الهجرة غير الشرعية إلى أوربا..

رحلة للفردوس الموعود أم المفقود

 

شبكة النبأ: مشكلة الهجرة غير الشرعية الى أوربا وغيرها من الدول الاخرى، والتي تفاقمت بشكل كبير في الفترة الاخيرة ولأسباب مختلفة، لاتزال من اهم واخطر المشاكل العالمية وخصوصا في بلدان الاتحاد الأوروبي، وذلك لما لها من اضرار اقتصادية وامنية خطيرة، هذا بالإضافة الى الاخطار المتزايدة التي يتعرض لها العديد من المهاجرين غير الشرعيين الذين اجبرتهم الظروف الصعبة و تردي الأوضاع الأمنية على ترك ديارهم.

وبحسب بعض المراقبين فان قضية الهجرة غير الشرعية هي اليوم من اكبر المشكلات، التي يجب ان تعالج بشكل سريع من قبل المجتمع الدولي والمنظمات المتخصصة، خصوصا وان هذه القضية قد أسهمت بتفاقم معاناة الكثير من المهاجرين وأودت بحياة العديد منهم بسب الإجراءات والقوانين الجديدة، التي اتخذتها العديد من الدول، يضاف الى ذلك المخاطر الاخرى التي تقوم بها عصابات التهريب، التي سعت الى توسيع عملياتها بشكل كبير في بعض الدول وخصوصا ليبيا التي اصبحت اليوم وبحسب بعض التقارير من اهم طرق التهريب، حيث استغل المهربون الفراغ الأمني الذي اعقب سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 وأنشأوا طرقاً خاصة لتهريب المهاجرين. وقد اشارت بعض التقارير ايضا الى وجود أدلة تفيد بأن المهاجرين وطالبي اللجوء من منطقة القرن الأفريقي وباقي الدول الاخرى، أصبحوا أكثر استعداد للإقدام على الرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى ليبيا، ومن ثم إلى أوروبا وذلك في ظل تزايد إغلاق الطرق المعهودة في السابق إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن وإلى إسرائيل عبر مصر.

وفي هذا الشأن قالت "منظمة الهجرة الدولية" إن 500 مهاجرا غير شرعي أصبحوا في عداد المفقودين بعد قيام مهربين بإغراق السفينة التي كانت تقلهم قبالة سواحل مالطا. فيما أعلنت البحرية الليبية أن عشرات من مهاجرين آخرين فقدوا أيضا في غرق سفينتهم شرق طرابلس. وإضافة إلى حادثة الغرق هذه، أعلنت البحرية الليبية أن عشرات المهاجرين فقدوا أيضا في غرق السفينة التي كانت تقلهم شرق طرابلس.

وفي الوقت نفسه، قال سلاح البحرية الإيطالي أنه أنقذ نحو 2380 شخصا خلال يومين فقط بينما كانوا يحاولون الهجرة سرا إلى أوروبا، في إطار برنامج ضخم أطلق عليه اسم "ماري نوستروم" الذي وضع بعد مقتل أكثر من 400 مهاجر سري نتيجة غرق سفينتين كانتا تقلانهم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقالت بحرية مالطا إن حادث الاصطدام وقع بين سفينة تقل ما بين 300 و400 مهاجر وسفينة أخرى تقل نحو ثلاثين شخصا كانت المياه تتسرب إليها فحاول ركابها إجبار السفينة الأخرى على التوقف ما أدى إلى غرق السفينتين. ووقع الحادث في المياه الدولية على بعد نحو 300 ميل بحري جنوب شرق مالطا ولم يعرف شيء عنه إلا بعد انتشال سفينة شحن بنمية شخصين كانا لا يزالان على قيد الحياة. بحسب فرانس برس.

وقبالة السواحل الليبية أنقذت البحرية الليبية 36 شخصا بينهم ثلاث نساء إثر غرق السفينة التي كانت تقلهم. وقال العقيد الليبي أيوب قاسم إن "200 شخص وربما أكثر" كانوا على متن السفينة. وصرح العقيد أيوب قاسم "أحصي عدد كبير من الجثث الطافية. لكن قلة الموارد حالت دون انتشالنا الجثث، لا سيما بعد حلول الظلام كانت أولويتنا إنقاذ الأحياء". إضافة إلى ذلك تم إنقاذ 102 مهاجرا أفريقيا في البحر على بعد نحو 60 كلم شرق طرابلس حسب ما أفاد حرس الحدود الليبي الذي أفاد أيضا بمقتل ثلاثة أشخاص غرقا وثلاثة مفقودين.

