شبكة النبأ: من أجل بناء جيلٍ صالح،
ولأهمية دور الشباب في بناء المجتمع الصالح والمستقبل المشرق وتأكيدا
لتوصيات المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي
(دام ظله) للاهتمام بالشباب حيث قال: إذا اعتنينا بالشباب عناية خاصة
فانه ينشأ فيهم القادة الأبرار والزعماء الأخيار. اختتمت جمعية المودة
والازدهار النسوية دورتها الصيفية للفتيات بمراحل [المتوسطة،
والاعدادية، والجامعة] بعنوان (على خطى نهج البلاغة)، وذلك في 15 ذي
القعدة 1435 هـ المصادف 11/9/2014م حيث استمرت لمدة شهر ونصف بمعدل
أربعة أيام في الأسبوع على مدى ثلاث ساعات.
وسميت الدورة بهذا الاسم لتعريف الفتيات على نهج البلاغة أكثر
وتقريبهن منه واثراء افكارهن من هذا المنهل المعين، وتضمنت هذه الدروس
(نهج البلاغة -فقه لأحكام النساء – اخلاق – اسعافات اولية – اللغة
الانكليزية).
فقد كان درس نهج البلاغة شرح وتوضيح كلام أمير المؤمنين (عليه
السلام) في ذكر صفات المؤمن، والعمل على التحلي بهذه الصفات والتي
مطلعها: " المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه...".
واشتمل درس الأخلاق على صفة الغضب ومساوئها، والمداراة وأهميتها
وكيفية تنمية هذه الصفة، وكيف تكون ايجابياً بتعويد النفس على
الايجابيات، وماهي صفات الشخص الايجابي والشخص السلبي. حيث قامت مروة
ناهض (عضو الجمعية) بتدريس هاتين المادتين.
وتضمن درس اللغة الانكَليزية الجملة ومكوناتها وكيفية التحاور
باللغة الانكَليزية والاضافات والضمائر وكيفية استخدامها، وقد قمن
الطالبات بإعداد المحاورات والتحاور مع بعضهن باللغة الانكَليزية
وتكوين الجمل وبيان معناها، وأيضاً قامت مدرسة اللغة الانكَليزية وعضوة
في الجمعية (تقى رياض) بترجمة بعض كلمات أمير المؤمنين عليه السلام
الموجودة في نهج البلاغة وتوضيحها للطالبات.
والاسعافات الأولية قامت بتدريبها حنين..... ( عضو الجمعية) حيث
تضمن مفهوم الاسعافات الأولية، واهداف الاسعاف الأولي، ومسؤولية
وواجبات المسعف وصفاته ومؤهلاته، وأولويات العمل الاسعافي والتي يجب
الالتزام بها (التنفس، النزف، الجروح، الحروق، الكسور)، وتعرفوا على
أهم أسباب توقف التنفس، وآلية السحب السريع في الممرات الضيقة، وكيفية
فحص المصاب، وأسباب فقدان الوعي، وكيفية اسعاف الطفل الرضيع، وأسباب
الاختناق وأعراضه، والغصة وكيفية اسعافها، و النزف وأسبابه وأنواعه
وكيفية اسعاف النزيف الخارجي والنزيف الداخلي وأعراضه، والرعاف وكيفية
اسعافه، ومعالجة الجروح والحروق.
وكان درس الفقه مع العلوية مريم علاء من خريجات حوزة كربلاء النسوية
في بيان بعض أحكام النساء.
والتنمية البشرية درسته ولاء عطشان (معاونة الجمعية) حول صفات
الشخصية الناجحة، حيث دار موضوعها معرفة الشخصية الناجحة، مفهوم
الشخصية وتعريفاتها حسب تقسيم علماء النفس، وأيضاً كان عرض لأنواع
الشخصيات وصفات كل نوع من أنواعها وتخلل درس التنمية البشرية اختبارات
لمعرفة النفس ونمط الشخصية والقضاء على الافكار السلبية.
كما كان هناك برنامج منوع حيث قامت ضمياء حسن وهي طالبة جامعية في
كلية التربية/قسم اللغة العربية بتبيان بعض من علوم البلاغة للطالبات،
والتي تتميز بها خطب أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ومنها
السجع والطباق والجناس والاقتباس.
