النفط العالمي.. سباق خفض الأسعار ينذر بأزمة وشيكة

 

شبكة النبأ: حالة من القلق تعيشها العديد من الدول المصدرة لنفط بسبب انخفاض اسعار اذهب الاسود في الاسواق العالمية، بعد أن قدمت السعودية التي تعد أكبر منتج تخفيضات كبيرة إلى زبائنها وهو ما اثر بشكل سلبي على الدول الاخرى، التي تخشى من استمرار انخفاض الاسعار في ضوء تراجع الطلب العالمي ووفرة المعروض مع زيادة إنتاج النفط والغاز الصخري في العديد من الدول ومنها الولايات المتحدة الامريكية، كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان تراجع اسعار النفط المستمر، وبالإضافة الى تأثيراته السلبية على اقتصاديات الدول المعنية ربما سيسهم بخلق حرب جديدة هي حرب تخفيض في الأسعار بين دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إذ ربما تتنافس الدول بعضها مع بعض للحفاظ على حصصها في السوق وسط وفرة الإمدادات وضعف الطلب.

وتقول مصادر نفطية وتجارية في الشرق الأوسط إن هناك الآن مخاطر من انطلاق تسابق لخفض الأسعار في الوقت الذي يدعو فيه كثير من أعضاء أوبك إلى الوحدة في مواجهة إحدى أشد موجات انخفاض الأسعار حدة منذ الأزمة المالية عام 2008. من جانب اخر فقد أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية نشرت أن إنتاج روسيا من النفط الخام زاد بنسبة 0.8 بالمئة تقريبا على أساس شهري في سبتمبر أيلول.

وأشارت البيانات الى أن إنتاج النفط الروسي ارتفع الشهر الماضي إلى 10.6 مليون برميل يوميا من 10.52 مليون برميل يوميا في أغسطس آب. وروسيا هي أكبر منتج للنفط الخام في العالم. وأظهرت البيانات أيضا أن إنتاج روسيا من الغاز الطبيعي في سبتمبر أيلول ارتفع الي 1.52 مليار متر مكعب يوميا من 1.38 مليار متر مكعب في الشهر السابق.

أهم الامور التي ترشح انخفاض الاسعار الوقود في المستقبل القريب وبشكل خطير. حيث ان حدوث مثل هذا الانخفاض على أسعار النفط، سيؤدي بصورة مباشرة إلى البحث عن البدائل وإن كانت مرتفعة التكلفة، إلا أن جدوى استغلالها سيكون أكبر من الاستعانة بالنفط، وعلى رأس هذه البدائل يأتي الصخر الزيتي والميثانول وعناصر أخرى، إلى حين الوصول لكفاءة عالية في استخدام الطاقة المتجددة كي تحل مكان الطاقة الأحفورية.

وفي هذا الشأن فقد خفضت شركة أرامكو السعودية بشكل كبير سعر البيع الرسمي للنفط للعملاء الآسيويين في نوفمبر تشرين الثاني في أوضح دلالة حتى الآن على أن المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم تحاول التنافس على حصة بالسوق. وخفض الأسعار يشير إلى أن السعودية ستواصل على الأرجح سياستها المتبعة منذ فترة طويلة والقائمة على تزويد السوق بإمدادات كافية في الوقت الذي تتنافس فيه مع دول مثل العراق وإيران كي تكون أكبر مورد لاقتصادات سريعة النمو مثل الصين.

وغيرت أسعار عقود برنت القياسية اتجاهها عقب إعلان الأسعار السعودية لتتحول للهبوط في نهاية التعاملات. وقال أحد المتعاملين "برنت يتراجع بقوة. سيتخلى عن أغلب المكاسب من اليوم بسبب هذا" وأضاف متعامل آخر أن الخفض الشهري الرابع على التوالي في الأسعار يظهر أن السعودية ربما تحاول بدء "حرب أسعار" مع منافسيها من المنتجين. وقد تواجه منافستها الإقليمية النفطية إيران عجزا في الميزانية بسبب هبوط الأسعار والعقوبات الغربية. بحسب رويترز.