غرق ألفي مهاجر

في السياق ذاته قالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن نحو 2000 شخص فروا من أفريقيا والشرق الأوسط ليلقوا حتفهم غرقا في مياه البحر المتوسط هذا العام ومعظمهم قضى نحبه في الشهور الثلاثة الأخيرة لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا انطلاقا من الأراضي الليبية. وقالت ميليسا فليمينج المتحدثة باسم المفوضية العليا في تصريح صحفي "في المجمل نعتقد أن 1889 شخصا هلكوا هذا العام لدى خوضهم مثل هذه الرحلات منهم 1600 منذ بدء يونيو."

وفي وقت سابق قالت البحرية الإيطالية إنها أنقذت 364 مهاجرا على مدى يومين بعد أن غرق مركب الصيد الذي كان يقلهم قبالة ليبيا. وجرى انتشال جثث 24 غرقوا خلال الحادث. وقالت المفوضية التي مقرها جنيف إن الفوضى السياسية العنيفة في ليبيا التي كانت منذ فترة طويلة منصة انطلاق لمن يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر قد فاقمت المشكلة.

وأضافت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن الوضع الأمني المتدهور في ليبيا "عزز زيادة عمليات تهريب الناس.. لكنه دفع اللاجئين والمهاجرين هناك إلى أن يقرروا المجازفة بخوض البحر بدلا من البقاء في منطقة صراع." ويتضمن عدد القتلى الذي ذكرته المفوضية أكثر من 300 شخص توفوا في ثلاثة حوادث منفصلة منذ 22 أغسطس آب حينما انقلبت قوارب قبالة الساحل الليبي.

وتقول المفوضية إن ما مجمله 124380 شخصا وصلوا إلى أوروبا على متن قوارب منذ يناير كانون الثاني الماضي فر كثير منهم من الحروب والعنف والاضطهاد. وجاء وصول الكثير منهم بعدما أنقذتهم البحرية وحرس السواحل الإيطاليين. وتستضيف إيطاليا حاليا أكثر من 108 آلاف شخص وصلوا على قوارب أي بما يزيد كثيرا على أي بلد آخر في المنطقة. وفي اليونان نحو 15 ألفا إما قد جرى إنقاذهم أو انتشالهم في مياهها الإقليمية. ويوجد نحو 1800 في إسبانيا وأكثر من 300 في مالطا. بحسب رويترز.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إن نحو 14 ألفا وصلوا إلى إيطاليا في الشهور السبعة الأولى من العام تقل أعمارهم عن 18 عاما ومنهم 8600 وصلوا بمفردهم أو انفصلوا عن أسرهم وهم في الطريق. وتابعت المفوضية تقول إن البيانات تظهر ارتفاعا كبيرا في حركة المهاجرين والوفيات خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وبينما توفي نحو 1500 في عام 2011 فقد تراجع الرقم إلى 500 في 2012. وفي العام الماضي زاد الرقم قليلا عن 600. وتابعت أن عدد المهاجرين الذين وصلوا بحرا إلى أوروبا بلغ نحو 69 ألفا عام 2011 و22500 في 2012 و60 ألفا في العام الماضي.

داخل حاوية

على صعيد متصل قالت الشرطة إن 35 مهاجرا متسللا تم العثور عليهم في حاوية للشحن في ميناء بريطاني هم من الأفغان السيخ وأن الناجين منهم سيتم استجوابهم بشأن كيفية دخولهم الحاوية. وتوفي رجل بعد العثور على مجموعة ممن يشتبه أنهم مهاجرون وبينهم نساء وأطفال داخل حاوية في مرفأ تيلبيري في جنوب شرق إنجلترا. ووصلت الحاوية قادمة من زيبروجي في بلجيكا.

