السكري.. داء يمتص صحة الانسان

 

شبكة النبأ: يعد مرض السكر من بين أكثر الأمراض انتشارًا على المستوى العالمي، والسكري مرض مزمن يتصف بارتفاع معدل الجلوكوز بالدم "الجلوكوز هو سكر بسيط ينتج عن تفكك الطعام والشراب بعد تناوله " وسبب ذلك هو عجز غدة البنكرياس "الموجودة في تجويف البطن" عن تأمين القدر الكافي من هرمون الأنسولين "وهو مادة كيميائية تنظم معدل الجلوكوز في الدم وتساعد على دخوله الخلايا ليزودها بالطاقة اللازمة" وداء السكري من الأمراض التي لا يتوفر لها الشفاء التام ولكن يمكن السيطرة عليه بالحفاظ على مستوى الجلوكوز بالدم في الحدود الطبيعية.

ويقدر عدد المصابين بهذا المرض حاليا وكما تشير بعض تقارير الاتحاد الدولي للسكري 371 مليون شخص ويتوقع أن يبلغ 552 مليون شخص بحلول عام 2030. ويقدر الاتحاد الدولي للسكري ايضا أن 187 مليون شخص في العالم لا يعلمون أنهم مصابون بالمرض، ومرض السكر هو السبب في 3,8 مليون حالة وفاة (أي 6% من إجمالي الوفيات) حول العالم.

والسكري مرض يمكن ان يصيب الجميع دون استثناء حيث تمثل نسبة اصابة الاطفال بهذا المرض10% من حالات الإصابة بالمرض، وعادةً ما يؤثر على صغار السن نظرًا لنقص إفراز هرمون الأنسولين، اما سكر الكبار فيمثل 90% من حالات الإصابة بالمرض، ويؤثر على الأشخاص الأكبر سنًا نظرًا لانخفاض مستوى فعالية هرمون الأنسولين. وتتمثل أكثر أعراض مرض السكر شيوعًا في الجوع الشديد، والعطش غير الطبيعي، والتبول المتكرر، ولكنه قد يظهر كذلك في صورة انخفاض غير طبيعي في الوزن، والإرهاق، عدم وضوح الرؤية، وتأخر التئام الجروح، بالإضافة إلى ضعف في القدرة الجنسية.

وتشمل عوامل خطر الإصابة بمرض السكر وكما تشير بعض المصادر بوجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، والسمنة، وزيادة السن عن 40 عام، ولدى السيدات المصابة بتكيس المبايض والتي تعانى من التهاب البنكرياس المزمن. كذلك قد تحدث الإصابة بمرض السكر بسبب تناول عقاقير مثل الستيرويد وعقاقير إدرار البول ومنع الحمل. ويُذكر أن مرض السكر قد يؤثر على النساء الحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكنه غالبًا ما يكون مؤقتًا، ويتطلب المتابعة من خلال قياس مستوى السكر في الدم خلال الحمل. وتشمل المضاعفات زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والمشكلات الصحية الكلوية، وانفصال الشبكية والذي قد يؤدي إلى فقدان البصر، والغرغرينة والتي قد تستدعي البتر، و ضعف في القدرة الجنسية.

الولايات المتحدة

وفي هذا الشأن قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن عدد الأمريكيين البالغين المصابين بمرض السكري ارتفع إلى 29 مليونا مع وجود 86 مليون اخرين معرضين بشكل كبير لخطر الاصابة بالمرض المزمن. ويكشف تقرير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض -الذي يستند الي بيانات ترجع إلى عام 2012- ارتفاعا مقلقا للإصابة بالسكري الذي يمكن أن يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة من بينها امراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي والعمى وبتر أصابع القدم أو بتر القدمين او الساقين والوفاة المبكرة.

ويتوقع مسؤولو الصحة الاتحاديون انه اذا استمر الارتفاع بهذا المعدل فسيصبح واحد من بين كل خمسة أمريكيين مصابا بالسكري بحلول عام 2025 ليصل المعدل إلى مصاب بين كل ثلاثة اشخاص في 2050. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض إن أكثر من 12 بالمئة من البالغين الأمريكيين اصيبوا بالسكري حتى 2012. وقالت آن البريت مديرة قسم السكري بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض "بكل بساطة نحن لا نستطيع تحمل هذا المسار." بحسب رويترز.

