مراحيض.. تحد من الاغتصاب واخرى تجتاح عالم التكنولوجيا

 

شبكة النبأ: المرحاض أو الكنيف ( وبالعامية : الكابينيه أو التواليت ) (بالفرنسية: Cabinet de Toilette) وكما تشير بعض المصادر، هو أداة للتخلص من الفضلات البشرية : البول والبراز. بالإضافة إلى ذلك، وقد يستخدم أيضا للتخلص من النفايات. و هنالك عدة أنواع من المراحيض ومنها المرحاض الدافق للمياه و المرحاض الأرضي و المبولة.

ويعد المرحاض في وقتنا الحالي وسيلة مهمة للجميع، لا يمكن الاستغناء سواء في حياتنا العامة او الخاصة، والمراحيض كغيرها من الاشياء الاخرى شهد عمليات تطور وانتقال مهمة في العديد من دول العالم، التي سعت الى تقديم كل ما هو جديد في مجال الخدمات العامة لمواطنيها في سبيل خلق بيئة نظيفة وخالية من المشاكل والامراض وغيرها من الامور الاخرى، لكن وعلى الرغم هذا الاهتمام لاتزال بعض الدول وخصوصا الفقيرة منها وذات الاغلبية السكانية العالية تعاني العديد من المشاكل المختلفة ومنه الافتقار لمثل هكذا خدمات ضرورية.

وهناك انوع متعددة للمراحيض منها مراحيض القرفصاء البسيطة ومعروف أيضا بالمرحاض الآسيوي لهذا النمط شكلان شائعان : الأول، يكون المرحاض به على مستوى الأرض، والآخر، يكون المرحاض مرفوع حوالي 30 سم (1 قدم) عن الأرض ومن حيث غاية الاستعمال، يعتبر الأخير أسهل بالنسبة للرجال عند التبول في حالة الوقوف. ولكن لا يوجد فرق في حالة جلوس القرفصاء في جميع الغايات (التبرز أو التبول). ومن مزايا مراحيض القرفصاء سهولة التنظيف. كما أنها أرخص للتصنيع، وتستهلك كميات أقل من المياه عند الشطف، ونظرا لعدم وجود اتصال مباشر مع المقعد، وعدم وجود مياه في الحوض (مما يقلل احتمالية ارتداد الماء)، يعتقد بعض الناس أنها صحية أكثر وهناك عددا من الفوائد الطبية تعزى إلى مرحاض القرفصاء.

فقد تم الإشارة إلى أن جلوس القرفصاء يقوي عضلات الحوض عند الإناث، وبالتالي الحد من احتمال حدوث سلس البول. وقيل إن هذا المرحاض يقوي الوركين، ويحسن التنفس والتركيز. جلوس القرفصاء والظهر قائماً، يسرع من عمليه التخلص من النفايات من الجسم وبشكل كامل، وتقليل وقت عبور البراز في الأمعاء الغليظة. بطيء العبور البراز هو أحد العوامل الرئيسية المسببة لسرطان القولون. وجدت دراسات أخرى أن جلوس القرفصاء يمنع البواسير وعلاجها. التعود والحفاظ على وضع القرفصاء بانتظام، قد يساعد في الحفاظ على ليونة الركبتين.

مرحاض النمط الغربي هذا النمط من المراحيض، بما في ذلك ذات التكنولوجيا الفائقة، أصبحت الآن أكثر شيوعا في العديد من دول العالم من مراحيض القرفصاء التقليدية، وذلك لسهولة استخدامه من ناحية الجهد. في حين أن معظم المرافق العامة مثل المدارس والمعابد، ومحطات القطارات تكون في الغالب مجهزة فقط بمراحيض القرفصاء. وعادة ما تكون مراحيض النمط الغربي مجهزة بخصائص لتوفير المياه، مثل القدرة على اختيار كمية تدفق مياه الشطف. ومثال ذلك أيضاً، طريقة ملء خزان المياه المخصص للشطف من خلال صنبور ماء مثبت فوق الخزان مما يسمح للمستخدمين شطف أيديهم.