وقالت الشرطة إن موظفي الميناء علموا بوجود المجموعة بعد سماع صراخ وطرق. وشرعت الشرطة بتحقيق جنائي في القضية. وقالت الشرطة إن 30 من الناجين البالغ عددهم 34 قد خرجوا من المستشفى بعد تلقيهم علاجا وهم الآن تحت رعاية السلطات. وأضافت أن الناجين الأربعة الباقين سيكونوا في حالة طيبة تسمح لهم بالخروج في وقت لاحق.

وقال تريفور رو المشرف في شرطة إيسيكس في بيان "هم الآن في حالة طيبة (تسمح لهم بالخضوع للإجراءت) وسيقوم ضباطنا وزملاؤنا من قوة حرس الحدود بالتحدث إليهم عبر مترجمين حتى يمكننا وضع تصور ما حدث وكيف انتهى بهم المطاف على الحاوية." وتابع قوله "تبين لنا الآن أنهم من أفغانستان وأنهم يدينون بديانة السيخ." بحسب رويترز.

ويشكل السيخ أقلية صغيرة في أفغانستان البالغ تعدادها نحو 31 مليون نسمة. وقالت الشرطة إنها على تواصل مع الشرطة الدولية (إنتربول) والشرطة البلجيكية. وأضافت أنه جرى تفتيش الحاويات الأخرى على السفينة ذاتها ولم يتم العثور على متسللين."

مشكلة اسكان

الى جانب ذلك يتنافر الريف المحيط بمركز اودنغاردن للاجئين في جنوب السويد بطبيعته الهادئة الخضراء مع الطابع الكئيب للقصص التي يرويها المقيمون هناك. فميسون محمود الحقوقية السورية من اصل فلسطيني البالغة من العمر 35 عاما، اعطت كل ما كانت تملكه لمهربين للوصول الى البلاد الاسكندنافية. لكنها تعيش في خمول وقنوط مع نحو مئة من الواصلين الجدد الاخرين الى هذا المركز المكتظ. وروت "ان الجميع هنا لديه مشكلة"، و"احيانا نرغب في البكاء".

ورغم ما تلقاه سياسة السويد النبيلة حيال اللجوء من ترحاب، فان التدفق القياسي لطالبيه يثقل المالية العامة. فالعام الماضي لم يمنح اي بلد اوروبي اذونات اقامة غير السويد، وتتوقع البلاد الشمالية تدفق حتى 80 الف لاجىء اضافي هذه السنة، وهو امر غير مسبوق منذ النزاع اليوغوسلافي مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وفي مواجهة موجات جديدة من مناطق نزاع مثل سوريا والصومال، طالبت وكالة الهجرة في تموز/يوليو مبلغ 48 مليار كورون (5,2 مليار يورو) يضاف الى مبلغ 91 مليارا يدخل اصلا في الميزانية للسنوات الاربع المقبلة. وفي حين لم يعد هناك اي مكان في مراكز الاستقبال المكتظة قد تضطر الوكالة لاستئجار فنادق ومراكز للشباب او مجمعات للعطل لاستضافة اكثر من الفي شخص يتوقع وصولهم كل اسبوع.

ويصل اكثر من نصفهم الى مرفأ مالمو حيث يتقدمون بطلبات لجوء قبل اسكانهم موقتا في مكان اخر في البلاد. ومركز اودنغاردن الواقع في قرية روستانغا والذي كان مخصصا للمؤتمرات قبل ثلاثة اشهر افضل دليل على النظام الخاص باللجوء المتبع في السويد.

وقالت محمود ان المكان "لا بأس به لكنه ليس مريحا لاننا نتقاسم الغرفة نفسها مع اخرين". واوضح مواطن سوري لا يتكلم سوى العربية انه كان صاحب مرآب لكنه بات الان يمضي ايامه يأكل وينام. ويبدو الغد صعبا بالنسبة له لانه لا يتحدث الانكليزية ولا السويدية. وازمة السكن لا تقتصر فقط على المدن الكبرى بل تشمل ايضا المدن والبلدات في الارياف التي يمكن ان يختارها طالبو اللجوء لكن بدون ان توفر لهم سوى القليل من فرص العمل. لذلك فان اللاجئين المقدر عددهم باحد عشر الفا يبقون محكومين بالعيش فيها رغم حصولهم على اقامة بحسب المكتب الوطني للهجرة.

