المدارس في الحروب.. مأسي تقتل اطفال المستقبل

 

شبكة النبأ: تترك الحروب والصراعات العسكرية الكثير من الخراب والدمار هذا بالإضافة الى نتائجها السلبية واثارها النفسية السيئة التي تصيب المجتمع ككل، وخاصة الاطفال فهم وبحسب بعض الخبراء الاكثر عرضة للانفعالات النفسية والاضطرابات الناتج عن الحروب والدمار، حيث يتعرض الكثير من الاطفال وبسبب استمرار الصراعات والحروب الاهلية الى الكثير من الانتهاكات والمخاطر الكبيرة، التي اصبحت اليوم محط اهتمام متزايد من قبل بعض المنظمات الحقوقية والانسانية التي حذرت من استمرار تلك الصرعات والتي كانت سببا في اغلاق المدارس والجامعات التي هي اليوم اهداف مهمة لأسلحة الاطراف المتصارعة.

وبحسب بعض المراقبين فأن الواقع التعليمي في العديد من الدول العربية وخصوصا سوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن وغيرها من الدول الاخرى، قد تأثر بشكل سلبي نتيجة استمرار المعارك والاعمال العسكرية، وقد أشارت بعض التقارير بأن نحو 50 مليون طفل وشاب في مناطق الصراعات محرومون من المدارس وأكثر من نصفهم في سن المرحلة الابتدائية، كما أن تقارير الهجمات على المرافق التعليمية في تزايد.

وكشف تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وتقرير منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية أن الحرب الأهلية في سوريا ساهمت في زيادة حدة الحوادث المسجلة للأطفال الذين يُمنعون من الوصول إلى المدارس أو التعلم أو مهاجمتهم بدنيا لمجرد محاولة الذهاب للمدرسة أو قصف مدارسهم أو تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة.

ومن بين أكثر من 3600 حادثة سجلت العام الماضي كان نصيب سوريا أكثر من 70% من هذه الحوادث. وأفاد التقرير بأن 48.5 مليون طفل بين سن 6 و15 سنة يعيشون في مناطق الصراع، خارج الدراسة، ومن هذا العدد هناك 28.5 مليون بين سن 6 و11 سنة وأكثر من نصف هذا العدد من الفتيات.

وحسب تقرير اليونيسكو هناك 57 مليون طفل خارج الدراسة الابتدائية عالميا. وقالت المنظمة ان الحرب الأهلية في سوريا ساهمت في زياده عدد الحوادث العنيفة التي تؤثر على تعليم الاطفال بشكل حاد خلال العام الماضي في جميع انحاء العالم.

مدارس حلب

وفي هذا الشأن فقد فتحت المدارس ابوابها في الاحياء الواقعة تحت سيطرة المجاميع المسلحة في حلب، الا ان العام الدراسي بدأ في أقبية تحت الارض لحماية الطلاب من القصف والفتال. ينزل التلامذة الذين تتفاوت اعمارهم عبر سلالم ضيقة ومظلمة نحو القبو، تاركين آسفين ضوء النهار خلفهم. في احدى القاعات، يجلسون فتيات وفتيان في قاعة خالية الا من كراس وحوالى 15 طاولة.

وعلى الطاولات، تبعثرت اقلام ودفاتر... بينما الاطفال ينشدون اغنية معا بحماس، ثم يجلسون ويستمعون بانتباه الى شرح مدرسهم الاستاذ عبدالله الذي يرفق كلامه بكتابات على لوح اخضر علق على عجل على احد الجدران. ويشرح عبدالله "الاطفال يأخذون الدروس تحت الارض في القبو بسبب القصف. المدرسة فوق مجهزة بشكل جيد، لكن كثافة القصف جعلتنا ننزل الاطفال الى القبو". ثم يضيف "الامر صعب جدا عليهم، يشعرون بالضغط، لذلك نحاول قدر الامكان رفع معنوياتهم واعطاءهم برامج ترفيهية حتى يعتادوا على التواجد في القبو". ويتابع "ان شاء الله نعود قريبا الى فوق".

ويستغل الاطفال فترة من الهدوء ليصعدوا السلم ويأخذوا قسطا من الراحة في ملعب المدرسة في الهواء الطلق، لكن الامر لا يخلو من خطورة. ويمكن في البعيد سماع اصوات انفجارات ورصاص ناتجة عن معارك على خطوط التماس. ويقول جعفر، وهو تلميذ في الابتدائي، بينما يركض رفاقه من حوله "صعدنا لنلهو قليلا ونفرح بعد ان كنا تحت الارض. نلعب ونغيّر جو لاننا لا نستطيع ان نمكث فترة طويلة تحت الارض. ضاق نفسنا. لكننا خائفون ".