وقال التقرير إن مرض السكري والمضاعفات المصاحبة له تسببت في تكاليف طبية وخسائر في سوق العمل والأجور في 2012 بلغت 245 مليار دولار. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض إن وصول عدد مرضى السكري إلى 29 مليونا في 2012 يمثل زيادة نسبتها 3 بالمئة مقارنة مع 2010 . والسكري مرض مزمن يتمثل في ارتفاع مستويات السكر في الدم ويرتبط بشكل وثيق بالسمنة. ويقول خبراء إن الكثير من حالات الإصابة كان يمكن الوقاية منها باتباع نظام غذائي صحي وانقاص الوزن وممارسة تمرينات رياضية بشكل معتدل.

مزيد من الامراض

من جانب اخر نعرف عنه بأنه مضر للصحة ويقف وراء ظاهرة البدانة المتفشية المسببة بدورها لمختلف الأمراض، إلا أن بحثا حديثا أضاف المزيد إلى مضار السكر إذ أنه ربما يتسبب في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المزمنة. وقالت لورا شميدت، من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في افتتاحية البحث المنشور بدورية "جاما للطب الباطني": للسكر تأثيرات صحية مواتية تتجاوز كونه مجرد سعرات حرارية فارغة مسببة للسمنة.. لكن الإفراط في السكر لا يزيد أوزاننا فحسب، بل قد يصيبنا أيضا بالمرض."

ويبقى السؤال هو تحديد الكمية التي ينظر إليها العلماء باعتبارها "جرعة زائدة" من السكر. وينظر معظم الخبراء إلى "السكر المضاف" باعتباره الأكثر خطرا على الصحة، وهو السكر الذي يدخل في إعداد الأطعمة والمشروبات، وتتفاوت التوصيات بشان الحصص اليومية منه، فمعهد الطب الأمريكي يرى بأنه يمثل أقل من 25 في المائة من كامل طاقة الغذاء اليومي، وتوصي منظمة الصحة العالمية بأقل من 10 في المائة، وقللت رابطة القلب الأمريكية الجرعة إلى دون 100 سعرة حرارية للنساء يوميا و150 للرجال. بحسب CNN.

ووجد العلماء في الدراسة الأخيرة أن المشاركين بها، من استهلكوا ما بين 17 إلى 21 في المائة من السعرات الحرارية من السكر المضاف، ارتفعت بينهم مخاطر الوفاة جراء أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 38 في المائة، مقارنة بالفئة التي استهلكت قرابة 8 في المائة من السعرات الحرارية، وقال الباحثون: المخاطر المتصلة ترتفع لأكثر من الضعف بين الشريحة الأولى." ويدعو البحث قبل تناول قطعة الحلوى التالية إلى للتفكير مليا في عواقب ذلك على الصحة.

وجبتان يوميا

الى جانب ذلك يقول علماء إن تناول وجبتي الفطور والغداء فقط قد يكون أكثر فعالية في معالجة مرض السكري من النوع الثاني مقارنة بتناول وجبات أصغر وأكثر انتظاما. وقام باحثون في العاصمة التشيكية براغ، بإطعام مجموعتين من 27 شخصا، وبتقديم نفس السعرات الحرارية مقسمة على وجبتين، أو ست وجبات يوميا. ووجدوا أن المتطوعين الذين تناولوا وجبتين في اليوم فقدوا وزنا أكثر من الذين تناولوا ست وجبات، كما انخفض معدل سكر الدم لديهم.

وقال خبراء إن الدراسة تعزز "أدلة قائمة" بالفعل تشير إلى أن تناول وجبات أقل، وأكبر حجما هو النهج السليم. ويصاب الشخص بمرض السكري من النوع الثاني عندما لا يفرز الجسم كمية كافية من هرمون الإنسولين، الذي يتحكم في كمية السكر في الدم، الأمر يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم. وقد يتسبب السكري من النوع الثاني، إذا لم يعالج، في الإصابة بأمراض القلب، والجلطات، وتلف الأعصاب، وحساسية العين، وأمراض الكلى.

ويعاني حوالي 2.9 مليون شخص من السكري في المملكة المتحدة، من بينهم 90 في المئة مصابون بالسكري من النوع الثاني. وينصح في بريطانيا حاليا بتناول ثلاث وجبات رئيسية يوميا بالإضافة إلى وجبات خفيفة تراعي متطلبات الصحة. وقسم العلماء في معهد الطب الإكلينيكي والتجريبي في براغ مجموعة من 54 متطوعا، تتراوح أعمارهم ما بين 30 و70 عاما، إلى مجموعتين، كل منها مكون من 27 شخصا، يعانون من مرض السكري من النوع الثاني. وتناول المشاركون إما ست وجبات يوميا لمدة 12 شهرا تلاها برنامج لوجبتين في اليوم، أو العكس، وشمل كل برنامج غذائي 1700 سعرة حرارية يوميا. وقارنت الدراسة النمطين في تناول الطعام.