وقالت أرامكو إنها خفضت سعر خامها العربي الخفيف للمشترين الآسيويين في نوفمبر تشرين الثاني بمقدار دولار واحد مقارنة مع أكتوبر تشرين الأول ليكون أقل بواقع 1.05 دولار للبرميل عن متوسط خامي عمان ودبي. وخفضت الشركة المملوكة للدولة سعر البيع الرسمي لشحنات الخام العربي الخفيف لشمال غرب أوروبا بواقع 40 سنتا في نوفمبر تشرين الثاني مقارنة مع أكتوبر تشرين الأول إلى أقل بواقع 3.95 دولار للبرميل عن المتوسط المرجح لبرنت.

تزايد القلق

على صعيد متصل يزداد بعض دول منظمة أوبك قلقا بشأن انخفاض أسعار النفط ويدعون إلى خفض الامدادات لكن الأعضاء الخليجيين الأساسيين لا يزالون يراهنون على أن الطلب في الشتاء سينعش السوق وهو ما يشير إلى أن المنظمة ليست قريبة من اتخاذ خطوات جماعية. وتسلط الآراء المختلفة داخل المنظمة التي تضم 12 دولة الضوء على الانقسام بين السعودية وحلفائها من دول الخليج العربية من جهة وأعضاء آخرين من جهة أخرى مثل إيران التي تواجه ضغوطا أكبر على الميزانية مع أسعار النفط دون 100 دولار للبرميل.

وقال مندوب إحدى الدول الأفريقية الأعضاء في أوبك "انخفاض الأسعار شيء سيء حقا وهو يرجع إلى زيادة الانتاج الأمريكي وتباطؤ التعافي الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي وتراجع النمو في الصين." واضاف "أعتقد أنه ينبغي للاجتماع القادم التصدي للأمر." وهوت أسعار النفط من 115 دولارا في يونيو حزيران إلى أقل من 92 دولارا للبرميل وهو أدنى مستوى في 27 شهرا بعدما خفضت السعودية سعر البيع الرسمي لنفطها وهو ما أثار القلق بالسوق من ان أكبر منتج للخام في أوبك لن تخفض انتاجها. بحسب رويترز.

وقال مصدر آخر مطلع على سياسة أوبك إنه برغم أن السوق ضعيفة حيث يتجاوز المعروض الطلب فمن السابق لأوانه بشدة أن تفكر أوبك في تحرك جماعي لتعزيز الأسعار. وقال المصدر "القرار الجماعي لأوبك يحتاج إشارات واضحة من كل بلد وهذا غير موجود حاليا." وحتى الآن لم تدع سوى إيران علنا إلى تحرك من أوبك لدعم الأسعار. ولا تشعر دول الخليج العربية بالقلق وهون وزير النفط السعودي على ما يبدو من شأن تراجع الأسعار كما لم يدع المندوبون لدى أوبك إلى تحرك لتعزيز الأسعار.

حرب تخفيض الأسعار

في السياق ذاته أثار قرار السعودية بخفض سعر البيع الرسمي لنفطها أحاديث بين التجار حول بدء ظهور حرب تخفيض في الأسعار بين دول منظمة أوبك إذ ربما تتنافس الدول مع بعضها للحفاظ على حصصها في السوق وسط وفرة الإمدادات وضعف الطلب. وتقول مصادر نفطية وتجارية في الشرق الأوسط إن هناك الآن مخاطر من انطلاق تسابق لخفض الأسعار في الوقت الذي يدعو فيه كثير من أعضاء أوبك إلى الوحدة في مواجهة إحدى أشد موجات انخفاض الأسعار حدة منذ الأزمة المالية.

وقال مراقب لصناعة النفط طلب عدم الكشف عن اسمه "لن يخفض السعوديون الإنتاج إلا إذا كان هذا خفضا جماعيا.. عليهم أن يسمعوا أن آخرين يقولون ذلك أيضا." واضاف "الأمر يشبه منافسة شريرة لمعرفة من يستطيع الصمود حتى النهاية." وتراجعت أسعار النفط العالمية حيث ساهم النمو الأسرع من المتوقع في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وعودة إنتاج ليبيا في وفرة إمدادات الخام في السوق. ونما الطلب أيضا أعلى قليلا من نصف مستوى توقعات الكثيرين في بداية العام وهو ما دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان هناك تحول هيكلي في السوق أم لا. وأدى متوسط أسعار قرب 110 دولارات للبرميل فيما يزيد عن ثلاث سنوات إلى كبح جماح الاستهلاك إضافة إلى تحفيز زيادة الإنتاج.