المرحاض العصري، والذي يصطلح عليه أحيانا بالسوبر تواليت، هو واحد من أكثر أنواع المراحيض تقدماً في العالم، حيث أن أهم ما يتميز به هو إلحاق وظائف المرحاض الغربي التقليدي مع مع وظائف الشطافة (البديه) من خلال تزويد المقعد بوظائف التشطيف. ويسمى هذا المقعد في اليابان بـ(ووشو-ريتو) أو (أونسوي-سينجو-بينزا، مقعد مرحاض المياه الدافئة).

المراحيض في الهند

على صعيد متصل يشكل تجهيز بلدة في شمال الهند بمئة مرحاض اخيرا، خطوة اولى لطمأنه النساء، بعد اغتصاب شابتين وقتلهما بعدما خرجتا لقضاء الحاجة. فقد قدمت منظمة غير حكومية هذه المراحيض النظيفة لبلدة كاترا شهادتغانج في ولاية أوتار براديش حيث تضطر النساء إلى الذهاب إلى الحقول عند هبوط الليل لقضاء حاجاتهن. وقال بندشوار باتهاك مؤسس منظمة "سولابه" التي شيدت المراحيض "ينبغي الا تجازف النساء بحياتهن لأنهن خرجن لقضاء حاجاتهن". وتابع "يقضي هدفنا في المستقبل القريب بتزويد كل أسرة بمرحاض".

وكانت هذه البلدة قد تصدرت في أيار/مايو عناوين وسائل الإعلام العالمية إثر العثور على قريبتين تبلغان 12 و14 عاما مقتولتين شنقا على شجرة بعد تعرضهما للاعتداء خلال تنقلهما في الحقول للذهاب الى الحمام في الظلام. وتحقق الشرطة لمعرفة إذا كانت المراهقتان قد تعرضتا لاغتصاب جماعي. ولم يوجه الاتهام بعد لأحد في هذه القضية، ومن المرتقب إطلاق سراح المشتبه بهم الخمسة قريبا.

وقد أثارت تلك الحادثة موجة من الاستنكار في الهند عكست أصداء موجة الغضب التي اجتاحت البلاد في نهاية العام 2012 إثر اغتصاب جماعي لطالبة في إحدى القافلات في نيودلهي. والظروف التي دفعت الفتاتين إلى الذهاب إلى الحقل ليلا هي مألوفة في الهند. فبحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، يقضي 594 مليون هندي، أي نصف إجمالي السكان، حاجاتهم في الخارج. وهذا الوضع مدعاة للقلق في البلدات الأكثر فقرا. وتضطر نحو 300 مليون امرأة أو فتاة إلى التغوط في الخارج. وليست الإصابة بالمرض الخطر الوحيد المحدق بهن، بل هن قد يتعرضن أيضا لاعتداءات.

وقد أثار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي هذه المسألة التي تعد من المحرمات في الهند في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة عيد الاستقلال في الخامس عشر من آب/أغسطس، مصرحا أنه ينبغي ألا يوفر جهد لتزويد كل أسرة بمرحاض في خلال السنوات الأربع المقبلة. وقال "نحن في القرن الحادي والعشرين ولا تزال النساء ينتظرن حلول الليل للخروج وقضاء حاجاتهن".

وأعربت دهانواتي دفي التي تسكن القرية ولديها ثلاثة أطفال عن ارتياحها لأنها لم تعد تخشى التعرض للاعتداء ليلا. وصرحت هذه المرأة البالغة من العمر 48 عاما "لطالما حلمت بمرحاض في منزلي. وقد تحقق هذا الحلم الآن وأنا أشعر بالفخر والتحرر". واعتبر عم المراهقتين المقتولتين أن هذه المراحيض الجديدة تشكل رمزا إلى "الأمل واليأس" في الوقت عينه. و قال من دون الكشف عن اسمه إن "رؤية هذه المراحيض تذكرنا بأن ابنتينا قد قتلتا لأنها لم تكن متوافرة في السابق ... لكنها تبعث الأمل في نفوسنا لأن النساء لم يعدن مضطرات إلى المخاطرة بحياتهن". بحسب فرانس برس.

