إنتهى الكلامُ... فلْيبدَأ التنفيذ

نزار حيدر

 

 منذ شهرين، وحديث المجتمع الدولي عن خططه في الحرب العالمية الشاملة على الارهاب في العراق يصمم آذاننا.

 لقد سمعنا زعماء العالم، مجتمعين ومنفردين، يتحدثون عن خططهم بهذا الشأن، بدءاً من خطابات الرئيس اوباما وانتهاءا بالخطابات الرنّانة التي سمعناها اليوم في مؤتمر باريس، مرورا بخطاباتهم في قمة الناتو وبعدها في اجتماع جدة.

 وبرأيي، فانهم أدلوا بما يكفي من خطابات سياسية وأحاديث إعلامية، واستفرغوا كل طاقاتهم الأدبية والإنشائية لتهيئة الراي العام لقبول الخطة التي يصفونها بالشاملة.

 وبذلك يكون مؤتمر باريس اليوم هو آخر محطات الكلام، لتنطلق بعده مرحلة العمل والتنفيذ، فالإرهاب لا تقضي عليه الكلمات والخطابات، وإنما الفعل والتنفيذ.

 ان الإحساس بانطلاق مرحلة الكلام لا يحتاج الى كثير عناء، فالكلام عادة ليس عليه ايّة ضريبة كما يقولون، فهو مجاناً لا يدفع المتحدث عليه اي ثمن، ولذلك رأيناهم كيف يتسابقون للوقوف امام عدسة الكاميرا ليدلون باحاديثهم كيف يشاؤون، موظِّفين كل قدراتهم الأدبية والشعرية والعاطفية لإثارة المتلقّين، كل حسب ثقافته وطريقة تفكيره.

 اما اذا اردنا ان نتلمّس انطلاق مرحلة الفعل والتنفيذ، فهذا يكون من خلال ما يلي:

 اولا: تسليم العراق كل ما يحتاجه من سلاح في حربه على الارهاب فورا، بعيدا عن الروتين والبيروقراطية.

 ثانيا: البدء بالخطة العسكريّة الميدانية فورا، ليلمس العراقيون نجاحات ميدانية واضحة.

 ثالثا: مد الجسور الجويّة الدوليّة والاقليميّة اللازمة لإيصال المساعدات الانسانية الى النازحين في مختلف مناطق العراق فورا، فظروفهم الاجتماعية لا تتحمل المزيد من الانتظار.

 رابعا: بدء نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج، وخاصة في الجزيرة العربية وقطر، بتحويل الأموال التي كانوا يبعثونها الى الارهابيين، والتي قدّرها السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي امس باكثر من (٣) مليارات دولار ساعدت الارهابيين على السيطرة على مدينة الموصل وبقية المدن والبلدات في سهل نينوى وغيرها، تحويلها، وأضعافها، الى العراق كتعويضات أوليّة لأسر ضحايا الارهاب كأول بادرة حسن نيّة، فالعراقيون الى الان ينظرون الى مشاركة نظام القبيلة في هذه الحرب بشكّ وريبة، وهم يتساءلون؛ كيف يمكننا ان نثق بمنبع الارهاب الاول في العالم مشاركته في الحرب على الارهاب قبل ان نلمس منه اية خطوة إيجابية عملية؟.

 خامساً: كما ينبغي كذلك على نظام القبيلة ان يبادر فورا الى ما يلي:

 الف؛ إصدار الفتاوى التي تحرّم الدم العراقي، وخاصة دماء الشيعة والأقليات كالمسيحيّين والشبك والتركمان والايزدييّن وغيرهم.

 باء: إصدار الفتاوى التي تحرّم القتال في العراق تحديدا، كما تحرّم الانتماء ودعم وتأييد الارهابيين ولو بشقّ كلمة، والإعلان عن غلق باب (الجنة) من العراق ولملمة موائد الغداء والعشاء مع رسول الله (ص)!.

 جيم؛ إغلاق قنوات الفتنة كافّة وتغيير الخطاب الاعلامي الطائفي والعنصري الذي يحرض على الارهاب بشكل مباشر او غير مباشر.

 سادساً؛ امّا بالنسبة الى الأردن التي انخرطت في التحالف الدولي للحرب على الارهاب فوقّعت على بيان جدّة وحضرت اليوم مؤتمر باريس، فان عليها فورا طرد كل العناصر (العراقية) الارهابية، خاصة ايتام الطاغية الذليل صدام حسين وكذلك العناصر التي تدعي علناً تأييدها وتعاطفها مع الارهابيّين في العراق.

 كما انّ عليها إيقاف كل الإجراءات العدوانية التي تتعامل بها مع المواطنين العراقيين الشيعة سواء المقيمين على أراضيها او الذين يمرون في مطاراتها.

 كذلك، عليها ان تراقب وتضبط حدودها مع العراق للحيلولة دون تسلل الدواب الى داخل العراق لتفجير نفسها في جموع الأبرياء.

 سابعا؛ اما تركيا، فان عليها اولاً طرد كافة العناصر الارهابية التي تجمّعت على أراضيها، فلا ترسل المزيد منهم الى داخل العراق، بالإضافة الى السعي الحثيث لضبط الحدود مع العراق، الذي يتمنى ان تكون أنقرة قد استوعبت الدرس فلا تلهث مرّة اخرى وراء أجندات نظام القبيلة الفاسد مقابل حفنة من أموال البترودولار.

 نتمنّى على أنقرة ان تبدأ صفحة جديدة في العلاقة مع بغداد، فتوظّف التغيير السياسي الذي حصل في البلدين من اجل علاقات حسنة تقوم على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون العراق بأي شكل من الأشكال.

[email protected]

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/آيلول/2014 - 20/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م