شبكة النبأ: الآثار والمعالم
التاريخية والتي تعد من اهم الكنوز للعديد من دول العالم، تتعرض اليوم
وبحسب بعض المراقبين للكثير من الاخطار والتعديات التي ادت الى تدمير
وسرقة هذه الكنوز الحضارية القيمة بسبب الأحداث السياسية والأمنية
السائدة في الكثير من الدول، فقد اسهمت الصراعات العسكرية والخلافات
السياسية في ضياع وتدمير الكثير المقتنيات والقطع الأثرية المهمة، يضاف
الى ذلك الاهمال المتعمد من قبل بعض الحكومات لهذا الارث الحضاري.
وبحسب بعض الخبراء فان العالم اليوم قد فقد الكثير من تلك الكنوز،
بسبب تصرفات واعمال بعض الجماعات الاسلامية المتشددة التي سعت الى
تدمير العديد من المواقع الأثرية المنتشرة في معظم الدول، وخصوصا تلك
التي وقعت تحت سيطرة هذه الجماعات الارهابية التي سعت ايضا الى نهب
وسرقة تلك الاثار وبيعها بهدف تمويل عملها الاجرامي، ولعل من اهم واخطر
تلك الاعمال ما قمت به المجاميع الارهابية التابعة الى ما يعرف بتنظيم
الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذي قام بتدمير الكثير من
المعالم التاريخية والدينية في سوريا والعراق باعتبارها وبحسب افكارهم
المتطرفة معالم لشرك والاحاد يجب التخلص منها تماماً. ويذكر ايضا ان
التنظيم قد سعى الى فتح اسواق خاصة لبيع التحف والآثار بهدف التمويل
والاستمرار.
وبهذا يدخل عالم الآثار اليوم في حالة من صراع بين حماية الإرث
العالمي ومعاناته بسبب السرقة والإهمال وأخطار الاندثار، ناهيك عن
الوافد الجديد الارهاب، لكن رغم كل ذلك لاتزال الكثير من من الدول
والمنظمات تطمح لنيل فرصة التنقيب في الاثار، نظرا لأهمية ذلك تاريخيا
وعلميا وسياحيا، إذ يمثل هذا الإرث التاريخي هوية البلاد.
العراق وسوريا
وفي هذا الشأن فقد دمر متشددون إسلاميون سنة سيطروا على مناطق في
شمال العراق رموزا من التراث في مدينة الموصل تضم تمثالين لرمزين
ثقافيين وقبر فيلسوف ومؤرخ من القرن الثاني عشر. وقال شهود إن متشددين
من جماعة ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام دمروا تمثال عثمان
الموصلي وهو موسيقي وملحن عراقي من القرن التاسع عشر وتمثال للشاعر أبي
تمام الذي عاش إبان الخلافة العباسية.
وبعد سيطرة مقاتلي ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام على
الموصل جرى نبش قبر ابن الأثير وهو فيلسوف عربي سافر مع جيش السلطان
صلاح الدين في القرن الثاني عشر. وقال شهود إن القبة المقامة فوق
الضريح دمرت مع الحديقة المحيطة به. ودمر متشددون من جماعة الدولة
الإسلامية ومتشددون آخرون العديد من المقابر والمساجد داخل سوريا وهو
ما حدث مؤخرا في العراق بعد أن سيطروا على مدن وبلدات فيه. ويتبنى
المتشددون تفسيرا متطرفا للشريعة يحرم بناء القبور والأضرحة.
وقال شهود إن المتشددين سرقوا أيضا 250 حصانا من منزل محافظ الموصل
وسيطروا على صوامع الحبوب والغلال. وأضافوا أنهم قتلوا بعض الخيول التي
لم يستطيعوا نقلها. وقال التلفزيون العراقي إن المتشددين فرضوا جزية
على المسيحيين الذين يعيشون في الموصل. وفر معظم مسيحيي الموصل من
المدينة.
من جانب اخر ألقى وزير الخارجية الامريكي جون كيري باللائمة على
الرئيس السوري بشار الاسد وتنظيم الدولة الاسلامية في تدمير الكنوز
الثقافية في سوريا والعراق واصفا ما حدث بأنه "عمل قبيح بربري همجي لا
يمكن تبريره." وترك كيري اجتماعات بشأن كيفية إلحاق الهزيمة بتنظيم
الدولة الاسلامية لحضور برنامج ثقافي بمتحف المتروبوليتان للفنون في
نيويورك بعنوان "التراث في خطر: العراق وسوريا".