وتعمل الحكومة والمنظمات غير الحكومية منذ زمن بعيد على حل هذه المشكلة، مع نتائج متباينة حتى الآن. وشرح زاك وايت من منظمة "ووترايد" غير الحكومية إن "الكثيرين يفضلون التغوط في الخارج بسبب معتقدات دينية أو ثقافية أو تقاليد. ويستغرب كثيرون فكرة التغوط في مراحيض منزلية باعتبار أنها أقل نظافة". ويكلف نقص المراحيض 54 مليون دولار تقريبا للهند في السنة الواحدة نظرا للأمراض الناجمة عنه مثل الإسهال، على ما جاء في دراسة صدرت عن البنك الدولي سنة 2012.

من جانب اخر من المتوقع ان ينفق البرلمان البريطاني حوالى 100 الف جنيه استرليني (150 الف دولار) لترميم مرحاضين يستعملهما اعضاء مجلس اللوردات ومدعووهم. والمرحاضان العائدان الى العام 1937 هما في حالة غير مقبولة نظرا الى اهمية موقعهما، ويقدمان صورة سيئة عن قصر وستمينستر حيث يقع مقر البرلمان. وبالتالي، تقرر ترميمهما كي يراعيا معايير اليونسكو. وتقدر كلفة اعمال ترميم المرحاضين ما بين 90 الف و100 الف جنيه استرليني. وستشمل ورشة الترميم انشاء مرحاض لذوي الحاجات الخاصة ومرحاض اضافي للنساء، بالاضافة الى وضع الواح من خشب السنديان.

مراحيض ذكية

وفي هذا الشأن فقد قامت السلطات المختصة بمطار هيثرو بتركيب مراحيض ذكية في صالة رقم 2، التي افتتحت حديثا بمطار هيثرو، بالعاصمة البريطانية لندن. وزودت المراحيض الجديدة بأجهزة استشعار، لإحصاء عدد الأشخاص الذين يستخدمونها، بحيث ترسل تنبيهات إلى عمال النظافة بعد دخول عدد معين من المسافرين إلى دورات المياه. كما ترسل المراحيض الذكية الجديدة أيضا معلومات لتحليلها، وتعريف فريق العاملين بالمراحيض التي يجرى استخدامها أكثر من غيرها.

وطورت شركة "يوروتيك" لأنظمة الحوسبة المدمجة، أجهزة الاستشعار تلك، باستخدام تكنولوجيا كانت قد طورتها شركة إنتل الأمريكية. وقالت كارين لوماس مديرة المدن والمباني الذكية بشركة إنتل إنها "مثال جيد على ما يمكن تسميته "انترنت الأشياء"، وهي التكنولوجيا التي تدخل في كل شيء بحياتنا اليومية، ويمكنها المساعدة في تحسينها". وأضافت: "نقف جميعا في طوابير في انتظار الدخول إلى دورة المياه، وآخر شيء أريده هو الدخول إلى مرحاض غير نظيف." وتابعت قائلة: " يجب أن تستخدم تكنولوجيا انترنت الأشياء لتحسين اتخاذ القرار وخدمة العملاء." بحسب بي بي سي.

وترسل البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار إلى سحابة حوسبية، لتحليل اتجاهاتها. وتؤكد لوماس على أن تلك البيانات ستظهر المراحيض التي تستخدم أكثر من غيرها، وأيها يمكن توجيه العملاء إليها، لأنها غير مشغولة. وتابعت لوماس: "على مدى أطول، يمكن إعادة توظيف الأماكن التي توجد بها مراحيض لا تستخدم كثيرا، داخل الحمامات، ووضع المزيد من المراحيض في الأماكن التي يستخدمها الكثيرون." ويعمل النظام أيضا على مراقبة الوقت الذي يستغرقه عمال التنظيف للوصول إلى المرحاض وتنظيفه، وهو ما يثير إشكالية الخصوصية.