ومن طرف آخر بينت لهن (حوراء أحمد) خريجة كلية طب الأسنان الطرق
الوقائية للحفاظ على الأسنان وأسباب تسوسها حيث قامت بعرض الموضوع
بجهاز Datashow. ومشاركة من العلوية مريم الشهرستاني (طالبة كلية
الهندسة المعمارية) حول الأحلام والأهداف. ومن طرف ثالث تعلمن الطالبات
بعض فنون الخياطة والاعمال اليدوية فقامت بتدريبهن والدة احدى
الطالبات. كما كان لهن مشاركات في الكتابة وقد تميزت الطالبة مريم محمد
بكتابتها للموضوع عرض قصصي وبأسلوب جميل.
كما تم انتخاب مجموعة من الطالبات لتكون فرقة للأناشيد للمشاركة
بإحياء مناسبات أهل البيت (صلوات الله عليهم) تحت اسم فرقة ريحانة
كربلاء، حيث كانت انطلاقتهم في ولادة الامام الرضا (عليه السلام).
وفي استبيان وزعته الجمعية في النهاية كانت النتائج التالية:
حيث أجابت الطالبات على السؤال كيف تقيمين دورة نهج البلاغة؟
قالت أنعام عفيف: كانت جميلة إلى حد لم تعجبني أي دورة شاركت فيها
مثل هذه الدورة وفقكم الله لتعليمنا هذه المواضيع الرائعة.
وأجابت فاطمة حيدر: ممتاز غيرت من أفكارنا وطورت معلوماتنا وزادت
معرفتنا بأهل البيت (عليهم السلام).
بينما أعربت زهراء محمد عن رأيها قائلة: دورة على خطى نهج البلاغة
كانت جداً رائعة بل أكثر من الرائع وكانت مفيدة ومميزة وممتعة وكيف
أصفها وهي على خطى نهج البلاغة.
وأضافت فاطمة صالح: أصفها بدورة جميلة ورائعة أحببتها كثيراً وتعلمت
منها أشياء كثيرة.
وعن السؤال هل أضافت لك هذه الدورة شيئاً وغيرت من حياتك؟ كانت
الاجابات:
قالت زهراء رسول: نعم، كنت عنيدة وانطوائية ومستبدة برأيي والآن
بدأت أتغير. بينما أجابت غدير شاكر بـ: نعم غيرت من اخلاقنا الكثير.
ومن جهة قالت فاطمة زيني: نعم تغيرت نحو الأفضل بتعلم الكثير من
العادات الحسنة في الأخلاق ونهج البلاغة. وأضافت تبارك حسن: نعم غيرت
اسلوب الكلام لدي وجعلتني ألتزم بمواعيد الصلاة.
وعن السؤال ما هي الدروس التي كانت مميزة برأيك وبماذا تميزت؟ فكانت
الاجابات:
قالت ضمياء حسن: الفقه والأخلاق، أما الفقه فنحن نحتاج إلى أحكام
النساء وما يتعلق بها، والأخلاق نحن نفتقر لبعض المفاهيم الأخلاقية
فاستفدت منها وتغيرت الى الأفضل، والاسعافات الأولية من الدروس الرائعة
التي نستفاد منها في بعض الأمور.
بينما قالت أنعام عفيف: كان موضوع نهج البلاغة أجمل درس لأنه تعلمنا
منه أقوال إمامنا وحبيب قلوبنا علي عليه السلام، وتميز هذا الدرس
بتعليمنا صفات المؤمن الحقيقي التي أكثر الناس لا يتصف بها.
وقالت مريم محمد: الدرس الأكثر تميزاً هو درس نهج البلاغة بل كان في
قمة التميز فقد رسم لي منهج حياتي.
وأضافت مروة صالح: جميعها كانت مميزة ففي درس الانكَليزي جربنا
امورا لم نجربها في المدرسة، والاسعافات الأولية: كيفية مساعدة الآخرين
والحفاظ على حياتهم؛ ونهج البلاغة: كلام الامام عليه السلام يخرج من
القلب ويدخل الى القلب. والتنمية البشرية: معرفة الشخصيات كان جميل،
والفقه: تعلمنا فقه ديننا وأمورا كنا نجهلها به، والاخلاق: السيطرة على
النفس.