وفي الملعب، اولاد يلعبون بالطابة، فتيات، بعضهن يغطين رؤوسهن وأخريات مكشوفات الشعر، يقفزن على الحبل، وصبيان يركضون. ودمرت الحرب في حلب التي اندلعت في صيف 2012 المدينة بشكل شبه كامل. ونزح منها الاف السكان. مواعيد فتح المدارس منذ اكثر من سنتين غير منتظمة. واطفال من اعمار مختلفة يتواجدون في صف واحد. وتشرف على المدرستين مجموعة من الناشطين الجامعيين بعد ان توقفت معظم المدارس الحكومية عن العمل، اما بسبب الدمار، واما بسبب نزوح موظفيها. وتشكل الحرب عاملا يمنع الاستقرار على كل الصعد.

وتقول احدى المدرسات في مدرسة ثانية مستحدثة بعد الحرب "اضطررنا الى افتتاح منازل صالحة للسكن وتحويلها الى مدارس. لكن الطالب يعاني. ليست هناك فسحة للنزهة. لا مساحة للعب. التدريس معرض للخطر، والمناطق معرضة للقصف". وتضيف "الطالب نفسيته سيئة، وهو بحاجة لمراعاة دائمة"، مشيرة الى ان العديد من الطلاب يتغيبون احيانا عن الدروس.

وتتابع "احيانا ياتي طالب بعد غياب، لان منزله يكون قد اصيب في القصف"، او "يغيب احدهم اسبوعا او اسبوعين، ويقول لم اتمكن من المجيء، كنت في المنطقة الفلانية التي تعرضت للضرب، او استشهد شقيقي، الخ...". وتقول بحسرة "الاطفال والطلاب هم الضحية الاكبر في هذه الحرب ". بحسب فرانس برس.

وبحسب الامم المتحدة، فان اكثر من نصف (51,8 في المئة) من الاطفال السوريين الذين هم في سن الدراسة لا يذهبون الى المدرسة. وفي محافظة حلب (شمال)، تصل النسبة الى 68 في المئة. في محافظة الرقة (شمال) التي يسيطر عليها مابسمى تنظيم "الدولة الاسلامية"، تصل النسبة الى 90 في المئة. وفي نهاية 2013، كانت اربعة آلاف مدرسة في سوريا متوقفة بسبب الدمار، او الاضرار، او تحويلها الى ملاجئ للنازحين.

اطفال غزة

الى جانب ذلك وقفت الطفلة ازهار امام اكثر من 60 من زميلاتها لالقاء قصيدة رثاء لوالدها الذي قتل في الحرب الاخيرة على غزة مع تدفق مئات الاف التلاميذ الى المدارس وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الاسرائيلي الواسع. وافتتح العام الدراسي الجديد بتأخير ثلاثة اسابيع بعد الحرب التي استمرت لاكثر من خمسين يوما واوقعت اكثر من 2,140 قتيلا فلسطينيا.

وازهار تامر جندية (9 سنوات) طالبة في الصف الرابع قتل والدها في حي الشجاعية شرق غزة. وتقع مدرسة "الشجاعية ألف للبنات" في وسط حي الشجاعية الذي شهد اعنف قصف اسرائيلي خلال الحرب التي استمرت من 8 تموز/يوليو حتى 28 اب/اغسطس. وتقول ازهار مبتسمة "اليوم اول يوم في المدرسة. انا سعيدة رغم ان بابا استشهد في الحرب". وتضيف الطفلة التي تحلم ان تصبح طبيبة تحقيقا لامنية والدها الذي ترك وراءه ستة اطفال، "انا خائفة من الحرب مرة ثانية. قصفوا بيتنا بقذائف وسقطت على غرفتي قذيفة، وقذيفة على المطبخ... وقع البيت على بابا واستشهد".

ووقفت الطفلة اسراء وهي ترتجف من الخوف وتبكي وهي تحكي عن القصف الاسرائيلي الذي قتل جدها وخالتها، قائلة "كان الشهداء والجرحى امامنا وخفنا كثيرا. خالتي ليلى وجدي استشهدا في الحرب، رايتهما في منزلنا". اما الطفلة دعاء (9 سنوات) التي جاءت بملابسها العادية دون الزي الرسمي للمدرسة فتحدثت عن منزلها المهدم مؤكدة انها "خائفة من ان تعود الحرب مرة اخرى". واضافت "جئت للمدرسة بدون زي مدرسي لان بيتنا تهدم بالحرب. تركنا المنزل عند القصف ثم عدنا ووجدناه مدمرا".