طموح الى العالمية

الى جانب ذلك هيمنت على السوق اليابانية بفضل مراحيضها المدفئة والمنظفة وها هي شركة "توتو" الاولى في اليابان في مجال الادوات الصحية، تطمح الى السوق العالمية الا ان عقبات ثقافية قد تعترض طريقها. ففي غضون ثلاثين عاما تقريبا احدثت "توتو" ثورة فعلية في اليابان فارضة نموذجها المتطور جدا الذي يحمل اسم "واشليت" وهي مراحيض ذات مقعد قابل للتدفئة مع رشق من الماء الساخن وتتحكم بها حواسيب صغيرة. وتوضح اتسكو كونو الناطقة باسم الشركة "في البداية راهنا على ان اليابانيين المهووسين بالنظافة سيعشقون فكرة "واشليت". وهكذا كان.

الا ان عقدا من الزمن مر قبل ان يصبح ثلثا مراحيض البلاد من هذا النموذج بالذات. وقد عمد المصنع الى فكرة ممتازة مع اعلان "استفزازي" بعض الشيء كما كانت تفعل شركة الالبسة الايطالية "بينيتون" في فترة من الفترات. وكانت نجمة شابة معروفة جدا تحاول في الاعلان ازالة نقطة طلاء سوداء عن يدها بواسطة ورقة مرفقة بعبارة "الامر سيان بالنسبة للمؤخرة!" وقد باع "امبراطور المراحيض" 30 مليونا من هذه المراحيض منذ العام 1980. وقد اعتمدت هذا التصميم "الفضائي" فنادق ومطاعم ومكاتب وحوالى 70 % من الاسر.

والاختراعات لا حدود لها فهذه المراحيض تغطي الاصوات المحرجة من خلال الموسيقى او صوت طرادة مياه ويمكنها ايضا ان تجفف المؤخرة بواسطة الهواء الساخن. ويمكن لبعض النماذج ان ترفع الغطاء تلقائيا عند دخول الشخص الى الحمام. الا ان المغامرة معقدة اكثر خارج الارخبيل الياباني ولا سيما في الولايات المتحدة. ويوضح هيروميشي تاباتا مدير القسم الدولي لدى شركة توتو "بسبب محرمات ثقافية لا يتم الحديث عن المراحيض" في هذا البلد.

ويضيف تاباتا "مع ان الكثير من المشاهير يقولون انهم يعشقون واشليت عندما يكونون في اليابان الا ان الامر لا يؤدي الى نتيجة بعد ذلك ولا سيما في الولايات المتحدة". حتى "تأثير مادونا" لم يكف. ففي العام 2005 ولدى عودتها الى اليابان بعد غياب دام 12 عاما اطلقت النجمة الاميركية هذه الجملة "التاريخية": "اشتقت الى المراحيض بمقاعد مدفئة". واليوم لا تمثل المبيعات في الخارج الا 14 % من رقم اعمال شركة "توتو" التي لها وجود في 15 بلدا.

وبما ان المجموعة اغرقت كل اليابان بمراحيض "واشليت" وغيرها من التصاميم ، لا يمكنها ان تعتمد الا على الاسواق الخارجية لتنمو. وتعمل شركة "توتو" جاهدة منذ 15 عاما على السوق الاميركية وتبيع عددا لا بأس به من المراحيض الا ان مرحاض "واشليت" لم ينجح كثيرا. ويؤكد هيروشيمي تاباتا "هذا الامر عائد الى كون الاميكريين لا يحبون التحدث عن ذاك مع انهم يقرون ان المنتج ممتاز".

ويضيف ان ثمة قبول اكبر لهذه المراحيض في جنوب شرق آسيا "حيث للناس ثقافات شبيهة بثقافة اليابان". ويقول ان اوروبا اصبحت اكثر تقبلا للمفهوم هذا خصوصا منذ اطلقت شركة "غيبيريت" السويسرية منتجا مماثلا. الا ان تاباتا "واثق كليا بتفوق" منتجات "توتو" ولا سيما مقارنة مع تلك المصنعة في كوريا الجنوبية والصين. ويقول المسؤول ان اداء الشركة الجيد في الصين لم يتأثر اخيرا بالخلاف الحدودي القائم بين بكين طوكيو موضحا ان "الكثير من الصينيين لا يعرفون ان توتو ماركة يابانية".