وقد برز القلق الذي تثيره الهجرة على اثر اضطرابات ايار/مايو 2013 في الاحياء التي تضم نسبة كبيرة من المهاجرين في ستوكهولم وضواحيها، ما شوه صورة السويد الهادئة والمحبة للمساواة ولفت الى مشكلات الاندماج. وبعد ثلاث سنوات في البلاد حصل اقل من لاجىء من اصل خمسة على عمل. وبعد سبع سنوات ارتفع العدد بنسبة 50% فقط --مقابل 85% للمولودين في السويد. بحسب فرانس برس.

ورغم تاييد غالبية كبيرة من السويديين لسياسة لجوء ليبرالية، فان تساهلهم "يقتصر عمليا على دفع ضرائب مرتفعة" بحسب روبرت حنا مرشح الحزب الشعبي (ليبرالي) في صحيفة سفنسكا داغبلات. فالسويديون يقبلون بان يقصد اولاد المهاجرين المدارس نفسها التي يقصدها اولادهم "شرط ان لا يكون عددهم كبيرا جدا" كما قال حنا المتحدر من مهاجرين اشوريين، مضيفا "ان التمييز اليومي لا يأتي بشكل رئيسي من العنصريين من ديمقراطيي السويد بل من واقع ان من الاسهل الاختلاط مع من يشبهونكم اكثر وتوظيفهم".

اليمين الفرنسي

في السياق ذاته طالب نائب من حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" المحسوب على "اليمين الجمهوري" المعارض في فرنسا بتخصيص المساعدات الاجتماعية، التي تقدمها الدولة، للفرنسيين لا غير. وانتقد سياسة باريس في الهجرة داعيا لمراجعة قوانينها. وقال هذا النائب، الذي يصنف ضمن معسكر رئيس الحكومة السابق فرانسوا فيون، أنه "ليس من المنطق أن يحصل الأجانب على نفس المساعدات التي يحصل عليها المواطنون الفرنسيون".

وانتقد النائب سياسة الهجرة الفرنسية وطالب في نفس الوقت اتخاذ بريطانيا كنموذج بهذا الخصوص، معتبرا أن مراجعة القوانين القائمة بشأن الهجرة من المفروض أن تنطلق من تعديلات دستورية. وفي المقابل شدد اسيوتي على أنه لا يجب المس بحق اللجوء، موضحا أن "فرنسا مدت يدها دائما للمضطهدين في العالم"، داعيا إلى عدم الخلط بين اللجوء والهجرة غير الشرعية. بحسب فرانس برس.

وتخصيص المساعدات الاجتماعية للفرنسيين لا غير ظل منذ سنوات مطلبا من مطالب حزب "الجبهة الوطنية"، المحسوب على اليمين المتطرف، انسجاما مع شعاره الأساسي "الأفضلية الوطنية"، والذي يريد من خلاله أن يكون المواطن الفرنسي المستفيد الأول من جميع المساعدات والخدمات التي تقدمها الدولة. ويأتي انتقاد النائب اليميني لسياسة الحكومة الفرنسية بشأن الهجرة في أعقاب إعلان باريس عن مشروع إصلاح شمل بعض من قوانينها، اعتبر أنه جاء ببعض المكاسب لفئة معينة من المهاجرين الشرعيين.

مأساة مؤلمة

على صعيد متصل يروى بعض الناجين من حادث غرق قارب، كان على متنه مهاجرون غير شرعيين حاولوا الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر البحر، في شهادة صادمة "لمنظمة الهجرة الدولية" أن مهربين صدموا قاربهم وانتظروا ليتأكدوا من غرقهم فعليا قبل أن يغادروا، وأضافوا أن بعض المهربين كان يضحك ساخرا من تلك المشاهد المروعة. وأكد ناجون قلائل من حادث غرق قارب ينقل مهاجرين كانوا يسعون للوصول إلى أوروبا، أن المهربين أغرقوا عمدا قرب مالطا المركب الذي كان ينقل مئات المهاجرين ، وبدلا من الوصول إلى إيطاليا بحثا عن حياة جديدة لائقة، ابتلعهم البحر المتوسط باستثناء قلة نادرة تمكنت من رواية هذه المأساة.