وخفض العراق ودول أخرى أعضاء في أوبك أسعار البيع الرسمية للنفط مع تراجع خام برنت رغم أن مستوى الخفض في سعر النفط السعودي لا يزال يمثل مفاجأة لكثير من المراقبين. وخفضت السعودية سعر خامها العربي الخفيف بأكثر من دولار للبرميل عن الخامات القياسية. وقال مسؤول رفيع بشركة كبيرة لتجارة النفط "هذا خفض كبير بشكل غير متوقع." واضاف "أعتقد أن تخفيضات اضطرارية من جانب أعضاء آخرين في أوبك بفعل المنافسة ربما لعبت دورا."

وقال كارستن فريتش محلل السلع الأولية لدى كومرتس بنك إن خفض الأسعار دفع فوارق سعر الخام السعودي مع أسعار الخامات الأخرى لأدنى مستوى منذ ديسمبر كانون الأول 2008 حينما انهارت أسعار النفط خلال الأزمة المالية. وأضاف "مثل تلك الإجراءات تؤدي إلى تنامي الشكوك حول استراتيجية أوبك القائمة منذ فترة طويلة بالحرص أولا وقبل كل شئ على استقرار الأسعار." وتابع قائلا "تستعد أوبك فيما يبدو لحرب أسعار. لذا فإننا لا نتوقع أن تستقر الأسعار حتى يتبدد هذا الانطباع وتعود أوبك لتنسيق التخفيضات في الانتاج."

وخفض كومرتس بنك - صاحب ثاني أعلى توقعات لأسعار خام برنت في العام القادم توقعاته لأسعار برنت في 2015 إلى 105 دولارات للبرميل من 110 دولارات قائلا إن أوبك ستضطر في نهاية المطاف إلى خفض الإنتاج. وقالت بعض المصادر التجارية إن خفض السعر السعودي ربما يكون مجرد رد فعل للأوضاع في السوق وليس تغيرا رسميا في سياسة الإنتاج رغم أن أكبر بلد مصدر للخام في العالم أبقى إمدادات الأسواق العالمية مستقرة إلى مرتفعة قليلا في سبتمبر أيلول. بحسب رويترز.

وقال سداد الحسيني وهو مسؤول تنفيذي كبير سابق في أرامكو "يوجد ضعف في الطلب لأسباب موسمية وأعتقد أن استراتيجية التسويق لأرامكو تتمثل في التعامل مع الإتجاه النزولي بخفض الأسعار للحفاظ على حصة المملكة في السوق." والسعودية والإمارات والكويت في وضع أفضل لمواجهة فترة من انخفاض الأسعار مقارنة مع أي دولة أخرى في أوبك أو مع منتج كبير للنفط بعدما حققت فوائض كبيرة في ميزانياتها لأعوام.

ايران والسعودية

من جانب اخر نقلت الخدمة الإخبارية لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لا تنوي عقد اجتماع طارئ لبحث الهبوط الذي شهدته أسعار النفط في الآونة الأخيرة. ونقلت شانا عن زنغنه قوله "لا نية لدينا في الوقت الحالي لعقد اجتماع طارئ لأوبك." وأضاف الوزير أن المنظمة تستطيع تحمل هبوط أسعار النفط "حتى يقرر المنتجون الرئيسيون فيها خفض إنتاجهم."

وأثار تراجع أسعار النفط إلى أقل من المستوى المفضل لدى اوبك دعوات من بعض الدول الأعضاء لخفض الإنتاج لكن الاعضاء الخليجيين يراهنون على أن الطلب في فصل الشتاء سيدعم الأسعار وهو ما يشير إلى أن أوبك ليست على وشك إتخاذ أي خطوة جماعية. وللوصول إلى توازن الميزانية فإن إيران من بين دول المنظمة الإثنتي عشرة التي تحتاج إلى أسعار مرتفعة للنفط وتؤيد دوما الإجراءات التي من المرجح ان تدعم الأسعار. والسعودية والدول الخليجية الأخرى المنتجة للنفط أكثر قدرة على تحمل هبوط للأسعار.