وأطلق البرنامج بعد ساعات معدودة من اعلان الولايات المتحدة انها
نفذت ضربات جوية داخل سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذي
استولى على مساحات واسعة من العراق وسوريا واعلن قيام خلافة اسلامية.
والتنظيم متهم بارتكاب مذابح ضد مدنيين وتنفيذ عمليات اعدام وانتهاكات
اخرى لحقوق الانسان. وأدت اشتباكات بين قوات الجيش السوري والمجاميع
المسلحة إلى تدمير مواقع ومبان تراثية في سوريا. كما تعرضت اثار للنهب
من مواقع أثرية في الحرب الاهلية السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث
سنوات.
وقال كيري أمام البرنامج الثقافي "باتت الكنوز القديمة في العراق
وسوريا ضحية للقتال والنهب المستمرين.. ما من جماعة وضعت تراثنا
الثقافي المشترك في مرمى النيران أكثر من تنظيم الدولة الاسلامية في
العراق والشام" مستخدما الاسم القديم للدولة الاسلامية. كما شمل
البرنامج الثقافي افتتاح معرض للفن الاسلامي يضم اكثر من 260 عملا فنيا
معارة من مقتنيات في اوروبا ومناطق القوقاز والشرق الاوسط وشمال
أفريقيا والولايات المتحدة. بحسب رويترز.
وحضر كيري البرنامج الثقافي برفقة عالم الاثار مايكل دانتي الذي
أمضى أكثر من عشرين عاما في البحث عن الكنوز الثقافية السورية حتى
اندلاع الصراع. كما حضرت ايرينا بوكوفا مديرة منظمة الامم المتحدة
للتربية والعلم والثقافة. وجمدت الولايات المتحدة التمويل الذي تقدمه
للمنظمة في 2011 بعدما وافقت على منح العضوية الكاملة للسلطة
الفلسطينية. وقال كيري "تدمير تراثهم اهانة نهائية متعمدة ومثال آخر
على الشر المتأصل لتنظيم الدولة الاسلامية." وقال إن تدمير الأضرحة
والتماثيل التاريخية والمعابد في كل من العراق وسوريا هو "بربرية
ثقافية في أسوأ صورها."
ليبيا
في السياق ذاته دمر مخربون نحوتا صخرية تعود لعصور ما قبل التاريخ
في جنوب ليبيا مما يعرض للخطر اللوحات والمنحوتات التي تقول منظمة
الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إنها تحمل "قيمة
عالمية استثنائية". وتقع تادرارت (جبال) أكاكوس على طول الطرف الجنوبي
الغربي الليبي على الحدود مع الجزائر وتشتهر بآلاف اللوحات والمنحوتات
التي تعود إلى ما قبل 14 ألف عام.
وتشمل أبرز الآثار فيلا ضخما منحوتا على الصخور بالإضافة إلى زرافات
وأبقار ونعام في كهوف يعود تاريخها إلى عصر لم تكن فيه المنطقة صحراوية
قاسية. لكن في زيارة إلى أقصى جنوب ليبيا وجد كثيرا من اللوحات دمرت أو
تضررت برسومات على الجدران أو نحت الاحرف الأولى لاسماء بعض الأشحاص.
وقال مسؤولو السياحة في غات أقرب مدينة كبيرة للمنطقة إن أعمال
التخريب بدأت عام 2009 تقريبا عندما قام موظف ليبي سابق بشركة سياحة
أجنبية برش الرزاز على عدة لوحات تعبيرا عن الغضب بعد فصله من العمل.
لكن أعمال التخريب تسارعت منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011
وأطاحت بمعمر القذافي من الحكم ثم أغرقت البلاد المترامية الاطراف في
حالة من الفوضى المسلحة على نطاق واسع.
ومع ابتعاد السياح وعلماء الآثار لأسباب أمنية استولى صيادون على
كتلة أكاكوس الصخرية واطلقوا النار على كثير من الحيوانات البرية في
المنطقة الطبيعية الوعرة القاحلة. وفي هذه الأيام الأسلحة متاحة في أي
مكان في دولة تتمركز حكومتها في طرابلس على ساحل البحر المتوسط في
الشمال وتمارس سلطة ضئيلة ولا تضاهي القوات المسلحة الوليدة رجال
القبائل المسلحين والميليشيات.