وفي محاولة لبيع واشليت في اسواق جديدة ولا سيما البرازيل والهند تعتمد توتو على استراتيجية حصان طروادة، عارضة بداية مراحيضها الكلاسيكية لتثبيت اقدام الماركة ومن بعدها تقدم منتجها النجم مع تكييفه : فلا مقاعد مدفئة ولا رشق مياه ساخنة في الدول شبه الاستوائية مثل اندونيسيا والهند حيث بنت المجموعة للتو مصنعها الاول. ويفترض ان يدشن مصنع اخر في تايلاند. بحسب فرانس برس.

ولامبراطور المراحيض طموح كبير فعلى المدى المتوسط ينوي مضاعفة صادراته من 62,6 مليار ين (771 مليون دولار) الى 150 مليار ين في 2017. وحققت شركة "توتو" التي تصنع المراحيض والادوات الصحية الاخرى وادوات السمكرة ارباحا صافية في اذار/مارس الماضي بلغت 9,2 مليارات ين بارتفاع نسبته 82 % ورقم اعمال بلغ 452 مليار ين بزيادة نسبتها 4,4 %.

مراحيض ببطاقات ذكية

في السياق ذاته أنهت السلطات السعودية المرحلة الأولى من تطبيق نظام البطاقات الذكية المدفوعة مسبقا التي تسمح للشخص باستخدام دورات المياه العامة، في بعض المناطق بخطوة من شأنها تطوير نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين. وجاء في تقرير نشر على وكالة الأنباء السعودية "واس" أن أمانة منطقة الأحساء كثفت جهودها للبدء في تشغيل دورات المياه الذكية في موقعي طريق الرياض بمدينة الهفوف، وطريق الظهران بمدينة المبرز كخطوة أولى للمشروع وذلك خلال الثلاثة أشهر القادمة تمهيداً لتعميم المشروع على أكثر من 25 دورة مياه عامة في مختلف المواقع بالمنطقة.

ونقل تقرير الوكالة على لسان أمين منطقة الأحساء، فهد بن محمد الجبير قوله: "إن إنشاء دورات مياه عامة تعمل وفق نظام البطاقة الذكية في استخداماتها يأتي في إطار خطط الأمانة لرصد جدوى هذا النظام في رفع كفاءة المرافق العامة وتقديم خدمة أفضل للمواطن، حيث يوجه النظام رسالة للمستخدم بحسن استخدام هذا المرفق ومنع العبث بما يحتويه."

وبين الجبير أن نظام دورات المياه الذكية يعتمد في استخدامه على تمكين المستخدم من تشغيل موجودات دورة المياه عن طريق بطاقة مسبقة الدفع تمكنه من فتح الباب وتشغيل الملحقات المرفقة كمخارج المياه ووسائل ومراوح الطرد ومجفف الشعر ومخرج ماكينة الحلاقة والإنارة وغيرها بشكل إلكتروني. بحسب CNN.

وأشار الجبير إلى أن تصميم مباني دورات المياه الجديدة يمكن تمييزها عن غيرها من المرافق العامة المعتادة بصرياً، فضلاً عن التصميم الداخلي للمباني الذي نُفذ بطريقة تلغي وجود المغاسل خارج دورة المياه بحيث أن جميع جوانب الخدمة توجد بداخلها.

تحديد عدد الذباب

من جانب اخر اظهر مشروع توجيه صادر عن وزارة الصحة الصينية يهدف الى خفض الروائح الكريهة في المراحيض العامة ان الصين ستحد من عدد الذباب المسموح به في هذه المراحيض. وسيسمح فقط بثلاث ذبابات في المتر المربع الواحد في الابنية المستقلة وبذبابة واحدة للمساحة نفسها في المراحيض الموجودة في مكان عام اوسع مثل محطة قطار او مركز تجاري على ما اوضحت الوثيقة الرسمية التي نشرت.

من جهة اخرى يجب الا تصدر رائحة كريهة من هذه الاماكن اذا كانت موجودة في مجمع كبير. وفي حال كانت المراحيض موجودة في مبنى مستقل فيجب ان تكون الرائحة الكريهة "معتدلة". اما المراحيض المخصصة للنساء فيجب ان يزيد عددها بمرتين عن تلك المخصصة للرجال على ما اضافت الوثيقة التي نشرت بعد عام على احتلال نحو عشرين امرأة لمراحيض خاصة بالرجال في مقاطعة كانتون (جنوب) احتجاجا على طوابير الانتظار الطويلة لقضاء حاجتهن. بحسب فرانس برس.