ويبدو أن زنغنه يقلل من أهمية قيام السعودية بخفض أسعار البيع الرسمية لنفطها ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية عن زنغنه قوله "الإجراءات التي إتخذتها دول معينة لخفض أسعار نفطها لا يمكن وصفها بأنها حرب لتخفيض الاسعار." ومن ناحية أخرى نقلت مهر عن مسؤول لم تسمه بشركة النفط الوطنية الإيرانية التي تديرها الدولة قوله "ستبيع إيران النفط وفقا للأسعار في السوق العالمية ولا تنوي الدخول في حرب أسعار بدأها السعوديون." وأظهر مسح خاص أن إنتاج أوبك واصل الارتفاع بوصوله إلى 30.96 مليون برميل يوميا في سبتمبر أيلول مسجلا أعلى مستوياته منذ نوفمبر تشرين الثاني 2012 فيما يرجع الي مزيد من التعافي في إنتاج ليبيا ومستويات الإنتاج المرتفعة لدول الخليج.

من جانب اخر نقلت وكالة الأنباء السعودية عن عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي قوله إن العوامل الأساسية لسوق النفط في المدى الطويل قوية وإن التقلبات السعرية في المدى القريب غير مهمة بالنسبة للمملكة. وقال عبد العزيز "تشير أنماط العرض والطلب إلى أن أساسيات أسواق الطاقة في الأجل الطويل لا تزال قوية. ففي السوق البترولية وعلى غرار أي سوقٍ أخرى يمكن أن تؤثر عوامل مؤقتة كالمخاوف بشأن تعافي الاقتصاد العالمي والأحداث الجيوسياسية والمضاربات في الأسواق المالية للسلع ومنها البترول على تقلبات السعر في الأجل القصير."

واضاف قوله "لكن بالنسبة إلى منتج ومصدر رئيس للبترول كالمملكة العربية السعودية من مصلحتها في الأجل الطويل استقرار السوق فإن التقلبات اليومية والأسبوعية أو حتى الشهرية غير مهمة ولا تتعدى أن تكون مصدر ضوضاء حول اتجاه ثابت." وأشار عبد العزيز إلى ما وصفها بوجهة نظر تنتشر على نطاق واسع "تفيد بأن تراجع اعتماد الولايات المتحدة على واردات البترول من المنطقة سيؤدي إلى تراجع اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط وعلاقاتها المتميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي".

لكنه قال "تاريخيا كان اعتماد الولايات المتحدة على الواردات من المملكة العربية السعودية متواضعا" معتبرا أن "التغيرات في صادرات المنتجين بدول المجلس إلى الولايات المتحدة تمليها ظروف السوق والاعتبارات التجارية". وتابع قوله إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنأى بنفسها عن التقلبات في امدادات البترول العالمية ولكن حتى إذا باتت مكتفية ذاتيا فإن انقطاع الإمدادات يمكن أن يظل مكلفا ليس فقط من حيث تأثيره المباشر على الاقتصاد الأمريكي بل أيضا بشكل غير مباشر من خلال تأثيره على شركائها التجاريين". بحسب رويترز.

وأضاف "سيؤدي النقص في الإمدادات إلى التدافع على البترول ما سينتج عنه ارتفاع الأسعار ويؤثر ذلك بدوره على الاقتصاد العالمي ويطال في نهاية المطاف الاقتصاد الأمريكي. "ولمنع تأثير صدمات انقطاع الإمدادات سيتعين على الولايات المتحدة فصل اقتصادها وسوق البترول المحلية عن بقية العالم من خلال سياسات انعزالية وهو أمر غير واقعي للغاية وغير مجد اقتصاديا."

الصين وهبوط الاسعار

في السياق ذاته أدى هبوط أسعار النفط العالمية بنسبة 20 بالمئة إلى زيادة إقبال الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم على شراء الخام حيث اشترت بتروتشاينا أكثر من ستة ملايين برميل في أسبوع. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة تأثرت أسعار النفط سلبا بوفرة معروض الخام وانخفاض النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا ووصل سعر مزيج برنت إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين. غير أن الأسعار ربما وصلت إلى مستوى يراه مستهلكون مثل الصين ثاني أكبر مستورد للنفط بعد الولايات المتحدة جذابا لشراء المزيد من الخام.

واشترت تشاينا أويل التابعة لشركة بتروتشاينا المملوكة للدولة ما يعادل 13 شحنة حجم كل منها 500 ألف برميل من نفط الشرق الأوسط العالي الكبريت خلال خمسة أيام تداول فقط هذا الشهر. وقال جوردون كوان رئيس وحدة أبحاث الطاقة الإقليمية لدى نومورا "في ظل الاقتصاد الصيني المتباطئ لا يوجد سبب للإقبال القوي على شراء النفط أمس سوى أن تشاينا أويل تشتري مزيدا من المخزونات الاستراتيجية للدولة بأسعار متدنية."