وقالت هنا كاهليوفا، كبيرة العلماء في المعهد، إن النتائج كانت "مرضية جدا". وقالت "كان المرضى يخافون أن يعانوا من الجوع في المساء، لكن الشعور بالجوع انخفض عندما تناولوا الطعام حتى الشبع. ولكنهم – للمفاجأة – لم يشعروا بذلك عندما تناولوا ست وجبات يوميا." بحسب بي بي سي.

وقالت كاهليوفا إنه يمكن تطبيق الدراسة على من لا يعانون من السكري، ويريدون فقدان الوزن. ويقول ريتشارد إليوت، مسؤول الاتصالات البحثية في جمعية السكري البريطانية: "سنحتاج إلى دراسات أعمق تمتد لفترات أطول قبل أن نغير النصائح الغذائية التي نعطيها لمرضى السكري من النوع الثاني." وقال إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة الأنشطة الرياضية، والحفاظ على وزن صحي، بالإضافة إلى تناول الأدوية، كلها أمور "مهمة" لمعالجة المرض بفعالية.

زيت الكانولا

من جهة اخرى أظهرت دراسة جديدة أن التحول إلى نظام غذائي منخفض السكريات البسيطة وغني بالدهون المفيدة مثل الأنواع الموجودة في زيت الكانولا يمكن أن يساعد مرضى النوع الثاني من السكري في السيطرة على مستويات السكر في الدم. ووجد باحثون أن مرضى النوع الثاني من السكري الذين اتبعوا نظاما غذائيا منخفض السكريات وحصلوا على مكملات غذائية تحتوي على كمية إضافية من زيت الكانولا انخفض مستوى الجلوكوز لديهم كما حدث تراجع كبير في احتمالات اصابتهم بأمراض القلب مقارنة مع مرضى اتبعوا نظاما غذائيا غنيا بالحبوب الكاملة. بحسب رويترز.

وقال قائد فريق البحث الدكتور ديفيد جينكينز "نعرف أن زيت الزيتون يحظى بسمعة طيبة بين الأطباء لكن زيت الكانولا لديه سمعة طيبة أيضا." وزيت الكانولا غني بحمض ألفا لينولينك وهو نوع من أحماض أوميجا3 الدهنية التي توجد أيضا في الجوز فضلا عن الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية الموجودة أيضا في الأفوكادو والزيتون.

انتاج خلايا جذعية

على صعيد متصل وفي أعقاب إعلان معامل في أوريجون وكاليفورنيا أنها إستنبطت أجنة بشرية من خلال إستنساخ خلايا مأخوذة من أحياء أعلن معمل في نيويورك أنه نجح في هذه المهمة بل تجاوزها. وعلاوة على إستنساخ خلايا من إمرأة مصابة بداء السكري وتكوين أجنة وخلايا جذعية تضاهي صفاتها الوراثية تماما نجح العلماء في حث هذه الخلايا الجذعية كي تتخصص وتصبح خلايا قادرة على إفراز الانسولين.

وأنعش ذلك الآمال في تحقيق حلم ظل يراود الانسان طويلا في بحوث الخلايا الجذعية ألا وهو انتاج خلايا بديلة متخصصة من المريض لأناس يعانون من السكري أوالشلل الرعاش أو فشل وظائف القلب وغيرها من الحالات المستعصية الأخرى. لكن ذلك يشير أيضا الى ان ما حذرت منه الكنيسة وجماعات أخرى تناصر الحق في الحياة منذ زمن طويل بات أمرا وشيكا وهو ان يستنبط العلماء أجنة بشرية حسب الطلب.

وقال انسو هيون خبير الأخلاقيات الحيوية بكلية الطب في كليفلاند إن هذه النجاحات الثلاثة "تعضد احتمالات إنتاج أجنة بشرية لايجاد علاجات لأفراد بعينهم. إن انتاج المزيد من الأجنة البشرية للتجارب العلمية أمر مؤكد." وبدأ التقدم المطرد في بحوث الخلايا الجذعية الجنينية في مايو آيار الماضي.