والنظافة في المراحيض العامة في الصين تحسنت بشكل كبير منذ توجيه سابق للوزارة صدر في العام 1998 وفرض معايير صارمة. والتوجيه الجديد غير موجه للمدن فقط بل ايضا للارياف والاماكن السياحية. والعام الماضي كانت بلدية بكين قد حددت عدد الذباب المسموح به في المراحيض العامة بذبابتين. وقد شنت العاصمة الصينية حملات عدة لجعل المراحيض اكثر نظافة ولتخفيف رائحتها الكريهة قبل دورة الالعاب الاولمبية العام 2008.

تحذيرات أمنيه

في السياق ذاته حذر خبراء أمنيون من أن المراحيض الفاخرة التي يتم التحكم فيها عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية عرضة لهجمات إلكترونية. ويصل سعر البيع بالتجزئة لهذا النوع من المراحيض إلى خمسة آلاف و686 دولار، ويتضمن المرحاض الذي يعمل بهذه الطريقة تقنية الطرد الآلي، والتشطيف بالرش الآلي، وتشغيل الموسيقى وإطلاق العطر.

ويتم التحكم في هذا النوع من المراحيض، والتي تصنعها شركه ليكسل اليابانية، عن طريق أحد تطبيقات نظام التشغيل أندرويد الخاص بالهواتف الذكية، ويطلق على هذا التطبيق اسم ماي ساتيس .(My Satis) ويقول الباحثون إن أي عيب يطرأ على الأجهزة الموجودة داخل هذا المرحاض يعني أن أي هاتف ذكي آخر يحمل هذا التطبيق الإلكتروني يمكنه أن يتحكم في هذه المراحيض.

وتستخدم هذه المراحيض خاصية البلوتوث لاستقبال التعليمات من خلال تطبيق الهاتف، كما أن رقم الكود الخاص بكل نموذج من هذه المراحيض مبرمج تلقائيا إلى أربعة أصفار، مما يعني عدم امكانية إعادة تعيين هذا الرقم، كما أنه يمكن تنشيطه من خلال أي هاتف آخر يحمل نفس التطبيق، وذلك وفقا لتقرير أصدره خبراء في أمن المعلومات بشركة تراتسويفز سبايدرلاب.

وقال التقرير: "أي هجوم يمكن بسهولة أن يحمل تطبيق ماي ساتيس ويستخدمه ليجعل المرحاض يقوم بعملية الطرد الآلي بشكل متكرر، مما يزيد من استهلاك المياه وبالتالي يزيد من التكلفة على صاحبه." وأضاف التقرير: "كما يمكن للمهاجمين أيضا أن يجعلوا وحدة التواليت تفتح أو تغلق الغطاء بشكل غير متوقع، وأن يقوموا بتنشيط الشطاف، أو أجهزة شفط الهواء، مما قد يتسبب في انزعاج المستخدم أو اصابته بالضيق." بحسب بي بي سي.

وقال الخبير الأمني غراهام كلولي إن النطاق المحدود لخاصية البلوتوث يعني أن أي شخص يريد أن ينفذ مثل هذه الهجمات يحتاج أن يكون قريبا بشكل كاف من المرحاض نفسه. وأضاف: "من السهل أن نرى كيف يمكن لمهرج فعلي أن يكون قادرا على خداع جيرانه للتفكير في أن المرحاض لديهم مسكون لأن المياه فيه تنطلق بشكل غير متوقع، وكذلك أجهزة ضخ الهواء الدافيء، لكنه من الصعب أيضا أن نتخيل كيف يمكن أن يهتم المجرمون الإلكترونيون الجادون بمثل هذه الثغرة الأمنية." وتابع: "وعلى الرغم من أن هذا العيب يبدو غير ضار إلى حد كبير، إلا أنه من الواضح أن الشركات التي تقوم ببناء التجهيزات المنزلية في حاجة إلى أن تضع العامل الأمني في اعتبارها بقدر ما تفعل شركات تصنيع الكمبيوتر."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/آيلول/2014 - 4/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م