وقال أحمد سرحان المسؤول بوزارة السياحة في غات "التدمير لم يؤثر
فقط على اللوحات لكن على المحمية الطبيعية." وألقى باللوم على الصيادين.
وقال سرحان "هذه مشكلة حتى في الجزائر. السلطات ضعيفة للغاية ولا
يمكنها وقف ذلك." وأضاف أن الحيوانات البرية ومنها الغزلان والذئاب
اختفت تقريبا بسبب الصيادين. بحسب رويترز.
وتقول منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على
موقعها الإلكتروني إن "أكاكوس تحتوي على بعض المناظر الأكثر استثنائية
في العالم ومن العجائب الطبيعية الفريدة." وتدرج يونسكو موقع أكاكوس
على قائمة التراث العالمي ليكون أحد 981 موقعا في العالم تعرف بقيمتها
العالمية الاستثنائية للإنسانية. وقال الأمين الأنصاري وهو مرشد سياحي
محلي "كان يزور كثير من السياح المنطقة خاصة أكاكوس إذ أنه أحد أفضل
المواقع السياحية في ليبيا." وأضاف وهو يقف امام لوحات لجمال وحيوانات
أخرى بعد أن تعرضت لأعمال تخريب "تدمير اللوحات مؤسف."
لبنان
الى جانب ذلك قالت جمعية (الجنوبيون الخضر) التي تعنى بالمحافظة على
الآثار في جنوب لبنان إنها تقدمت بشكوى للقضاء اللبناني ضد مجهولين
سرقوا 66 مسلة جنائزية فنيقية من الآثار النادرة بمدينة صور الساحلية.
والمسلات عبارة عن شواهد توضع في أعلى المدافن وتمثل إرثا ثقافيا
وتاريخيا نادرا حيث تجذب الخبراء والباحثين عن أسرار اللغة الفينيقية.
وقال رئيس جمعية (الجنوبيون الخضر) هشام يونس "هذه المسلات هي من
أهم المجموعات التي تظهر عليها مدونات واضحة جدا بحيث يبرز فيها الحفر
والرموز بشكل واضح مما يعطي فكرة أفضل عن مفاهيم الحياة والموت عند
الفينيقين كما تسلط الضوء على فلسفة الفينيقيين آنذاك". وأضاف أن
مجموعة المسلات التي سرقت في عمليات تنقيب غير مشروعة قام بها أفراد هي
الأكبر في التاريخ من حيث عدد المسلات وأهميتها.
وقال "ان الجمعية تضع هذا الموضوع في عهدة وزارة الثقافة والنيابة
العامة آملة التدخل السريع قبل تهريب هذا الإرث الإنساني والوطني خارج
الحدود أو استعادته خاصة ان كل الشركاء في هذه العملية معروفين." وما
تزال الآثار الفينيقية في مدينة صور في جنوب لبنان -التي كانت واحدة من
أهم الممالك الفينيقية على شاطئ البحر الابيض المتوسط- تشغل مؤرخي تلك
الحقبة التي ترجع لأكثر من 3300 عام.
ويعنى الباحثون في علم الآثار بمتابعة كل جديد يتعلق بالحقبة
الفينيقية ولا سيما طريقة دفن الموتى وأدوات الحياة والعادات المختلفة
إضافة إلى الحروف الأبجدية التي تحولت من رموز إلى حروف. وأغلب المسلات
من حجارة رملية مستطيلة الشكل ولا يتعدى ارتفاعها مئة سنتيمتر ومحفور
عليها رموز تدل على هوية صاحب المدفن ومكانته الاجتماعية وتاريخ وفاته
أو "استشهاده" وغير ذلك من دلائل.
ومدينة صور الشاطئية من أشهر حواضر العالم عبر التاريخ ولعبت دورا
في الحقبة الفينيقية بسيطرتها على التجارة البحرية وإنشائها مستوطنات
تجارية حول المتوسط كما أسهمت في نشر الديانات في العالم القديم وأسست
مستوطنة قرطاجة التي قارعت الدولة الرومانية. كما قاومت المدينة زحف
الإسكندر المقدوني. وتشتهر مدينة صور بالمقابر الفينيقية حيث يجري
التنقيب فيها من جانب المديرية العامة للآثار التابعة لوزارة الثقافة
اللبنانية بالتعاون مع منقبين وخبراء اوروبيين على وجه التحديد. بحسب
رويترز.