وقال علماء في طليعتهم شوخرات ماتاليبوف من جامعة أوريجون للصحة والعلوم إنهم إستنبطوا أجنة بشرية سليمة في مراحلها المبكرة -وهي عبارة عن كرات مجوفة مكونة من 150 خلية - من خلال دمج بويضة في خلايا مأخوذة من جنين في تجربة ما ومن طفل وليد في أخرى. وفي وقت سابق أعلن علماء في معهد تشا للخلايا الجذعية في سول بكوريا الجنوبية أنهم نجحوا في هذا السياق بالاستعانة بخلايا مأخوذة من الجلد من رجلين بالغين.

وفي كل من الحالتين إستعان العلماء بنسخة من التقنية التي أنتجت النعجة دوللي عام 1996 وهي أول عملية استنساخ لأحد الكائنات الثديية البالغة. وتسمى هذه التقنية نقل النواة من خلية جسدية ويتضمن هذا الاسلوب نزع المادة الوراثية (دي.إن.إيه) من بويضة ودمج البويضة مع نواة خلية جسدية من شخص حي ثم حث البويضة على بدء عملية الانقسام والتضاعف. ويتضمن الجنين الناتج خلايا جذعية يمكنها ان تتخصص لتتحول الى أي نوع من الخلايا البشرية.

وفيما يبدو ذلك بسيطا بدرجة كبيرة إلا ان عقبات تقنية هائلة حالت دون تحقيق العلماء لعملية نقل النواة من خلية جسدية خلال محاولات استمرت أكثر من عقد من الزمن. وقال روبرت لانزا كبير المسؤولين العلميين في مركز (ادفانسيد سيل تكنولوجي) والمشارك في هذه الدراسة إنه بعد أن توصل العلماء الآن الى هذه التقنية الموثوق بها بما في ذلك توفير التغذية السليمة لابقاء البويضات على قيد الحياة والتوقيت الصحيح لبدء الانقسام فقد توفر لهم "اسلوب موثوق به للتكاثر لاستنباط خلايا جذعية متخصصة للمرضى" من خلال الاستنساخ.

وخلال أحدث دراسة والتي نشرت الكترونيا على موقع دورية (نيتشر) العلمية استنبط العلماء - تحت إشراف ديتر ايجلي من معهد بحوث مؤسسة نيويورك للخلايا الجذعية وهو هيئة ذات تمويل خاص - "خلايا بيتا" المسؤولة عن انتاج الانسولين من الأجنة التي استنسخوها من امرأة عمرها 32 عاما مصابة بالنوع الأول من داء السكري وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يهاجم فيه جهاز المناعة خلايا بيتا. وفي هذا النوع المستعصي من السكري الذي يصيب الأطفال ويعالج بالانسولين تفقد خلايا بيتا قدرتها على العمل. بحسب رويترز.

وقال ايجلي إن خلايا بيتا أنتجت كميات من الإنسولين تعادل تلك التي يفرزها بنكرياس الانسان السليم. وعند زرع هذه الخلايا في فئران التجارب معمليا قامت الخلايا بوظائفها الطبيعية وأفرزت الإنسولين حسب كمية السكر الموجودة بالدم. ولا يعتزم ايجلي زرع خلايا بيتا هذه المستنبطة من الخلايا الجذعية في مرضى يعانون من داء السكري من النوع الأول ويرجع ذلك الى حد كبير الى ان الخلايا الجديدة ستلقى نفس مصير خلايا بيتا الاصلية للمريض مشيرا الى ان جهاز المناعة لدى مرضى النوع الأول من السكري يدمر خلايا بيتا. وقال دوجلاس ميلتون عالم الأحياء من معهد هارفارد للخلايا الجذعية الذي لم يشارك في هذه الدراسة إن من أهم الاستخدامات لخلايا بيتا المستنبطة حديثا إنها ستوجه للأغراض البحثية وليس للعلاجية.

تعاون فرنسي امريكي

في السياق ذاته أعلنت شركة سانوفي الفرنسية للمستحضرات الدوائية انها تعكف على التعاون مع شركة ميدترونيك إنك الامريكية لصناعة الأجهزة الطبية وذلك في مجال علاج داء السكري. يجيء هذا الإعلان فيما تسعى سانوفي للدفاع عن المركز الثاني الذي تتبوأه في سوق علاج السكري عالميا ويتجاوز حجمه 40 مليار دولار وفي الوقت الذي يكاد فيه عقار لانتوس البديل للانسولين والأعلى مبيعا في العالم يفقد مدة ترخيصه في مطلع العام القادم.