واكدت المعلمة ريما ابو ختلة انها تلقت دورة تدريبية لاستقبال الطلبة والحديث معهم لمواجهة قصص الدمار وصدمات ما بعد الحرب، قبل العودة الى تعليم المنهاج، من خلال الاستماع لقصص الاطفال. وقالت "نطلب منهم ان يرووا قصصا مرت عليهم خلال الاجازة (الصيفية)، قصص ابكتهم وقصص اضحكتهم، ونشجعهم على الحديث بقدر المستطاع، ثم نقوم بمسابقات العاب".

واكدت مدرسة الارشاد النفسي ابتهال غيث ان "اليوم سيكون يوما ترفيهيا بينما سنحاول باقي الايام استكمال التفريغ النفسي عن الطلبة". وتقول ارقام صادرة عن الامم المتحدة ان 373 الف طفل على الاقل سيتأثرون نفسيا من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة وهي الثالثة خلال ست سنوات. وقتل اكثر من 500 طفل في هذا النزاع الاكثر دموية منذ الانسحاب الاسرائيلي احادي الجانب من القطاع عام 2005، بينما اصيب الاف الاطفال بالاضافة الى تدمير الاف المنازل والمدارس والمنشات الاخرى.

ووقفت المديرة سامية الزعلان وسط ركام مدرستها الواقعة في حي الشجاعية التي دمر جزء كبير منها بالقصف الاسرائيلي بينما كان بعض العمال يقومون بازالة الركام ووضع اسلاك شائكة في المكان حتى لا تتعرض الطالبات للخطر. واضطرت الزعلان الى ترحيل بعض الطلبة الى مدارس مجاورة واستقبال اخرين في صفوف مكتظة مؤكدة انه من اصل 18 صفا دراسيا لم يبق هناك سوى تسعة صالحة للتدريس.

وقالت الزعلان "المدرسة تقريبا دمرت بالكامل فكان من الصعب استقبال جميع الطلبة. تم ترحيل بعض الطلبة الى مدارس مجاورة واستقبلنا باقي الطالبات داخل فصول مكتظة". واوضحت انه "تم دمج الفصول. من المفروض ان يكون هناك 35 طالبات في الصف الواحد والان اصبح هناك ستون طالبة في الغرفة الواحدة". وتابعت "هناك طالبات لم يستطع اهاليهن توفير ادنى احتياجات المدرسة اليوم ومنهن من لم يستطع شراء الزي المدرسي فجاؤوا بملابس البيت. نستقبلهم اليوم بنفسية صعبة بعد ظروف صعبة جدا مررن بها".

ويقول وكيل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة زياد ثابت انه خلال الحرب الاسرائيلية على القطاع "تم تدمير 24 مدرسة بشكل كامل بينما تعرضت اكثر من 120 مدرسة للتدمير الجزئي. وفي المدارس التي تشرف عليها الاونروا طالت الاضرار اكثر من 70 مدرسة". وقبل اندلاع الحرب ، قدرت منظمة غيشا غير الحكومية الاسرائيلية التي تدعو لحرية التنقل للفلسطينيين ان قطاع غزة ينقصه 259 مدرسة اخرى ويعود ذلك بشكل خاص الى منع دخول مواد البناء الى القطاع بسبب الحصار الاسرائيلي المستمر منذ 2006.

وما زال عشرات الاف الفلسطينيين في قطاع غزة يقيمون في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بعد نزوحهم من منازلهم بفعل القصف الاسرائيلي على القطاع مما ادى الى عدم بدء العام الدراسي في عدة مدارس تابعة للاونروا. وقال عدنان ابو حسنة المستشار الاعلامي للاونروا في تصريح صحافي "بدأت العملية التعليمية في كافة مدارس قطاع غزة ما عدا منطقة بيت حانون شمال القطاع حيث لا زال الاهالي يرفضون مغادرة مدارس الايواء والتجمع في ثلاث مدارس" تستقبل 9600 طالب. بحسب فرانس برس.

وهناك 11 مدرسة اخرى للاونروا لا تزال تستقبل نازحين. وتم نقل طلابها الى مدارس حكومية ستفتح لهم ابوابها في الفترة المسائية. واضاف "اتخذت الاونروا قرارا بعدم بدء العام الدراسي في بيت حانون"، مؤكدا ان الاونروا ستواصل بذل الجهود لاستئناف العملية التعليمية في المدارس المذكورة.