وتقول الجمعية إن عملية سرقة 66 مسلة جنائزية تمت في خارج أسوار
موقع آثار البص شرقي مدينة صور بواسطة أعمال حفر سرية ربما جرت في
باحات بعض المنازل في مخيم للاجئين الفلسطينيين الملاصق للموقع الذي
يحتوي على قوس النصر والمدرجات الرومانية. ويقول الخبير الاثري هلال
سقلاوي إن هذه المسلات "الشواهد" كانت تشير إلى المكانة الاجتماعية
الرفيعة لصاحب المدفن (رجل قانون – صياد ماهر – محارب كبير - مسؤول)
حيث كانت أسماؤهم تحفر يدويا على الحجارة الرملية للتعريف والحفظ
وتحتوي مدينة صور على كثير من هذه المسلات التي ما زال الكثير منها
مطمورا.
مصر
في السياق ذاته قالت وزارة الآثار المصرية في بيان إن هرم زوسر
المدرج بمنطقة سقارة الأثرية جنوبي القاهرة -وهو أقدم هرم في التاريخ
وأول هرم كامل بناه المصريون القدماء- يجري ترميمه دون وقوع انهيارات
لأي من حجارته. وجاء بيان الوزارة ردا على أخبار نشرت في مواقع للتواصل
الاجتماعي عن انهيار أجزاء من الهرم الذي يجري ترميمه منذ عام 2006.
والهرم الذي تعرضت مصاطبه الست للتهالك بفعل الزمن شيد من الحجر
الجيري قبل نحو 4650 عاما وينسب إلى زوسر وهو من ملوك الأسرة الثالثة
الفرعونية التي حكمت مصر بين عامي 2686 و2613 قبل الميلاد. وكان المجلس
الأعلى للآثار أعلن عام 2008 عن تبني مشروع بتعاون ياباني أمريكي
لتوثيق الهرم بالتصوير المجسم ثلاثي الأبعاد لمعرفة حالته وحالة القطع
الحجرية باستخدام أنواع متعددة من أجهزة الليزر حفاظا على قيمته
الأثرية.
ولكن الأعمال تعطلت مؤقتا بعد الاحتجاجات الشعبية التي أنهت حكم
الرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير شباط 2011 وفي أغسطس اب 2011 أعلنت
وزارة الآثار أن حالة الهرم "حرجة جدا" بسبب توقف مشروع ترميمه. وفي
سبتمبر أيلول 2011 أبدى وفد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم
والثقافة (يونسكو) في القاهرة استعداد اليونسكو للتعاون مع مصر في
تطوير وترميم مواقع أثرية منها مشروع ترميم هرم زوسر.
وقال يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة في البيان إن
الهرم سليم ولم تتعرض أي من أحجاره للانهيار ولم تسقط أجزاء من بنيانه
أثناء أعمال الترميم الجارية حاليا. وأضاف أن مشروع ترميم الهرم "ماض
على قدم وساق دون أن يواجه أي مشكلات تقنية أو فنية... اليونسكو كانت
قد أشادت في تقريرها الأخير بالمراحل المنتهية من مشروع ترميم الهرم."
على صعيد متصل أعلن ممدوح الدماطي وزير الآثار والتراث بمصر في بيان
اكتشاف بقايا مدينة أثرية ترجع إلى العصر الروماني أسفل طبقة من طمي
نهر النيل جنوبي مدينة رشيد في شمال البلاد. وقبل بناء السد العالي في
مدينة أسوان الجنوبية في الستينيات من القرن الماضي كان فيضان نهر
النيل يأتي سنويا من الجنوب بطبقة كثيفة من الطمي تغطي مساحات من شمال
البلاد المعروفة بمصر السفلى.
وقال البيان إن المدينة التي "عثر عليها بالكامل أسفل طبقة هائلة من
طمي دلتا نهر النيل" لها أهمية تاريخية إذ تعكس جوانب من تفاصيل الحياة
اليومية آنذاك بما في ذلك الحالة المعيشية والطبيعة العمارية للمدن.
