الإنفاق الدفاعي بأن له أولوية حيوية بينما أكد على أنه لن يتم اتخاذ أي خطوات تهدد بتفاقم العجز في الموازنة أو تهدد التصنيف الائتماني لإسرائيل، وقال "دولة إسرائيل تحتاج إلى ميزانية معقولة تغطي التهديدات الأمنية الموجهة لنا وبما لا يؤثر بصورة سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، أعتقد أن بمقدورنا التعامل مع كل التحديات ما دمنا نقوم بذلك بشكل مسؤول ولا نقود إسرائيل إلى عجز خارج عن السيطرة وسحب على المكشوف على المستوى الدولي".

ومع تباطؤ النمو نتيجة للحرب ولتدهور السياحة صار الكل على علم بأن الكعكة لا تكبر بسرعة كما كان الحال من قبل وهو ما جعل تقسيمها أصعب، وهناك وجهان للمشكلة بالنسبة الى لابيد فالأمر لا يقتصر على كون التوجه في صالح قادة الجيش ومطالبتهم بمليارات إضافية ولكنه يخضع لضغوط من نتنياهو والبنك المركزي للإبقاء على العجز منخفضا، وستزيد حدة المواجهة على مدى الأيام والأسابيع المقبلة حيث يستعد لابيد وهو صحفي تلفزيوني سابق لعرض الموازنة على البرلمان الذي يتعين أن يوافق عليها بحلول مارس آذار من العام المقبل، والسؤال الملح هو ما إذا كان الجيش يحتاج فعلا الأموال التي يقول إنه يحتاج إليها، وهو سؤال صعب لأنه لا يوجد أدنى قدر من الوضوح بشأن بنود صرف الإنفاق الدفاعي، وقال ستاف شافير عضو اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي وهو مدافع عن الإنفاق الاجتماعي "لا توجد وسيلة لإجراء مناقشة عامة بشأن أولوياتنا لأن الميزانية الدفاعية غير شفافة على الإطلاق"، وأضاف "في غياب الشفافية من المتعذر معرفة كم من المال يلزم في واقع الأمر، وكم من المال يتم إنفاقه بفاعلية وكم يمكن تحويله إلى بنود صرف أفضل". بحسب رويترز.

ويقول موشي يعلون وهو حليف وثيق لنتنياهو إن من بين بنود الصرف الأكثر تكلفة جهاز المخابرات حيث تضاعفت الموازنة خلال 16 عاما مضت، وقال يعلون بنبرة تحد "بل إن الميزانية زادت إلى ثلاثة أمثالها، ولن أبدد شيقلا واحدا"، مضيفا أن تكلفة الأسلحة ونظم الاتصالات زادت زيادة كبيرة هي الأخرى، وتنفق إسرائيل على الدفاع نسبة من إجمالي الناتج المحلي (تصل إلى نحو ستة في المئة) أكثر من كل دول العالم عدا السعودية وعمان وأفغانستان، والزيادة التي اقترحها يعلون لعام 2015 (والتي تتجاوز الزيادة السنوية المسموح بها في الموازنة) من شأنها أن تزيد نسبة موازنة الجيش إلى نحو 6.6 من إجمالي الناتج المحلي، وبذلك ستبتلع نحو ربع إنفاق عام 2015 قبل تسديد فوائد الديون على البلاد، وقال شموئيل إيفين الباحث بمعهد دراسات الأمن الوطني في تل أبيب "وزارة المالية لا تفهم أي شيء عن التهديدات العسكرية"، ويقول إنه لا يوجد أي جزء إضافي يقتطع من الموازنة الدفاعية.

ولكن أقل من نصف الإنفاق الدفاعي يذهب إلى المعدات العسكرية والعمليات والمخابرات، ويذهب جزء كبير لتمويل معاشات التقاعد الكبيرة التي تدفع للضباط الذين يتقاعدون وهم في العقد الأربعيني قبل أن يدخلوا في مجال مهني آخر، وتسعى وزارة المالية لخفض هذه المزايا و"تنظيم" ما تعتبره إنفاقا غير فاعل، وقال مسؤول كبير بوزارة المالية "اقتصاد إسرائيل لا يستطيع تحمل كل مبلغ 11 مليارا في الميزانية" في إشارة إلى الزيادة المطلوبة من جانب وزارة الدفاع، واضاف "نحن نحاول أن نفعل المزيد باستخدام إمكانات أقل، وظيفتنا كوزارة المالية هي ضمان أن نوفر بعض المال لأغراض أخرى تخص الحكومة"، ولكن يبدو أن المعركة تسير في اتجاه آخر حيث أقنع يعلون نتنياهو بأن البلاد التي خاضت أربعة حروب خلال السنوات الثمانية الماضية وتواجه تهديدات متنوعة لا يمكنها أن تتخلى عن الإنفاق الدفاعي، ونتيجة لذلك لا بد من زيادة الضرائب أو تقليل الإنفاق على التعليم والرفاه والصحة لإبقاء العجز عند ثلاثة في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وقال شافير عضو في اللجنة المالية وقد انتابه الإحباط "الرعاية الصحية والتعليم والنقل العام وقوات الشرطة، يحتاجها الإسرائيليون من أجل أمن إسرائيل أيضا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/تشرين الأول/2014 - 19/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م