وأضاف "يأتي هذا أيضا للتحوط من مخاطر التعافي المحتمل لأسعار النفط الموسمية هذا الشتاء وقبل الإعلان المحتمل عن خفض الإنتاج أثناء اجتماع أوبك المقبل." وقال تجار إن الإقبال القوي على الشراء قد يكون ناجما أيضا عن ارتفاع الطلب على الخام العالي الكبريت بعد أن انتهاء مصفاة بتروتشاينا في منطقة قوانغشي في جنوب غرب الصين من أعمال تجديد.

وارتفعت واردات الصين من الخام 8.4 بالمئة في الأشهر الثمانية الأولى من العام مقارنة مع نفس الفترة من 2013 مع دخول مصافي وصهاريج جديدة لتخزين الاحتياطيات الاستراتيجية حيز التشغيل. ويتجاوز نمو واردات الصين من النفط منذ بداية العام الحالي معدل زيادتها البالغ أربعة بالمئة في 2013. وأثارت كميات النفط الكبيرة التي اشترتها تشاينا أويل على منصة مؤسسة بلاتس للتداول ضجة في السوق وعززت خام دبي القياسي وهو ما أثار مخاوف شركات التكرير الآسيوية من أن تكاليفها النفطية قد ترتفع بما يقلل من هوامش أرباحها. بحسب رويترز.

وقال متعامل مع شركة تكرير في شمال آسيا "إنهم يزيدون الأمر صعوبة على شركات التكرير... ستزيد أسعار البيع الرسمية السعودية وسترتفع تكاليف التكرير." وتقلصت هوامش أرباح المنتجات النفطية بسبب ارتفاع أسعار خام دبي ووفرة المعروض. ونزل سعر برنت مسجلا أدنى مستوى له منذ يونيو حزيران 2012.

عقود مغرية

من جهة اخرى قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن نماذج العقود الجديدة لتطوير النفط في إيران ستستكمل قريبا وتعرض على مجلس الوزراء للموافقة عليها في دلالة على سعي طهران لجذب مستثمرين أجانب بمجرد رفع العقوبات. وتحتاج إيران للشركات النفطية الغربية لإحياء حقولها النفطية العملاقة القديمة وتطوير مشروعات جديدة للنفط والغاز وتقوم بإعداد نموذج استثماري جديد لعقود نفطية في إطار سعيها لجذب أنشطة أعمال غربية مجددا.

وتجري إيران عضو منظمة أوبك محادثات مع ست قوى عالمية للوصول إلى اتفاق بشأن تقليص برنامجها النووي وهو ما قد يؤدي إلى رفع العقوبات عن الاستثمارات النفطية والتجارة مع إيران. ونقلت الخدمة الإخبارية لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن زنغنه قوله "يتم وضع اللمسات النهائية لهذا النوع من العقود في وزارة النفط. وستعرض بعد ذلك على الحكومة لإقرارها." وأضاف أن النموذج الجديد للعقود لا يتطلب الحصول على موافقة البرلمان.

وأرجأت إيران مؤتمرا في لندن ستطرح خلاله حقولا نفطية ومشروعات وعقود استثمار نهائية أمام شركات النفط الأجنبية إلى فبراير شباط العام القادم من نوفمبر تشرين الثاني نظرا للعقوبات المفروضة على قطاعها النفطي. ونقلت شانا عن مهدي حسيني رئيس لجنة مراجعة العقود بوزارة النفط قوله "في حال رفع العقوبات سيتم الكشف عن نموذج جديد للعقود النفطية في لندن" من 23-25 فبراير شباط. ويهدف النموذج الجديد إلى جذب شركات نفطية بعقود مغرية مدتها 25 عاما. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون إيرانيون كبار إن إيران تستطيع زيادة إنتاجها النفطي إلى أربعة ملايين برميل يوميا خلال ستة أشهر من رفع العقوبات. لكن الخبراء الغربيين أكثر تحفظا إذ يقولون إن زيادة بين ثلاثة و 3.5 مليون برميل يوميا تبدو أكثر ترجيحا. واجتمع زنغنه مع مسؤولين من شركات نفط غربية في اجتماع منظمة أوبك السابق في فيينا من بينها إيني الإيطالية ورويال داتش شل وأو.إم.في النمساوية للنفط والغاز.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 13/تشرين الأول/2014 - 18/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م