وأضاف أن المدينة التي اكتشفها أثريون من مصر وإيطاليا والولايات
المتحدة "تعد نموذجا متميزا يعكس آليات تخطيط المدن الهللينستية
الرومانية في الدلتا" إذ تسهم البقايا الأثرية المكتشفة في التعرف على
المزيد من العناصر المعمارية ومنها عدد من المنشآت تحيط ببناء ضخم ذي
شكل مستطيل يرجح استخدامه في أغراض إدارية أو دينية. بحسب رويترز.
وقال الدماطي إن هذا الكشف ثمرة تجربة بحثية حفرية استخدم فيها "تطبيق
أحدث تقنيات المسح الجيوفيزيقي والطبوغرافي والمغناطيسي" إضافة إلى
التصوير الجوي من خلال فريق عمل يضم باحثين متخصصين في مختلف مجالات
العمل الأثري من مصر وأمريكا وعدة دول أوروبية.
افغانستان
من جهة اخرى قال مسؤولون إن مئذنة جام الاثرية، احدى اهم الاعمال
المعمارية في افغانستان، معرضة للانهيار. وقال حاكم ولاية غور النائية
إن قرونا من الاهمال والفيضانات المتكررة تهدد المئذنة التي شيدت منذ
ثمانية قرون. وقد وضعت المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 65 مترا، ويعتقد
أنها ثاني اعلى مئذنة مبنية من الطوب، على قائمة اليونيسكو للتراث
الانساني المعرض للخطر.
ولكن مسؤولين قالوا إنه لا توجد تمويلات كافية لحماية المئذنة وإن
حدوث المزيد من الفيضانات قد يؤدي إلى انهيارها. واكبر خطر يهدد
المئذنة هو موقعها في وادي نهر تحيط بها جبال مرتفعة. وقال مسؤولون إن
فيضانات العام الماضي تسببت في اضرار بالغة في قاعدة المئذنة. وأضاف
المسؤولون أنه قد تم بناء حائط للتقوية وأجريت اعمال اخرى لاستقرار
المبنى، ولكن هذه الاعمال غير كافية لتأمين المبنى. وتشتهر المئذنة
بالاشكال الهندسية والكتابية التي تزينها وبكيفية تصميمها.
ولكن مسؤولين محليين قالوا إن ما بين 20 و30 بالمئة من قرميد الزينة
قد سقط وإن المئذنة مالت. ويعد تآكل ضفة النهر القريبة واعمال الحفر
غير القانونية من أهم ما يهدد ثبات المئذنة. ولم تجر للمئذنة اي عملية
ترميم كبرى منذ تشييدها عام 1194، وفقا لمنظمة اليونسكو. ونادرا ما
يزور المئذنة اي سائحين نظرا للتهديدات الامنية في المنطقة، ولكنها
كانت سابقا مقصدا للكثير من السائحين الدوليين. بحسب بي بي سي.
ويقول النشطاء في مجال الثقافة في غور إنهم يريدون ان يزور الرئيس
الافغاني القادم المئذنة ويزيد من جهود الحفاظ عليها. وجعلت عقود من
الحروب الحفاظ على التراث الحضاري لافغانستان تحديا كبيرا. وكان من
اشهر الامثلة على التحديات التي يواجهها التراث الافغاني تمثالا بوذا
في باميان اللذان فجرتهما طالبان عام 2001. وبعد مرور 13 عاما، لم يتخذ
اي قرار بشأن موقع التمثالين.
بوليفيا
الى جانب ذلك تضم مدينة باديا الصغيرة شرق بوليفيا مواقع تنطوي على
متحجرات لحيوانات لا تقدر بثمن بدأت تظهر على سطح الارض في السنوات
الاخيرة بسبب عوامل التعرية، وما زالت خارج اي استثمار علمي او سياحي
جدي بسبب النقص في الاموال اللازمة. وقد رصد في السنوات الاخيرة سبعون
موقعا تتجمع فيه متحجرات في تلك المنطقة الواقعة بين جبال الانديز وسهل
غران شاكو.
فقرب جدول ماء في اطراف المدينة، تظهر بقايا عظمية لحيوان من نوع
غليبتودون، وهو حيوان ضخم مدرع كان يزن اكثر من طنين ويعيش قبل 12 الف
سنة في اميركا الجنوبية، في المناطق التي تشكل اليوم البرازيل
والارجنتين وبوليفيا. وعثر على هذه البقايا المتحجرة في العام 2009،
وحاول سكان المنطقة آنذاك بيعها لكنهم لم يفلحوا.