وقد كان لمدرسات الدورة رأيهن أيضاً حيث قالت (تقى رياض): دورة على
خطى نهج البلاغة قدّمت فائدة جيدة للبنات من ناحية تقديم معلومات جديدة
لهم، والأهم إنها ساهمت في زيادة وعيهم وأتمنى اقامة المزيد من الدروس
في المرات القادمة.
وقالت (العلوية مريم علاء): كل خطوة تجاه العلوم الالهية التي
نقلها أهل البيت عليهم السلام وإن قلّ سالكيها هي المسار الصحيح لكل من
يريد الرقي والكمال وما قامت به جمعية المودة من السير بهؤلاء الفتيات
خطوة مرضية عند الله تعالى إذ انها أنارت عقولهم بما قدمته، واحتواء
هؤلاء الفتيات في هذا الوقت عمل من افضل الأعمال لأنه يعالج النواقص
التي سببها الانشغال بالثقافات المختلفة التي اجتاحت مجتمعاتنا مما يعد
عملكم عمل عظيم في تصحيح مسارهم نحو الكمال وفقكم الله بهذه الدورة
التي نالت درجة الجيد جداً عندي.
وقالت (مروة ناهض): الدورة كانت جداً مفيدة وتفاعل البنات كان جداً
رائع وتفاعلوا مع الدرس بشكل كبير.
وقالت (العلوية مريم الشهرستاني): رغم قلة تواجدي في هذه الدورة
الرائعة؛ أستطيع أن ألاحظ الكم الهائل من الفائدة والأثر الايجابي لهذا
النشاط.
فتيات اليوم هنّ أمهات المستقبل غداً، في مجتمع يفتقر وبشدة إلى كل
معاني التنمية الفكرية والأخلاقية وكذلك العلمية، ولا يختلف إثنان على
مسألة التقصير الاجتماعي وكذلك المنهجي في المؤسسات التعليمية تجاه فكر
ومنهج أهل البيت (عليهم السلام)؛ ذلك المنهج المتبع في دول الغرب
والخاضع لأعلى مستويات الدراسة في تلك البلدان.
وهنا نلاحظ محاولات جبارة لتوجيه الأجيال الجديدة ولفت أنظارهم
لهذه المسألة الحساسة التي لها تأثير كبير على كافة مستويات حياتنا
الحالية والمستقبلية، ونسأل المولى المزيد من التوفيق نحو الأفضل
فالأفضل.
وقالت (حوراء أحمد): على الرغم من حضوري الى الدورة كان ليس أكثر
من مرة واحدة إلا أني أخذت انطباع عنها بأنها كانت دورة مفيدة
للمشتركات وأضافت معلومات جديدة لهن، وزادت القدرة الحوارية لديهن،
وتحسن اللغة الانكَليزية وكذلك أصبحت لديهن معلومات مهمة جداً في
الاسعافات الأولية والأهم من ذلك كانت مواضيع الفقه ونهج البلاغة وكانت
الدورة استغلال لوقتهن بما يفيد وتحفيز لهن أيضاً، وما أتمناه
الاستمرار عليها كل عطلة على الأقل والزيادة في المجالات المدروسة ومن
تلك المجالات (التنمية البشرية، الأعمال اليدوية، فن الاتكيت، التربية
الأسرية) والمجال الأخير الذي ذكرته (التربية الأسرية) موضوع مهمل في
المدارس على الرغم من أهميته ويفضل تعلم الفتيات للتربية الأسرية في
هذا السن لأنه له أثر بالغ في نشأة أسرة صالحة مستقبلاً ونتمنى لكم
التوفيق والتطور.
وفي نهاية الدورة قامت الجمعية بتقديم شهادات المشاركة للطالبات مع
كتاب (الامام علي عليه السلام التفوق المطلق والشخصية الجامعة) لآية
الله الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي (قدس).
وجدير بالذكر ان الجمعية تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً
لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد
العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية
الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعٍ.
وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر إقامة المؤتمرات والندوات
والدورات وإصدار الكراسات وإعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا
المرأة والطفل، فضلاً عن إقامة برامج مختلفة وبمشاركة المئات من
الناشطات في ذات الاختصاص.
|