وبموجب بنود مذكرة تفاهم ستتعاون شركتا سانوفي وميدترونيك في البداية في مجال انتاج اسلوب علاجي يقرن بين العقاقير والأجهزة مع توفير خدمات رعاية ادارية لمرضى السكري. وقال بيان للشركتين إنه في ضوء ما سيتحقق من نتائج فستفكران في مجالات أخرى للتعاون. ولم يكشف النقاب عن التفاصيل المالية للتعاون.

وقالت الشركتان إن هذا التعاون -الذي يختص بعلاج السكري من النوع الثاني- سيجمع بين اسلوب سانوفي للعلاج بالانسولين وطريقة ميدترونيك للعلاج بمضخات الانسولين ومراقبة مستوى الجلوكوز مع التركيز على المرضى الذين لا يستطيعون ضبط مستوى الجلوكوز على الرغم من الجرعات اليومية المتعددة من الانسولين. وقال الاتحاد الدولي لعلاج السكري إن 382 مليون شخص في العالم يعانون من السكري من النوع الثاني وغالبا ما يرتبط ذلك بمرضى مصابين بالسمنة وهم يمثلون من 90 الى 95 في المئة من اجمالي الحالات. بحسب رويترز.

وقالت الشركتان إنهما وقعتا اتفاقا في اوروبا يختص بمنظومة للحقن بالانسولين لعلاج السكري من النوع الأول وتعتزمان اضافة ذلك الى مجال تعاونهما عالميا. ويتجاوز عدد من يتوفون بداء السكري عالميا خمسة ملايين شخص سنويا فيما يؤدي الإكثار من تناول الطعام وقلة التمرينات الرياضية الى انتشار الاصابة بالنوع الثاني من السكري.

جهاز جديد

أخيرا لن يتجشم مرضى السكري عناء تعريض أصابعهم للوخز بالابر عدة مرات في اليوم لفحص مستوى السكر في الدم بعد ان نجح الباحثون في القضاء على تلك المشكلة. وأصدرت سلفيا داونيرت وفريقها في معامل جامعة ميامي في فلوريدا تقريرا يتضمن احراز تقدم ملموس في انتاج أجهزة استشعار تتيح رصد مستوى السكر في الدم باستمرار وذلك دون الحاجة لأخذ عينات من الدم. ويمكن عرض نتيجة الفحص على أجهزة محمولة مثل الهاتف المحمول.

وحتى يطمئن مرضى السكري الى ان مستوى السكر في مجال الأمان يتعين عليهم في هذه الايام قياس مستوى السكر بجهاز يتضمن وخز الجلد لسحب عينة دم لفحصها. ويقول الباحثون إن هناك سببين وجيهين لتطوير هذه الطريقة التقليدية الاول والاوضح هو ان اجراء الفحص دون سحب عينة دم سيكون أكثر راحة للمريض. أما السبب الثاني فهو أن تركيب أجهزة استشعار حيوية تحت الجلد سيتيح الفرصة لاعطاء صورة مستمرة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم أو انخفاضه بدلا من الاسلوب العشوائي التقليدي.

والمعلومات التي سيتيحها الاسلوب الحديث مفيدة بصورة كبيرة لمراقبة صحة المرضى ذوي الحالات الحرجة او في حالات اجراء العمليات الجراحية. وظهرت نتائج هذه الدراسة في دورية (ايه سي اس) للكيمياء الحيوية. وقالت داونيرت "لا يوجد حاليا أي جهاز يمكنه رصد مستوى الجلوكوز بصورة مستمرة ولفترات طويلة من الزمن. جهازنا الخاص برصد الجلوكوز والببتيدات من خلال اجهزة الاستشعار يتيح لنا اتمام عملية مراقبة مستمرة." بحسب رويترز.

ومن اجل انتاج جهاز الاستشعار هذا قامت داونيرت وفريقها البحثي بتحوير نوع من البروتين ليرتبط ارتباطا وثيقا بالجلوكوز وجعلوا هذا البروتين في صورة مشعة متألقة (فلورسنت) كما جعلوه يكتسب القدرة على أن يبث إشارة عندما يرتبط بالجلوكوز بحيث إذا ضعف مستوى الفلورسنت يميل لون البروتين إلى اللون الغامق. وقال جون بيكاب استاذ السكري والتمثيل الغذائي بمركز كوليدج في كلية طب لندن -وهو لم يشارك في هذه الدراسة إنه يمكن قياس مدى شدة اشارة الفلورسنت من خلال جهاز للرصد ليتم نقل رد الفعل لاسلكيا لتليفون ذكي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/آيلول/2014 - 25/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م