ويقول عمر مدينا، المتخصص في المتحجرات في جامعة بوليفيا "هذه
البقايا المتحجرة تعود الى العصر الجليدي" الذي تلى الانقراض الكبير
للانواع في نهاية العصر الطباشيري. ولا تحظى هذه المواقع التي تضم
متحجرات باي حماية او اهتمام من السلطات في بولفييا علما انها يمكن ان
تصبح مقصدا عالميا للباحثين وللسياح، بل انها تحولت الى ملاعب للاطفال
بحسب ما تقول ايفا افالوس المسؤولة عن السياحة في السلطات المحلية.
واوكلت السلطات مهمة رعاية هذه المتحجرات الى موظف في بلدية مدينة
باديا، هو استاذ معلوماتية في مدرسة محلية ويقر انه لا يعرف شيئا عن
المتحجرات. وقام بمبادرة شخصية منه، وبمساعدة من البلدية، بانشاء متحف
صغير سرعان ما تحول الى مخزن تتكدس فيه المتحجرات. ولم ينل اي مساعدة
في هذا المشروع من حكومة المنطقة، ويقول "من الصعب ان نحصل على اموال"
لمشروعنا.
ويقول خوان خوسيه باديا وزير الثقافة والسياحة في الحكومة المحلية "علينا
ان نقر سياسات للحفاظ على هذه المتحجرات والترويج لها ايضا، على مستوى
السلطات المحلية وايضا على مستوى الحكومة المركزية". ويضيف "اعتقد اننا
نملك اكبر موقع للمتحجرات في اميركا الجنوبية، من حيث مساحة المنطقة
وتعدد الانواع التي عثر على متحجرات لحيوانات منها".
ويعيش سكان المنطقة من الزراعة بشكل اساسي، ولا يبدون عادة اي
اهتمام بالمتحجرات التي يعثرون عليها ويعملون بينها في حقولهم ومزارعهم.
وبحسب الفارو فلوريس المقيم في المنطقة فان السكان "لم يكونوا في البدء
يهتمون لامر هذه المتحجرات، لكنهم بدأوا شيئا فشيئا يعون اهميتها مع
اهتمام وسائل الاعلام البوليفية بها". بحسب فرانس برس.
وفي سوكري، عاصمة شوكيساكا، يعاني كنز احفوري آخر من الاهمال. ففي
محمية كال اوركو الطبيعية اكتشف ما يزيد عن ستة الاف من المتحجرات
العائدة لانواع مختلفة من الديناصورات تعود الى العصر الطباشيري، الى
ما بين 145 و65 مليون سنة. وطالبت السلطات البوليفية في العام 2009
بادراج هذا الموقع على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، لكن
الاقتراح قوبل بالرفض بسبب عدم وجود اي سياسات رسمية في بوليفيا للحفاظ
على الموجودات الطبيعية.
فلسطين
في السياق ذاته أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم
(اليونيسكو) في الدوحة إدراج قرية بتير الفلسطينية في الضفة الغربية
المحتلة على قائمة "التراث العالمي المهدد". وقرية بتير مهددة بسبب
وجودها على مسار الجدار الفاصل الإسرائيلي. وقالت رئيسة لجنة التراث
العالمي الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني إثر تصويت سري في إطار الية
عاجلة "تم إدراج الموقع، تهانينا لفلسطين".
وأثار إعلان نتيجة التصويت هتافات الترحيب وسارع العديد من السفراء
لدى اليونيسكو الى تهنئة نظيرهم ممثل فلسطين إلياس صنبر بعدما دافعوا
عن القيمة الاستثنائية للقرية وأبرزوا الخطر الوشيك الذي يهددها خلافا
لرأي خبراء المنظمة. وقال صنبر "حان الوقت لمن يقاتلوننا في شكل شبه
غريزي أن يدركوا أنهم لا يساعدون إسرائيل". بحسب فرانس برس.
وتابع أن "من صوتوا مع هذا القرار يقولون لهؤلاء أن إسقاط الجدران
وحده يضمن السلام والمصالحة. اليوم، وفي ما يتجاوز إدراج بتير، تتخذون
قرارا شجاعا ضد الانغلاق والاستبعاد والهيمنة. إن هذه اللحظة ستظل
محفورة في ذاكرة شعبي". |