ويروي فلسطينيان في الثالثة والعشرين والخامسة والعشرين وصلا إلى جزيرة "كريت" أن الرحلة بدأت عبر الاتصال بـ "وكالة" في غزة أخذت ألفي دولار من كل راغب بالهجرة. وتبين أن غالبية الراغبين بالهجرة غير الشرعية على متن قوارب "الموت" أمنوا الألفي دولار من المبلغ الذي دفع لهم لترميم أو إعادة بناء منازلهم التي دمرها القصف الإسرائيلي.

وبعد انتقالهم إلى مصر قامت أربعة حافلات بنقلهم إلى مرفأ "دمياط" قرب الإسكندرية حيث استقلوا مركبا لا يتجاوز طوله 18 مترا وكان أصلا نصف ممتلئ بركاب مصريين وسودانيين. ويضيف الناجون أن قبطان المركب أحصى ما بين 400 و450 راكبا ممن يتجاوز عمرهم العاشرة. وقدرت منظمة الهجرة الدولية وجود نحو مئة طفل إضافي على هذا المركب استنادا إلى المعلومات التي جمعت من الناجين.

وخلال الرحلة أجبر المهربون المهاجرين على تغيير المركب ثلاث مرات. وفي المرة الرابعة بدا للركاب أن المركب الجديد هش للغاية فرفضوا الانتقال إليه. عندها، قام المهربون وهم نحو عشرة من الفلسطينيين والمصريين كانوا على متن مركب آخر بتهديد المهاجرين بإعادتهم إلى مصر في حال رفضوا الانتقال إلى المركب الجديد، ثم بدؤوا بالصراخ وإلقاء قطع من الخشب باتجاههم. بعدها، اقترب مركب المهربين من مركب المهاجرين فتمكن عدد من هؤلاء من القفز إليه. لكن المهربين رموهم في البحر ثم انقضوا بمركبهم على مركب المهاجرين ففتحوا ثغرة فيه ما تسبب بغرقه على الفور.

وكان مركب المهاجرين يتألف من طابقين بحسب الناجين، تكدس نحو 300 في الطابق العلوي ونحو 200 في الطابق السفلي. وسرعان ما غرق ركاب الطابق السفلي وبعدهم ركاب الطابق العلوي وخصوصا أنه لم يتوافر سوى عدد قليل جدا من سترات النجاة. وروى أحد الناجين "عندما بدأ المركب بالغرق قام أحد الركاب بشنق نفسه يأسا".

ونجا أحد الفلسطينيين ونقل إلى صقلية لأنه كان يرتدي سترة نجاة. فيما روى ناج فلسطيني آخر أنه تمسك بعوامة مع سبعة أشخاص آخرين بينهم طفل مصري، إلا أنهم غرقوا جميعا بسبب الإرهاق ونجا وحده بعد أن انتشلته سفينة من بنما. واللافت أن هذه السفينة البنمية كانت انتشلت أيضا عددا من المهاجرين في حادثة أخرى. بحسب فرانس برس.

أما الناجون الذين وصلوا إلى "كريت" وهم فلسطينيان ومصري وسورية في ال19 من العمر فقد تم انتشالهم بعد أن تمكنوا من النجاة عبر التمسك بعضهم ببعض. وقالوا إن الطقس كان مقبولا إلا أن عددا من أفراد المجموعة أفلتوا وغرقوا بعد ارتفاع الأمواج. وعثرت سفينة شحن تقل مستوعبات على المجموعة فأنقذت بذلك حياة تسعة أشخاص بينهم سبعة نقلوا ليلا في مروحية إلى أقرب مستشفى في مدينة "لاكاني" في جزيرة "كريت". إلا أن شخصا من التسعة توفي لاحقا ولا تزال طفلة في الثانية من العمر في حالة حرجة. وقال حرس الحدود اليوناني إن والدي الطفلة سلماها للشابة السورية لأن الأخيرة كانت ترتدي طوق نجاة. وفتحت تحقيقات في إيطاليا واليونان ومالطا سعيا للعثور على المهربين المسؤولين عن هذه المأساة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/آيلول/2014 - 27/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م