400 الف طفل عراقي

في السياق ذاته تعذر على 400 الف طفل على الاقل استئناف الدراسة كما كان مقررا في اقليم كردستان في شمال العراق، حيث يتم استخدام الكثر من المدارس لايواء نازحين فروا من هجوم المتطرفين الاسلاميين، بحسب وزير التربية المحلي. واكد الوزير بشتيوان صادق ان هذه المسألة ستحل في غضون شهرين، وذلك بعد افتتاحه رسميا العام الدراسي في مدرسة في احد الاحياء الفخمة في اربيل، كبرى مدن الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.

واكد الوزير وسط تلاميذ لوحوا باعلام كردستان انه يمكن اعادة فتح المدارس "ما ان نجد مأوى لهؤلاء اللاجئين". وفي اعقاب هجوم تنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق في مطلع اب/اغسطس لجأ مئات الالاف الى كردستان، وبعد امتلاء مخيمات اللاجئين، تم ايواء الالاف في مدارس. واوضحت اريان 14 عاما مرتدية زيها المدرسي الرمادي والابيض "انا سعيدة بالعودة الى الدراسة، لكنني حزينة لان اطفالا لا يمكنهم الذهاب الى المدرسة"، في اشارة الى اطفال النازحين.

وفي موقع قريب تعذر على مدرسة يام داز دوت استئناف الدراسة، حيث يمكن في باحتها مشاهدة ملابس مغسولة معلقة قرب خيمتين كبيرتين. وبين اللاجئين الذين استقروا هنا، ماتياس واطفاله الستة الذين فروا من قره قوش، اكبر بلدة مسيحية في العراق قرب الموصل، مع اقتراب الاسلاميين المتطرفين. وتجهل العائلة كم من الوقت ستبقى في المدرسة، واين يمكنها الذهاب لاحقا. واكد الوالد "قيل لنا انه يمكننا الذهاب الى مخيمات، لكنني لا اريد ذلك، الظروف هناك غير انسانية". بحسب فرانس برس.

واوضح فادي البالغ 14 عاما الذي يريد ان يصبح محاميا "نريد العودة الى المدرسة...نريد ان نكون جيل المستقبل!"، جالسا في الخيمة التي تاوي عائلته. في محافظة دهوك في الاقليم ايضا، تعذر على 650 مدرسة على الاقل اعادة فتح ابوابها، بحسب منظمة سيف ذا تشيلدرن.

طرابلس وبنغازي

على صعيد متصل أعلن مسؤول في وزارة التربية والتعليم الليبية أن عدد المدارس غير الجاهزة لبدء العام الدراسي الجديد في مدينة بنغازي تقدر بنحو 124 مدرسة، وذلك بسبب المعارك الدائرة منذ 16 ايار/مايو الماضي بين قوات اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "العام الدراسي الجديد تم تأجيل بدايته في مختلف مناطق مدينة بنغازي حتى الثامن والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر الجاري على أمل أن تستقر الأوضاع" في المدينة التي تشهد اشتباكات يومية بمختلف أنواع الأسلحة.

وأوضح المسؤول أن "63 ألف طالب وطالبة في التعليم الأساسي والمتوسط غير قادرين على الذهاب إلى مدارسهم فيما تعذر على 8550 معلما ومعلمة تأدية أعمالهم بسبب الأحداث". وأشار إلى أن "13 مدرسة تضررت نتيجة وقوعها في محيط الاشتباكات، فيما تقع 102 مدرسة في مناطق غير آمنة". وأضاف المسؤول أن "تسعة مدارس مستغلة حاليا من قبل العائلات التي نزحت من أماكن الاشتباكات"، لافتا إلى انه "لهذه الأسباب أصبح من الصعب بل من المستحيل انطلاق العام الدراسي الجديد". بحسب فرانس برس.

هذا وتعذر ايضا انطلاق العام الدراسي الجديد في عدة مناطق ليبية أخرى أبرزها العاصمة طرابلس والمناطق الواقعة غربها بسبب حرب طاحنة شهدتها المدينة بين مليشيات متصارعة طيلة الشهرين الماضيين وتستمر حتى الآن. وكانت وزارة التربية والتعليم حددت الحادي والثلاثين من شهر آب/ أغسطس الماضي موعدا لبدء العام الدراسي 2014 – 2015. يشار إلى أنه وفي التعليم العالي لا تزال الدراسة متوقفة في كل من جامعتي طرابلس وبنغازي بسبب الأوضاع الأمنية المتردية للمدينتين. ويخشى مسؤولون من استمرار الاوضاع الامنية المضطربة ما قد يحرم الطلاب من عام دراسي كامل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/آيلول/2014 - 25/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م